هناك أناس يكون وجودهم سبباً لغرس الفرح في حقول الآخرين، وهناك أناسٌ تكون رسل محبة وسلام لتؤكد للآخرين بأن الإنسانية باقية وأن العلاقات النبيلة باقية ولن يطولها التلوث الذي طال كل شيء في هذا الزمن.
أستاذنا الكبير قدراً ومقاماً شاكر السلمان من هذا النوع،
يحلق في سماء النبع كسحابة مطر محملة بكل المحبة والطيبة للجميع، يهطل الود بسخاء ويزرع البسمة على شفاه رواد النبع ويوقع بكرم أخلاقه وثيقة محبة عنوانها:
" الدنيا مازالت بخير طالما بقيت قلوبنا عامرة بالمحبة "
أستاذنا الكبير اسمح لي بأن أقتطف بعض السطور من لوحتك وأضع تحتها تعليقي المتواضع
عندما استفزتني بكلماتها في مشاعر لا تحتمل التأجيل بات لزاماً على ريشتي ان تستنفر الوانها
ريشة مختلفة تلك التى تستفزها الكلمات، هي ريشة نابضة مغموسة في ألوان قوس قزح، دافئة كدفء الشمس، ترسم بأناقة وتتهادى على نقاء الورق كنغمة موسيقية شجية.
وأقف أنا متسائلاً كيف سأرسمك وبأي لون تريدين أيتها الحورية التى تستهويك حبات الرمل فتشاكسيها بأطرافك وترسمين بسماتك حروفاً وكلمات
ومن يستطيع أن يجيب الفنان على سؤاله؟
كل الألوان عندما تلامس ريشتك الراقية تتحول إلى ألوان ربيعية زاهية وعندها لا يوجد أمامنا إلا خيار التأمل حد الدهشة، لن تجد إجابة لسؤالك فناننا الكبير لأن مدرستك في الرسم تختلف عن كل المدارس التي نعرفها،
تعلمنا أن نتذوق الحرف وأنت اليوم علمتنا أن نلمسه بأبعاده وألوانه الحقيقية.
اذن حددي لنا المكان والموعد وستكون لوحتك مخضبةً بألوان قوس قزح عاكسة لون الشفق على مكامن الحزن في صدري وصدرك لوطن تتغامز عليه الأعين وتدمع له مأقي المحبين
حتماً سيكون هناك لقاء على صفحة أمل نقية تسكن صدورنا المتعبة بالحنين لوطن يتنقل فينا،
أعذرني لن أحدد الموعد حتى لا تصفعني صفعة قدرية تؤجل فرحي بتحقيق حلم موشوم على جدار الروح بوطن نمارس فيه شغب الطفولة بأثر رجعي.
من رحم الأحزان نولد وتُمتشق السيوف ضدنا ثم تصهرنا النائبات في بوتقة العشق فتنساب من أرواحنا دفقات ألمٍ ترسم لنا خطوط الطول عل مساحة الرمال المحاذية لشاطئنا وبالتفاتةٍ لبوصلة القدر يدلني الطريق اليك من تجارب الحزن نكتسب خبرة اجترار اللحظات الجميلة القصيرة ونصنع منها حكايات طويلة لا تنتهي ومعاطف تدفئ صقيع حاضر غابت عنه الصور الجميلة، وبفرشاة الأمل نرسم دوائر أحلام وردية نسيج بها قلوبنا حتى لا تصدأ، نقترب من أحرفنا كاقترابنا من كينونتنا ونودعها أسرار البوح لتطيرها كحمامات سلام.
من وجعي أتيت مهرولاً علّي أتوه في مرابع نضارة لونك فتنتشلني مواسم الزيتون في عينيك
أليس للوجع عنوان؟
للوجع ألف عنوان وعنوان، لكننا يجب أن نشطب كل عناوين الوجع من خارطة أيامنا وأن نرسم خارطة طريق للفرح تكون طرقها مسيجة بأشجار الزيتون والنخيل.
ربما يكون بين ألوانك رمزاً للحرية فيتأقلم الجرحين بذات الشجن لامارس أغنيتي الفيروزية تتمازج كل الألوان لتعطينا لوناً واحداً يلفنا كوشاح يمنحنا دفء الحرية فتٌضخ فينا الحياة ونغنى معاً سيمفونية بمقامات عراقية ومووايل فلسطينية على أنغام فيروزية.
عزائي فيك انك نخلة تشبه عراقي وانك زيتونة متنقلة بين أرجاءه تضوعين عطراً يشابه نسيم دجلتي
ما أجمل المنح التى منحنا الله عزّ وجل لأوطاننا ، نخيل شامخ لا تطوله كل سهام الغدر، وشجرة زيتون صابرة مازالت تهطل بالعطاء رغم الظلم وما بينهما حكاية شعبين سطرا ملاحم بطولة وعشق وصبر،
لدجلتك والفرات تحية بطعم الحنين
ما كنت الا علامة استفهامٍ تتجرد من معناها لولا دفق موجك البلوري الذي محى مخطوطات الشقاء المرسومة على جبيني..
خلف كل علامة استفهام حكاية كبيرة ...وأنت الكبير رغم كل مخطوطات الشقاء التى ترسم على جبينك خارطة الشموخ.
وبين الحضور ودهشة ريشتي التي بدت منها الألوان تتشابك بحنان يستلقي ربّان الشوق على كاهل حسراتي فترتجف اناملي قبل أن تلامس هفهفات شعرك المصلوب على لوحتي
على لوحتك الغنية بألوان كل الفصول تتهادى ذائقتي بخيلاء ، ولا يسعني إلا التأمل والصمت في حرم الجمال.
