كُنْ هَشَّا ً بَشَّا ً لا تَعْبسْ *** فالعَبْسُ قُنوطٌ وجُحُودُ ما ضاقت إلا وانحَلَّت *** وتَداعَى بالصبر حَديدُ أرأيت الغيث إذا يَهْمِي *** يسبقهُ بَرْقٌ ورعودُ والليلُ إذا طالَ فحَتْماً *** يتبعهُ فَجرٌ مَوْلودُ المُفْطِرُ لا يَشْعُرُ عِيداً *** والصَّائمُ يُسْعِدهُ العِيدُ أرأيتَ العَبْدَ إذا صلَّى *** أدناهُ من الله سُجودُ أرأيت العَبْدَ إذا يزْكُو ** فالمال ُ طَهُورٌ ويَزيدُ الواجدُ جَلَّتْ قُدْرَتهُ ** يَعْبَأ إنْ يَدْعُ الموجودُ الله الله فلا حَزَنٌ *** ورضَاهُ الخَيْرُ المَنْشُودُ
مَسْلَكُ العارفين توسَّلْتُ في عُسْري فَألهَمَنِيْ اليُسْرَا ** وناجيتُ في خَطْبي فأورثَنِي البُشْرَى وقد تَعْجَزُ الأسْبابُ أن تَعبُرَ النهْرَا ** وتعبرُ إنْ لاذَتْ ببارئها البَحْرَا كأنَّ دُعَائِيْ كَانَ مِفتاحَ حَاجَتيْ ** وأقْفَالُها كانت سُلُوِّي عن الذِّكْرَى وكَمْ ضَلَّ ذو العينين في سَلْك مَسْلَك ٍ ** وكَمْ بالهُدَى أعْمَىً وقد قَطَعَ الوَعْرا تَضَعْضَعَت الأشْجارُ من بعد قُوة ٍ **وأمْسَتْ وقد شَاخَ اللُّبَابُ بها قِشْرَا وتلك نواميسُ الحياة التي جَرتْ **فَبَان ٍ بها دَارَاً وبَان ٍ لَهُ قَبْرا ومِنْ زُخرف الدنيا ابتلاءٌ لأهلها** وأهْلُ النُّهَى لا يأمنونَ لها مَكْرَا نعيشُ حَيَارَى والسَّرائرُ تشتكيْ **لماذا وفي الإيمان ما يَشْرحُ الصَّدْرَا فمن آمنوا بالله والبَعثِ أفْلَحوا ** فإنْ أصلحوا كان النعيمُ لهم أَجْرَا وسِيَّان عند العارفين وسِادُهم ** أكَانَ خَمِيلاً ذلك الفَرْشُ أوْ صَخْرا وَسِيَّان عند العارفين مُريدُهُمْ ** أيَسْكُنُ كُوْخَاً ذلك المَرْءُ أوْ قَصْرَا وقد يحسبُ الغِرُّ الحياةَ فَراسِخاً ** وكانت كما تبدو لأعينهِمْ شِبْرَا تَعَالَوْا على وَكْسِ النفوس وغَيِّها ** فما زَيَّنَ الشيطانُ في بَالِهم وِزْرَا وكان غِنَاهم أنهم زهدوا الغِنَى ** فكان سَنَا الرُضْوان ِ في وجْههمْ بَدْرَا وعاشوا على حَدِّ الكَفَافِ كأنَّهمْ ** مُلُوكٌ وما حَازوا قُصوراً ولا دُرَّا إذا شبعوا صاموا وراضوا نُفُوسَهَمْ ** ففي جُوعِهم دَرْسٌ ليَخَْتَبروا الصَّبَْرَا تَرَى سَلْوة العَيْش الكريم بدَارهِمْ ** ولو شربوا ماءً ولو طَعِموا البُرَّا إذا فَاضَ قُوتُ اليوم لَمْ يَبْقَ عندهُمْ ** وفي أمَّةِ الإسلام من يشتكي الَفقْرَا إذا فَخَروا كان التَذَللُ فَخْرَهُمْ ** ففي