مقَهَى عزاوي الشهير، كان احد المقاهي التي تميز باحتفالها وإحيائها ليالي رمضان،
حيث يقيم خلال الشهر الجليل إقامة الألعاب الشعبية التي تقوم على الفراسة والتأمل،
ومن أشهر تلك الألعاب (المحيبس والصينية والنقلة).
وهذا المقهى الشعبي الشهير اقترنت شهرته بالأغنية البغدادية الشهيرة (يا كهوتك
عزاوي).. ويعود تأسيسها الى القرن التاسع عشر على وجه التقريب. وكان يقع في سوق
الهرج ـ جانب الاحمدية ـ بجوار حمام الباشا منطقة الميدان. وعلى الرغم من ان صاحبه
كان يدعى (حميد القيسي)، لكنه اشتهر باسم (كهوة عزاوي) نسبة الى شاب كان يعمل بها
جاء من واسط اسمه (عزاوي)،
وهذا الشاب كما يذكر الحاج محمد كاظم الخشالي احد المطلعين والمهتمين بتاريخ
المنطقة. كان يتمتع بصفات ومزايا أعجبت رواد المقهى، فقد كان اريحي النفس وطيبها،
يلبي طلباتهم من دون ضجر او تململ، هذه وغيرها جعلت رواد المقهى يزدادون يوماً بعد
آخر، الأمر الذي جعلهم يسمون المقهى باسمه.
وذاعت شهرة المقهى في أنحاء بغداد باسم (عزاوي) الذي كان يجيد عمل الشاي بطريقة
مميزة، فضلا عن نظافة المقهى، حتى أصبح بمرور الأيام نقطة جذب للكثير الذين يؤمونه
ويتلذذون بشايه ذي النكهة الطيبة والطعم الفريد.
وفي حديثه لي: ذكر الحاج محمد الخشالي بان صاحب المقهى كان يقيم الليالي الرمضانية
وسائر الليالي، وعلى وجه الخصوص كان يدعو أشهر قراء المقام العراقي مثل نجم الشيخلي
واحمد زيدان، وكانت تقام فيه الأعيب الظل من وراء ستارة شفافة يؤديها (عيواظ
وكركوز) بإدارة (ارشد أفندي).. وكانت تلك الألاعيب تحتوي انتقادات وسخرية للأوضاع
السائدة آنذاك تزعج الدولة.
وقد كتب احد الشعراء الذين كانوا يرتادون المقهى الأغنية المشهورة (يا كهوتك عزاوي)
بعد ان حدث خلاف بين الشاب الواسطي وصاحب المقهى، أدى الى عودته الى محافظته والذي
أدى الى حرمان رواد المقهى من خدماته ولحسن أدبه وخلقه العالي ونزاهة تصرفه وروحه
الطيبة ومعاملته لرواد المقهى، وتناقصهم بمرور الأيام، وتحولهم الى المقاهي
القريبة، ما دفع بصاحب المقهى الى التخلي عنها وبيعها.
لقد كتب احد الشعراء كلمات تلك الأغنية المشهورة والتي ما زالت ترددها الألسن والتي
مطلعها:
ابن أوادم
كناية عن ذي الخلق الكريم والشمائل العالية .
والعراقيون يجمعون آدم ،على اوادم ، وهو جمع فصيح (لسان العرب) وسمي أبو البشر آدم ، لأنه خلق من أدمة الأرض ،أي ترابها، وفي الحديث : كلكم بنو آدم ، وأدم خلق من تراب .
وكان العرب يكنون عن آدم ، بأنه ابن الطين (لسان العرب).
ذكر أن أبا العيناء – وكان ضريرا- سلم عليه أحد الناس، فلم يعرفه ، وقال له من أنت ؟
فقال له وهو يمازحه: من بني آدم .
فتعلق به أبو العيناء، وقال له : مرحبا كنت أظن أن هذا النسل قد انقطع.
ابن البارحة
كناية بغدادية عن محدث النعمة.
ولابن الرومي:
رأيت الدهر يرفع كل وغد ويخفض كل ذي رتب شريفة
كمثل البحر يرسب فيه حيّ و لا ينفك تطفو فيه جيفه
وكالميزان يخفض كل واف ويرفع كل ذي زنة خفيفة
ابن حلال
كناية بغدادية عن الطيب ذي الخلق الكريم.
والحلال : الأمر المسموح به ، والبغداديون يسمون ما يملكونه حلالا، يعني انه كسبه بسبب من أسباب التملك الشرعية.
وابن الحلال : هو الناتج عن اجتماع شرعي ، وهو الزواج.
ابن حمولة
كناية بغدادية عن الفتى من عائلة كريمة .
أحسبها محرفة عن الحمالة ، وهي احتمال الديات والغرامات ، يقال : رجل حمال ، أي انه يحمل الكلّ عن الناس ، ولا يحمله إلا عميد قوم أو كبيرهم .
أو لعل أصلها : الحمول ، فصيحة وتعني الحليم الصبور.
أبن الدروب
كناية عن السفيه الوقح ،الذي عاش وتربى في الدروب والأزقة ، فلم يصادف تهذيبا ولا تأديبا.
ابن دلال
كناية عمن عاش عيشة ناعمة مترفة ، فاصبح رقيق البنية ، ضعيف البدن .
ابن عائلة
كناية عن الفتى المتصف بالصفات الحسنة من حياء ، وكرم وشهامة ،ومروءة ، يعني انه نشأ في عائلة ربته على الخلق الكريم، وبعكسه يكنى عن الذميم بأنه (طالع من زرف الحائط) ومعنى زرف يعني ثقب.
ابن عم النعلجي
كناية عن التعلق بسبب واه .
وتروى قصص عدة ، عن التعلق بسبب واه ، وجميعها متشابهة ،اروي منها قصة: ذكروا أن فرسا حاز قصب السبق في المضمار ، فأظهر أحد النظارة الفرح العظيم ، فقيل له هل أن الفرس لك ؟ فقال لا ، لكني ابن عم( النعلجي) الذي نعل الفرس ،النعلجي :الذي يسمر نعل الدابة في حافرها،ونعل الدابة طبق من الحديد يوقى به الحافر ، ويكون له كالنعل للقدم.
ابن ملجم
كناية عن الخائن الغادر،الذي يجازي على الإحسان بالإساءة، وابن ملجم هذا ،هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام، وكان الأمام عظيم العناية به والرعاية له، فاصبح مثلا للغدر والخيانة .
ابن نص (نصف) الدنيا، ابن نص بغداد
كناية عن الوجيه من قوم سراة.
ابن نعمة
كناية عمن كان كريم الخلق ، لطيف المواجهة ، بشوشا ،حليما ، يعني انه ربي تربية عالية.
أبو اسماعيل
كناية يطلقها البغداديون ، ويريدون بها الشرطي العراقي.
أبو بيتنجانه (باذنجانه)
كناية عن الكرادي ، والكرادة : أصحاب الكرود المحيطة ببغداد ،من زارعي البقول والخضر . وتشتمل هذه الكناية ،على روح الاستهانة بزارعي المخضرات والبقول ، وهي نتيجة رواسب عميقة في نفوس البغداديين ، ترجع إلى الأيام التي كان فيها أجدادهم من البدو الرحل الذين يرون انهم أعلى مقاما ممن يحترف الزراعة والتجارة ولما تحضر قسم من هؤلاء البدو ، امتهنوا زرع الحبوب من الحنطة والشعير ولكنهم ظلوا ينظرون بعين الاستهانة إلى زارعي الخضر والبقول ، ويتندرون عليهم ، بأنهم من "زارعي الطماطة".
ابو جاسم لر
كناية بغدادية ن تطلق على من يتعاطى الفتوة.
والفتوة : تعبير عن جميع الصفات الحسنة ، والفتى : هو الذي يتمتع بالحسن من الصفات ، من مروءة وشهامة ، ونجدة ، وشجاعة ، وكرم ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي.
أبو حلك ( فم ) الذهب
كناية عن المنطيق المفوه الذي يسحر السامعين بأحاديثه وخطبه .
الحلق ، في الفصحى :مجرى الطعام والشراب ، وجمعه : حلوق ، وحلق ، و أحلاق.
(الحلك) عند البغداديين، يراد به الفم حصرا ، ويجمعونه على (حلوك)،وهم يسمون مجرى الطعام : البلعوم،فصيحة ، ويسمونه كذلك :الزردوم ،من الزردمة، فصيحة الغلصمة ، او موضع الابتلاع.
وممن أطلق عليه لقب :فم الذهب ، القديس يوحنا ،أسقف القسطنطينية ،لاشتهاره بخطبه البليغة ،ولد بإنطاكية في السنة 347م وتوفي سنة 407م.
أبو خليل
كناية يطلقها البغداديون ، ويريدون بها الجندي العراقي.
أبو خميس
كناية بغدادية ، تطلق على الشجاع ،تشبيها له بالأسد ، لأن البغداديين يكنون الأسد بأبي خميس.
أبو خيمة الزركة
أبو الخيمة الزرقاء،كناية عن الله سبحانه وتعالى،ويراد بالخيمة الزرقاء ، السماء.