ربما تعيقني بعض الأشواك في مرحلة الجفاف لكن أرضي أبت إلا أن تخصب نفسها بنفسها وتنجب نزق الشباب ليمارس ثورته على الحروف ويوقف دفات الوقت
يبقى الحرف في يد المبدعين حراً لا تأسره سنين العمر، وتبقى الكلمة فتية لا تشيب، ويبقى القلم سيفاً شامخاً لا يصدأ.
وسيظل حرفك زاهياً بلون الربيع، مزقزقاً على شرفة اللغة التى تحترف تطويعها بجدارة.
وعلى مساحة الضوء العائمة فوق بحر اشتياقك أقرأ عناوين ارتكزت على فؤادٍ يتأوه لزفرات أطلقتها مدينة حزنٍ يغطيها الرماد .. والفينيق فيها متوثب للظهور
من تحت رماد الحزن ينطلق طائر الفينيق ليرسم بجناحه عهداً جديداً يطوي مراسم الحزن لتبدأ مواسم الفرح، هكذا هي الحياة بمتناقضاتها ، ننهي مرحلة لنبدأ من جديد.
سأخط الآن اسمي على بابك فاغفري لي مشاغباتي
تذيل عادة النصوص بتوقيع كتابها في آخر السطر لكنني لن أقبل بهذا هنا، فاسمك الكريم لا يصح إلا أن يكون تاجاً على هامة النص...
هل تغفر لنصوصي استفزازها الذي أرهق قلمك؟
هوسي يجلجل فضاء الوطن المسلوب وقلبي تعتّق بالعشق فأين أنت كي استرد بعضاً مني
أستاذي الكريم، للحرف سطوة لا تقاوم، فدعه يجلجل في كل مكان لينقل نبضك الجميل، لقد صنعت بلوحاتك لنا وطن إنسانياً.
يبدو يا سيدتي حان وقت الإنتهاء فمحبرتي قاربت الجفاف وأشعر أني رسمت انثى كانت تختبئ خلف ظلها
محبرة تنحت الجمال لن تنضب أبداً ، لقد رسمت فأبدعت ، بوركت أيها الفنان القدير
وسؤالي قبل الرحيل ماذا يحلو لك ياسلوى الغالية ؟
يحلو لي أن أطرز لك وشاحاً بحبات الزيتون وأعطره برائحة الزعتر والميرمية وأوقعه بكل مشاعر الامتنان والتقدير، ارسله لك على جناح يمامة بيضاء.
معتذراً لها هلوساتي ومشاغباتي والتجاوز على محراب حرفها
هل تعتذر لي عن كرمك الذي أغرقني بحالة من الامتنان؟
هل تعتذر لي عن هدية لا تقدر بثمن ستلازمني ما حييت؟
هل تعتذر عن لوحة إنسانية فريدة ناطقة بالصدق والرقي؟
ومدهش أنت حين تتجول في أعماق لوحتك
تأخذنا لعالم هو لك ...تُجيد الغوص واستخراج الدرر
لوحة جميلة لشخصية جميلة نبيلة ..
وقراءة قلم مبدعة بحجم هيام النجار ..قراءة غنية، قراءة تعطي الكثير ..
دمت عمدة النبع رائعا
دمت أستاذة هيام مبدعة
الوليد
تحياتي أستاذ وليد،
أستاذنا شاكر يمتلك الخبرة الحياتية والأدبية لذلك عندما يرسم بالكلمات تخرج اللوحة معتقة ولها أبعاد كثيرة.
لا شك بإن الغالية هيام تستحق أجمل اللوحات لإنها شخصية راقية وتحمل قلباً نقياً وروحاً شفافة،
لكن هذه اللوحة تكرم بها القدير شاكر السلمان علي، لكن على ما يبدو التبس عليك الأمر.
يقول الفنان ماتس أن اللون يتخذ لونا مغايرا عندما يوضع بجانب لون آخر
وكذلك حروفك وألوانها ؛ متشربة بإحساسك العالي بماينطق أمامك من حرف
فألف شكرا لك استاذ شاكر هذه المأدبة الدّسمة من الحروف الملونة
وشكرا للعزيزة سلوى وحروفها لانها استفزت سحائب كلماتك لتمطرنا بالياسمين
الغالية كوكب،
تمنحينا من قبس ثقافتك الكثير في أي مداخلة لك، بوركت يا غالية.
فعلاً ما قدمه لنا أستاذنا الغالي شاكر مأدبة روحية مفعمة بالأحاسيس وضع فيه كل ما لديه من خبرة وطوع الحرف بمهارة وجعلني شخصياً اعيد تذوق حروفي.
شكراً لك كوكب على حضورك المتميز وحرصك على التواصل الجميل،
أستطيع أن أقول أن سلوى حماد الأنثى التي اخترقت حروفها أعمق أعماقي
وأخذتني ذات حيرة إلى ما وراء الدهشة وأسكنتني حضن الهدوء !
ما أطيب المكوث هنا...
ما أروعك أستاذي الأغلى
لكما محبتي
الرقيقة الغالية أمل،
أعلن بإنك حضورك نقش على جدارن القلب قصيدة مودة ، لأعماقك النقية كل الكلمات الجميلة، ولروحك الشفيفة كل الدعوات بالراحة والسلام ولقلبك كل مواسم الفرح وقبلة.