ثنائية (وشوشات فوق سماء ثامنة) ليلى آل حسين& علي التميمي

وعلى الجانب الأيسر من الأرق
كنت أنا ،
أفاوض النوم عن حلم شهي
يتوجك على عرشه
ويسقطك متعاظما في أحداقي،
بالأمس ،
علقت قنديلا في عنق الخفوت
وافترشت سريرا لا يعترف بالنعاس
كانت الوسائد تتهجد خلوتها
وسكون الليل يرد صوت أنفاسي
بينما رائحة عطرك
تجوب أزقة الذكريات
،
مثخن بالشوق صدري
متورطة تنهيداتي
في لثم ملامحك وغرسها في قلبي،
تغرقني بحنين لا يكف عن استجلابك
بنداءات تتهجى اسمك حرفا حرفا
حيث كوخ حكاياتنا
وأرجوحتنا المعلقه على شجرة
يشهد جذعها المسترخي تحت إسمينا
على خفقات قلبينا
ضحكاتنا
غنائنا
وأحلامنا
،
فاح زهر اللوز العابق بعناقنا
تورمت الشفاه دفئا وخجلا
وارتسمت على حواف ثغري ابتسامة
سرت قشعريرة
وقبل أن يفتتح الفجر ستائره
سقطت في حلم معلق
بين أرض وسماء
وغفوت
🌷

ياليل
مالخيالكِ لا يفارق شاردة ولا واردة
الا أبقاها في رأسي
اخبريني ياليلاه
هل تضيق الأماكن بكِ ذرعا
وتختلط عليك مشاعر السرور والحزن
لتلدَ دمعةً في مهد المساء
هل تأتينَ الليل منقوصَ النوم
تقرأين على وسادتك قصار القصص
لتشربَ دمعة وتبقى حسرة
معلقة في حلاقيم المنى
ياليل
هل تسرحين أناء الحضور
و تغفلين أطراف الأمور
وألف ألف سؤالٌ
في جعبة تفكيرك يدور
حتى وهن القلب
واهىملت المرايا والعطور
كل ذاك كان الى الحب سبيلا
لم يكُ لنا به حيلة
ولا بدلنا تبديلا
ياليلاه
ما زلتُ أدقُ مسامير أملي
في يخت رحلتي أليكِ
وما زالت الرياح تتبنّى الاقلاع
و بنات افكاري عازمة
على الوصول إليك
ياليل إن وجدتِني صامتا
فانا احبك بصمت
واشتاقك بصمت
وأحن إليك بصمت
ولا عزاء لي غير البوح
عن قلب امتلأ كلما بكِ
كلما نزف من قارورة قلبه
دما عبيطا ، ووجعا شهيا
ليلاه
لا تغيبي في مواعيد الحضور
واجعلي الحب صراطا
في قيامات النشور
انني ما زلت أهواك
وفي كل العصور

هل أتاك حديث وجعي
واضطراب أنفاسي
وشوق يخفيه خجل قلبي
ينضحه غدير عيني
هل أتاك حديث صمتي ،
وفخامة سذاجتي
في الهروب من رعشة ترشقها عينيك..!!
كنت أعتقد أن الاختباء خلف لا مبالاتي
سيخفي عنك قميص حلمي
رائحة عطري
وقرط مذهب بحروفك ينسدل على كتفي
،
أرهقني كبريائي
وصمت قاتل يرهف الانصات
لنبض يتضخم بحبك في خافقي،
أوجعني الاستنجاد
بما يستر عورة الهمس المكشوف
على مرئى من الكلمات
من أوشحة قصائدي
؛
كيف أسعف الروح
في ظلال الكتمان يا علي ..!!
كيف أهديك احساسي
المعتق في قارورة الانتظار ،
وأدس شهيقي في خاصرة الليل
كحلم يليق بغفوتك..!!
هل أسكب في دنان حرفي خمرة عشقي ،
أذيب اللغة في في رضاب الغرام ،
وأسقيك ثمالتي،
بأي لون أرسم
على وجه سطوري العذراء براءة شغفي ..!!
هل أوضب جوارحي
لتدخلني بشوق
يفجر ثورة الكتمان جنونا بين أضلعي !!
ماذا لو مرغت نداءاتي
بأنين صوتي المبحوح لأستدرجك،
وأستبقيك كعاشق
يتسكع متشردا بين قامة العنق ومزار ثغري...!!
يا علي افتح نوافذ روحك لنوارس البنفسج
فالتحليق في دواخل
رجل يختلف عن العالمين
بأجنحة ترفل صعودا لسماء ثامنة
يشعل الوجد
ويلهب صبابتي
🌹