أبو الدكايك
كناية بغدادية عن صاحب التصرفات السيئة.
الدقة في الفصحى : التصرف الظاهر البين ، من دق الشيء : أظهره .
والبغداديون يلفظونها بالكاف ،ويعنون بها التصرف الظاهر البين ،فان كان حسنا ، قالوا : خوش دكة ، وخوش بمعنى :حسن ، وان كان التصرف سيئا ، قالوا : دكة دونية ، واذا وردت معماة ،في قولهم : أبو الدكايك ، فيراد بها التصرفات السيئة .
أبو راس الحار
كناية عمن كان سريع الغضب .
ويكنى بهذه الكناية عن أبي الفضل العباس ، أخي الأمام أبي عبد الله الحسين ، وشريكه في الفوز بالشهادة في كر بلاء كني عنه هذه الكناية : لأن المتعارف بين كثير من الناس في العراق ، أن أبا الفضل العباس ، لو أقسم احد أمام قبره يمينا كاذبة ، يعجل بالبطش به ، وقد قوى هذا الاعتقاد ، حوادث عدة ، كانت تحدث بين حين وآخر ، بأن أحد المتخاصمين أمام ضريح العباس ، فيصاب فور أدائه اليمين ، بهزة تصرعه ، وقد تفتله ، ألامر الذي جعل المتنازعين من الناس ، يتحاشون اليمين أمام ضريح العباس ، خشية أن تصيبهم " شارة من شاراته" أي بطشة منن بطشاته ، ولذلك يكنى عنه : أبو راس الحار ، ويكنى بأبي الشارات .
آبو الراهي
كناية بغدادية عن المستعلي المتمكن، الذي يتكلم من موضع القوة بهدوء وسكون .
والثوب الراهي ، عند البغداديين : العريض الفضفاض.
والرهو، في الفصحى : الرفق والهدوء ، والسكون .
أبو الزمير
كناية عن ذي المظهر الفخم ولا طائل وراءه ، شبه بنوع من صغار السمك في دجلة ، له شوارب طويلة ،وليس فيه نفع ولا دفع.
أبو زيد الهلالي
كناية عن الجبان الذي يدعي لنفسه البطولات ، ويتحدث عن معارك خاضها، وعن وقائع ظفر فيها بأعدائه ، تقال للطنز ، تشبيها له بأبي زيد الهلالي ، أحد فرسان السير .
أبو عقل التنك
كناية بغدادية عن ضعيف العقل.
أبو عقلين
كناية بغدادية عمن في عقله خفة.
والكناية قديمة ، وردت في الرسالة البغدادية : مسكين آبو العقلين، هو ينظر بأحدهما في الفواتح ، وبالآخر في العواقب.
أبو عليوي
كناية عن السيارة التي تستهلك مقدارا كبيرا من البنزين ،والكناية من كنايات سواق السيارات . تشير الكناية إلي رجل يكنى بابي عليوي ، كان يأكل أكلا مفرطا، ويشرب شرب الهيم ، فشبهت به السيارة التي تستهلك المقدار العظيم من البنزين.
· أقول: عليوي مصغر علي ، وعلي ، مصغر علي.
أبو فليس
كناية بغدادية عن البخيل الشحيح .
والفليس : مصغر الفلس ، وهو اصغر فئة من فئات النقد ، والفلس الآن ، واحد من خمسين من الدرهم ، وواحد من الألف ، من الدينار ، ولمعرفة ثمنه في الزمن المتقادم ، راجع كتاب النقود العربية وعلم النميات ، الذي يشتمل على رسائل في النقود ، نشره الأب أنستاس ماري الكرملي رحمه الله.
والفلس باعتباره . فئة في النقد ، فلا يصلح إلا لشراء الأشياء التافهة ، ذات الثمن البخس ،
قال المتنبي يهجو كافور الإخشيدي
لا تشتر العبد إلا والعصا معه أن العبيد لأنجاس مناكيد
من علم الأسود المخصي مكرمة آباؤه البيض أم أخواله الصيد
أم أذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود
أبو كلاش
كناية عن الفرد من عامة الناس.
الكلاش: محرفة من ( قلاجا) الآرامية ، بمعنى الخف والحذاء، وقال التكريتي في جمهرة الأمثال البغدادية 2/253 : أن الكلاش حذاء وجهه من الصوف يلبسه الفقراء ،واحسبه تركية: كالوش ، بمعنى حذاء .
أبو الكلبجة
الكلبجة ، هي الأصفاد الحديد التي يقيد بها المعتقلون ، وأحسب أن الكلمة فارسية ، متكونة من كلاب: سيخ الصيد المعقوف، وجه : للتصغير.
والكناية بغدادية عن العرق الذي يسكر من أول جرعة ،لأنه يؤدي بالإنسان إذا تناوله إلى العربدة، فالاعتقال، ووضع الأصفاد في يديه.
أبو ناجي
كناية بغدادية عن الإنكليز عامة ، وقد شاعت هذه الكناية أبان الحرب العلمية الأولى ، لما هاجم الإنكليز العراق ، فكان البغداديون إذا أرادوا ذكر الجيش الإنكليزي ، كنوا عنه بقولهم : أبو ناجي ،وصل للموقع الفلاني ، واستمرت هذه الكناية من بعد ذلك إلى الآن ،واستعملها كثير من الشعراء والصحافيين ،فكانوا إذا أشاروا إلى الحكومة البريطانية أو دار السفارة البريطانية قالوا : أبو ناجي واكتفوا بها للدلالة على ما يريدون.
قال الملا عبود الكرخي في الرصافي لما ترك العراق ليعيش خارجه:
يا مشافي يا معاف هم رجع طار الرصافي
آه يا ربي وربه متكلي شنهو ذنبه
لو أبو ناجي يحبه كان رزقه اليوم وافي
الأعياد أيام مباركة يجتمع فيها شمل الأسرة الموصلية يمارس فيها الموصليون عادات وتقاليد حميدة توارثوها أباً عن جد فضلاً عن الطقوس الدينية الإسلامية الصحيحة التي عرفوا بتمسّكهم بها.
ويسمّي الموصليون عيد الفطر المبارك بـ(عيد الصغيغ) وعيد الأضحى المبارك بـ(عيد الكبيغ). ويقولون: (إنّ العيد هو للصغار) و(إنّ العيد للفقير)، فهو مناسبة فرح كبيرة للأولاد أكثر من الكبار الذين يحسبوا الحساب لمصاريفه ويتضجروا من الخمول الذي يصيبهم طيلة أيامه التي يتوقفون فيها عن ممارسة أعمالهم اليومية الاعتيادية. وصحيح أنّ العيد هو للصغار فهم ينتظرون قدومه ويعدّون الأيام التي تسبق مجيئه بشوق، كي يحصلوا على الملابس الجديدة و(العيدانيات) والتمتع بالألعاب المسلية والأطعمة الشهية.
وكذلك هو عيد للفقراء الذين يسترزقون فيه بأعمال مختلفة تدرّ عليهم ببعض المال الذي افتقدوه في الأيام السابقة فضلاً عن زكاة الفطرة والهدايا من الملابس الجديدة والطعام التي يتلقونها من الأسر الموسرة.
كان الموصليون يستعدّون لاستقبال العيد بتهيئة الملابس الجديدة للأسرة منذ بداية شهر رمضان المبارك، فيذهب الأب مع أولاده الكبار إلى الخياط الخاص بالأسرة في شارع غازي، ويوصيه بخياطة البدلات لأولاده إذ لم تستورد الملابس الجاهزة بعد، ويؤكد عليه أن تكون (راهية) بحيث يمكن لبسها لمدة عامين على الأقل. ويفصّل الأب (جاكيت) عند الخياط نفسه ويشتري طاقة قماش (بتة) من قيصرية (سباهي بزار) ويعطيها لخياط الزبونات في قيصرية الخياطين مقابل جامع الباشا ليخيطها زبوناً له أو (صاية)، وقد يخيط (دمير) بدل (الجاكيت) عند هذا الخياط.
ويوصي الأب لأولاده على قميص لكل واحد منهم عند خياط القمصان و(البويمباغ) من تحافجية سوق السراي.
كما يذهب الأب مع أولاده في اليوم نفسه إلى (سوق القوندرجية) قرب حمام الصالحية، ويوصي بعمل أحذية لأولاده إن كان الموسم شتاءاً وصندل إن كان صيفاً. وقد كان من المعتاد أن يخطئ (القوندرجي) في حفظ القياس لأنه لا يجيد القراءة والكتابة، فيكون في النتيجة الحذاء كبير تضع الأم قطع من القطن في مقدمته ليلائم رجل الصبي، أو صغير ضيّق يتسبب في إيذاء كعب رجل الصبي وعرجه طيلة العيد (وتطلع فغحة العيد من خشمو).
أما الجواريب فتنسج في البيت مع الكفوف واللفّاحات من القطن أو الصوف إن كان الموسم شتاءاً.
