رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
أريدُ أن أحبّكِ
بِطريقةٍ مُحايدةٍ
ما بينَ الجنّةِ وبين النّارِ
ما بينَ الوردةِ والصبّارِ
ما بينَ القسوةِ والرأفةِ
ما بين َالهمجيةِ والتحضّر
بطريقةٍ لا هزيمةَ فيها ولا انتصار
أريدُ أن أحبّكِ
بطريقة لا تُرهِقُ قلبكِ
لا تُبكِي عينكِ
لا تَخدِشُ رُوحكِ
أن أحبّكِ بقلبِ طفلٍ , بروحِ رجلٍ
جلدتهُ الايّامُ بكرابيجِ الوحدةِ
وَجَدَكِ على قارعةِ حظّهِ المُتهالِك
قرأ قصائدكِ وتصوّف
توغّلَ في هواكِ فجُن
وقعَ مغشيّاً على قلبه
فلفظَ حروفكِ بلسانِ حالِ عاشق
عَشقَكِ
فكتمَ غرامكِ تحتَ سـابِعِ نبـضٍ
ولمْ يترُكْ عيونهم تلمحُ حبّكِ
وضعَ صورتكِ تحتَ وسادةِ حلمهِ
وتغاضى عن تقاليدِ المُسنّين
ولم يأبه لـ فلسفةِ المُتعقّلين
ولم يُصغِ لكهنةٍ لائمين
الذين يعتبرُون الحبَّ حزباً محظوراً
وخيانةَ وطنٍ
يضعُون أفئدتنا تحتَ الإقامةِ الجبريةِ
الذينَ يُصنّفونَ الحبَّ
حدثاً غيرَ شرعي
لا يمتْ للمنطقِ بصلةٍ
وليس أهلاً لأن يُقترَف
مع هذا
علّميني
كيف أرى هاءَ هدايتكِ
بـ عينِ قلبي
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
ما بين الجنة والنار صراط هزيل
يمتد فوق حرائق الشوق
وإن منّا إلاّ واردها.. كان على حبّك حتما مقضيّا
ما بين الوردة والصبّار خدّ بَليل
يقضي ليله غارقا في بركة من دموع
ما بين القسوة والرأفة قلب عليل
يتلبّسه الخمول عنوة من أثر الحنين
ما بين الهمجية والتحضّر درب طويل
لا ينتهي بي إليك
يتزلزل الليل من تحتي.. وأقف فوقه عاجزة
أحمل احتضاري في كفّي اليمين
ومجزرة ذكرى في كفّي الشمال
وأصرخ بملـــء صمتي
أحبّك
أنصب انتظاري نحو عينيك
وأطعم الصبر من قلقي
فيكبر جنين الخيبة في نفسي
وتنمو له مخالب خادشة
أحتاج لبرهان محسوس يوحي بأننا كنّا معا
كي أكسب به ثقة المنطق العنيد
أحتاج حرارة أصابعك التي تعيث في انجمادي ذوبانا آخر
يشبه انصهار الشمس في قلب فجرها
أحتاج لجناحين لا يكسوهما الشيب
ولا يجلدهما هلع الأفق
قاسية أيام الفراق
محشوّة بالتنهدات والحشرجات والبكاء والظلام
وليس لي سوى بصيص أمل
يشبع العتمة.. دون أن يبدّدها
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
ما يقف بيننا
أبشع من أن يصوره شعورك الوديع
كنتَ كمن دق مسامير الأمل بأقدام الحبّ
ليعلّمه الثبات
وفاتك أنه ما عاد قادرا على المضي
كنتَ كمن يرمي النار بكرات ثلجيّة
يذوب رجاؤها في قسوة الإحتراق
كنتَ كمن يعلّق رقبة القدر على مشنقة قلم أليف
لا يقوى على قتل بعوضة
لا زلت حائرة.. ملزمة الصمت
حتى خابت ظنون الكلام بنبراتي
يرهقني العجز
ويأخذني الحنين إلى بقاع جائعة
تلقف آخر ما تبقى من رغيف نومي
وترمي بي في طريق مستدير
يلف حول نفسه في مفترقات ليل عقيم
كيف أسير نحو افتراضك.. وقدماي مكبّلتان بأغلال الواقع
كيف أقود جسدي إليك
ووجهي عكس اتجاه السير..؟
أشتاق حضنك الدافئ جدا
وقلبك النابض جدا
وعتابك الوارد جدا
وحزنك الماكر جدا
أشتاق أن أراني في بلورات أحداقك جدا
أحبّك جدا
وجدا وجدا
من ذا الذي يرحل بماضيّي الجميل.. إلى غدك الأجمل
من ذا الذي يغرسني قبلة فوق ترائبك
من ذا الذي يغرزني زرا على جيب قميصك
ليخرج الوجد من جسدي
ويفيض الضوء من أصابعي
وتفوح النشوة
من شقوق ابتهاجي بك
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
يتأرجحُ القدرُ
ما بيني وبينكِ
ما بينَ الطالبِ والمطلوبِ
بينَ الراغبِ والمرغوبِ
ما بين قلبي وعقلكِ
إقدامي وصدّكِ
عزمي وخوفكِ
ليتَ الامر كان نسياً منسيّاً
ولم تصحُ من أجداثها حكايتنا
ليتهُ لم يولدْ
ولمْ يكنْ
ولم نعرفهُ
ليتني أتغابى بشكلٍ أوسع
أنسى بشكلٍ أعظم
ليتني آوي لـ ركنٍ شديدٍ
أختبئ فيه من عذابكِ الأليم
لو كانَ لي مثقال ذرّةٍ من قسوة
لو أن بيدي لـ جعلت القلب حجرا
