عاد الوليد يشدو من ثاني
كطائر يحلّق في الاجواء
من غصن إلى غصن
والكّل يصفق لشجاه
جاءني والحرف سلاحه
يهمس ليلى ليلاه
حرفك سيدي أقوى من الكلام
فبم أردّ وقد عجزاللسان
أراك هنا شاديا بأعذب الالحان
و أنا كالصمّاء لا تعرف
الأوزان
كم كان اللحن رائعا
ولكنني مازلت
أمارس العصيان
سمعتك تشدو
شدو العاشق الولهان
وليلاك هائمة في هوى النسيان:
أليس جميلا ماغرّدت؟
يا طائر الاحلام
ولكن هي انا
ليلى بلا عنوان
ومازلت
أقطن الخيال
ألست سيدة الخيال؟
لا تجزعي أو تقلقي
من ْ بوح ِ حرفي في المشاعر ْ
فهنا قرأت ِ قصائدا ً
قد صاغها إحساس ُ ثائر ْ
الحب ّ ليست ْ مفردات ٌ عابرة
في سطور العاشقين ْ
أو ما تبقى من رذاذٍ فوق َ
جذع الياسمين ْ
الحبّ همسة ُ عاشقين ْ
فيها الكثير ُ من الحديث ِ المُشتهى
أو رعشة ٌ تسري وترقص ُ في
قلوب ِ الحالمين ْ
لاتسأليني عن حروف ٍ غادرتني في المساء ْ
لا تسأليني كيف َ صُغت ُ قصائدي
ولمن ْ أصوغ ُ قصائدي
فأنا وُلدت ُ بموطن ٍ
فيه ِ البنادق ُ والرّصاص
فيه ِ الحصار ُ كما الهواء ْ
فيه الأغاني لا تنام ُ على الشفاه
فيه الشهيد
تلو الشهيد
قد بات َ عنوان ُ النشيد ْ
وأنا الطريد
وأنا المحاصر ُ في المدائن ِ والقرى
وأنا المُخيّم ُ حين َ يرسم ُ جرحنا
وهناك َ قلت ُ قصيدتي
وهنا أقول :
لا تسأليني مَنْ أنا
فأنا تعبت ُ من السؤال ْ
فأنا فقدت ُ بطاقتي
وهويّتي تخشى الزوال ْ
قد كنت ُ طيرا ً ظل ّ يشدو
فوق غصن البرتقال ْ
لكن ّ غُصني ، قد تحطّم َ
قد تكسّر َ ثم َّ مال ْ
عُذرا ً فتاتي فاحذري
أن تسألي نفس َ السؤال ْ
نعم يا رفيق حرفي
قرأت هنا قصائدا
حروفها من ذهب
والهمس همس أغنية
ألحانها يا للعجب!
تسحر الروح ومعها القلب
ومن قال غير هذا
قسما بعهدي قد كذب
كيف أسأل عن بلادي
موطن الاحرار أنادي
هي في دمي وروحي
وقضية أبي وجدي
كيف تدعوني ألاّ أجزع
والثائر فيك قد نطق و أبدع
من قال الحب مفردات عابرة
أو رذاذ فوق جذع ياسمينة
الحب رحلة قدسية
و قصة أزلية
ولدت قبلي وقبلك
كيف أنسى؟
والجنين في خلدي ينادي
قتلوني قبل الميلاد
إن نسيت
فكيف انسى؟
إبتسامة أم الشهيد
والقلب عالق في السماء
إن نسيت
فكيف أنسى؟
وحوش البرية
ستظل بعيني طيرا
تشدو فوق أشجار الزيتون
وسنغنّي معا شمس الحرية
كيف انسى؟
حريّتي ممزوجة ٌ بثلاثة ٍ
بدمائنا ، وبسجننا ، أو موتنا
فثرى بلادي قد تعمّد َ بالدماء ْ
فالموت ُ تعرفه ُ المدن ْ
والموت ُ يعرفه ُ المخيّم ُ جيّدا
ونموت ُ في آذار َ / أو نيسان َ / أو أيّار َ ...في كل الشهور في كل أنواع ِ الشهور ِ
في كل أسماء الشهور ْ