أما الأولاد الصغار فتخيط لهم الأم أو إحدى البنات الماهرات دشداشتين شتوية أو صيفية أو توصي خيّاطة المحلّة لخياطتها من القماش المقلّم بعد شراءه من الدلالة التي تدور على البيوت في هذه الفترة مع بقجة من الأقمشة المختلفة إذ كان محرماً على المرأة الذهاب إلى السرجخانة إلاّ للنساء الكبيرات في السن. كما تفصّل الأم لها ولكل من بناتها فستانين حسب الموسم، وهذه الدشاديش والفساتين يستعملها الأولاد لمدة سنة كاملة من العيد إلى العيد الآخر.
تبدأ الأسر في عمل الكليجة وهي حلويات العيد المهمة قبل يومين أو ثلاثة من العيد، ويباشر بالعمل بعد السحور في رمضان وباشتراك جميع أفراد الأسرة بنين وبنات مع امرأة خبّازة يعرفها أهل البيت. وتكون الخبّازة قد أعدّت العجين قبل النوم لكي يختمر ويكون جاهزاً عند السحور، وتصوّغ الكليجة بتقطيع العجين إلى كرات صغيرة ثم حشوها بالجوز وجوز الهند (جوز النركيلة) والتمر، ويكون شكل القطع مختلف لكل نوع من الحشي لتمييزها، فتكون أم الجوز بيضوية مكذولة من الجانب، وأم جوز الهند مدورة ومكذولة من جميع أطرافها، وأم التمر على شكل وسادة صغيرة بدون كذلة أو سنبوسك، ويخلط بعض العجين مع السكّر لعمل قطع مدورة رقيقة تسمّى أم الشكر، وأخرى مدورة محززة بالسكين من الجوانب تسمّى (مدوّغايات) بدون سكّر يفضّلها كبار السن مع الشاي. وفي الصباح الباكر تبدأ الخبّازة بشوي الكليجة في التنور في سطح البيت ويكمل العمل عند الضحى، أو ترسل الكليجة في صواني إلى فرن المحلّة ومع كل صينية بيضة لدهن وجهها.
ثم ينظفون ويشطفون أرجاء البيت ويهيئونه لاستقبال الزوار والأقارب.
في الليلة السابعة والعشرين (ليلة القدر) تقام الموالد وحلقات الذكر والأدعية مع إيقاعات الدفوف والنقّارات والطبلات حتى صلاة الفجر. ويتم في ليلة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم توديع الشهر من على المآذن، وتقرأ قبل صلاة العشاء قصائد بالمناسبة، ويردد المنشدون مثلما رددوا في استقبال الشهر:
الوداع .. الوداع .. يا رمضان يا شهر التراويح وعليك السلام
الوداع .. الوداع .. يا رمضان يا شهر الغفران وعليك السلام
الوداع .. الوداع .. يا رمضان يا شهر التسابيح وعليك السلام
الوداع .. الوداع .. يا رمضان يا شهر القرآن وعليك السلام
وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان يعمل الخياطون والقوندرجية ليل نهار، وكذلك الخيّاطات في المحلاّت لانجاز طلبات (المعاميل)، وقبل أيام قليلة من العيد يعملون حتى الصباح طيلة الليل، ويتم تسليم البدلات والأحذية قبل العيد بيوم واحد أو يومين وفي ليلة العيد حتى الصباح، ومثلما يفعل القوندرجية يفعل الخياطون مثلهم، فقد يبالغ بعضهم بجعل البدلة (راهية) أكثر من اللازم، أو قصيرة البنطلون أو الجاكيت فيطلب الخياط جلبها بعد العيد لتصليحها.
كذلك يعمل الحلاّقون ليالي العيد حتى السحور، ويذهب الأولاد بعد الحلاقة إلى حمام المحلّة أو السوق الذي يزدحم ليلة العيد بشكل غير طبيعي إلى الصباح. وفي ليلة العيد أو في اليوم الأول منه يشتري رب البيت الجرز من الحلبي في شارع حلب المخلوط من حب القرع وحب الشمزي والفستق والبندق والكازو والبطم وفستق العبيد والقضامي مع الملبّس والجقليت أو الحامض حلو. ويقدم زكاة الفطر (الفطغة) آخر أيام رمضان إلى الفقراء والمساكين بموجب تعليمات يعلن عنها الخطباء في الجوامع (صاع من الحنطة أو التمر أو ما يعدل أحدهما من النقود) عن كل فرد من أفراد الأسرة.
يعلن قاضي المدينة عن رؤية هلال شهر شوال مساء آخر أيام رمضان، ويطلق المدفع قرب الجسر الحديدي سبعة اطلاقات إيذاناً بقدوم العيد، ثم يطلق بعد كل أذان خلال أيام العيد. فيفرح الأطفال ويهزجون ويغنون: جا العيد ودنعيّد .. ونعزم بنات السيّد، ويدورون على بيوت المحلّة يغنّون (العايدة) مهنئين بمقدم العيد: يا العايدة ... يا العايدة ... باب الجبير ... عامودكم فضة وذهب ... فضة وذهب ... ستايركم حرير ... جينا على أبو حازم عيصلّي... عيصلّي ... دستو جبير ... دستو جبير ... ويعشي العصملّي ... العصملّي ... الله يخلّي حازم ... آمين ... وبجاه الله واسماعين ... آمين ... واحد على التينة يكبغ وينطينا ... سبع بنات عالباب تلعب على التينة .. أشنو هذا منوّر بالسما بدر البدور .. يمكن أبو حازم ببيت الله يزور .. هاون هاون ... تنطونا لو نتكاون ... سغبس سغبس ... تنطونا لو نتكغبس. وينامون ليلة العيد بعد وضع ملابسهم وأحذيتهم الجديدة عند رؤوسهم، وهم يحلمون بأجمل الأيام في الصباح القادم، وينهضون على صوت تكبيرات العيد المنطلقة من الجوامع حيث يؤدي المصلّون صلاة العيد. ويعايد المصلّون بعضهم بعد انتهاء الصلاة فرحين بانتهاء شهر رمضان وهم قد أكملوا قيامه وصيامه ونالوا أجره، ويتصالح المتخاصمون إن وجدوا فلا يجوز أن يخاصم مسلم أخاه في العيد.
وقبل فجر اليوم الأول من العيد تتناول الأسر ما يسمّى (سحور اليتامي) من الكليجة والشاي فقط، إذ تعودوا على السحور في هذا الوقت من كل يوم من أيام رمضان. ثم تذهب نساء الأسر وأقاربهم ممن لديهم متوفي إلى المقابر القريبة في باب لكش وباب الطوب وباب جديد وقليعات وباب سنجار لزيارة موتاهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم على ضوء الشموع.
ويعودون لتهيئة الفطور المتكوّن من القيمر على الأغلب مع الكليجة والشاي، ثم ينهمكون في إعداد طعام الغداء الذي يجب أن يكون متميزاً من الرز والمرق (رنكين) أو الدولمة والسمّاق وغيرها لاحتمال زيارتهم من قبل الأقارب وبناتهم المتزوجات مع أزواجهن.
ويسرع الأولاد في تناول الفطور ليأخذوا بعده (العيدانيات) من جدّهم وأبيهم وأعمامهم، فيعطي الأب لكل ولد درهم أي (50) فلساً، وللأولاد الكبار (100) فلس أو ريال كبير من الفضة أي (200) فلس، وكذلك يفعل الجد والأعمام. ويخرجون جماعات جماعات من كل محلّة يهزجون نحو باب الطوب وشارع حلب والبهو (ساحة الحرية فيما بعد) وتل كريمة في باب جديد، وفي سوق التبن في باب الطوب وتل كريمة تنصب الألعاب الخشبية من المراجيح (الديديات)، ودولاب الهوا (الناعوغ)، والنقّاغة وهي غرفة خشبية مضلّعة أو أسطوانية تدور حول محور، وفتّال الهوا أو الطيارات التي تدور حول محور، والميزان والزحليقة. وفي الديديات يركب في كل وجبة أكثر من عشرة من الأولاد والأطفال الصغار، ويقوم الكبار بمسك الحبال وقوفاً و(شلع الديدية) أي إيصالها إلى أعلى ما يمكن مع ضجيج الأطفال وصراخهم، وقبل انتهاء المدة المقررة للركوب يصيح صاحب الديدية (هايي المولا) أي سينتهي الدور بعد قليل وسط توسلات الأولاد بالمزيد. ويدور في هذه الأماكن باعة الفرارات والجزّازات والنقّاغات، وباعة الأطعمة من العنبة والصمون والسندويج والبيض المسلوق وكباب الحار والطرشي الحامض واللحم بعجين والكيك والجورك وشعر البنات والكركري والنامليت والشروب والدوندرمة والطابوكة والكريما ستيك ... الخ.