على متنِ مساءٍ
أبعث إليكِ شوقي وتوقي
وقلة حيلتي على هذا الحنين
الذي يضجّ ضجيجَ العاشقين
اكتب إليكِ لتعلمي
انني لم أجد بدّا
من الإذعانِ لإرادة الهوى
أتشبّث بما أوتيت من صمود
فأنزلقُ الى أحضان عامرة بالدفء
فأخلد لنصف عمرٍ
قرب قلبكِ
افرُدي لي أذرعَ اللقاء
وسآتيك قبل ان يرتدّ إليكِ نبضكِ
لتزدادينَ حباً
تتقربين به الى الليل
مُطالبة بإرثِ أحلامك
سأحملُ إليك
غزلاً تذوبُ من خشيته الجبال
أجيء وفي فمي
الف لغزٍ وسؤال
وحكاية يدور في لياليها الألف
اربعون قمرا
يا شهرزاد روايتي
يا عبلة نظمي
ياليلى جنوني
إننــي شاعرٌ
لم يتأدّب بعد
كي يصف بنفسج روحك
ولم تنضج قصائده
ليعصر لك نبيذ الغرام
انني عاشق
أدير دفّة سفينتي
كي أصطاد انتباه قلبكِ
رضا نفسكِ
همس روحك
انني ياليلى
أنقص أطراف الهيام
لأكتب إليكِ ما يليق بأميرة
تحمل صولجان مزاجها
لتجعلني سعيدا
بلمسة سحر
برشّة عطر

لم تكن تدابير القدر
على قدر الأمنيات
وأنا المسافرة
كشريدة على أجنحة الوجد
بحقيبة خالية الا من
رائحة تجوب زقاق شقيهي
صوت تتضوره مسامعي
طيف يمتشقه صدري من غمد الحنين
وغربة تسكن حلقي غصة لا تنتهي

رحلة تدور رحاها
بين شمس حارقة
وحفنة من نسائم الذكريات
بين أحداقي المشدوهة شرودا
تسامر مسافات لا تتسع لضيقي
وقلب مثقل بالتنهيدات
يسافر معك إلى وطن من خيال

في حافلة الغياب،
كل الوجوه عابسة من حولي
يقاسموني اكتئاب
يمارس شحوبه على وجهي
والوقت الماكر يسير على نبضي العليل
بعقارب تأخذني منك يا علي
افتقدتك جدا
والشوق المستفحل عزفا في خواء الطرقات
تعاظم مناجاة في وريدي
والنداءات المرتعشة
بلا مجيب يربت على كتف شغافها
انكفأت على وجهها قهرا في حنجرتي ..!!
قل للغياب أن يعيدني اليك يا علي
أن يحرر خاصرتي من قبضة يده
وأن يمحو بصماته عن عنقي
خذني اليك قبل أن يدق الجفاء أوتاده في روحي
ضمني إليك بنفسجة تتبتل في قداسة نبضك
ومن نبع حبك اروي ظمأ ارتجافاتي ...!!

وانا المسافر معكِ
عبر الوجع الجميل
أحملُ تأشيرة الضياع دونكِ
حتّى جيءَ بي منْ أقصى الزّمان
حافِ الأمل
ممزّق القصائد
متسخ بالحزن ، موبوء بالشوق
لا أملكُ لنفسي شعرا ولا نثرا
أدنوكِ قابَ حرفين في شدّة
أقدّم لكِ من طينِ الرافدين البنّي
بركات الأولين
ومنْ طقسِ رصافتي البارد
أرسل تضرّعي وقلّة حيلتي
الى جواركِ الغنيّ بالدفء
أمدُّ إليكِ جسرَ الهوى
لتعبرَ مشاعري البالغة الحزن
تحمل إليكِ رسالاتِ قلبي
الذي تهجّد حتى فاضتْ عيناه
اشتاق حتى وهنتْ أنفاسه
توعّك حتّى أدمنَ بندولات الصبر
ولم تستطع اخماد حنينه
يمشي فوق جمر الشوق
دون انتعال الصبر
يأكل الذكريات البائتة ولا يشبع
امنحيني قلبك
أُبسملُ عند دخوله سبعاً
انامُ فيه قرير الحب
حتى يغشاني السرور
وتخمد جذوة في صدري
تعالي
نركل الغياب باقدام الحضور
نقطع لنا موعدا
في ذاكرة المساءات
في جدول اعمال السماوات
نروي ظمأنا
لتبتلّ عروق الشوق
نعدّ قبلة اللقاء
بعيدَ تكبيرة العناق
ليذهبَ الظمأ
ويكون للشفاه آثارها
على عنق الفجر