وهنا نموت ُ على مزاج ِ أمريكا التي
كانت ْ تهيء ُ موتنا
بسلاحها
ورصاصها
والموت ُ يأتينا مساء ً أو نهار ْ
يا موطني يا سجني الكبير ْ
في كل ِ رُكن ٍ فوق َ أرضك َ مُعْتَقَل ْ
في كل مُعتقل ٍ أسير ْ
وأنا أسير ْ
في السجن ِ يجمعنا على
صوت ِ الكرامة ِ موعد ٌ
طفل ٌ / وشيخ ٌ / وامرأة ٌ عجوز ْ
في شرع ِ أمريكا يجوز ْ
وهناك َ في المنفى حكايات ٌ لنا
لم ْ يبق َ إلا الأغنيات ْ
فالحُلم ُ مات ْ
وأنا أناشد ُ إخوتي
أن يبعثوا للغاصبين َ أمنيتي الأخيرة في رجاء ْ
حتى يؤجل َ موتنا
ورحيلنا
عند الصباح / المساء ْ
فلأي ّ إمرأة ٍ سأكتب ُ أغنية
ولأي ّ إمرأة ٍ سأمنح ُ رغبتي
ما دام َ لي وطن ٌ ينام ُ على الجراح ْ
حريتي ممزوجة ٌ بدمائنا ودموعنا
برحيلنا وغيابنا
حريتي ممنوعة ٌ من هيئة الأمم
من مجلس الأمن
من فكرة ٍ عربية ٍ مشبوهة ٍ
من بائع ٍ ومُتاجر ٍ بدمائنا
وبقدسنا
حريتي محرومة ٌ
من عزف أغنية ٍ على صوت ِ الكمان ْ
أه يا زمان ْ
رحل َ الذين َ نحبّهم ْ
رحل َ الذين نريدهم
أن يكسروا من حولنا
هذا الحصار ْ
وعواصم ٌ كانت
تغذي ثورتي بالإنتصار ْ
قد أصبحت مسلوبة / ممنوعة
من رسم عنوان القرار
ها هنا الشعر يثور
فوق جذع الياسمين
كيف للحرف يقسو
و البسمة ثغر حزين
لا زلت بذاكراتي أوراقا
رسمتها شوقا وحنين
و أغنية لحّنها الانين
أتعرف يا شاعري؟
كلّ الدروب إليك عرفتها
فهل عرفت أنت دربي؟
كلّ الحكاية زمن وحلم
وربيع مازال رضيع
قد يفطم عند الصباح
قال َ القرنفل مرّة ً
للياسمين
لو تُعطني ثوب َ البياض ْ
حتى أكونك َ ساعة ً
قال َ القرنفل ُ للحدائق والحقول
للشمس ِ ترقص ُ فوق وجه حبيبتي
لو تمنحوني فكرة ً
حتى أكون َ كما أشاء ْ
لجميلة ٍ تغتال ُ وقتي كلّما
همس َ المكان ْ
هيا أحبيني ولا تترددي
فأنا أتيتُك ِ حاملا ً قلبي قلادة َ أو وسام ْ
وحبيبتي
وجميلتي
وربيع قلبي ضائعة
بين الزحام ْ
قد جاءها في الليل ِ لص ٌ بارع ٌ
واحتل ّ مقعدنا الأخير ْ
والآن يلبس ُ في المساء قصيدتي
وينام فوق وسادة ِ الحرف التي
كانت لنا
قال َ القرنفل ُللضياء ْ
ما قيمة ُ الألوان ِ إن غاب َ اللقاء ْ
ماذا سأفعل كي أراك َ كما أشاء ْ
وحبيبتي رحلت ْ
وغابت ْ في الفراغ ْ
لا الرحلة ُ ابتدأت ْ ولا
عاد الغريب ْ
صيدا فتاة ٌ حالمة
ومسافرة
خلف َ الغمام ْ
صيدا تحاول ُ كم تحاول ُ أن تنام ْ
لكنها كانت تفكر في الرجوع
صوب المواني ء من جديدْ
ماذا استفادت ْ من عناق ِ الوهم في ليل الحزين ْ
ماذا ستصنع ُ حين َ تخطئها الدروب ْ
صيدا تئن ُ من الذنوب ْ
وهناك َ كانت كلما تجفو تؤوب ْ