كما ينتشر عدد من أصحاب صندوق الدنيا الذي يعرض صور عنتر بن شداد والزير سالم وغيرهم مع أرجوزة مسجوعة لصاحب الجهاز. وكذلك المصوّرون مع كامراتهم لالتقاط الصور التذكارية للأولاد، ويضع بعضهم صورة من صور الأفلام السينمائية يقف أمامها الصبي ويصوّره وكأنه بطل الفيلم، أو يلبس بعضهم الأطفال ملابس السوبر مان والنظارات للفارس المقنّع من ممثلي أفلام المغامرات السينمائية مع المسدسات الكاذبة، وفي شارع حلب يلبس المصور كاكا الأطفال قبعات للطيارين ويجلسهم خلف صورة طيارة قبل أن يلتقط لهم الصورة، فتظهر صورتهم وكأنهم يقودون الطيارة.
ويذهب الأولاد إلى السينمات في شارع حلب التي تعرض أفلام طرزان وفلاش كوردن والخفاش وسوبر مان، وتزدحم السينما بالأطفال وهم يدخنون السكاير مقلّدين الكبار فيتحول جو السينما إلى جو خانق فضلاً عن المفرقعات التي تحدث أصوات مزعجة. ويشترون من البقالين والبسطات ألعاب بدائية من السيارات الصغيرة ذات (الزنبرك) التي تعمل بالتكويك وتعطل بسرعة، ولعب الأطفال من مسدسات (التبّتور) و(الكبسون) والبنادق الهوائية والدنيبك الصغار، ولعب البنات من الباغة التي تتعرض للكسر بأسرع وقت.
ومن وسائل الترفيه للأولاد ركوب عربات الخيل والباصات الخشبية التي تدور بهم داخل المدينة أو إلى مدينة الزهور وسط غناء وأهازيج الأطفال وهم يرددون أغاني تلك الفترة مثل: سمر سمر، وسعاد وكن ماتت، ويا قضيب البان، وكلما اقترب موعد انتهاء الدور يصيحون (تلعب زين سايقنا) فيدور بهم مسافة أخرى.
وقد يذهب عدد من الأولاد صحبة صبي سيئ إلى ملهى السفراء الذي كان يتقاضى منهم أجوراً كبيرة ويضحك عليهم بعرض لراقصة متقاعدة يتخلله الصفير والتصفيق المدوّي لمشاهد يطلّع عليها الأطفال لأول مرة. وتكثر في العيد أعمال الخداع والغش التي يقوم بها أناس عرفوا بسوء أفعالهم وسوابقهم، فيقيم عدد منهم ما يسمّونه (حظ يا نصيب) يضعون فيه على بسطة عدد من ألعاب الأطفال المغرية، ويعدّون أوراق ملفوفة داخل كيس يكتب على معظمها (بوش) ويبيعونها على أنها تحتوي أسماء الألعاب المعروضة. كذلك ألعاب القمار مثل (السي ورق) و(اللكو) وغيرها، وكانت هذه الألعاب تمارس بعيداً عن أعين الشرطة في الطريق المار من مقابر باب الطوب سابقاً.
أما الآباء فيمضون أيام العيد في المقاهي مثل مقهى يحيى ومقهى طاهرو في شارع حلب ومقاهي المحلاّت، ويهنئ بعضهم بعضاً قائلين: (أيامكم سعيدة عيد اللاخ إن شاء الله على جبل عرفات)، (عيدكم مبارك اللهم أغفر لي ولهذا أخي)، (أيامك سعيدة يوم التفغح بالولاد إن شاء الله)، ويقولون للحاج (عيدك مبارك إن شاء الله عيد اللاخ العودة). ويمضون الأيام في لعب الطاولي والدومينة والحالوسي والدامة، وقد يذهبون إلى السينما الليلية التي تخلو من الأولاد.
وفي نهاية اليوم الثالث من العيد يسود الحزن وجوه الأطفال لذهاب أيام اللعب واللهو، ويغنّون بحزن: غاح العيد وقلقو .. كلمن يلبس خوقو.
اللهم تقبّل منا صيامنا وقيامنا، اللهم اجعل في هذا العيد نهاية لآلامنا وأحزاننا، اللهم ارحم شهداءنا وموتانا ووحد كلمتنا لما تحبه وترضاه إنك سميع مجيب الدعاء
المقاهي في بغداد قديمة، واول ذكر لوجودها في اواخر القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي، والمقهى هو المكان العام الذي يؤمه بعض البغداديين، اما للتسلية او للقاء الاصحاب والاصدقاء وقضاء الوقت، وهي اشبه بنواد عامة، ولاتكاد تخلو محلة او منطقة في بغداد من وجود مقهى ولاسيما قبل ربع قرن، وانها اليوم في تقلص نتيجة انتشار النوادي وانشغال الناس بمشاغلهم اليومية وتوسع بغداد الكبير واتخاذ مكان المقهى الذي قد يكون مهما لعمل اخر كبناء عمارة او مكان لبيع الاثاث او اتخاذه مخزنا تجاريا كبيرا، وغير ذلك من الاعمال التي تدر الارباح الكبيرة.
واقدم مقاهي بغداد كان مجاورا لخان بغداد المشهور بخان جغالة زاده باشا والي بغداد بحدود سنة 999هـ/1590م، والمعروف عند البغداديين بخان جغان، وكان موضع هذا المقهى على اقرب الاحتمالات مكان خان الكمرك المقام جنوب المدرسة المستنصرية، وكانت على بابه بعض الكتابات كان قد شاهدها بعض الباحثين، وكان يستخدم في المقهى غلمان ملاح ملابسهم فاخرة، يقومون بتقديم القهوة وتسليم اجور المقهى، وكانت الموسيقى تعزف فضلا عن توفر بعض وسائل التسلية واللهو، وقد سميت بالقهوة او المقهى لان مادة القهوة كانت تحضر للزبائن وهي من المشروبات الحديثة التي دخلت مدينة بغداد.
وبعد مقهى خان جغان انشىء في بغداد مقهى اخر عرف بمقهى حسن باشا والي بغداد وقد شيد هذا المقهى قريبا من نهر دجلة والارجح انه كان الى جنوب جامع الوزير الواقع في سوق السراي وبالضبط في سوق السراجين.
وكان هناك مقهى يعرف بمقهى وهب خلف جدار وزارة الدفاع الجنوبي وكانت هذه من المقاهي المعروفة بروادها ونظافتها وهي في محلة البقجة (تعني الحديقة) وقد زالت وحل محلها بناية مصلحة اسالة الماء ثم شغلتها احدى دوائر وزارة الدفاع.
ومن المقاهي المشهورة القديمة مقهى عزاوي في سوق الاحمدية بالميدان، وكان يعرض في هذا المقهى القره قوز (خيال الظل) في ليالي رمضان كما كان يغني في هذا المقهى المغني نجم الشيخلي واحمد الزيدان وهما من رواد المغنين في بغداد، كما كان الى جوار باب وزارة الدفاع الحالية من ناحيته الجنوبية مقهى يعرف بمقهى (كل وزير) بين باب المعظم والميدان، وكان يرتاد هذه المقهى طبقة راقية من المجتمع البغدادي، وكان هذا المقهى لاتجد فيه الطاولي ولاالدومينو وقد ادخلت ارض هذه المقهى ضمن ابنية وزارة الدفاع.
ومن المقاهي المعروفة في اواخر العصر العثماني مقهى القرائخانة وهي في باب المعظم وكان الى جوار باب السجن وموقعها معروف اليوم جزء من وزارة الصحة.
وهناك في المنطقة بين باب المعظم والميدان عدة مقاهي منها مقهى الحاج محمود مقابل وزارة الدفاع. وهناك مقهى لطيف ومقهى احمد كلك وقد زالت هذه المقاهي بسبب تنظيم وزارة الدفاع او بناء المكتبة الوطنية الحديثة في منطقة باب المعظم.
وكان هناك مقهى بجوار المدرسة المستنصرية بل هي جزء من ارض المدرسة عرف بمقهى المميز على راس جسر الاحرار وكان من الذين يقدمون فيها اغاني المقامات العراقية المغني العراقي الرائد احمد زيدان، وهناك مقهى الخفافين عند جامع الخفافين ولايزال هذا المقهى قائما في سوق الخفافين، ومن مقاهي بغداد المشهورة مقهى الزهاوي وقد عرف بهذا الاسم لان الشاعر الزهاوي على مايبدو كان يرتاد هذا المقهى، كما سمي المقهى الذي في الاعظمية في محلة السفينة في مقهى الرصافي لان الرصافي الشاعر الكبير كان يرتاد ذلك المقهى.
ومن مقاهي بغداد التي تذكر مقهى عارف اغا الذي يقابل مقهى الزهاوي في شارع الرشيد، ومقهى حسن عجمي وهو من المقاهي البغدادية الجميلة ويرتاده المعلمون والمدرسون ويمتاز بتراثه البغدادي، والى جنوب مقهى حسن العجمي مقهى البرلمان الذي كان يرتاده معظم زوار بغداد والى جنوب مقهى البرلمان وفي الجانب الشرقي من شارع الرشيد يقوم مقهى خليل.
