وصَال... ! عبد اللطيف غسري هذا البياضُ الذي أرْقى فَأفْرِشُهُ = مُعَتَّقٌ، ماءُ وَجهِي ليسَ يَخدِشُهُ أعلوهُ.. أسْكُبُ فِي ياقاتِهِ عَرَقًا = بِريشَةِ الوَهَجِ المكنونِ أنقُشُهُ آهاتُ رُوحِيَ نَخْلاتٌ تُظَلِّلُهُ = تحْنُو عليهِ ولا تَنفَكُّ تُنْعِشُهُ يُرَفْرِفُ الغُصْنُ في جَيبِي ... سأَغْرِسُهُ = هُنا لَعَلَّ نسِيمَ الذَّاتِ يُرْعِشُهُ هَا نَبْضُهُ.. أُرْجُوَانِيَّ السِّماتِ بدَا = هَا دِفئُهُ.. بِرُؤًى حَمْرَاءَ أنْبِشُهُ هَذا النتوءُ حُصُونٌ غَيرُ مُشْرَعَةٍ = مُزَخْرَفُ البابِ مَمْشاهَا مُرَقَّشُهُ لكِنَّنِي بِجُنودِ القلبِ أفتَحُهَا = لَيسَ الشُّعُورُ سِوَى جَيْشٍ أُجَيِّشُهُ أطِيرُ فِي لَذَّةِ المَعْنَى بِأجْنِحَةٍ = رِيشُ الدَّلالاتِ فِيهَا الجَهْدُ يَنْفِشُهُ مَسَافَةُ الألْفِ حَرفٍ ليسَ تُعْجِزُنِي = وَمَنبَعُ البوحِ غَوْرٌ لستُ أنكُشُهُ فِي البَدْءِ كُنتُ وَفِي عَيْنَيَّ خاطِرَةٌ = تَبُزُّ أيَّ كلامٍ قدْ أُوَشْوِشُهُ (من مجموعتي الشعرية)
قدَرُ القصيدة شعر: عبد اللطيف غسري أنينُ الحَرفِ في السَّحَرِ انـْشِغالُ = بـِآلامِ القصِيدَةِ وَابْتِهَالُ ولِلكلمَاتِ في وَصفِ اللآلي = جنوحٌ بالبَيَانِ لهُ اشْتغالُ فإن صَدَحتْ قرَائحُنا ببَعضٍ = منَ الأشجانِ يرسُمُهُ الجَمَالُ فما كنـَّا على وَترٍ وقوفـًا = ولا أغرى جوانِحنـَا الدلالُ ولكنْ بَهجة ُ الشعراءِ في أن = يقولوا ما يَضيقُ به المَقالُ فكيفَ نـُلامُ مِمَّنْ ليسَ تـُرْعَى = لهُ في الشِّعر نـُوقٌ أو جِمالُ وكيف يُقالُ ليسَ لنا ذِمامٌ = وكيفَ يُقالُ فـُكَّ لنا العِقـَالُ وإنـَّا لا نبَالي باعْتقادٍ = ولا مَا تستقيمُ به الخِلالُ إذا عَنـَّتْ لنا بيضُ القوافي = على كثبٍ أوِ انـْفتـَحَ المَجالُ لزرْعِ غيَاهبِ الأوقاتِ بـِشْرًا = فيُصبـِحَ للوجودِ بهِ اكتمالُ وتلكَ مقالة ٌ لِلجَهل فيهَا = نزُوعٌ واحتِبَاءٌ واتـِّصالُ قديمًا أبْرَقَ الجُعْفِيُّ قولاً = إلى مَن في مَدَاركِهِ خَبَالُ "ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ" = فلا يَحلو لهُ الماءُ الزلالُ* بـِزندَقةٍ قدِ اتـُّهِمَ المعَرِّي = ولمْ يكُ فِي الضمير لها احتمالُ أدِينَ بمِثـْلِِها الحَسَنُ بْنُ هانِي = وقِيلَ لـَبـِئسَ قـَوْلـُكَ والخِصالُ وبَعضُ النـَّاسِ ليسَ لهُمْ عقولٌ = فتـُدركَ ما يَقولُ به الرجالُ فكيفَ إذا أتى الشعراءُ يومًا = بقولٍ لا يُحيط بهِ الخيالُ ترَاهمْ يَنظرونَ إلى قـُشورٍ = لهَا عَن زُبْدَةِ المَعنى انـْفصالُ ويَنتبذونَ عَن عَمْدٍ مكانـًا = قـَصِيًّا في الجَهالة لا يُطالُ فـَذا قدَرُ القصِيدَةِ ليتَ شعري: = عروسٌ لا يَطيبُ لهَا الوصالُ * إشارة إلى بيت المتنبي: ومن يك ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ = يَجد مُرًّا به الماءَ الزلالا الجعفي هو أحد ألقاب المتنبي
