مُذَكّرَات رَجُلٍ ثَمِل

صباح اليقظة اللعين
الخواء يغلفنا ، والحنين إليهم استيقظ باكرا

صباح الخير يا أنا ،
اعرف هذه نبرة الاشتياق يا مذكراتي الكئيبة
واعرف ان في جعبة قلبك لي كم كبير من الحنين
واوراقك عطشى لأحبار لغتي
صباح الخير يا مذكراتي

خميسٌ مُبكي
مرضتُ و جميعُ حواسي مشتاقٌ إليك
أشتاقك أبي
أحتاجك
أحتاجُ أن أبكي على كتفك
كي أتخلص من وجعي
أن ارمي بهذا الثقل عن كاهل قلبي
احتاج ان ارجع طفلا
تزملني الى ما شئت تذهب
لن اتذمــر يا ابي
لن أكل ولن أمل
ليتك عني لِأذود بك أيها الطيب
الذي لا أحد يكفكف دمعي مثله
دعني أبكي نيابة عن حضورك
نيابة عن أبويتك التي خسرتها
احبك أبي ،ولست بخير .. !

يجلدني الحنين أليك ،
مئة جلدة بتهمة اقتراف النسيان
ويرجمني حد الموت
بجريرة تقبيل حروفك ..!

كـ قِطارٍ قديمٍ ،
ألوّثُ محيطي بسجائرِ الحزنِ
وضجيجِ أنيني يفرّ منه الناسُ
أحملُ الهمومَ أثقالاً مُضاعفة
ولا ترأف بي محطّة ما .. !

منذ ملايين القصائد
وانا ابحث عن بيت يجمعني بك
فألقمك الفرح بملعقة الهوى

لا وقت ،
لأكتب لك أيتها المذكرات
أشتاقك وكل هذا الشوق يبكيني

الصباحُ مليءٌ بنسائمِ الإشتياقِ ؟
وأنتِ على مقربةِ من غيابكِ
تمكثينَ بلا مبالاة .. !

المطر يرطب الذاكرة
ينعشها بأحداث الأمس

هذا هو الزمن المتسخ باليقظة
المتمدن بالإعوجاج
المتأسلم بالشكليات
المتسرطن بالسياسة
وكأسي ، ما زال يمنح فمي بعض السكر على استحياء .. !