وكان للتجار مقاهيهم الخاصة في شارع البنوك، ومن اشهر تلك المقاهي مقهى العنبار، حيث طبقة التجار ولم نجد لتلك المقاهي اليوم من اثر، وفي محلة المربعة مقهى معروف يعرف بقهوة المربعة وهو مايزال يستقبل رواده، وهو مطل على شارع الرشيد في ركنه المعهود وتعرف ايضا عند الخاصة بمقهى ملا حمادي.
وكان هناك مقهى السويسرية في شارع الرشيد في منطقة المربعة ومقهى البرازيلية وهو من المقاهي القديمة ويعود تاريخه الى الاربعينيات ويؤمه طبقة من المثقفين. وفي منطقة باب الشيخ كان هناك مقهى راس الساقية، مقابل جدار جامع الشيخ عبد القادر على ساحة الكفاح (شارع غازي) وفي محلة الفضل كان يقوم مقهى عرف بمقهى التبانه ولكنه ازيل اواخر العصر العثماني واقيم مكانه بناية مدرسة الفضل الابتدائية، ثم اقيم مقهى الى جوار المدرسة عرف بمقهى الفضل وصاحبه محمد كركر، وقد غنى في هذا المقهى المغني احمد زيدان.
وهناك مقهى الشط في المصبغة وكان ذا طابقين، وكان يغني فيه شلتاغ وصاحبه حسن صفو. وفي الكاظمية مقاه عديدة من اشهرها مقهى باب الدروازة الذي يحتل مكانا مهما امام مدخل مدينة الكاظمية، وفي منطقة الاعظمية هناك مقهى النعمان في منطقة راس الحواش الى جوار سينما الاعظمية ومقهى العروبة في شارع عشرين، وكانت هناك مقاه عامرة مثل مقهى حجازي وهو مجاور لجامع ملا خطاب وقد ازيل وهو في محلة الشيوخ، ومقهى امين، ومقهى سيد سامح، وجميعها في محلة الشيوخ ايضا. ومقهى الجسر عند رقبة الجسر القديم في محلة السفينة، ومقهى سعيد، ومقهى زكي المواجه لجامع صالح افندي ومقهى الجرداغ وهو صيفي ، ومقهى الجزائر وهو حديث مقابل لمستشفى النعمان.
ومن مقاهي بغداد القديمة التي يتحدث عنها الاباء والاجداد مقهى العبد في المنطقة التي تعرف اليوم بالبتاوين، وهناك مقاه عديدة في جانب الكرخ من اشهرها مقهى البيروتي وكان على رأس الجسر المعروف اليوم بجسر الشهداء، وهناك مقهى اعكيل في جانب الكرخ يرتاده بعض عشائر اعكيل التي نزحت من نجد، وكانت هناك عدة مقاه في منطقة علاوي الحلة كان يغني في احداها المطرب عبد الامير الطويرجاوي وغيره، وهناك مقهى فاضل ويقع في منطقة راس جسر الاحرار من جانب الكرخ، وكان هناك مقهى الشابندر في الكرخ في سوق حمادة وغنى فيه ايضا المطرب عبد الامير الطويرجاوي، وفي محلة التكارتة كان مقهى الباشا وكان صاحبه يدعى بالباشا، وفي محلة المشاهدة مقهى المشاهدة لصاحبه رشيد الجورة والد المطرب مجيد رشيد، ومقهى الصالحية وكان مقابل محطة البنزين وغنى فيه السيد جميل البغدادي ورشيد القندرجي.
ومن المقاهي العتيدة والمعروفة لدى البغداديين مقهى الشابندر في نهاية شارع المتنبي ومقابل ركن القشلة الجنوبي، وهو مازال قائما يقدم لرواده الشاي والقهوة ويجهز لهم النركيله.
ومن اشهر اغاني المقاهي البغدادية:
ياالزارع البزر انكوش
ازرع لنه حنـــه
حنه حنه
واجمالنه غربــــــــــن
للشام او ما جــنه
حنه حنه
ومحملات الذهـــــــب
فوك الذهب حنــه
حنه حنه
دك الحديد اعلى الحديد
واسمع له رنـــــه .
ما ذكر من معلومات عن مقاهي بغداد اقتطفناه من كتاب بغداد مدينة السلام للكاتب الدكتور حسين امين.
من منا لم يستمع الى هذه الاغنية التراثية الجميله ومن منا لم يرددها يوما ما مع نفسه او في جلسة سمر مع اصدقاء او مع مجموعة من الاهل في المناسبات
انها من اجمل اغاني الفولكلور الشعبي البغدادي وقد اخذت شهرة كبيره بعد ان غناها المطرب العراقي الاصيل
ناظم الغزالي
لكن ما هي قصة هذه الاغنيه وماذا تعني كلمة النخل التي جاءت في مستهلها
دعوني اسرد لكم شيئا جميلا عنها وكيف واين ولدت
كانت البيوت الشرقيه البغداديه القديمه تتكون من ساحة وسطيه تحيطها مجموعة من الغرف وهي تتالف من طابقين طابق ارضي وطابق فوقاني وكلاهما يحتويان على نفس عدد الغرف
وكان من المعتاد ان يسكن هذه البيوت عدة عوائل وليست عائلة واحده حيث تستأجر كل عائلة غرفة من الغرف لان البغداديين في ذلك الزمن كانو على كد حالهم
كما يقول المثل الدارج
ويصدف ان يسكن في هذه البيوت اشخاص لوحدهم ويسمونهم باللهجه البغداديه الزكرتيه ومفردها زكرتي
وهو الشخص الذي يعيش وحيدا وليس له عائله
ولكن لا يسمح لهؤلاء بالسكن في هذه البيوت الا بعد ان يتاكد صاحب الدار من اخلاقه
وصادف ان شابا زكرتيا كان يسكن في احد هذه البيوت
يخرج يوميا صباحا الى العمل ويعود في اخر المساء ويدخل غرفته دون ان يكلم احدا من سكان البيت
وقد اعتاد السكان على ذلك
وفي يوم عاد الشاب من عمله وعند دخوله البيت لمح وجه جميل لشابة تقف على باب غرفتها في الطابق العلوي وقد انبهر بجمالها وشعر برغبة جامحة لان يكلمها ولكن الاعراف والتقاليد كانت تمنعه من ذلك
وبدلا من ان يكلمها بدا بالغناء وبصوت جميل اخاذ
فوك النه خل فوك
اي بمعنى عندنا حبيب في الطابق الاعلى
وفي اليوم التالي عاد الشاب من عمله وهوفي اشد حالات الشوق لان يرى الفتاة ولم يخب ظنه فقد وجدها واقفة عند باب الغرفه وضوء الفانوس يلقي على وجها جمالا اضافيا
عندها اخذ الشاب يغني وبصوت عالي نفس الاغنيه
فوك إلنه خل فوك
مدري لمع خدك
مدري لمع طوك
وانتبه سكان البيت الى هذا الصوت الجميل وخرجوا من غرفهم ليعرفوا من صاحب هذا الصوت
وتكرر الحدث في الايام التي تلت وكان سكان البيت يشاركون الشاب الغناء ولكن بلهجتهم البغداديه
فبدلا من يقولوا
فوك النه خل
قالوا فوك النخل
حيث ادغموا كلمة النه مع كلمة خل فاصبحت النخل
وهكذا ساهم سكان الدار بتقريب قلوب المحبين وانتهت حكايتهم بالزواج
لكن الاغنيه ذهبت الى مسامع الناس على انها
فوگ النخل فوگ
واسمها الحقيقي "منيرة عبد الرحمن" ولقبت بالهوزوز لكونها أول مطربة عراقية غنت الأغنية الشعبية -الهوزوز- وقد عرفت برقة وعذوبة صوتها . ويختلف المؤرخون في تاريخ ولادتها بين 1890 و 1900 ، ولكنها عاصرت سليمة مراد وإن كانت سليمة باشا قد سبقتها في مجال الفن والطرب ولم يكن لهما منافس في الغناء الشعبي العراقي . وفي العشرينات من القرن الماضي ذاع صيت منيرة الهوزوز عن طريق أغانيها المسجلة على الأسطوانات ( حيث شاع استعمال الفونوغراف ذلك الوقت في لببيوت والمقاهي ) ، وكانت إحدى شركات التسجيل الأجنبية قد جائت إلى بغداد ، وقامت بتسجيل الأغاني والبستات الشعبية والمقامات العراقية ، إلى جانب مجموعة من المطربات أمثال جليلة أم سامي وبدرية أنور سليمة مراد وخزنة إبراهيم وغيرهن. اعتزلت الفن عام 1940 وهي لم تبلغ الخمسين بعد بسبب إصابتها بالمرض ، وماتت في بداية الخمسينات من غير أن يحس بها أحد بعد صيت عريض وأموال وفيرة والعشرات من المعجبين من حولها ذلك الوقت.. وقد ضل يردد بعد موتها الناس كلمة يا عيني عالهوزوز إلى ان أصبحت مثل شعبي دارج .