لـَذتِي الشِعْرُ... عبد اللطيف غسري مَرْكـَبي الحَرْفُ أرْتـَقِيهِ وأمْضـِـــــــي = فأجُوسُ البـِحَارَ طولاً بـِعَــــــــــــرْضِ لمْ أزَلْ مُفـْرَدَ العَقِيرَةِ فــَــــــــــــــــرْدًا = في انطلاقاتِي وَالمَقامَاتُ عِرْضِــــــي لـَذتِي الشِعْرُ والمَلـَذاتُ شتــَّـــــــــــــى = لِجُنونِي كـُلُّ المَتاهَاتِ تـُفـْضـِـــــــــــي أسْبكُ الحَرْفَ لِلـْقِيَانِ حُلِيــًّــــــــــــــــا = أضْربُ المُفرَدَاتِ بَعْضًا بـِبَعْــــــــض قـَبَسَتـْها قريحةٌ مُجْتبَاةٌ = تطلـُبُ الغَوْصَ في غـَيَاباتِ وَمْضِ رَضِيَتْ هَمْهَمَاتـُها بانبـِجاسٍ = يَحْتـَويها وَإنْ يَكـُنْ غَيْرَ مُرْضِ كـُلـَّما ضَمَّها وشَاحُ القوافي = أزْهَرَ البوحُ مِنهُ في كلِّ رَوْضِ مُقـَلُ الضَّوْءِ إنْ تـَكـُنْ مُغـْمَضَـــــــاتٍ = عنْ رُبوعِي ما ضَرَّنِي بَعْضُ غمْضِ هلْ يُوَاري منازلَ الشمس رَفـــــــــعٌ = لِسُدُولٍ في الليلِ أوْلـَى بـِخفــْـــــــــض خَفـَقاتٌ بـِغـَيْضَتِي تتعالــــــــــــــــــى = لِعَصَافِير البوْحِ تشْدو بِنَبْضــِــــــي وَفراشاتـُه يَثِبْن سَكـــــــــــــــــــــارى = فوقَ أوراق الأقحُوَان بأرضِــــــــــي مَاكثاتٍ لـَعـَلـَّهُنَّ إذا مــــــــــــــــــــــــا = شئتُ يومًا يَنـْهَلـْنَ مِن بعضِ فيضـِـــي واليَعاسيبُ يَلـْتـَمِسْنَ رَحيقـــــــــــــــي = ليتَ شعري أيَّ اللـُّباناتِ أقـْضِـــــــــي لا تـَبيتُ الحروفُ عِنديَ حَيـْــــــــرَى = مَاؤُهَا دائمُ الخرير بحوضــــــــــــي دَحَضَ الدِّفءُ في سمائي غُيومـــــــًا = تـُمْطِرُ الوَهْمَ أنـْهُرًا ذاتَ حِمْـــــــض هِيَ في مَنطِق الغـَوَاياتِ لـَغـْــــــــــــوٌ = حُجَّة ٌلِلسُّكون أوْلـَى بدَحْــــــــــــــض يا طيُورَ المَسَاءِ بالشدْو عـُــــــــودِي = يا نـُيُوبَ الضياءِ في الليل عُضِّــــــي المغرب 08/10/2009
