ماذا لو خرجت عن المألوف والمتعارف عليه .. وأهديت قصيدتي بعيد الأم لوالدي ؟؟
نبضة قلب
أبي
يا فجرَ حبٍّ في حياتي أو صَباحاتي
ومنْ عينيكَ يُفرحُني زمانٌ كادَ ينْساني
أعودُ لحضنِكَ الدّافي فتأخذني
تباريحُ الهَوَى في همْسكَ الحاني
على حقلِ المحبّةّ في شِغافِ القلب تأسُرني
وتَرْعاني...
وألثُمُ ظاهِرَ الكَفّين في شَغَفٍ
فألحظُ بصْمةَ الزّمنِ الذي قدْ كانَ يُسْعدني
بقربِك كانَ يهْواني
أنا أصبحْتُ أماً يا أبي وعرَفْتُ ما معْنى
الأُمومةِ والأبوّة حينَ تِلْهافي
على ضرٍّ يهددني؟
وتخشى الشَّوكَ يلسعُني ببُستاني
فهمْتُ اليوم ما جدْواكَ يا تعَبي؟
دريْتُ الآن كيفَ الخوْفُ يُقلقُني؟
وكيفَ .. وكيفَ يا نبْضي وعُنواني
أُقبِّل ظلّكَ العالي بشوْقٍ فيهِ أحْلامي
وما رسَمَ الشقاءُ على جبينكَ عزّهُ العالي
تعلّمُني لأرفعَ جبْهتي في كلِّ أحيانٍ
إلى صُبْحٍ بأهدابكْ
وعشقُ الحقل تزرعُهُ شجيراتٍ بشطآني
وكم مَرْآك يُفرِحُني
وغيْثُ الحبِّ من فيْضٍ يهامِسُ جَدْبَ أزهاري
ونجْوى الحبِّ تغزلُ بسْمةً في أمسياتٍ
في روابينا
أقاصيصٌ تهمهمُ في خواطِرنا
وذاكَ الصَّدْرُ يحْميني
فيا أبَتي
وهذا الرأسُ مرفوعٌ فلا يُحْنَى
ويغمرُني الحنانُ وقدْ
يجوبُ السِّحرُ في أنحاءِ وجداني
أنا أحيا بأحداقٍ وأهدابٍ تلمْلمُني
تضمُّ الآهَ من صدري فأنساها وتنساني
وأشعرُ بالمعاني السَّامِياتِ بها
أبي
الآن أدركُ أن تكونَ أبي
بذاكرتي تصاويرٌ من الماضي
يرقرقُ في زوايا النّفس ألحاني
إليكَ فضمَّني أحتاجُ أني
لم أزلْ قيْدَ الحياةِ
لأسمَعَ النّبضاتِ من قلْبٍ يناديني
فترتعِش الحياةُ بعمقِ أنفاسِ الرّبيعِ
على مَرابعِنا
ضاحكْتَني ... لاعبْتني في (بيت شاما)
وعندَ الأرْز في عَبَقِ الجنانِ أكونْ
أظلُّ الطِّفلةَ الحَيْرى
فأخشى من جراحِ الدَّهر تُؤذيني
نعمْ يا سيّدي إني أخافُ فراقَنا
فيا أللهُ خلِّ الغيْثَ مُنهمِراً على
وجْهِ فتشرِقُ منهُ أكْواني
تمَلَّكَ في الهوى عُمْري
أنادي في دُنايَ أبي
فيغدو الكونُ مبتسماً
تزركشُهُ جمالاتٌ من الذكرى
أخافُ أخافُ أن أحْيا على الذّكْرى
فلا ترْحلْ عن الدُّنيا
فتُرعبُني خَيالاتي
متاهة على مذبح الجرح
كم ذا يخاطبُني بكلِّ حنانهِ رمْشٌ لطيفْ
ويسائلُ الآهاتِ عن عبَقِ الأملْ
وجَعي أنا جرْحي الثّخينْ
رمشٌ تضمّخَ بالسّؤالْ
ويكادُ يخطفُني إلى بعْضِ المُحالْ
بعْضي هنا
وأنا هناكَ أحاورُ القلقَ اللّعينْ
فالصّمتُ أحمقُ كادَ يقتلُني هنا
وأراوِدُ العقْلَ العنيدْ
هل من مَخاضٍ في تفاسيرِ الخبرْ؟
أو في تضاعيفِ العمُرْ ؟
هل تورقُ الأغصانُ أهاتِ الزَّهَر؟
هل تعجنُ الخبزَ الجموعْ
أو تغمسُ الروحُ الأنينْ؟
هل أمضغُ الصّبرَ الثقيلَ هنا على كتفٍ القدرْ؟
مُمتدّة قربي مساحاتُ الضياعْ
وأصيخُ سمْعي للأمانيِّ العِذابْ
فتضيعُ في تيهِ الضبابْ..
حقلُ التّرقّب يقحم الزّمنَ الرّتيبْ
أو بعضَ بارقةِ الضياءْ
يا رعشةَ العينينِ أقربُ للتجهّدِ والخشوعْ
فلمَ الرُّكوعْ ؟
تغشى مساراتي لضوءِ الرّوح في يوم ارتشافكَ من جديدْ
يتعثّرُ الشّريانُ يحضنُ حائراً
أو تائهاً
أو خائراً
إنّي سأبْحثُ عن دَمي
وألوبُ من وجعِ السنينْ
أو بعضِ وخزٍ من حنينْ
لأكونَ قُربَك في حياةٍ مُمكنةْ
أتفيّأُ الفرحَ الضّحوكْ
وأكونُ سيّدةً بتاجِ الممْلكة
دعْني تعرشُ فوق قافيتي حروفٌ من صداكْ
قد تاهَ ظلّي في هواكْ
ورفيفُ أجْنحتي تقلّصَ في رؤاكْ
يا أنتَ قلْ لي منْ أنا؟
أأنا من الآتي البعيدْ؟
من عمقِ أعماقِ الوريدْ؟
غيثٌ كئيبٌ قد يوشحُني الشذا
وملاءتي
حيْرى ونبحثُ عن مُعينْ
وأروحُ أرسمُ صورةً
من بعض إسمكَ والحنانْ
قلْ لي : بحبلِ النّارِ كيف نجرُّ قافلة الصقيع ؟
أم نرسمُ المأساةَ من لونِ النّجيعْ ؟
قلبي يئنُّ بجرحهِ
وهمومُنا تُرخي العذابْ
يمتدُّ بينَ الغيمِ والغاباتِ رعبْ
الوشمُ متبوعٌ بأسرابِ اليمامْ
هذا اسْمها المكتوبُ بالخرز الملّونِ والنشيدْ
هذا اسْمُها نقشتهُ في عشقِ الترابْ
كم يستباحُ الياسمينْ
اليومَ أعرفُ كمْ أهاجرُ في الجُنونْ
وتغادرُ الآفاقَ تأتأتي وخوفي والعَناءْ .
هيام صبحي نجار