وقد قال الرصافي قصيدة في منيرة الهوزوز :
منيرة هل سمعتم ( منيرة ) قد افاضت من بديع الغناء في كل فن
مذ اقرت برقصها كل عين و استرقت بصوتها كل اذن
رقصها يرقص القلوب على انن غناها عن المزامير يغني
هي ان اقبلت بثينة عطف اقبلت بالمهفهف المطمئن
وهي ان ادبرت بهزة ردف ادبرت بالمرجرج المرجحن
خلق الله صوتها العذب كيما يعرف الناس كيف حسن
التغني وبراها ممشوقة القد كيما يعرف الناس كيف حسن التثني
بعض المفردات المتداولة في اللهجة العراقية ومعانيها
القبانچي : الشخص الذي يوزن البضاعة، ومتاتية من القبان أو الميزان.
الاطرقچي : بائع السجاد والبساط والكلمة مشتقة من طرق السجاد اثناء حياكته.
مغازچي : بائع الكراسي والمناضد المرايا واللوازم المنزلية والكلمة اصلها من مغزل وهو من الادوات المنزلية القديمة.
العبايچي : بائع العبي وناسجها، والعباية تسمى أحيانا (بشت) وتعني بالفارسية والكردية الظهر، ومنه ورد أسم (بشت كو) في طرف العراق الشرقي التي يقطنه العراقيون الفيلية، و الذي يعني ظهر الجبل.
علوچي : يبيع الحبوب والطحين. والعلوه هي السوق أو سوق الجملة، وتعني باللغة الكثبان أو مرتفع الأرض (العالي)، وشرح عنها وقال الكثير المرحوم مصطفى جواد، وكانت ساحة الشهداء بالأساس علوة، وأشهر العلاوي الباقية المستلهمة أسمها من الحلة، والواقعة على أطراف الكرخ، و كانت تباع فيها السلعة الأتية من جهات الحلة والفرات.ويتذكر جلنا أنها كانت شحيحة البنيان حتى بعد أنشاء المحطة العالمية لسكة القطار ثم المطار المدني (المثنى) .
العربنچي : سائق العربة ذات الحصان.
قلمچي : تاجر التبغ. وكان لايطلق على تاجر التبغ (تاجر) بل قلنش واصل الكلمة تركي .
الفروچي : خياط العبي (الفرو).
القندرچي : الشخص الذي يصنع الأحذية، و (قندره) كلمة تركية.
چرخچي حارس ليلي، وجرخ يعني دائر أو دورة، والأسم متأتي من دورانه في الأزقة، ويسمى أحيانا النوبجي، ويعني الذي يأتي بالنوبة، أي بوقت معين أو فترة عمل محددة.
الحمامچي : صاحب الحمام، والحمام كلمة عربية.
الفيترچي: وهو مصلح السيارات، والكلمة وارده من (فيترFeeter ) الأنكليزية، وتعني صاحب المقاييس أو آخذ القياس بـ (الفيته) ، وليس مصلح شئ ما حيث كان الانكليز يعتنون بسياراتهم بقراءة مقايسس الدهن والماء.
بنچرچي: وهو مصلح إطارات السيارات المطاطية، والكلمة واردة من الأنكليزية (بنچر Puncture) والكلمة تعني صاحب (النقطة) أو محددها وتعني مجازا مكان التنفيس، ولا علاقة لها بإطارات السيارات.
شابندر: (شاه بندر) رئيس التجار وهي من الفارسية مركبة من (شاه) ويعني رئيس أو ملك كما هو متداول، وبندر يعني الميناء وجعلت لدى المصريين المدينة للتمييز عن القرية (الكفر) ، وبذلك فالمركب يعني كبير أو رئيس الميناء.
چلبي: وتعني مثل شاهبندر لكن من اللغة التركية، وتداولها العراقيون للدلالة على ملاك الأراضي، كما عبدالهادي بن عبدالحسين الجلبي والد السياسي أحمد الجلبي المتوفي 1988.
دامرچي: وتعني حداد، والكلمة واردة من التركية حيث (دامر) يعني حديد، وثمة عائلة غنية في بغداد تحمل هذا الأسم.
دايه: بمعنى مربية، أو سيده، والكلمة من أصل فارسي بمعنى الرب أو الرئيس، وقد كان الأعراب في العراق القادمين من الجزيرة العربية يروجون المثل (العراق دايه ونجد أمايه) ، أي أن أصلهم من نجد وتربيتهم في العراق، وهذا ما ذكره علي الوردي في لمحاته الإجتماعية. وداي أو دائي، ربما لها صلة مع إصطلاح (يدعي) و (مدعي بيها) ويستخدم للأشارة الى الشاطر أي (شقي) (اباضاي عند الشاميين) ومتقوي بين القوم بجسارته وشكيمته، فهو مثلا السيد. والداعي: أي الشخص المتكلم اي الداعي لكم بالدعوات الصالحة كما يفسرها البعض.وداي تداولها الولاة الأتراك في الجزائر وتونس، كلقب لهم وأشهرهم حسين داي.وترادف كذلك تداول لقب (باي) كما أحمد باي والي قسنطينة الذي طرده الفرنسيون 1832م، وباي، تعني درجة رفيعةأو ذو المراتب، وهي من الفارسية كما (باية) درجة السلم عند العراقيين.
كولچي : حارس المرمى، وكول كما هو معروف كلمة أنكليزية، مثلما كل مصطلحات اللعبة. والسبب لأن البريطانيين هم من اتى بهذه اللعبة بعد احتلالهم العراق.
كلاوچي (او كلاوات : (يعني يضحك على ذقن الناس ويخدعهم، وربما يكون مصدرها (كلون clown) الأنكليزية، وتعني المهرج.
لوتي: تأتي بمعنى محتال، وهي تذكر بطبقة الشطار والعيارين في التراث العراقي أو الحرافيش في التراث المصري. وبعضهم يرجعها للمفردة الإنكليزية Looting . وربما الأمر أبعد من ذلك، وينسبها البعض الى قوم يسكنون سلطة عمان اليوم، و يدعون (اللواتي أو اللوتي) ، وكانوا يأمون البصرة ويكثرون فيها، ويتعاملون بالتجارة، ومن هناك أنطلقت الكلمة كون بعضهم كان يحاول الإحتيال. واللواته العمانيين شيعة ويتكلمون العربية مع لغة سنسكريتية خاصة، لكنهم أكثر الناس تعريبا وصيانة للعربية في السلطنة. والغريب في الأمر أن أسمهم يرتبط بقبيلة (لواته) البربرية في المغرب الإسلامي وهي بطن من قبائل صنهاجة البربرية، التي كني بها إبن بطوطة (اللواتي) الطنجي. وقد رحلت مع الفاطميين الى مصر ثم كتب لها أن تستقر في اليمن، التي تبعت للفاطميين بالإضافة للحجاز والشام. ولكن أخبروهم بأن صلاح الدين الأيوبي سوف يتعقبهم ويفنيهم، فهربوا الى الهند بعد سقوط الدولة الفاطمية، ثم عادوا بعد أجيال الى عمان، وهم اليوم يشكلون أحدى فسيفسائها الجميل.
خشب جاوى : جاوى اسم البهارات التي كانت تأتي من مدينة جاوة في اندونيسيا وآخذت التسمية على الخشب القوي الممتاز.
لولة او نبوبة : خشبة صغيرة كان يلف عليها خيوط الحرير، وفي بعض مناطق العراق يطلق على الحنفية (لولة) ، وتسمى (جشمه) لدى البعض وهي من التركية. ونبوبه وأنبوب العربية كلها من مصدر (نبار) السومرية ويعني القصب، ومنها جاءت كلمة أنبار، ربما بسبب وجود القصب على ضفاف الفرات فيها، أو ربما من (نبر) السامية التي ترمز لأرتفاع أرضها، بما يرد مثلا في (نبرة الصوت) .
النونة : دائرة صغيرة سوداء التي ترسم بين الحاجبين والأسم مشتق من حرف النون ذو النقطة الفوقية.
نمنم : وهو الخرز الصغير الذي يستعمل في توشيح الأنسجة النسائية، وفي إكساء بعض المقتنيات الجميلة. وربما الكلمة واردة من (نمنم) ومنها (منمنمة) وهي الرسوم الدقيقة التي كانت تزوق بها الكتب، ولاسيما في الحقبة العباسية، ولاسيما القصص والمقامات ومنها مقامات الحريري التي رسمها الواسطي عام 1237م. ونرجح هنا أن هذا العرف قد ورد من كتب ماني البابلي، الداعية العراقي (213-277م) ، حيث كان رساما، وكان يضفي على كتبه الدينية وتعاليمة المكتوبة مسحات فنية من خلال الرسم عليها، ودعي كتابه حينئذ، قبل أن يمنع (ماني نامه) أي سجل أو كتاب ماني، ومنها حرفت لتصبح مع التقادم (منمنة) التي حفظت بفعل الرسم على الكتب، وقد ترجمها الأوربيون (Miniature) ، وترجمها البعض منهم (مصغرات) بما بدى لهم أنها تعني نمنم أي الصغير كما مفهوم النمنم لدينا.