إلى البحرِ أطوِي كُلَّ مَوجٍ... عبد اللطيف غسري يََخُبُّ حِصَانُ الشَّمسِ والظلُّ واقِفُ = وَأنتَ على تشْذِيبِ حُلْمِكَ عَاكِفُ وَأوْراقُكَ العَذْراءُ سِفْرٌ طَوَيْتََهُ = وَمِنْ شَجَرِ الإحْسَاسِ فِيهِ قطائِفُ وَلِلماءِ أُخْدودٌ يَقولُ لكَ اقْتحِمْ = عُيُونَ الشِّتاءِ الآنَ.. هَلْ أنتَ وَاجِفُ؟ دَعِ القَلَمَ الوَرْدِيَّ يَرْسُمُ دَرْبَهُ = زَوَاحِفَ ضَوْءٍ ما لهُنَّ حَرَاشِفُ وَكُنْ وَتَرًا لا يَسْأمُ الليلُ عَزْفَهُ = وَكُنْ خَبَرًا فِي جَوْفِهِ مِنهُ طائِفُ أوِ اخْتَرْ وُقوفًا عِندَ ناصِيَة اللظى = هُنالِكَ جِسْرٌ نازحٌ بكَ عَارفُ بِعَيْنَيْكَ فَجْرٌ أنتَ تَنْزِفُ طُهْرَهُ = فَهَلْ شَهِدَ الرَّاءُونَ ما أنتَ نازفُ؟ تجَلَّيْتَ فِي مَعْنى الحُضورِ وَإنَّمَا = حُضورُكَ طَيْفٌ فَي القراطِيسِ هَاتِفُ ضِفَافُ الصَّدى تنزَاحُ.. أمْسِكْ ذُيُولهَا = إذا الصوتُ مَعْنًى لِلصَّدى وَمُرَادِفُ على عَجَلٍ أبْحِرْ بِأشْرِعَةِ الأنا = لعَلَّكَ فُلْكَ الذكْرَياتِ تُصادِفُ تركْتَ رَياحِينًا هُناكَ نَدِيَّةً = ـ أتذكُرُهَا؟ـ حيثُ الظنونُ عَواصِفُ وحيثُ لِسَانُ الوقتِ يَجْرَحُ حَرْفَهُ = وحيثُ قُصَاصَاتُ السؤالِ صَحائِفُ مَتَى يَشْرَئِبُّ النَّجمُ مِن شُرْفَةِ المدَى؟ = سُؤالٌ لِأسوارِ الإجَابَةِ ناسِفُ وَنادَيْتَ عِشْتارَ القصيدةِ أنْ ضَعِي = نسِيغَكِ فوقَ الجِذعِ، فالغُصنُ راجِفُ ألم تعْلمِي أنِّي عَصِيٌّ بنِينَوَى = وأنِّيَ طَوَّافٌ عَنِ النهرِ عَازفُ؟ إلى البحرِ أطوِي كُلَّ مَوجٍ وَطِئْتُهُ = أليْسَ لِأسْمَاكِي لديهِ زَعانِفُ وإنِّّي لَمَوْلودٌ بِزاوِيَةِ الرِّضَا = وَلَكِنَّ ظِلَّ الحُلمِ في القلبِ وَارفُ وَإنِّي لِفَتقِ الأمْنِيَاتِ لَرَاتِقٌ = وإنِّي لِنَعْلِ القافِيَاتِ لَخَاصِفُ من مجموعتي الشعرية...
غَرَّبْتُ مَشْدودًا إلى زُحَلِ! عبد اللطيف غسري مِن شَرْقِكِ المَحْفُوفِ بالأسَلِ = غَرَّبْتُ مَشْدودًا إلى زُحَلِ سَئِمتُ رَعْدًا فِيكِ صَيْحَتُهُ = تَغتالُ عُمْرَ الماءِ والعَسَلِ وَضَحْكَةً حَيْرَى مُحَنَّطَةً = وَمَوْعِدًا لَمْ يُشْفَ مِن شَلَلِ ونَظرَةً باتَتْ بَراءَتُهَا = تنامُ فِي أُرْجُوحَةِ الكسَلِ مَسْكُوبَةٌ كالشَّمسِ أنتِ على = أثوابِ هذا الجِذعِ والطلَلِ وَالليلُ فِي كَفَّيْكِ بُرْدَتُهُ = قد حَاكَهَا مِنْ سُترَةِ الوَجَلِ رُدِّي عَليهِ لونَ شَهقَتِهِ = هَيهاتَ! لا عَوْدٌ عَلى أمَلِ مَشْبُوبَةٌ كالبَحرِ أنتِ.. ألمْ = تصْرَعْكِ مِنِّي ثَورَةُ الغَزَلِ؟ مِن مَائِكِ الصَّادِي إلى شَبَهٍ = أصْدَرْتُ وَجْهِي خَشْيةَ البَلَلِ وَمِن زَوَاياكِ التِي شَحُبَتْ = جَمَّعْتُ أشْيَائِي على عَجَلِ عَلِمْتُ أنِّي دَفَّتَا خَبَرٍ = فَاخْتَرْتُ أنْ أُطْوَى بلا جَدَلِ وأنَّنِي سَطْرٌ على طَبَقٍ = مِن فِضَّةٍ مُلْقًى إلى أجَلِ فَاخْتَرْتُ أنْ أمْتَدَّ فِي زَمَنٍ = يُقِلُّنِي فِي ذِرْوَةِ الجَذلِ مَضَيْتُ مَشْمُولاً بعاصِفَةٍ = مِن صَيِّبِ الآهاتِ والمَلَلِ جِسْرٌ مِنَ الغَيْماتِ يَعْرُج بِي = إلى شِتاءٍ ذابِلِ المُقَلِ الظلُّ يَسْعَى بِي ولا أثرٌ = إلاَّ لِمِشْكاةٍ على جَبَلِ وَالشَّادِنُ المَنْفِيُّ فِي جَسَدِي = يثْغُو إذا أرْعاهُ بالقُبَلِ لا تَسْألِي عَنِّي غَدًا ثَمِلاً = أوْ أيَّ يَومٍ شَبَّ في كَلَلِ بَلْ فاسْألِي عَنِّي قُرُنْفُلَةً = حَمَّلتُهَا أُضْمُومَةَ الجُمَلِ الوَقْتُ يَذرُوهَا بِلا أسَفٍ = والصَّمتُ يَتلوهَا على مَهَلِ (السريع) من ديواني الشعري الثاني
كْوَالْيَا... إضاءاتٌ على جِسر الألم عبد اللطيف غسري لا أرَى فِي حُشَاشَةِ الصَّدْرِ إلاَّ = وَجعًا فِي عُشْبِ الخَوَاطِرِِ حَلاَّ كُلَّمَا عُجْتُ فِي الشرُودِ عَليْهِ = فَتَحَ الأخْتامَ العُلا وَأطَلاَّ ذاتَ جُرْحٍ ألْفَيْتُهُ مُسْبَطِرًّا = مِن شَرايِينِ الذِّكْرَيَاتِ انْسَلاَّ يَرْتَمِي فِي غُلالَةِ الرُّوحِ هَمْسًا = ثُمَّ يَرْتدُّ هَاجِسًا مُعْتلاَّ مِن سِهَامٍ عليهِ ألفُ دَليلٍ = كَيفَ لِلقَوْسِ بَعْدُ أنْ يَسْتدِلاَّ فِي رَذاذِ الشعُورِ يَلبُدُ دَهْرًا = ثُمَّ يَندَاحُ كائِنًا مُبْتلاَّ أحَمامًا فِي فِكْرَتيْنِ تجَلَّى = أجْوَفَ الصدرِ وانِيًا مُضْمَحِلاَّ أمْ بُغاثًا على جَناحيْهِ يَكْبُو = عَن دَمِ البَحْرِ نَبْضُهُ لَمْ يَكِلاَّ كُلَّمَا احْتَلَّنِي توَارَيْتُ سِرًّا = فِيهِ حَتَّى دَمْعُ السِّراجِ انْهَلاَّ تسْتوي أوْجُهُ المَسَافةِ عَندِي = بَينَ وَجْهٍ أتى وَآخَرَ ضَلاَّ وأرَى أذرُعَ المَسَاءِ سِيَاطًا = تَجْلِدُ الضَّوْءَ مِن هِلالٍ أهَلاَّ وأراني أسِيرُ فوقَ تلالٍ = مِن حُروفٍ تخِرُّ تَلاًّ فَتَلاَّ أسْألُ البَحرَ حِينَ يَأكُلُ مِلْحِي = أشِرَاعًا لدَيْكَ دَرْبِي اسْتقَلاَّ هَذِهِ مَوْجَةٌ تَوَلَّتْ وَهَذِي = مَوْجَةٌ فِي جِرَابِهَا ألفُ كَلاَّ وأنا الجالِسُ المُنَمْنَمُ وَحْدِي = في يَدِي ثَوْبٌ بالأنِينِ اخْضَلاَّ يا شِتاءً على الضلوعِ تمَطَّى = لَمْ تَدَعْ لِي مِنَ الأخِلاَّءِ خِلاَّ أرَغَامًا نَثَرْتَ فوقَ جَبينِي = أمْ غَمَامًا بَثَثْتَ يَحْمِلُ ظِلاَّ من ديواني الشعري الثاني ذاتَ جرح: ذاتَ هنا بمعنى الظرفية، ذاتَ يوم، ذاتَ فجر... ذاتَ جرح.
