ثنائية (حرية في قفص المستحيل)حنان الدليمي & د. فلاح الزيدي

لست نبيا يُخاف منه ،،
إِذْلم تدغدغ بشارةُ قدومي ،،
أصابع المنجمين ،،،
لكن إِمي أحكمت غلق التابوت ،،،
الذي أحدثك منه الآن ،،
وأنا أطوف في يم الحياة ،
نضجت فاكهة الوحشة
وإختمر الجوع بداخلي ،،
والزوايا الشاحبة لم تعد قادرة
على أرشفة ضباب آخر قصيدة أسميتها ( أنت)
على دكة إنتظارك ،،
يغسلني عرق إرتباكي ،،
بعيدة أنت ،،،وجلدي لم يعد يقوى
،،على حمل مابداخله !
خففي من جمالك اريد أن أعادلك بالحسن!!

ما زلت أضحك من شدّة النحيب
لأنني أريدك والحرية معاً.. لكن كيف..؟
مللت مجاملة الورق بأصابع لا تمت لجسدك بصلة
لا أريد الحديث عن كائن لم أعرف عنه سوى حَرفه
تعبت سواعدي المعلقة على حبال الفقد والإنتظار
أشتهي التحليق
أحتاج دفء أصابعك.. وهي تنمو فوق جلدي الجليدي
تعال واطلق سراحي من كل هذا الوهم
جئتك متعبة.. يكاد ينام كلّي على بعضي
جئتك مثقلة بأحمال هواك فأرحني.. ولا تهرب كثيرا
فقلبك عندي

مالي كلما رميت بنظري بعيدا
أراك تتموسقين على ضفاف الروح
،،كفراشة ناغت جناحيها ترنيمة المطر ،،!
لم يأت في فهرسة الحسبان كل هذا الصد ،،!
ألم تخبرك فحوى السؤال الأخير أني
مازلت معلقا من فمي بسنارة الاستفهام ؟
ألم يخبرك بائع الورد ،،أن ( الارض تجهض في الهجير جنينها ،،،إن لم يزرها في العجاف غمام) ؟
في رحيلك الباهظ الكلفة أيقنت أن
الاحلام ماهي الا خلاصة لحظات محمومة ؟
جاء العيد محملا بك ،،،كيف القي بتحيته عليك
،،وكل مافي أهلتك يخبرني بأنك ربابة فاخرة
،،وأنا شعرة في ذيل حصان منبوذ ؟
( كل عام وانت ،،موسيقى دافئة)

كم أحب تناقض أمزجتك
حين تضمّها لحظة اللقى
يا رجلا تقطّنه آلاف النساء.. و (أنثى)
عجزت أن توحّدهن في قلبها الصغير
لترضي رجولتك الصاخبة
كم أحب صوتك
حين يشعل الليل بضوء ليلكي
ويعلن تجوال النشوة داخل شراييني
لأكون بكامل وجعي.. وبكامل طاقتي الأنثوية
فأستسلم لمشاكسات جنونك
كم أحب طاقتك الشاسعة على خداعي
حين تروض حواسي لصالحك
وتضرم الحرائق فينا.. حتى رماد القفص
وكم أحبك

خلف وجه المرايا تسكن ذاكرتي ..
ومن قصائدي تفوح رائحة إفتضاحي ..
ياقلادة أيامي ..ياوجه نافذتي المبحر بي
الى آخر الصباحات !!
تقربي واحتسيني بكأس الهمس
واتركي ماتساقط من فمك
يحكيني عند أول الليل
سنابل أرضي
أين الربيع من اكتمال صوتك المرصع
بتغاريد الطيور ..
سنابل وجعي المزدحم بأهازيج الطفولة البريئة
تعالي وانسليني كخصلة شعر تمنتها الريح
لحظة هدوء موجه
أحبك يا عافية الارض
بكل جهات السمع والبصر
أحبك ياسندريلا كل حكاياتي
الممزوجة برائحة النعاس !!