ذُلِّهمْ لله ما أعظَمَ الفَخْرا ولولا عِبَادٌ مثلهم في حياتنا ** لعاشَ غَريرُ النَّاس يَسْتَمْرئُ الكِبْرَا مَيامِينُ يَحْظَى الخَيْرَ مَنْ جَاءَ سَاحَهُمْ * ولو كان قَبْلاً قَدْ أَسَرَّ لهم شَرَّا عَلامَتُهُمْ نُورُ الهُدَى في جبَاهِهمْ "* وسِيمَتُهُمْ تَلْقَى بضَرَّائِهم شُكْرَا مَجَالسُهمْ حَاطَ المَلَائِكُ حَوْلَها ** فكَانَ لها طِيبٌ نَشُمُّ لهُ عِطْرا وما مَهَرُوا الدنيا وقد هُيِّئَتْ لهمْ ** فما رغبوا فيها ليُهْدوا لها مَهْرَا يعيشُونَ أحْرَارَاً فأجْمِلْ بَعَيْشِهمْ **ُأسَارَى حياة الزُهد أَجْمِلْ بهم أسْرَى ألا ليت قَوْميْ يقتدونَ بهَدْيهمْ **فمَنْ سَارَ في مِنَهاجهمْ كَسَبَ الخَيْرَا يَضُوعُ أريجُ الخير في خَلوَاتِهمْ **وتأتِيْ غُيُوثُ الرزق في إثْرِهِم تَتْرَى فيا ليتَنِي منهمْ ولو كنتُ تابعاً** ويبقى دَوائيْ أنْ أقولَ بهم شِعْرَا
يا زورقي ****** إذا الريحُ هَالتْكَ يا زَوْرَقي .........ومَالتْ سَوَاريكَ والأشْرعَه فليس سوى الله ربِّ السَّماء........إذا شَتَّ حالُك أنْ يَجْمَعه ومن لاذَ بالله في حَوْمَةٍ ........فلا ينحني في رَحَى الزَّوْبَعَة إذا البَدْرُ قد غيَّبتهُ الغُيومْ.......وأخْفَى عُبَابُ الدُّنا مَطْلَعَه ففي القلب يبقى يَقينُ النَّجاة...فسبحان سبحان من أوْدَعَه له سَبَّح الكونُ والكائناتْ.......هو الله مَا مِنْ شريك ٍ مَعَه خِمَاصاً حَمَام القَطَا إذْ غَدَا ......وقد رَاحَ والرِّزقُ قد أشْبَعَه فيا زَوْرَقيْ لا تَلِنْ في الخُطوبْ......وكُنْ شامخاً لا تَكُنْ إمَّعَه ولَسْنَا لِمَا نزرعُ الزَّارعِين..........ولكنهُ الحَقٌّ من أيْنَعَه
أتسمحُ لِيْ أتسمحُ لِيْ بأن أبقى ........هنا يا صَاحب البُستانْ فَلِيْ في الرَّوْض أزهارٌ.........من التُوليب والرَّيحانْ وأخشى لو أغادرُها............تضيعُ بحَوْمَة النِّسيانْ ففي البُستان أشجارٌ.........طِوالُ الفَرْع والسِّيقَانْ وهذي مَحضُ أزهار ٍ............رقيقات ٍ على العِيدَانْ وَثَمَّ جَرَادُك الوحْشِيُّ..........كم أفْنَىَ من الأغصانْ وكم فَزَعَتْ حَمَامَاتٌ .......... من الشَّاهين والثُّعبانْ وأنت ترى ولا أدريْ ............. ..لماذا يُمْهَلُ الطُغيانْ
