فاطمة العزيزة ...
سأنغرس فيها واستحمّ وأتطهّر بمعانيها ...
رسائلنا هي منّا وإلينا ....
أعتزّ بها شديد الإعتزاز وأعود إليها كلّما أخذني حنين لك ولعطر روحك البهيّة...
دام الحرف بيننا رسولا ..
صديقتي الحُرة الخضراء
مساءٌ ماطرُ من قريتي السّاكنة في قلب الجبل هنا حيث أبعد بآلاف الكيلومترات عن البلد عن الوطن و""عن خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي وتكبر في ّ الطفولة يوما على صدر يوم""
مساءٌ من صُورة وقِصّة
مساءٌ من وجَع يتفشى
مساءٌ من حرْف يمْسحُ عن القلْب ما ترسّب َمن حاضرٍ يمْشي على عكازتين
فقَدَ احتمال الخروج من عُنق الخيبة ، يتشبثُ ببؤسه الفادح هزيما آسنا راكدا / تفوحُ منه رائحة ُ التخلف حيث الساعة الرملية والعقلية المتحَجرة الآثمة
يقول المثل الفرنسي "" الذي لا يتقدم إلى الأمام يتحرك إلى الخلف"" Celui qui n'avance pas recule....
ولكن في قلب الصورة انفراج أخضر
يحدث التماس فيه مع مع إطلاق سَراح الآهة
فتتطهّر ُ الذات من تلك الصّوَر التي لا تتقن تصويب العدسة على الجمال ، لانها تعيش حرمانا تحاول غرسه بالقوة
الذات النقية لا تعرف التحايل
والروح الجميلة مهما غُرسوا فيها من أظافرَ ، فإنها كالأرض الصلد ينزلق عنها غبّ المساءات الرمادية
و
يحدث التمَاس الجميل فنتوسد الأغنيات
ونغني فيروز ونغني البحر ونغني النهر والشجر
ونهمس للعالم :نحن بخير / فمن غطته السماء عطفا لا تستطيع الفتك به الأرض
ونغني الحب
ونغني فيروز قد البحر أحبك
يا الله تعالي يا الخضراء
وأنا أيضا توحشتك فاطمة...
اشتقتك جدّا واشتقت أزمنتنا الجميلة والودّ قائم ولزال بيننا ..
قد ننقطع وقد لا نتواصل لكنّ الحنين يظل يلامس القلب يمتدّ الى الأعماقفيرسم فيها مناحيَ تدعونا للغطس والإبحار فيها ..
وكما قلت تماما ...تماما صديقتي
و
يحدث التمَاس الجميل فنتوسد الأغنيات
ونغني فيروز ونغني البحر ونغني النهر والشجر
ونهمس للعالم :نحن بخير / فمن غطته السماء عطفا لا تستطيع الفتك به الأرض
فنفتح أذرعة هذا الحنين ونعود بنفس اللّهفة ونفس الأحاسيس ...
نحن يا فاطم نحبّ هذه الأرض ونحبّ هذا الرّب الرّحيم بنا..نركع له في حالات يأس فظيع فتصفو نفوسنا وتتطهّر من أدرانها وننحو نحو سعادة تأتينا ...
سعادتي اليوم أتتني في شكل رسالة من أعزّ صديقة استوطنت قلبي..رسالة أطفأت في قلبي كلّ قلق..في الحال يا فاطم تخليت عمّايخيفني من هذا الغد المجهول..
ومكثت عند قولك لي
تعاليْ
نغني فيروز ونغني البحر ونغني النهر والشجر
ونهمس للعالم :نحن بخير / فمن غطته السماء عطفا لا تستطيع الفتك به الأرض
الفرح عبر قلبي صديقتي برسالتك...
فتعالي نهزج مع نغم الحياة حلوة بس نفهمها ....
الحياه غنوة ما أحلى أنغامها ..
https://youtu.be/x3r9LxSLiPw
أيا صديقة كلّما احتدم شوقي إليها تجيء بشعاعها وضيائها ونورها تمزّق ما كان بيننا من صمت وتفتّته كتلا كتلا...
هادرة ماطرة بالمحبّة والوفاء...لاشيء يغيّر روابطها ...محمّلة دوما بالحب ...في رسائلها أتأكّد دوما أنّها المرأة الرصينة الثاقبة الرؤيا الحصيفة الرّأي ..
فاطم أيافاطم قولي ...
قولي أخيّتي كم من حنين يأخذنا ....
وكم من مواقيت للوجع نمشيها لنصل لبعضنا..
وكم من مزامير تصدح من حولنا لبث الكراهية والجفوة والقطيعة...
رأيتك اليوم تصمّين أذنيك عنها وتنثرين السّلام والأمان وتوقعينها بلمسة المرأة الثابتة...الرّصينة
فموعدنا اليوم حان أكثر...
وموعدنا اليوم نضج أكثر...
فكلّ معاني الأخوّة والمحبّة تهيم بك يا فاطم ..
نحن الشعوب المتحابة المتآلفة المتوادة عبر التاريخ ...مهما تعطلت حواسهم وضمائرهم ومهما نشروا الفتن والمحن لن نعتلي غير الرؤياالبعيدة
وقد كنت سبّاقة لإعتلائها...فكم أنت كبيرة صديقتي ...كم أنت شامخة عالية شاهقة ...
وكم يذهلني موقفك الإنساني القيّمي...
دمت يا صفصافة مغربنا العربي الكبير..
لي عودة هنا ...فأنا بك أتنفس وأحيا وأستمرّ لأنّك تسكبين في روحي عطر روحك الجميلة ..