أو أجعل المشاعر تذروها النسيان
لو أن لي ما أشدُّ بِهِ أزر صبري
وأقوى على هدمِ أوثانِ هواكِ
لكنني يا سيدتي
كلما زدّتُ عذاباً
أكون طاعناً في حبّكِ
وكلُّ حسرةٍ بعشرٍ أمثالها
ما بيننا كان دون ارادة احد
دون استئذان من أحد
دون دراية من أحد
ما بيننا
خُلقَ دونَ تدخّل
أورقَ في أول أطواره
وسيُقتلعُ في بواكيرِ ربيعه
وسأبذلُ ما استطعت من دمعي
لأجهدَ في فطامِ قلبي من أثداء هذا الحب
لتموتَ حكايتنا قبلَ ان تُبصر العشق
واقطعُ حبلَ الودّ السّري
ما بين مشيئة الأيامِ
و احتياجنا الآخذ بالنمو
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
تنتابني جلطة عشقية
تتخثر أوجاعها في عروق القلب
أبكي علينا
فيبكي معي الليل الملتحف بسواد حظي
أيمّم الروح شطر الغياب وأمضي
ومن أقصى الفراق أناديك
يغمى على فرحي
وتموت الحكاية
كيف سوّل لك القلب أن تدفنني حيّة
تحت العذاب
وعلى سرير الهجر.. تنام مرتاح الضمير
وتحاور وجعي بلغة الشخير
لأنطلق أنا في قبر غربتي
كمن تقتفي آثار الماء.. على شوارع السراب
وتبقى أكفّ العتاب بلا مثوى
ولا لقاء يبدد وحشة الأشواق
ولا احتواء يطبق يده على جثمان وحدتي
وتموت الحكاية
وأحبّك
وأقدّم اعتذاري بين يديك
وأدعس قسوتي تحت قدميك
وأهمّ بالإمتنان إليك
فبفضلك نبتت أجنحة روحي
وصرت أتجول في مدارات الحرمان بلا وجل
واغتسلت بأمطار البأس العذبة
وتطهرت مليا
من شوائب التعذيل والتعزير والمهانة
وبفضلك أصبحت روحي رياضية
وفزت بمباراة كرة الثلج
وحصلت على بطولة كأس البرود
واكتشفت مدى قدرتي
على الرحيل
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
هاربة أنا
من موسم فرح ولد ما بعد الأوان
من مدينة لم تكن على مقاس حبّنا يوما
من قوانين عرف معلولة الكيل
من موعد زائد.. دسّوه مع عناوين عمري عنوة
ونسوا أن يضعوا ما ينتظرني على شرفاته
موعد يتيم جدا.. ولد مبتور الساقين
تراه كان عاشقا كسيحا مثلي..؟
هاربة أنا
من ملامحك التي ربطتها على أقرب جذع في حدائق الذاكرة
خشية أن تضيع في غفلة مني
هاربة أنا
من ليل يتّكئ سواده على بياض بختي
ومن انغلاقة باب في وجه انتظاري
ومن ابتسامتي المختومة بالشمع الأحمر
وفاءً للحزن الذي عشت معه حتى آخر دمعة في دفتر حنيني
لست طيبة كـ باقي الإناث اللاتي صدّقن
أن الدهر يومان.. يوم لك ويوم عليك
كيف أصدّق
وأنا أعدّ لموتي منذ ألف قرن وعام
كيف أصدّق
وفراقك طويــــــل.. أطول من أن أحصره في يومين
كيف أصدّق
وكل شوق يولد في روحي
بألف سنة مما يعدّون
لا تصدّقوا يا هواة الهوى
أن الدهر يومان يوم لكم ويوم عليكم
أقولها بملــء خيبتي
وأصدق ما قاله قدري الرتيب
الدهر يومان
يوم عليّ.. ويوم عليّ
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
أينك منّي
أيها المنفيّ في أبعد قارّة في وجعي
أيها القابع في غياهب صمتي المثقل بالعويل
أيها المشرّد بين حنيني وأنيني
كـ نورس تأخر عن موسم الهجرة
وأطلق الرصاص على القلب
وألبسه كفن الحرية.. كي لا يصاب بداء الإنـتظار
أحبّك وأعلم أنني سأنكسر كـ بلّورة
فاض بريقها في عين حسّادها
أحبّك.. وأدمن ارتشافك.. كـ علبة كولا لذيذة
تجبرنا على اقـتنائها رغم كل أعراضها الجانبية
أحبّك وأعلم أن الفقد عميل سريّ
يعمل ضدّنا دون مقابل
أحبّك وأخافك عليك من وحش الفراق المترصد لخطواتنا
كـ ثعبان جائع فاغر فاه
فراقك يمضغ ملامحي
لم يترك لي منها سوى نظرة.. غرزتها بدبّوس مذهّب
على جلباب الأفق
لم أعد أعرف وجهي
أضعتني جدا.. في غربة الحروف
في حقيبة السهر
في بطاقة دعوة إلى حلم منسي
في أسبوع.. لا يسأم من تكرار نفسه
في خطيئة ارتكبتني قبل أن أرتكبها
في يقظة لم تتعلم النوم بعد
في ذاكرتي الفاجرة.. التي تخونني معك
في خضوعي الذي اتخذَته الأحزان إماما
أضعتني جدا
وعلى من يعثر عليّ أن لا يعيدني إليّ
لعلّني بذلك أنساني