الدنيا نظرتُ إلى الدنيا بعين مُلاحظ ٍ.......... رأيتُ بها دَارَاً يجاورُهَا قَبْرُ وكلُّ جميل ٍ لا يدومُ جمالهُ .....وكل صغير ٍ سوف يُهرمهُ العُمْرُ رأيتُ نُخَيْلاتِ الرياض وقد نَمَتْ.....وزارعُها مَيْتٌ وما أ ُكِلَ التمرُ وكم فَرَّ مَحْرورٌ إلى البحر لاهِثاً....فما كان إلا أنْ أطَاحَ به البحرُ رأيتُ أمَانِيَّ الرجال مَصَارعًا.....ولو آثروا التسليم لانْعتق النَّحْرُ بُلَهْنِيَةٌ تبدو بظاهر وجهها....وقد خَبَّأتْ من تحته شِقْوَة ً تَذْرو وليس لها عند الأغَرِّ غِواية ٌ.......... ولكنها تُغوي فيُحْببُها الغِرُّ فعُدت إلى نفسيْ أهُذُّبُ غَيَّهَا..وألجمُ ذَاتِيْ كي يَقَرَّ لها إصْرُ أهُدْهِدُ فيها كي أُرَوِّضَ جَنْحَهَا ..وأصبرُ حتى يستقيمَ بها الصبرُ
يالذكراها لاحَـــت الـذكــرى ولــمَّــا تَـنْـسَـنِـي* كـلـمـا حــاولــت أنـسـاهــا تَــلــوحُ تصـحـبُ القـلـبَ ولـــم تـــرأفْ بـــهِ*** مِبضَـعٌ يَنْـكـأ ُ فــي جُــرح ٍ يـنــوحُ يــــا لـذكــراهــا الــتـــي أدْمَـنْـتُـهــا*** كـلـمــا يــغــدو نــهــارٌ أو يـــــروحُ لا تـلـومـونـي فــمــا لــــيْ حِـيــلــةٌ** فـي مَسَـاءَاتـي ســوى أنــي أبــوحُ ربــمــا تـســمــعُ شَـــــدْوي مَـــــرَّة*فَتُـصَـافِـيـنـيْ وقـلــبــي يـسـتــريــحُ ********* كل حرف ٍ في اسمها أمسى قَصِيدَا*** ينـثـرُ الأشـــواق عـطــرا ونـشـيـدا وا قُـلَـيْــبَــاهُ الـــــــذي لا يـنــثــنــي**عـن عهـود ٍ بعدهـا أمسـى شـريـدا مُــــذْ تَـلَاقَـيْـنَـا عُـيـونًــا بـالـضُّـحـى*** وتَـوَاصَـلْــنَــا عِــيَــانًـــا وبَـــريــــدَا ثـــم رَاحَـــتْ واستـبـاحـتْ سُـهْـدنَــا** فاستـشـاطَ الـوَجْـدُ بَـرْقـاً ورُعُـــودا هـــل حَــديــدٌ قَـلـبُـهـا لــمَّــا جَــنَــى* أمْ تُـرَاهَـا قـــد رَأتْ قـلـبـي حَـديــدَا ********* يـــــا لـذكــراهــا بـلــيــل ٍ غَـــائِـــم ٍ**** مَاسِـخ ِ الصَّـبـر ومَـحْـرُور الـفُـؤادِ فـي غَيَـابَـاتِ الـجَـوَى صــارت لـنـا*** تلـكُـمُ الـذكـرى مِـهَـاداً مــن قَـتَــاد ِ يــــا لعيـنـيـهـا ومَــــا قَــــدْ قَـالَــتَــا** * عن عُرَى الأشواق في عهد الودَادِ كـيــف ذاك الـعـهـد ولَّـــى وانْـتَــأَى*** مُوقِـدًا نــاراً و يَــذْرو فــي رَمَــادي فاسْتَـفِـقْ يــا أيـهـا القـلـب اسْتَـفِـقْ** ليست الذكـرى سـوى مُـرِّ الحَصَـادِ لـــن أراكَ الـعُـمْـرَ تَـصْـلَـى حُـبَّـهـا** ثــم أبـقـى سَاهِـمـاً أرثــي حِـيَــادِي