وتفقد القصيدة وعيها الملتف حول خصري
يضيع همسي في زحمة الارتشافات
يسحقني دفء الزفير بلا شفاعة
نتوه في دوار السواقي
وننفرط كـ
بنفسجة تحتفل بمولد شفاه
ووقور يترنح عبثا في مبسمي
؛
أيها المسافر في دمي
جهور صوت عشقك المرتد في أرجائي
يعيث في تفاصيلي وِجدا وغيرة وشوق
يوقظ شهيتي بنبيذ احساسك
يدسك في شراييني
ويرتبني في قميص قصائدك
وردة تتنفسك
؛
هذا قلبي بين يديك يا علي
شكله كما يشاء لك الهوى
فتش بين نبضاته
عن البتلات المبعثرة حزنا
ضمها اليك
الثمها بشوقك
اسقها بزلال همسك
انسج من أنفاسك وشاح
يدثر صقيعا يلوك عطرها
تبختر في حلكتي كبشائر فجر
كن نشوة الشفق في إغواء الغروب للرحيل
وأشرق كما بريق السناء في عمري
تعال يا علي
وتورط بين أضلعي
عشقا وجنونا

أبالِسةُ الأرقِ
يُقدّمون لي كؤوس الهذيان
يقولون أطرب مسامعنا
وأنا أتغزلُ بعينيكِ البرّاقتين
أقصُّ على إنصاتهم
شعوذة الغرام
وأحصّنُ قلبي بتميمة حبّكِ
أيّتها المتنفّذة في دمي
العاكفة على ذمّة العشق
المُتسرّبة من افتضاح عيوني
أيّتها المربّية
التي تخرّجت على يديها شاعرا
وفي عينيها عاشقا
التي لو وضعوا القمر في يسار الروح
والشمس في ميمنة الأحلام
ما زهدتُ بشعرةً بيضاء
من حزنها
من قلقها
من اشتياقها
من سؤالها
من غيرتها
يا امرأة اختصرت كل نساء العرب
وما تفوّه به اسلافي الشعراء
اجعليني نبيا لجاهلية ما قبلك
أقيم شرائع غرامك
في قبائل وحدتي وعزلتي
إنني آمنتُ بحبكِ
و ياليتهم يعلمون
بما صنعه لي قلبكِ
سواء عليهم أأخبرهم الشعر
أم ران على قلبهم الحسد
فكل عاشق بما لديه قصيدة
ولو ألقى مقاليد الأحلام
وعلى ربوة في قلبك قد نام
ولستُ بتاركٍ هواك
حتّى يظهرهُ قلبكِ
أو أهلكِ دونه

"الحب أمر عظيم يا ليلى"
قالها والعشق يكتنفه
متأبطا الصمت ..
واضعا رأسي على قلبه
حد التصاق حديث النبض
بهذيان الآذان
منذها والخجل متورد على وجنتاي
والروح مثخنة بشعور قابع
في الركن الجميل من قلبي
لا يبرأ منه أبدا
******
مازلت في دهشتي
أحاول تهدئة إحساسا
ترقرق من رفيف العشق
عطرا منسكبا في وجداني
؛
وكنت أتساءل ..!!
لماذا أعجز عن محو اسمه الممزوج
في أعذب تنهيداتي
كيف يختلسني طيفه
من جموع الحاضرين
في رعشة لا ارادية
تهرق صبابتي عنبرا وزفرات
لماذا أهيم به
كما يهيم الفجر
في وجه الصباح اشراقا
وأهذي حين
يفيض عطره سلافا
من عنق كلماتي
ويترقرق صوتي
وتذبل لحاظي
كلما احترق وجدي
من لظى أشواقي
ما سر ما بين الجفون
وزخم الزهر على ثغر مفتون
وبريق السناء في طرف أحداقي

أهذا هو الحب يا علي ...!!!

الحبّ ياليلى
ان يجعلك احدٌ ما
تخفق من بعيدٍ
أليست هذه مقولتكِ
الحب
يبثّ فينا الامل والتفاؤل
يجعلنا مؤمنين
يشذّب عنّا خطايا الأمس
يُنشئ لنا ميلادا جديدا
ويمحو ما كسبت أيامنا
حيث لا زمن ولا وطن ولا اختيار
يدخل قلوبنا دون أيّ استئذان
يجرّدنا منّا
نكون غيرنا اصغر سنّا
يجعلنا اطفالا كبار
وكبار مجانين
الحب
هداية عظيمة
و دعوة كريمة
و حدث لو يعلمون عظيم
هذا هو الحب ياليلى
فريضة سادسة
ركن يأوي أليه العاشقون
ملاذا دافئا يتهافت إليه المغرمون
حاجة ماسّة
يطلبها الطيبون
شريعة مباركة
يعتنقها الصادقون
ولاية متفانية
يعتقدها الشعراء
قبلة هو الحبّ
يطوفه المتحابّون
الا هلمّي اليه بإحرام الهوى
نطوفه حتّى ننال مراد القلب
وتخشع النظرات
حتى يتضاعف اجر اشعاري
وتكونين مطمعاً لإيماني
جنّة انظر اليها بكامل ثقتي
وعيدا اتربص به
قيامة انال فيها ما طاب منكِ