الگيم : (القيم) رئيس سدنة في المراقد المقدسة مشتقه من مقام، ويعني الضريح، ويذكر بعض الباحثين أن كلمة مقام ترد في اليونانية ( mocamo ) ، وربما ترد بالآرامية التي أقتبست منها اليونانية الكثير حتى نهاية هذه اللفظة.
الأسطة : كلمة تحوير لكلمة استاذ، ويعني معلم الحرفة أو حرّيف، وكان تطلق على المهندس والمعمار.
النزل : مستأجر البيت والكلة مشتقة من العربية بمعنى الضيف النازل.
چيچان : يعني الشيشان الذين جاءوا الى العراق ايام الحكم العثماني، وهو أقليم من القوقاز، وكان قد وردت منها عوائل (كرجية) أي من (جورجيا) ومنهم الولاة المماليك الذين حكموا بغداد إبتداءا من سليمان باشا أبو ليلى عام 1750، حتى داود باشا عام 1831، الذي أنتهى به عصرهم بالفيضان والطاعون المشهور الذي كادت بغداد أن تدرس بسببه. ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء جلبوا أطفال أشتراهم الولاة العثمانيين من سوق العبيد في (تفليس) عاصمة جورجيا، واستخدموا في الإدارات التركية، وتأسست من بعضهم بيوتات عراقية، ومنهم السياسي العراقي في العهد الملكي حكمت سليمان الذي كان جده سليمان أبو ليلى.
شقندحي : الشخص الفكه المحب للنكتة .
سيبندي : أي أبو الثلاث ورقات، من مركب (سي- بند) من الفارسية وتعني ثلاث ورقات، وتستعمل كلمة (دربدو) محاكية لها في الكردي والفارسي والتركي ونقلها الأتراك للبلقانيين، ومعناها طارق الأبواب أو المتسول.وكنت أسمع والدي يقول عن الشخص الضائع (در بدر) أو (هدر بدر) ومعناها من باب الى باب.
بلتيقه (برتيقة): ومعناها حيلة، وهي واردة من اللغات الغربية التي تعني سياسة ( Politica ) ، لما فيها من حيل.
بلشتي: ومعناها صاحب الحيلة، وقد أشتقت من بلشفي، وترتبط بحادث تسلق البلاشفه الى السلطة في روسيا، بعدما كان المناشفة أعدائهم وأصحاب الثورة أكثر منهم، لكن حيلتهم أوصلتهم للسلطة.
مسقوفي : ومعناه الشخص الذي لادين له (دين سز) ولا يحرم أمر(الشخص الروسي )، وأنطلقت منذ هجوم الروس على العراق بعد عام 1914، من ضمن أحداث الحرب العالمية الأولى، وعاثوا في قرى ومدن شمال وشرق العراق ظلما وإغتصاب وسرقة.
حبنتري : وهي متعددة المعاني وأهمها المعتد بنفسه، والمنتفخ إختيالا، وذهب الدكتور علي الشوك، بأنها واردة من مغامر (أدفنتور) في اللغات الغربية ( Adventure ) ..
القمري : الآنة الهندية وهي تساوي 4 فلوس والظاهر أن كان بها شعار القمر في سكتها، وما زال الناس يستخدمون (مايساوي ولا قمري) يعني لايساوي شئ. وقد سمعنا مثلا كلمه (طرة وكتبه) وهي تعني وجهي العملة التركية، فطره تعني الرسم الطغرائي المميز للعثمانيين، والكتبة هي الكتابة على الوجه الآخر.
البابوج، الكلاش : نعال جلد أو المداس والبابوج كلمة تركية الاصل بينما الكلاش فارسية الاصل، ويسمى أحيانا الصندل نسبة الى خشب الصندل.
قصر : هو البيت الكبير ذو الواجهة الفخمة والذي يطل على النهر مباشرة، وبلاط كلمة قديمة يذكر البعض أنها محرفة من مصدر روماني ( Palatium ) التي تعني قصرا تحيطه حديقة.
جگاير المزبن : سميت لوجود الزبانة في قاعدة السگارة والزبانة كلمة معربة تعني الملحق.
كرنتينة: ومعناها نظام الحجز الصحي لمن يحمل مرضا معديا. والكلمة أصلها إيطالي، وعممها الأتراك.
كنتور: هو دولاب الملابس، والكلمة من أصل إيطالي ويعني (المحتوي container) ، وتقابلها كلمة (كاونترCounter ) ، وهي الصناديق التي تحمل بها البضاعة عبر البحار , وكانت هذه الصناديق تعد عدا من قبل عداد او محاسب .
مزين : حلاق، والكلمة عربية الاصل من الزينة وان اول من ادخل كلمة حلاق على محل عمله هو الحلاق مكي الأشتري (في بغداد العشرينات-عباس بغدادي) .
صوچ. کلمة تركية معناها الذنب أو الجناية .
يمعود، معود . أي طويل العمر الذي تعود عليه السنون تلو السنون وهو في أحسن حال، أو يذهب البعض على تعوده على الكرم والعطاء.وفي السياق نشير الى أن اسم (مناتي) العراقي الذي لم يعد يطلق على المواليد منذ نصف قرن معناه المعطي أو الكريم من المصدر الآرامي، وهي نفسها كلمة (متي Matti ) ومعناها (معطي) المقترنه بأسم احد حواريي السيد المسيح (ع) .
عالكيف : حسب المرام، وترد بكيفك أي كما تبتغي. وكيفجي، يعني كثير الأفراح، والراغب بالحفلات، وهي واردة من كيف أي فرح التي تعني المخدر (الحشيش) لدى المصريين و المغاربة.
الطوبچي . جندي المدفعية.طوب معناها مدفع (كلمة تركية) .
چي. ضمير يدل على النسب لشئ ؛ مثل (عربان چي) اي صاحب العربانة.
التوثية.عصا غليظة تتخذ من شجرة التوت، وجذع هذا الشجر ضخم حتى ورد في الأمثال البغدادية (فحل التوت بالبستان هيبه) ، بما يعني شخص ضخم، ومهيوب، لكنه ليس ذي فائدة كثيرا.
جام . كلمة مخففة من كلمة الزجاج، وتستعمل بالتركية وفي لغات البلقان. يقال أن اصلها حجر الجام الذي يستعمل في صناعة الزجاج.
محروگ الصفحة: هي شتيمة يطلقها الشامت على الميت، وتعني أن الميت قد أدخل جهنم لسوء عمله وأن جانبا منه قد أحترق فيها .
فد : فرد واحد اصلها عربي .
چفيان : كلمة مشتقة من كفى . كأن يقال مثلا، كفى الله شر فلان .
ملا: كلمة تستعمل لدى الشعوب الأعجمية محرفة من (مولى) أي سيد، و تعني في الدارجة الشيخ أو الأستاذ، ويتداولها المغاربه بأسم الشيخ أو الفقيه.
جلت: كلت من كل أي أكتفى ومل.
الگاع : القاع الأرض، وتعني عند بعض المغاربة (الكل) .
جيب:أصل الكلمة فعل أمر من جاء يجئ. فيقال هات الشئ، أو جئ به. ثم حرفت.
الآنة : (العانة) عملة هندية تسير على نظام الأربعات، فهي أربع بيزات، والقران أربع آنات، والربية أربع قرانات. ونعتقد هنا أن بيزه قد حرفت من كلمه (بيسه) البرتغالية وتعني قطعة من البلاتين وتداولها الأسبان تصغيرا (بيسيتا) ، وقران هي محرفة لكلمة (كورون) وهي عملة الكثير من الأوربيين ومنها النمسا في القرن التاسع عشر التي كانت تعتبر عملة قوية. والكلمة محرفة من (قرن) السومرية المصدر، التي استعملت في (هورن) المنبه أو البوق، و (كورن-كورنر) أي زاوية..ذلك أن الكورون لم يكن يسك دائريا بل مضلعا الخ.
السيان: طين أسود كريه الرائحة لوجود غاز الكبريت فيه، تخلفه مياه المجاري، والمياه الآسنة والكلمة معربة وتعني السواد.
عزه العزاك : أي أصابك من الحزن والنكبات مايستحق التعزية وتطيب الخاطر عليه.
عمامة آخوندية: هي عمامة كبيرة الجليلة القدر التي يلبسها كبار العلماء والفقهاء، و (آخون) كلمة فارسية بمعنى القارئ، ومنها جاءت (روزه خون) أو قارئ الروضه كون بعض الواعظين والقراء كانوا يحفظون كتاب (روضة الصالحين) عن ظهر قلب ويقرأونه على الناس. ومنها جاءت (قصه خون) أي قارئ القصة، وهو مايقابل الحكواتي في الشام والكوال في المغرب العربي.
الوادم: الأوادم بلهجة اهل الريف في العراق جمع آدمي .
الطلي : هوالخروف الفتي، وهو أكبر من الحمل وأصغر من الكبش والكلمة محرفة من طلاء العربية وتعني الدهن سمي بذلك لغزارة دهنه .
خلي: فصيحة، بمعنى، دع أو أترك .
السردار: السر، كلمة أعجمية، معناها رأس. دار، معناها القوم، رئيس القوم، ويذهب البعض أنها عربية وتعني دار السر، وكانت تطلق في السودان على القائد العام للجيش.
