كنتم فى نفس الكهف..
تتبادلون نفس الهمسات الثكلى..
وتتناوشكم خفافيش الظلمة وهوام الحجر..
أعينكم لا تبعد أبعد من كف اليد..
لا يجرؤ فيكم من يخرج صوب الباب..
تخشون نهارا يسطع فى الخارج..
وتخافون الزهر.. وأشجار الغاب.. وطيور البحر.
أطلقت الصرخة كى اوقظكم..
أشعلت النار.. بزيت القنديل..
لتضىء بكهفكم الليلة وتدفعكم نحو مسار الفجر..
ألقيتم بحجارة غفوتكم فى وجهى..
وغرستم فى ظهرى طعنات الغدر..
ووضعتم فى دربى جمرة..
أمسكت الجمرة..
لم تحرق جلدى.. لم أصرخ..
الكلمة جمرة..
والجمرة قد تشعل نارا..
والنار تضىء.. فى ليل القفر..
حتى لو أحرقت بعضا من الجلد..
قد يتجدد.. ويجدد ما بلى بسنوات العمر
أسامة أنور عكاشة - تباريح خريفية