بين الكاف والنون
5
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
سألتُ عنكِ العصافير والحمائم و الطيور
سألتُ عنكِ الروض والأشجار والزهور
وانا اسير في الطرقات بحثا عنكِ
اخبروني انكِ وحيدة اخبروني
وانكِ ممتنعت عن الكل تشكين الفقد
اخبروني انكِ تبكين الوجد
يا أنسي ويا نور عيوني
اخبروني ..
كم احسد الوسادة تلك التي كفكفت دموعكِ
تلك التي جرت على خديكِ
وكم تمنيت ان تكون كفي مكانها
لا ادمع الله مقلتيكِ
كيف تنتظرين روحا تحوم حولكِ كل حين
تبث اليك اللواعج والحنين
تراكِ هناك على السرير تجلسين
بثوبكِ الأبيض
تكتبين على القرطاس ما انت تنوين
وشعركِ السارح مرسلا
يتماوج كليلة من ليالي بغداد
حيث لا نور الا نور وجهك القمري
الله ..
كم اعشق هاتين العينين
تعالي اليّ ونامي بين ذراعي ّ
فقد طال فقدك طوال سنين
يا حوائي اياكِ والظنون
فان الظن بحبي اثم
يا حبي الأقدس
بين الكاف والنون
6
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
آهٍ يا أريج ..
عندما تنجرح المشاعرالنبيلة
بسكين الخيانة تنزف الأحاسيس الجميلة
نبضات الحب فيموت ..
...
كم من حبٍّ مات في قلوبٍ انكسرت
وعز على الزمان جبرها
وكم من أمنية وئدت وهان على الخائنين وأدها
ولكن هيهات لقلوب الصادقين ان تموت
فان لهم في عالم الحب جنة
لا يدخلها الا من حمل جواز الوفاء
وهم قلة..
وكتب على بيبانها
((وما زال في الحب سعة))
وأعلمي ان القلب يسع كل شيء واي شيء
مادام نقيا
وان الكذب خيانة مهما صغر او تلون بالوان
وهيهات لمن ذاق طعم الحب كيف يخون
بين الكاف والنون
7
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
ايتها الأريج الفائح بشرا
شربتُ حروفكِ قطرا فقطرا
وسرني سروركِ
استاصلي ماشئتِ من مواضٍ مضت
كان بها سبب لحزنِ شعوركِ
وازرعي بذور امل في قلبكِ النقي
واعلمي ان الثمار لا شكَّ اتية
وقطوفها دانية ولو بعد حين ..
اواه يا اريج
ارهاصات في نفسي تعذبني
فمنذ ليلتين هناك شيء يراودني
خفي الملامح عجيب التراكيب
يحمل امنيات ترهقني يحملها ويحملني
مرة هناك لجنب القمر يرفعني
ومرة لاسفل وادٍ في الأرضِ يقذفني
واذكركِ بعض حين لأن الذكرى تسعدني
يا ايتها الأنثى
التي جاءت من العالم الاخر
اما زال الخوف بعينيكِ
اما آن لهذا الناي ان ينقطع
لتشرق الشمس من بين يديكِ
وتهطل امطار ربيعك هتونا
لتزيح ستارة الماضي وينموحاضر بحب منكِ واليكِ
فقد استبد به العطش لحنانِ سركِ
تلك التي اراها حروفا تتقلب بكفيكِ
كسرٍّ خفيٍّ حملته وحملتيه
وماعاد هذا الـ"غير" يعنيه
لأنه بات يرى اشراقة النجوم بعينيكِ
وهذا ما يبتغيه
ان تكوني سعيدة
بين الكاف والنون
8
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
ايتها الأريج المحاول شعرا
ربما هناك قيس او قيوس واقياس
فليلى تبقى عامرية
.........
مجروح يا اريج
ماعاد لي شيء اخفيه
فكل ما احبه وهم
وكل ما ارتجيه وهم
واي شي المسه عدم
هذا حال الدنيا
روابطنا ارقام واحاسيسها حروف
مجردة من كل انسانية
ااتكلم بواقعية ..؟
لست قيسا يا ليلى
مشاعري جمة تجيش بالاحزان
تحشد الاحساس في النبض والشريان
وتقف على حافة النون نبضة
للكاف تسال عن ذلك الأنسان
الذي طال البحث عنه
منذ ازمان وازمان
وما عاد له في الوجود مكان
حسبته ماء ً وهو سراب بقيعة وانا الظمآن
بين الكاف والنون
9
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
في غربتي تلونت كل ايامي بلون الغروب
وخيال حبيبتي غدى يمضي بعيدا
غدا في هروب
وانا انتظر وانظر الى هناك من فوق شرفتي
علها تاتي من شمال او جنوب
وما من اثر
.......