كـُلِي ثـَمَرَ الفؤادِ عبد اللطيف غسري أرُشُّ القلبَ بالدمْعِ المُــــــــرَاقِ = فـَتِيهـِي فِيهِ يَا شبَقَ المَآقِــــــــــي تـَهَادَيْ فِي مُرُوجِ الرُّوحِ إنـِّـــي = رَبيعُكِ حِينَ تـَسْـلوكِ السَّوَاقِـــــي كـُلِي ثـَمَرَ الفؤادِ وَلا تـُبالِــــــي = بـِفاكهةٍ تـَطِيبُ على الفِــــــــرَاقِ وَكـُفـِّي عَنْ مُرَافقةِ الدَّوَالـــــي = سِوَى الأغْصانِ مَا لـَكِ مِنْ رفـَاقِ يُجَافِينِي التوَجُّعُ إذْ تـَجَلـَّــــــتْ = مَرَايَاكِ الرَّشِيقة ُفِي روَاقِــــــــي وَهَذِي ذِكرَيَاتُ الحُزْنِ صَرْعَى = قدِ الـْـتحَفتْ بـِأنـْسِجَةٍ رقــــــــاقِ سَيُلـْبـِسُهَا العَرَاءُ غدًا مُسُوحًـــا = وَيُلـْقِيهَا بـِأقـْبـِيَةِ الزقـَــــــــــــاقِ فتأنـَفُ أنْ تـَطـُوفَ بها الحُبَارَى = وَترْمِيهَا بـِأحْجَارٍ دِقـــــــــــــاقِ تنـُوءُ الرَّاويَاتُ بـِحَمْلِ شِعْــري = يَدِبُّ التـَّوْقُ فِي ظهْري وَسَـاقي تـَمَلـْمَلَ خَلفَ قـُضبَانِ التأسِّـــي = وَأقـْلـَقـَهُ الحَنِينُ إلى انـْعِتـَـــــاقِ نهَارُ البَوْحِ يَحْلـُمُ بـِانـْبـــــــلاجٍ = عُيُونُ الصَّقر تـَحْلـُمُ بانـْطِــلاقِ وَعَاطِفة ُالعَنادِلِ غيْرُ حُبْلـَــــى = بـِفتـْحٍ وَهْيَ ترْزَحُ فِي الوَثــاقِ يُطِلُّ البدْرُ مِنْ أطـُمِ الليالـــــي = وَيَخرُجُ فِي انـْبجاسٍ وَانـْبثــاقِ وَيَنـْهَمِرُ الضياءُ بـِرَبْعِ قلبــــي = سُيُولاً مِنهُ وَاسِعََةَ النطـَـــــــاقِ وَيُرْسِلُ خلفَ قافلةِ الأمَانـــــي = بَرَاذِينـًا تـَخُبُّ لدَى السِّبَــــــاقِ فتعْقِرُ أضْرُعَ الأوهَامِ فِيهَــــــا = وَلوْ رَكِبَتْ على ظهْر البُــرَاقِ تعَالـَيْ فامْسَحِي أثرَ التنائِـــــي = تعَالـَيْ فاغْسِلِي وَجْهَ التـــلاقِي فقدْ شَربَ التـَّغـَضُّنَ ثمَّ وَلـَّــتْ = نـَضَارَتـُهُ بـِآثار احْتِـــــــــرَاقِ المغرب أكتوبر 2009 براذينا: جمع بِرذَون، وهو الحصان الهجين
أنتِ لِي...! عبد اللطيف غسري أنتِ لِي.. فَاحْجِزي بقَلْبِي مَكَانا = وَاصْنَعِي للشُّعورِ فِيهِ صِوَانَا خَبِّئِي فِيهِ ما تشَائِينَ عَنِّي = مِنْ كَلامٍ أوْدَعْتِهِ الأجْفَانَا وابْذُرِي فِي رََغَامِ لَيْلِيَ نَخْلاً = وَازْرَعِي فِي قِيثَارَتِي ألْحَانَا حَطِّمِي ألْواحَ الجَليدِ بِرُوحِي = أيْقِظِي فِي جَوَانِحِي الإنسَانَا فَتِّشِي لِي