درد: كلمة فارسية تعني الألم والوجع (الشبعان مايدري بدرد الجوعان).
#اسكملي/اصلها عثماني وتعني الكرسي
#دجة_دبنك/ اصلها فارسي ويعني الشخص المحشش (المطفي)
#جرجوبة /مشتق من كلمة جهار (اربعة) والجوب(خشب)اربع ألواح خشب تصير جرباية
#خاشوكة /اصلها عثمانية من كلمة (كاشك) وتعني الملعقة
#خستخانة/اصلها عثماني معناها مستشفى(خستة) معناها مرض (خانة) مكان
#خاتون/كلمة مغولية وتعني اميرة البلاط ومن محلات بغداد المشهورة راغبة خاتون
#اغاتي/كلمة آغا فارسية وتعني السيد واغاتي مصرفينها من هذه الكلمة
#تنبل/اصلها فارسي وتعني الشخص الكسول وابن بطوطة يذكر في كتابه رحلة بغداد(التنبول) نوع من أنواع المخدرات القديم في بغداد
#جراوية /ويقال إن اول من ارتداها شخص اسمه جرو ويقال ان عشيرة الكروية اول من ارتداها وإلى الخمسينات من القرن الماضي تعتبر الجراوية هوية الشخص البغدادي
#عفية_عفارم/طبعا من أشهر كلمات البغداديين وهي كلمة عثمانية تعني جيد جدا
#عيطة/وتطلق على النخلة الطويلة وهي كلمة عثمانية وايضا تطلق على الصياح الصوت العالي
#زكرتي/وهي كلمة ذات أصول فارسية وتطلق على الشخص الأعزب الغير متزوج
#جفية/وهي تعني المنديل نسبة إلى مسكها باليد وايضا تطلق على قطعة القماش الموضوعة تحت العكال واغلب الباحثية اقروا على أنها كوفية لانها كانت لباس السومريين
#جنجلوتية/كلمة جنجلوتي على الشخص الغير مفهوم
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-08-2020 في 11:44 AM.
معنى كلمة افندي هو السيد والكلمة يونانية الاصل وهي من القاب الشرف والتعظيم وقد اخذها الاتراك عن البيزنطينيين وورثها العراق وكذلك عدد من الاقطارالعربية الاخرى فيما ورثه عن العهد العثماني من القاب وتعابير ومنها ايضا لقب الباشا ولقب (بك) .
وكان لقب افندي في العهد العثماني يطلق على اربع فئات من الناس :
1- صغار الموظفين وغيرهم من افراد الطبقة المتوسطة والمتعلمة تعليما بسيطا او متوسطا من سكان المدن فاذا ارتفعت وظيفتهم او مكانتهم كان يقال بـ(بك) وكانت هذه الفئة اكبر الفئات التي تلقب افندي واكثرها عددا .
2- ابناءالسلطان وافراد العائلة المالكة من الذكور (وحيد الدين افندي .رشاد افندي .. الخ..)
اما الاناث من العائلة المالكة فكن يلقبن بـ (افندينا) وقد انتقلت هذه التسمية الى مصر حيث كان يشار الى الخديوي ثم الى الملك ب افندينا وقد بقيت هذه التسمية حتى انتهاء الحكم الملكي في سنة 1952 .
3- غير المسلمين مهما علت مراتبهم او سمت مراكزهم الرسمية والاجتماعية .
4-- اصحاب بعض المناصب الدينية الرفيعة (كالشيخ الاسلام ) وكبار رجال الدين وعلمائه .
وعلى الرغم من تلقيب رجال الدين وعلمائه وكذلك غير المسلمين بلقب افندي فان اوسع الفئات التي تلقب بهذا اللقب بقيت طبقة الموظفين وسكان المدن واليها كان ينصرف الذهن عادة حين يقال فلان افندي الا اذا كان هنالك مايدل على ان المقصود شخص من الفئتين الاخريين وكان تلامذة المدارس في ذلك الحين يخاطبون معلمهم ب افندي ولكن هذه الصيغة في المخاطبة اخذت تختفي مع اواخر الثلاثينيات وحلت محلها كلمة سيدي بصورة تدريجية ومع ذلك بقي هذا اللقب يضاف الى اسم المعلم عند التحدث عنه بصيغة الغائب فكنا نقول مثلا ان معلمنا هو جابر افندي وان مديرنا هو محمود افندي وهكذا
وكان الافندي يرتدي ملابس الافرنجية اما لباس الراس فكان الطربوش في العهد العثماني وبداية عهد الاحتلال ثم حلت محله بعدمجيء الملك فيصل الاول سدارة التي صممها هو كشعار راس عراقي خاص .
بل ان من جملة دلائل لقب افندي كان تميز صاحبه عمن يرتدون الملابس الشعبية او الريفية من كوفية وعقال او جراوية وزبون وعباءة .
وكان الافندية في الجيل الماضي يمثلون طبقة خاصةمتميزة وقد تكونت لها شخصيتها وصفاتها وعاداتها فالافندي عادة شخص متوسط الدخل يشغل وظيفة مدنية صغيرة او متوسطة وهو شخص محترم في المجتمع فاذا جلس في المقهى اوالملهى التزم الجد والوقار لانه يرغب في الظهور بمظهر لائق ومحترم امام المواطنين ولاينسى مركزه الرسمي وكرامة وظيفته .
وقد انتشرت في تلك الفترة المبكرة من قيام الدولة العراقية او قبلها بقليل اغاني كثيرة تشير الى الافندي من باب الغزل اوالوصف ولا تزال اغنية (( الافندي .. الافندي .. الله يخلي صبري .. صندوق امين البصرة . بس الي وحدي )
من اشهر اغاني ذلك العصر وكذلك اغنية
(ياحلو يابو السدارة .. او اغنية دكم سترتك زين) من الاغاني التي تشير الى زيه الافرنجي ولباس راسه الجديد ..)
ومع ذلك فان لقب الافندي زال من الاستعمال الرسمي بعد صدور قانون منع الالقاب الاجنبية كما انه اخذ يختفي تدريجيا من الاستعمال اليومي او الدارج بعد ذلك بسنوات حتى لم يعد يسمع الى الا على لسان صديقة الملاية وهي تغني بصوتها المبحوح (( الافندي .. الافندي .. عيوني الافندي ..)
في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي كان البغداديون من اصحاب الوجاهه يعقدون مجالس سمرهم في بيوتهم وكان يحضر تلك المجالس وجوه مختلفه من علية القوم من ذوي العلم والفضل والادب والشعر والسياسه حيث يتجاذبون اطراف الحديث وتدور نقاشات حول امور الساعه وامور مختلفه تستمر الى ساعة متاخرة من الليل وكانت تتخلل هذه المجالس فترات جميله من العزف والمقام والبستات البغداديه التي تضفي على هذه الجلسات روحا من المرح والسعاده
في شارع النهر المحاذي لنهر دجله في منطقة راس القريه كان هناك بيت بغدادي عتيق تطل احدى واجهاته على النهر ومدخله يؤدي الى زقاق ينفذ الى شارع الرشيد في الموقع المجاور للاورزدي القديم وكان ذلك البيت يحتوي على حديقة غناء مزدانة بانواع الورود والازهار من جميع الاصناف وكان صاحب الدار احد وجهاء بغداد الذي كان يرتاد مجلسه كل يوم جماعات من عشاق ورواد الادب والفن والشعر الى جانب ذلك كان صاحب الدار يقيم الحفلات الغنائيه والموسيقيه بين الحين والاخر
في احدى الامسيات وعندما اجتمع الجلاس في تلك الدار حضر احد الاصدقاء الذي كان في سفر الى اصطنبول فرحب به صاحب البيت وابلغه الصديق انه قد احضر معه هدية جميله واخرج من جيبه كيسا صغيرا وبدا يزرع محتوياته في حديقة الدار واستغرب صاحب الدار متساءلا عن هذه البذور فاجابه الصديق انها بذور البزرنكوش وانه نبات جميل ذو رائحة عطره فقال له صاحب الدار يا صديقي يا زارع البزرنكوش ازرع لنا حنه لان الشيب قد غزا رؤوسنا وصادف ان الفرقه الموسيقيه وقارئ المقام كانوا موجودين فاعجبهم الكلام وراحو يغنون بصوت واحد
يا زارع البزرنكوش ازرع لنا حنه
واستمروا في الغناء وفي كل مرة كانوا يضيفون الى البسته كلاما جديدا الى ان اخذت الاغنيه شكلها النهائي
وفي اليوم التالي بدا الناس يرددونها في المقاهي والشوارع واصبحت بعد ذلك من اجمل اغاني الفولكلور البغدادي الاصيل
للتوضيح
البزرنكوش او المردقوش
هو نبات عشبي معمر عطري يعرف بعدة اسماء منها البردقوش والمرزكوش وهو من فصيلة النعناع وعندما يجفف ويطحن يصبح مثل نبات الحناء
اجمل من غنى هذة الاغنيه الفولكلوريه هو المطرب يوسف عمر