وسمعت صدى ناي حزين
يتخلل الأرجاء في عروش الياسمين
فسكرت من غير خمرة
وشبعت من غير زاد
وثملتُ بأمواج الحنين
حتى قلبي سكر
.......
أفقتُ على ذكرى مرت من أعوام
مع زقزقة عصفور وهديل للحمام
وتغريدة بلبل عاشق
حيث تسكن الطيور هناك
يوم التقينا قرب المآذن
في ديار العاشقين
ذات الأكليل الآصفر
......
فأخذتني الذكرى بعيدا بعيدا
واسمعتني نشيج القلب
الذي غدى وحيدا
يرسم بنبضاته رسما وينبض همسا
ويغني لها أحبك.. نشيدا
على نقرة الدفوف
لترفعني من عالم البشر
لعالم الحب الفسيح
حيث تسكن ملهمتي
اواه من غربتي
بين الكاف والنون
10
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
أجل يا ليلى ..
فما زال ركننا خال منكِ
حتى بكت الكاف نونا اضحت في غياهب البعد
تشكي الفقد .. شكوة كهزيم الرعد
لاتشكّ لحظة بحبكِ
ولا تزحزح منها قيد انملة ذاك الود
ولكنها وحيدة ترتجي هطولك
يامزنة غابت برياح الصد
حبيبتي .. يا حبيبتي
اعطيني صمتا اعطيكِ نبضة يملأُ صداها الخافقين
وشتان مابيني وبينكِ وبين البين
ان تعشقي بصمت
لا اقول الا رفقا بشوق ملأ مني القلب وفاضت به العين
متى برؤياك تكتحل العين؟
يا نور العين
حبيبتي .. يا حبيبتي
بين الكاف والنون
11
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
ياذات العينين الخضراوين
ما زال همس النغم يخاطر من بين هاتين الشفتين
لعل له بقلبك مكان
ياذات العينين الخضراوين
امازلتِ تسمعين ندائي ؟
أم ان البعاد الذي حكم على عيوني بالبكاء
حكم عليكِ بالحنين
اواه منكِ
ياذات العينين الخضراوين
يامن تزورني باحلامي وقت النوم
يامن ابحرت بعينها
وانا لا اعرف السباحة ولا العوم
اني غارق بحبك
على مدى الاوقات على الدوم
ومازلت انتظر
مازلت انتظر طوق النجاة من شفتيكِ
مازلتُ ارنو لموج البحر الأخضر في عينيكِ
ومازلتُ ارى السماء ونجومها
كلها بذاك البريق
وان كنتُ كالغريق
فاني ارى كل الأشياء
اليكِ يامن زرعتِ بقلبي بذرة الحب وذهبتِ
اليكِ اكتب شوقي حروفا من الاحد الى السبتِ
ولكنكِ واقفة ترمقين السماء بنظرة
دعوتكِ لتكون نظرتي
ولكنكِ آثرتي البعد
هل تحتملين نار الصد؟
وكل نيرانه وكل لهيبه
ياحبيبه
طالما اسميتها حبيبتي
بين الكاف والنون
12
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
وتمضي الليالي وتمضي الساعات
وحبيبتي غائبة عن عيوني
وتمضي الدقائق كأنها الدهور
فرفقا ياحبيبتي بقلب حزين بحبكِ ماسور
رفقا فقد مزقته ظنوني
وغدا في البعاد مجرد ظلِ او إنه مات .
حزين قلبي هذا اليوم حزنا اليما
"فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون".
عندما تندلق المشاعر في ارض جرداء
تغدو جميلة فيها الأشياء
ولكن ليس بجمال الصدق ولا برونق الوفاء
انها دنيا البشر .
لهفتي عليكِ
واشتياقي
تجعل النار تخرج من داخلي بانفاسي
في شهيق في زفير
يحرقني.
اتعذب من بعدك ِ
وانجرح من صدكِ
فوق كل مقياس
ولا اجد بردا للوعتي
الا سيكارة ادخنها بشفتي
لأن شفتيك بعيدتان
وقلبي يتألم
بين الكاف والنون
13
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
لماذا ياسيدة المشاعر
لا تعذريني
وانا بك ِهائم وعاشق
في حنين من سنينِ
وكأنكِ لا تعرفيني
ولي بكل احساس شوقاً اليكِ
وهذاحنيني
اردت ان ارى عينيكِ
قريبة لاصفهما باقوالي
اردت ان ارى جسدك الطري
لاصفه بمثالي
فلمثلكِ حقا على الشاعر ان يكتب
ولاجلكِ حقاً للعاشق ان يموت
فمثلكِ ماكان ولا يكون
ولاني احببتكِ حقا
اصفكِ كعشتروت