فِي الأفْقِ عَنْ ضَحِكاتٍ = شَارِدَاتٍ أضَعْتُهُنَّ زَمَانَا فِي تضَاريسِ الذاتِ نَهْرٌ قَدِيمٌ = يَرْكُدُ المَاءُ دُونَهُ أحْيَانَا قَرِّبي قُرْبَانَ اشْتِياقٍ إليْهِ = وَانْثُري فَوْقَ ضِفَّتَيْهِ جُمَانَا كُنتُ صَخْرًا فَفَجِّرِينِي عُبَابًا = هَادِرًا نَسْتَحِمُّ فِيهِ كِلانَا كُنتُ ظِلاًّ فَأَشْعِلِِينِي انْتِشَاءً = وَاجْعَلِي لِي مِنَ اللهِيبِ لِسَانَا وَافْتحِي شُرْفَةَ الدَّلالِ وَألْقِِي = فِي يَدِي مِنْ شُبَّاكِهَا رُمَّانَا كَمْ تَوَغَّلْتُ فِي الرَّتابَةِ حَتَّى = ضَجَرُ الرُّوحِ أطْفَأَ الألْوانَا ليْسَ إلاَّ الرَّمادُ لِي شِبْهُ لَوْنٍ = يَملأُ الرَّاحَتَيْنِ والفِنجَانَا رُبَّمَا هَذا النَّبْضُ نافِذةٌ لِي = نحْوَ أنْشُودَةٍ تَنِزُّ حَنانَا أَشْرِعِيهَا وَلْيَنْفُذِ الشَّوقُ مِنهَا = فيَشِفَّ الجُذوعَ والأفنَانَا ذوِّبِي مِنهُ فِي دَمِي نَرْجِسًا أوْ = يَاسَمِينًا إنْ شِئْتِ أوْ أُقْحُوَانَا وَانْقُشِي وَجْهَ لَيْلَتِي قَمَرًا أوْ = أطْلِقِي لِلصُّبْحِ الأسِيرِ العِنَانَا أنتِ لِي.. كُلُّ نَظْرَةٍ مِنْكِ سِفْرٌ = رَكِبَ البَوْحُ فِي ذُرَاهُ بَيَانَا كُلُّ إِيمَاءَةٍ قِلادَةُ عِطْرٍ = نَفَثَتْ فِي جِيدِ الدُّجَى العُنْفُوَانَا أنتِ لِي.. كَم أدْمَنْتُكِ الآنَ حَتَّى = صِرْتُ جَرَّاكِ أعْشَقُ الإدمانَا كُنتُ بالعِشْقِ قدْ كَفَرْتُ وَلَكِنْ = شِئْتِ لِي أنْ أسْتَرْجِعَ الإيمانَا من ديواني الشعري الثاني
قالتْ مَقالتهَا.. والضَّادُ ضَيْعَتُهَا عبد اللطيف غسري ارْكُضْ بِرِجْلِكَ إمَّا عَارضٌ عَرَضَا = أوْ هَرْوَلَ الضوءُ فِي السَّاحَاتِ أوْ رَكَضَا أَرحْ أناكَ اتَّخِذْ رُؤْياكَ مِنْضَدَةً = أوْ فَافْترشْ فِي احْتِراقِ الحُلمِ جَمْرَ غَضَا أَزِحْ ضَبَابَكَ ما أقْصَتكَ ذاكِرةٌ = إلاَّ لأنَّ النَّدَى عَنْ نَخْلتَيْكَ نَضَا انْضُدْ أثاثَكَ فِي بَيْتِ الحَنينِ ولا = تَرُمْ عَنِ الزهْر أوْ أحْلامِهِ عِوَضَا لوْ شِمْتَ بَدْرَكَ لاشْتاقَتْ نضَارَتُهُ = لوْ فُضَّ غَيْمُكَ عَنْ جَفْنيْهِ لانْتَفَضَا لوْ شِئْتَهُ ضَاحِكًا بانَتْ نَوَاجِذُهُ = مِنْ كُوَّةِ الليلِ حتَّى وَجْهُهُ وَمَضَا يا أنتَ! يا سَوْرَةَ الأنَّاتِ فِي ضَحِكِي = لولا اتِّقادُكَ قلبُ النار ما نبَضَا لولا غُمُوضُكَ كانَ الصَّحْوُ مَزرَعَتِي = فَانْفُثْ برَمْضَائِيَ الحَرَّى نسِيمَ رضَا آهٍ! ألمْ أتَوَضَّأْ مِن شَذاكَ أنا؟ = ألمْ أُصَلِّ بِمِحْرَابٍ بكَ انْتَقَضَا؟ إنِّي قَبَضْتُ هَوَاءً مِنكَ هَبَّتُهُ = حتَّى تَقَلَّصَ كَفُّ الشَّوقِ وَانْقَبَضَا الأغْنِيَاتُ قدِ اخْضَرَّتْ على شَفَتِي = ظِلِّي على هَضْبَةِ الأحْزانِ قدْ نَهَضَا أحْللْتُنِي فيكَ.. أنتَ الآنَ تُضْمِرُنِي = أعْلِنْ إيَابَكَ فِي أنشُودَتِي غَرَضَا اجْدِلْ ضَفائِرَ أيَّامِي على مَهَلٍ = أسِرْ إليكَ إذا مَعْنى الضُّحَى غَمَضَا قالتْ مَقالتهَا والضَّادُ ضَيْعَتُهَا = على المَمَرَّاتِ يَجْري هَمْسُهَا مَضَضَا فقلتُ ألقِي تجاعِيدَ الأسى وَضَعِي = أوْزارَ حَرْفِكِ إنِّي فيكِ حُكْمُ قضَا من مجموعتي الشعرية..
أُرْجُوزَةٌ... بَعْثَرَنِي نِظامُهَا! عبد اللطيف غسري لا تسْألينِي ما اللظى وَلامُها = مُؤَثَّلٌ فِي غَيِّهِ ضِرَامُهَا أُرْجُوزَةٌ مُسْتَعِرٌ كلامُهَا = أنا الذِي بَعْثَرَنِي نِظامُهَا فِي مُهْجَتِي مَشْبُوبَةٌ أقلامُهَا = للآخَرِ الفَيْءُ وَلِي سَنَامُهَا ما لَيلةٌ فِي حُضْنِهَا أنامُهَا = إلا مُنًى يَسُرُّنِي اغْتِنامُهَا أوْ عَثَرَاتٌ فِي دَمِي اسْتِجْمامُها = تشُدُّنِي إلى الضَّنى ذِمامُهَا غلالةُ الشَّوقِ أنا رَسَّامُها = وَلذَّةُ التَّوْقِ أنا خَيَّامُهَا يا وَرْدَةً يَجْذِبُنِي اشْتِمامُهَا = عُرَاكِ في مِرْوَحَتِي أختامُهَا ليتَ التِي يُشْهِرُنِي أُوَامُهَا = وَيَنْتضِينِي كالمُدَى هُيَامُهَا مُعْشَوْشِبٌ مِنْكِ لها رَغامُهَا = وَمُسْفِرٌ عَنْكِ لها غَمامُهَا وَليتَها تَحْمِلُنِي أنْسَامُهَا = إليكِ أوْ يَعْرُجُ بِي حَمَامُهَا إلى متى يُشْعِلُنِي إلْهَامُهَا = لكِنَّما تُخْمِدُنِي أوْهَامُهَا يا وَرْدَةً مُخْضَلَّةً أكمامُهَا = يُدْرَكُ فِي لَغْوِ الشذا قِيَامُهَا هَلْ آبَتِ الرَّوحُ .. أظَلَّ عامُهَا = فَظلَّلَتْنِي فِي المدَى أعلامُهَا وَأشْرَقَتْ مِنْ غَرْبهَا أيَّامُهَا = وأوْرَقَتْ أذرُعُهَا وَهَامُهَا أمْ شَابَتِ الأرضُ، وَذِي أنْغامُها = مُمَزَّقًا يَشْعَبُنِي اقْتِحَامُهَا آبِقَةً فِي جَوِّهَا سِهَامُهَا = يُنْقََضُ فِي كُلِّ يَدٍ إبْرَامُهَا أنَّى لِأوْجَاعِ الرُّبَا الْتِئامُهَا = وَكُلُّ ما يُوجِعُهَا أحْلامُهَا لا تسْألينِي ما اللظى وَلامُها = فَاضَ على شَوَاطِئِي قَمقامُهَا أُرْجُوزَةٌ بَعْثَرَنِي نِظامُهَا! من مجموعتي الشعرية..