القصيدة رقم (19) أنثى الياسمين فـي الـقلبِ أنتمْ و الهوى بعروقي يـهـمي عـلـيَّ بـشوقه الـمحروقِ سـأعاتبُ الأشـفاقَ حـينَ غُـروبها و إليَّ هلْ سيعودُ وهجُ شروقي ؟ فـالنسمُ أوشـى لـلنوارسِ عشقهُ و الـبـحـرُ حـــّررَ مـوجَـه بـخـفوقي و سـرحتُ بالشطآنِ إنّي عاشقٌ فالـعشقُ ديـدنُه رضـا الـمعشوقِ و فــرشـتُ ظـــلَّ نـخـيلنا لأخـطّـه شــعـراً لـــه لـمـقـامه الـمـرمـوقِ لا الـهمُّ يـغزوني و لا شـحُّ الـغوى بــل إنـّما هـو مـن أصـولِ حـقوقي فأنـا زهــورُ الآسِ بــل و عـطورها و الـيـاسـمينُ صـفـاتـه بـرحـيـقي يـــا أنـجـمَ الـعـشاقِ هـلّي ها هنا جـولـي سـمـانا و انـثـري بـبريقي مـازالَ عشقيَ ساكنا رحمَ السما و الـنجمُ فـي كـنفِ الغيابِ رفيقي أرجـــوكَ لا تــرحـلْ فــإنّـي هـائـم و عـلى سـفـوحِ هـواكمو تـحليقي
القصيدة رقم (20) جُرْعَةُ مَاءٍ كَمْ ذَا تَعِبْتُ وَ مَا أَدْنُو إِلَى الْفُرُشِ أُرِيدُ جُرْعَةَ مَاءٍ تَحْتَسِي عَطَشِي أُرِيدُ رَأْفَةَ عُكَّازٍ لِتَسْنُدَنِي فِي زَحْمَةٍ لِطَرِيقٍ بِالْحَصَى حَرِشِ أُرِيدُ ظِلًّا حَنُونَ الْقَلْبِ يَهْمِسُ لِي مِلْءَ النَّسِيمِ أَنِ ائْتِي يَا خُطَى الْوَحِشِ أُرِيدُ مَقْعَدَ بَاصٍ شَاغِرًا وَ يَدًا نَحْوِي.. وَ نَافِذَةً بِالْوَشْوَشَاتِ تَشِي أُرِيدُ رُوحًا لِجِسْمِي لَا تَهَابُ رَدًى أُرِيدُ جِسْمًا لِرُوحِي ثَابِتَ الْجَأَشِ كَمْ ذَا تَعِبْتُ وَ آهَاتِي مُمَزَّقَةٌ وَ حَشْرَجَاتُ الصَّدَى مُكْتَظَّةُ الرَّعَشِ أَحْبُو عَلَى رَمْلِ أَوْجَاعِي عَلَى مَضَضٍ كَأَنَّمَا شَقَّ ظَهْرِي رُمْحُهَا الْحَبَشِي ! وَجْهُ الصَّبَاحِ عَبُوسٌ.. مُثْقَلٌ كَمَدًا وَ أَعْيُنُ اللَّيْلِ تَشْكُو حُرْقَةَ الرَّمَشِ شَجْوٌ يَبُثُّ فَرَاشَاتٍ مُبَعْثَرَةً عَلَى تُرَابِ مُنًى كَالْعِهْنِ مُنْتَفِشِ وَ غُصَّةٌ.. وَ جَفَاءٌ يَسْتَفِزُّ بِهَا دَمْعَ الرَّجَاءِ كَطَاغُوتِ الْهَوَى الْقُرَشِي هَلْ مِنْ بَصِيصٍ خَجُولٍ مِثْلَ أَسْئِلَتِي يُطِلُّ مِنْ قُفْلِ بَابٍ جِدِّ مُنْخَدِشِ ؟ يُضَمِّدُ الْحُزْنَ.. يَمْحُو الشَّوْكَ مِنْ زَهَرِي وَ يَمْسَحُ الْأَرَقَ الْمُمْتَدَّ فِي الْغَبَشِ.. مَاذَا اقْتَرَفْتُ لِأَلْقَى مَا لَقَيْتُ ؟ أَمَا مِنْ مُنْصِتٍ فِي مَدًى مُسْتَحْكِمِ الطَّرَشِ ؟ أَلُومُنِي كُلَّمَا جَادَلْتُنِي.. فَمَتَى أَلْقَى إِلَيَّ طَرِيقًا غَيْرَ مُرْتَعِشِ؟ يَا شَهْقَةَ الصَّدْرِ صَبْرًا.. لَا مَنَاصَ.. وَ هَلْ نَجْمِي وَحِيدُ الْأَسَى فِي غَمْرَةِ الْغَطَشِ ؟ صَبْرًا كَيَعْقُوبَ لَمْ يَيْأَسْ فَطَارَ بِهِ تَأْوِيلُ رُؤْيَا ابْنِهِ الصِّدِّيقِ لِلْعَرَشَ ! أَبْصَرْتُ فِي مَلَكُوتِ اللهِ نَافِذَةً فَتَحْتُهَا.. وَ يَقِينِي جِدُّ مُنْتَعِشِ لَعَلَّنِي أَرْتَوِي بِالْأُمْنِيَاتِ وَ فِي تَوْقٍ رَخِيمِ الْخُطَى أَدْنُو إِلَى الْفُرُشِ !