حين أتذكّرك.. يلوح في أفقي ضوء آخر
يشبه دهشة الموت
يشبه الخشوع الطافح من سجدة أمي
يشبه شهقة طفل.. بعد طول اختناق
يشبه نشوة الشمبانيا الأولى على طاولة القهر
يشبه لحظة ارتحال الروح في غفوة سرمدية
حزينة بلقائك
بعد آلاف السنين النبضية وبعد كل هذا العمر التائه عنك
حبنا داخل القفص.. بطولة لم يدونها تأريخ سابق
أيها الغجري الأنيق الذي يغمرني بنأيه
لا تمعن طويلا في الهروب.. فأنا ابنة نيوتن
وأنت سرّ الجاذبية

سأعقد قران لهفتي على وحشة المكان
لعلي أرشي القفص بفرضية اللقاء
وسأشعل آخر سيجارة ادخرتها في علبة الحنين إليك
وسأطلب مني أن أقرأ آخر ما كتبت
وسأسصغي لي بقوة وأنا أقول
علّقت في جنح السحابة وردة ..مقطوفة من لهفتي السمراء
وطلبت منها أن تمر على التي ..كانت ومازالت حديث سمائي
الغيم ياليلى رسول محبتي .،،،،،..وبه إليك قد بعثت ندائي
لاتهربي إن جاء فوقك خلسة ...وله إنصتي إن بان فيه بكائي
،،،،،
وسأحتال على مفاتنك بعقلية الناسك ،،،وساترك باب القفص مفتوحا لاني أعلم
أن العصافير لاتحتاج الى دليل أثناء عودتها الى أعشاشها

ما لهذا القلب لا يغادر حنينا ولا أنينا إلا أحصاه
يتسلّل عطرك إلى كوّة أنفاسي عنوة
فينتحب الشهيق على أديم الترائب
لا تقل لي أننا التقينا ذات حب
لقاءنا محض فراق لا قدرة للأرواح على مجاراته
لقاءنا بركان يكسوه صقيع الفقد
نور تعربد الظلمة في خلاياه
الفراق أشد شراسة من الموت ذاته
الفراق جرح عميق.. لا يبلسمه سوى النسيان
والنسيان أكذوبة صنعتها شائعة بلهاء في زمن اللاّ خيار
كيف أنساك وماضيك زاد لجوع مستقبلي الضبابي
كيف أغض عنك الطرف.. وأحداقي لا تشتهي إلا رغيف وجهك
أم كيف أكتب والحرف بلا عينيك لا يلهمني
تعال كما أنت بلا تعديل
وتغلغل في مسامات واقعي.. كــ كذبة ناصعة الصدق
لا تقبل التضليل

ذاكرتي لم تعد حاضرة في زمن تورم مسمعهُ من حرارة (المسجات الفارغة!!)
أحتاج إلى ديتولٍ للنسيان يمكنني من تطهيرها
فعلاجي قد أصبح منتهي الصلاحية !!
من يخبر بائع (الحب!!) أن علكة النسيان ..أصبحت خارج حسابات الذاكرة!!؟
الله ماذلك الصوت القادم نحوي ..؟؟
ياترى هل أنت نبع كل هذا لعبق ؟؟
..فأصابعي لم تعد قادرة على تحمل حرارة (الحب!!)
ربما أحتاج إلى الإسراع في بناء سفينتي فكل شيء حولي ينذر بوقوع الطوفاان؟

هل هو الحب الذي يسير في عروقنا حقا أم الموت..؟
بأي حبر شاحب أخط كلمة الفراق
كي ترقى لمعناها الحقيقي المفخخ بالحشرجات
الفراق العظيم الذي لا تتسع للواعجه المقابر
أجمل ما في هذا الحب أنت
كم تثير وجعي.. حين تتدلى من نافذة القفص
كنورس تأخر عن مواسم الهجرة
فخبّأ أجنحته في دولاب التقاعس.. وابتلع المفتاح
الحب مولود حزين هويته الهاوية
مسقط رأسه دمعة نائية في جزر الضباب
إقترب مني
كي تصعد الدموع إلى الأعلى
كي تهطل في مآقيها بهجة
تعال واقتلع أغصان غربتي من جذورها
لتنمو قبلتك ببطء.. على أرض شفتي