لقد قطعنا شوطا كبيرا
واقتربنا من ضفاف الأمان
ردمنا هوّة الفقد بالورد الملوّن
وقطعنا يم الحب بسيف المحبة
لن تصطادنا شباكهم الخبيثة
ولا لغة توددهم المبطنة بالدهاء
أوهل يفقد المرء بصره مرتين !
و يفقد نفس الدرب مرتين!
أعطني يدك
وأحمل راية تشبه رايتي
وامضِ معي ..
إلى تراب بلادي
إنه ينادي
دعنا نزرعنا فيه أشجارا تسمو
إن هبّ نسيم علينا
تمتد أغصاننا ..و بالغدِ الجميل نحلم
مساحة الفرح محجّمة
أقبضُ عليها بكلتا يدي
فتفرُّ هاربة إلى محرقتها
أهي فراشة تعبت من الألوان
أم أنها طيف يستعصي علينا التمسك به !!
في زمنِ دخيل نحن
ها أنا أُقلِّب وجه الأيام
فلأ أتعرف على تاريخ يشبهنا
ولا أفقه لغة الأيام ..
لولا بعض الحب الذي ركنته في زاوية القلب
لما حلمت حروفي بالمعنى
ولا استطاع قلمي بجر نفسه على الصفحات
ولولا دفء قلبك
لكانت كل الأشياء باردة
وكان العمر تلة من الخسارات
وحدك من تُشعل شمعة الأمل
وحدك من ترتّب على أغصان عمري أناشيد الفرح
لا تعنيني المآذن المرتفعة ..
يعنيني صوت الحق والمحبة الذي يتسلل إلى مسامع الروح
قد يكون من زقاق قديم أو زاوية مهملة يعلو فيهما صوت مؤمن ..
اللذين تحدثوا عن الحب بقيت قلوبهم بيضاء
واللذين تحدثوا عن الحرب تلطخت بالدماء ضمائرهم
دعني أعتذر عن إنصاتي للغراب
وأعوّض خساراتي بزقزقة حنيني لحبك
كنتُ لأبتلى بوهم كبير
لولا صحوة الطريق تحت أقدامي
وكنتُ لأتبع الليل
لولا تعثري بنهار اليقين
يا زمن ما بك تدير ظهرك للفرح
وتمضي في سكة الخيبات المكررة
ألم تدرك بعد أننا في عطشٍ نستجدي ونحن في يمك ..بعض مطر ؟!!
هبني عقد حنينك
ليحرس عنق أيامي من سيوفهم الباردة
وازرع لي حقلاُ
حقلا واسعا من مواعيد الفرح ..
ينتابني شوق لظل نخلة
هناك حيث أحلام الرمال بالدفء
حيث نصبنا أول خيمة مودة
يومها أشعلنا قناديل نظراتنا
وأخذتنا الموتة الصغيرة ونحن تحت سطوة الصمت ..
من جديد سأطبق جفنيّ
وأستعير من شرودي قدح محبة وزهرتين
وأودع القهر في التوابيت المنسية
وعلى مهلٍ ..أحبك
الوطن آلة كل أوتاره تعزف الحنين
الحب نهر كل خريره يغني العطاء
الحرب وحش بين أنيابه تموت الحياة
لا شيء أعرفه سوى أني حاولت أن أُبقي قلبي قيد الشوق
حتى لا تموت من بين نبضاته حروف اسمك ..
الذين اعتادو الحياة القصيرة بين الموت الكثير تنقصهم الشجاعة ليكتبوا قصائد الحب ..
يبدأون حروفهم بالنار وينهونها بإنكسارت وهزائم الوطن
لكن هناك من أبت عزيمتهم التخلي عن غصن المحبة
حملوا كل بنادقهم لتبقى راية الحب مرفوعة
قلوبهم تردد الهوى
و مدادهم يؤرخ أناشيد الغرام ..
فليس من الحياة شيئاً أن تُبقي قلبك مقيدا بسلاسل الحرب وفي يدك ألف مفتاح حب ..