تباريـــح
وتقولين الهوى لي بإتَّقادِ
بعدَ ما أرديتني رهن البُعادِ!
أين نارُ الشوقِ من نار الجَفا
كنتِ قدْ أسقيتِني فيها سهادي
أين ذاكَ العهْدُ أضحى بارداً
أمْ أثارتكِ حميّا الاعتداد
كبرياءٌ منكِ قد آنَسْتُها
في صميم الحبَّ قد أعيت فؤادي
لمْ تهابي لهفَ روحي والهوى
لا ولا صنتِ بهِ حرَّ ودادي
ولقد كنتِ بدُنيايَ المُنى
واعتلاقي بكِ همي واتقادي
ودموعي جارياتٌ صَبْوَةً
بليالٍ كنتِ لي فيها مرادي
اذهبي عنّي فأنّي لم أُطِقْ
منكِ قولاً فيهِ ترمين اضطهادي
أنتِ ما جئتِ الهوى عن خافقٍ
إنّما جئتِ بقايا من رماد
وأنا مثلُكِ أبكي لوعَةً
غيرَ أنّي ماقتٌ جورَ البعاد
ودعي لي ذكرياتي في الهوى
فهْيَ لي بعْدكِ أُنْسي واعتيادي
تنثرُ الأحلامَ لي سُلوانةً
فأقضَّي بالمُنى دنيا افتقادي
واجْهَلي الحبَّ فإنّي راغبٌ
عنكِ للُّقيا لخوفي واعتقادي
فالخُطى منكِ أراها ومضةً
مِنْ رجاءٍ ليسَ فيها من سَداد
وأنا ما عِشْتُ لنْ أحيا سوى
للأماني الغُرَّ خفّاقَ الفؤاد