بلى
إن نصوص غاليتنا الحانية أمي عواطف تحمل من التجربة الإنسانية ملاحما
تستحق التوقف لديها طويلا ومديدا...
سلمت حواسكم ناقدنا الفذ والخبير
وشكرا لكم هذا الجمال الأخاذ
محبتي والود
سيدي الكريم أ. ذبيان
تعضيدك هذا يجعلني أكثر إيماناً بما أوردت، انطلاقاً من بداية تولد القناعة ومروراً بالأدلة والثبوت، وانتهاءً بالقياس، وتأكيد الرأي الآخر.
وأظنك جازماً لست محابياً آو مجاملاً بهذا الرأي.
ممتن لك ولتعاطفك الجميل.
بعض المدونات الإبداعية تظلّ في حاجة لناقد قدير في حجم أستاذنا الرّائع عمر مصلح لتسليط الضوء على خصوصياتها الإبداعية ...والنقد آلية هامّة يأخذ بقدرات المنجز الكتابي بإحالاته اللغوية والمنهجية ...
وقد أمتعنا الناقد القدير عمر مصلح بهذا التدقيق في الجنس وصناعة الكتابة لدى الشاعرة العراقية عواطف عبد اللطيف آخذا بقدراته الإنشائية ضمن تمشّ نقديّ أكادميّ...فكلّ الشّكر لهذا الطّرح ومنهجه الذي اعتمد مستندات نقدية هامّة تدعمه وتسمه بالحداثة والتطوّر في المقاربات النقدية الحديثة
هنيئا لشاعرتنا بهذا الطرح الأكاديمي القائم على مقاييسس معياريبة ذات بال..
كلّ التّقدير لك مبدعنا عمر مصلح لهذا الجهد القيّم ..ولي عودة هنا بإذن الله تعالى
صديقتي الغالية أ. منوبية
حين قرأت تعقيبك، انبثق من بين سطورك ما ينبئ عن مصيبة أصر بعض الـ (نقاد) على ارتكابها، وهي المجاملات المجانية.
فبعضهم يتناول النص بناءً على هيأة الناصّة وليس على هيأة النص، وأنا أسمي هؤلاء - وعذراً عن جرأة القول - نقاداً استمنائيين، فالنص عندهم ثانياً، وأنوثة الناصّة أهم من أنوثة النص، بما يمتلكه من مغريات.
لذلك طاف الزَبَد على وجه الماء.. لكنه بالنهاية يبقى زبداً ولا يبقى إلا ما ينفع الناس.
ولأني أحترم الأدب أولاً، وأحترم رجولتي اولاً أيضاً، أكتب ما تمليه عليَّ الأمانة الأدبية، والضمير.
فحين قرأت نصوص الأستاذة عبداللطيف، وضعت نصب عيني كل الإشتراطات على بعض النصوص، وبعضها على بعضها.. فتولدت قناعة لا تقبل الشك فأعلنت عنها، وأنا على يقين بأن من سيتداخل من أهل الكار ستكون مداخلته من باب المناقشة لا الإعتراض.. أما لمن يعترض أقول، إتني بما يعزز اعتراضك وأنا كلي آذان صاغية، وسآخذ بما تورد ما يقنعني بالقواعد والثبوت.. حتماً.
ولكي لا يشتبه الأمر على بعض القراء المعجبين بجنس القصة القصيرة جداً أقول، عليهم بقراءة النص العربي، لا النص المترجم، كون الترجمة - غالباً - تقتل النص الشعري، أو الجملة الشعرية.. وتبقى الترجمة - شئنا أم أبينا - هي قبلة من خلف زجاج شفاف، خالية من المشاعر. وسونيتات شكسبير المترجمة مثال حي لقضية ميتة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر أوصيهم بالتركيز على ماورائيات النص.
وعذراً إن أطلت فاضلتي العزيزة، لكني سأورد نصوصاً لكتاب من غير العرب، لاستنطاق النص بما يكنّ من مقاصد رائعة.
نماذج مختارة من " القصة الومضة " في الادب العالمي
(أو. هنري)
كان سائق سيارة يدخن عندما انحنى ليرى مستوى البنزين المتبقي في خزان الوقود. كان الفقيد في الثالثة والعشرين من عمره.
(ارنست همنگواي)
وهي تتألف من ست كلمات فقط ونقطتين.
للبيع: حذاء أطفال، لن يستعمل أبداً.
ختاماً أستميحك العذر مولاتي المدججة بالنقاء.
أستاذنا الراقي د. أسعد النجار
بارك الله بجهودكم، وحفظكم من كل مكروه.
هناك بعض الجمل نسمعها في حياتنا اليومية، من قبل أناس بسطاء، لا علاقة لهم بالأدب والتجنيسات.
لكنها - لو دوِّنَت - لأصبحت من ضمن أجناس أدبية جميلة.
وعلى سبيل المثال، تلك الحوارية المحكية من قبل أحد الشباب :
هي : هل تنصحني بوضع القليل من الميك اب؟.
هو : أنتِ مطالبة بالطلاق، وعليكِ الظهور بشكل حزين.
هي : إذاً سأضع أحمر شفاه بسيط وأؤطره باللب لاينر وقليلاً من الكونسيلر، وشيئاً من الآي لاينر والشدو وقليلاً من الأتيرنَتي.
هو : عفواً عزيزتي، أنا محامٍ ولست خطيبك المستقبلي.
لو أعدنا صياغة ما سمعناه بشكل آخر لأصبح نصاً جميلاً.
إذاً النصوص موجودة على الطرقات، وما علينا إلا هندستها.
فما بالك بنصوص لشاعرة لها باع كبير بالأدب وتشعباته؟.
لك عظيم التقدير.
تحية محبة واعتزاز
بدءاً أود أن أعرب لك عن إعجابي باشتغالاتك، ورصانة مفردتك.
أما فيما يخص مداخلتك القيمة هذه فأقول :
أمانة.. قرأت للشاعرة عواطف عبداللطيف ما أوردته كشواهد مصادفة.
وحينها استغربت حالتين، أولهما كيف غابت هكذا نصوص عني، وأنا مثل هر المطابخ يشمشم في كل مكان، والحالة الثانية أنها نصوص تمتلك اشتراطات القص!.
فخلصت إلى أن شهادتي بشاعريتها لا تضيف لها شيئاً، ولكن عليّ إثبات إمكانياتها بالقص، وبهذا الجنس تحديداً.
وللأمانة أيضاً.. كنت متوقعاً هذا السؤال من واحدة من أربع، ولماذا كلهن نساء، لا أدري، فلم أشر لتوضيح معناه قصداً، بغية معرفة من ستنال السبق، والغريب أن ثلاثاً تناولن القضية، والسؤال كان ضمناً، ومنية الحسين سألته صراحة.
لذا سأوجز معنى الومضة بكلمتين قاموسيتين، هما.. اللمع الخفيف، والغمز.
ومن هنا سنعرف الفرق بين هذين الجنسين، رغم أن الفارق بسيط جداً، ولا يكاد المتلقي التمييز بينهما.
الومضة الشعريّة شعور خاطف يمّر بالمخيلة فيصوغُهُ الشاعرُ بألفاظٍ قليلةٍ.
وحين اسس عزالدين المناصرة هذا النمط، (قصيدة الومضة) وتلاه أحمد مطر ومظفر النواب، قال فيما معناه (من أهم سماتها ألإيحاء وعدم المباشرة والتفرد والوحدة العضوية).
ومما أورده المناصرة أيضاً، (وإذا لم تخنّي الذاكرة قرأت هذا في جريدة الجمهورية باستشهاد أورده القاص حمدي مخلف الحديثي في التسعينيات)
(وتستخدم القصة القصيرة جداً (أحياناً) أساليب السرد)، وهذا يتقاطع مع وجهة نظري تماماً.
ولكن الذي أتفق معه عليه هو قوله (وكلُّ قصة قصيرة جداً هي قصيدة قصيرة جداً، لكن ليست كلُّ قصيدة قصيرة.. قصة، وكل قصة قصيرة جداً تعتبر ومضة، ولكن ليس كل ومضة تعتبر قصيدة).
إذاً تآلف بنية التركيب اللغوي، مع مستوى العلاقة الدلالية والإشارات التي تومض داخل النص من خلال النظام الإيقاعي الموسيقي المتجانس، المتداخل في علاقات الكلمات بأفعالها وأسمائها وحروفها ولواصقها ولواحقها في بنية النص الداخلية، هي التي تحدد ذلك من خلال المفارقة والايماض وبث الفكرة أو الحالة.
لذا فإن (الومضة الشعرية مفتوحة الآفاق غير محددة بنمطية واحدة وانما على انماط مختلفة ومتنوعة . لكنها تعتمد على جمالية التركيز . من اجل أنارة الايحاء والترميز الدال في ومضة خاطفة وسريعة) وهذا رأي كنت قد استشهدت به في إحدى دراساتي، ونسيت قائله.
وأهم مقومات "القصة الومضة" هي التكثيف والتركيز، والإيحاء والتمليح،والمفارقة، والخاتمة المدهشة. ويعتمد نجاح مثل هذه القصص على عمق الفكرة ووضوح وجهة نظر المؤلف.
فأصل القصة الومضة هو أدب التوقيعات، وليس أدب القص.. فهي تستمد عناصرها منه وأقصد بأدب القص التكثيف والمفارقة والإيحاء والخاتمة المباغتة والحكمة.. فالومضة إذا ألبسناها رداء القص أصبحت قصة ومضة، ولا ينبغي أن نطالب جسد النص بأن يلتزم بمواصفات معينة، ومن هنا انطلقت وبجرأة كبيرة بإطلاق لقب قاصة على الأستاذة عواطف عبداللطيف، ولها الريادة أيضاً.
هل هذا الشرح دال على ماذهبنا إليه، أم هناك رأي آخر؟.
أسعدني جداً مرورك أيتها الفاضلة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مصلح
.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مصلح
[/COLOR][/SIZE]
بالتأكيد دال وهو شرح شامل، وافي، مستفيض
شكرآ للإفادة شاعرنا القدير
بورك مسعاك[/SIZE][/COLOR]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الحفيظ القصاب
رائع ومعك كلّ الحق
هي الومضة القصصية الشعرية
لأمنا الغالية
بوركت جهودكم
أ. محمد القصاب الراقي
الإنسان الواعي عبارة عن مذخر إبداع، لكنه يسهو عنها أحياناً، وعلى الآخر تذكيره.
وصدقني أيها العزيز أن الكثيرين يمتلكون طاقات غير مكتشفة.
وربما تجد في ذاتك طاقات أخرى جميلة غير الشعر، والشيء بالشيء يذكر، لقد قرأت لك نصاً باذخ الثراء الجمالي.
وأظن اسمه خيول.
نورتني بمرورك أخي الكريم.
تحية لكلاكما بوح اختزل الجمال ينم عن شاعرة راقية، طوعت اللغة لصالحها. تتراقص الحروف بين اصابعها فتنثر الجمال على النبع فهي بارعة وكلماتها سكب من الجمال
تحليل رائع للشاعرة استاذي وابداع لاحصر له بوركتم كل البيلسان.