هذه القصيده اليتيمه والمحزنه للشاعر عبدالرحيم المطوع التميمي ، ولكم كانت هذه القصه حزينه على قلب هذا المسكين والمغلوب على أمره وعلى من سمعها بعده وهذه القصه:
قيل أنه عشق فتاة بنت (صائغ) ، وكانت صغيرة السن ، جمالها باهر وبأعلى مستوى من العفه ، فطلب من أهلها تزويجها له بخفيه ومنحهم ماطلبوا ومضى على زواجه مده لم يعلم بها أحد ، وكان والده وأخوانه يشيرون عليه الزواج وهو يرفض ، وكان لزوجته صديقه ، وبعد أن أنجبت منه ولدا اشارت صديقتها عليها بأن تشيع الخبر ، فلما وصل الخبر الى أهله غضبوا فقرروا الخروج وهو معهم للبريه وهناك يطلبون منه الطلاق أو يقتلونه ، فلما وصلوا الى منطقة النقا (على ما أعتقد أنها بقرب مدينة أوشيقر) ونزلوا ، وكان بقربهم غزال صغير نائم ، فأمسكوا به فلما شاهده عبدالرحيم تذكر أوصاف زوجته المشابهه لوصف الغزال (كيف رقة قلب المحب) ، وبعد نزولهم أخبروه بخبرهم ، فقال أمهلوني للإستخاره (كم هو مسكين ذلك المغلوب على أمره) ثم ارتفع الى أعلى النقا وكتب هذه القصيدة اليتميه الرائعه ثم عـض ابهاميه ومات جزعا وقهرا.
ويقال أن قبره في نفس منطقة النقا ، وموقعه معروف لدى أهل هذه المنطقه.
القصيده:
يقول التميمي الـذي شـب متـرف
مدا العمر ماشا فـي زمانـه جـاه
ياراكب ياللـي مـن عقيـل تقللـوا
من نجد الى الريف المريـف مـداه
حدروا بنا من جوعقـل وقوضـوا
علـى كـل هبـاع يمـد خـطـاه
علاكم تجد السيـر لكـن وصفهـا
على قطعـة البيـدا وكثـر اسـراه
صريمة ربـد حدهـا جـال تيمـا
على الأرض من عالي النبا بوطـاه
فلما جـو الدهنـا والإنسـان مالـه
مـلاذ وماكتـب علـيـه وطــاه
كن عن صغير السن حذر ولاتكـن
دنـوع إلـى شفتـه بسـن سفـاه
وإن كان ما جاوز ثلاث مع اربـع
وعشر فـلا يشفـي الفـؤاد لقـاه
تعاديه ما يدري وتصافيـه مـادرى
وما سمع من غالي الحديـث حكـاه
عضيـت روس اناملـي بنواجـدي
وقلـت آه مـن حـر المصيبـه آه
لو أن فـي قـول آه تبـري علتـي
كثـر أن فـي ضامـري قـول آه
الأيام ماخلن علـى احـد ماكونّـه
ومـن لا كونّـه عابيـات عـبـاه
---
عندما رأى الغزال والتي في مكانها مرتاحه ، تهيّض وبدأ يتذكر زوجته وهي بنفس أوصاف هذه الغزال (قمة في الإبداع) ، وترجى أخوته أن يتركوها سبيل لشبهها من زوجته ويقول :-
لقو ظبية في زربها مستكنه = حماه من لفح السموم ذراه
غشاها لذيذ النوم والنوم قد غشا = من القوم حذر وابتلوه عداه
فقلت لأخواتي ومثلي ومثلهم = يشكي إلى من الزمان وطاه
دعوها سبيل كود من يجزي فعايله = يجزى على فعله يشوف مناه
وتتبدل حال المحب ذو القلب الرهيف الى القسوه على من يحول بينه وبين محبوبته:-
لعل قصر حال بيني وبينها = لنجم من المولى يهد بناه
أبغى الى هد العلا من قصورها =وذهلن عطيرات الجيوب حياه
هنا يشير الى أستحالة فرقاه لحبيبته ، وكيف يسمح لعينيه أن تراها وقد اصبحت حليلة لغيره :-
الا واعنا عيني إلى ريت صاحبي = جضيع لغيري وأحترمت لقاه
سيره ممروع لغيري ويهتوي = وساقيه ما ينحى علي بماه
دع ذا وسل رب الملا في محلتم = سرى يشعق بظلما شعاع سناه
وفي هذا البيت يقول لاتبني قصر من رمل وأنت ضعيف (فهذا تشبيه بحالته الضعيفه):
حوارك تبين والذراعين زجهن = من الريح زعاج وطار سناه
أما هذه الأبيات الثلاثه فهي من أقوى ابيات الشعر النبطى على الأطلاق ، ومن أصعبها فهما وقد اشار العارفين بأن المقصود في البيت الأول التاريخ والثاني الناس هذا يمح الآخر وهكذا.
وطا ماوطى واللي وطا مابعد وطا = غطا ماوطا واللي وطاه غطاه
محا ما محا واللي محا بعد مانحا = نحا ما محا واللي نحاه محاه
أما في هذه الأبيات القادمه فهو يصف حبيبته بوصف لم يصفه أي حبيب لمحبوب:-
خليلي يشادي خاتم العاج وصطه = تقول انفرج لولا البريم زواه
خليلي خلا قلبي من الولف غيره = عفت الأخلا والخدون حذاه
خليلي لو حال البحر بيني وبينه = ذبيت روحي فوق غبة ماه
خليلي لو يرعى الجراد رعيته = أهظله من حشمته ورضاه
خليلي لو يزرع زرع سقيته = من الدمع لوشح القليب بماه
خليلي لو يمذق على الشري ريقه =غدا عسل والتاجر يزيد شراه
خليلي لو ياطا قبر ميت = بأمر الولي حكاه حين وطاه
خليلي لو يطا على جمرة الغضا = وطيت في رجلي تبع ماطاه
خليلي معسول الشفاتين فاتني = كما فات لقاي الدلي رشاه
وهنا يحذر من الأقتران بمن هي اقل من 17 عاما ، فإن عاديتها لا تعلم وإن صافيتها ايضا لاتفرق وليست زوجته المقصوده):
كن عن صغير السن حذر ولاتكن = دنوع إلى شفته بسن سفاه
وإن كان ما جاوز ثلاث مع اربع = وعشر فلا يشفي الفؤاد لقاه
تعاديه ما يدري وتصافيه مادرى = وما سمع من غالي الحديث حكاه
ويختتم قصيدته الحزينه بنهايته الحزينه:
عضيت روس انملي بنواجدي = وقلت آه من حر المصيبه آه
لو أن في قول آه تبري علتي = كثر أن في ضامري قول آه
الأيام ماخلن على حد ماكونه = ومن لاكونه عابيات عباه
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 10-08-2012 في 05:55 AM.
قصيدة راشد ابو دباس - يا ونّةٍ ونيتها من خوا الراس
تعريف بالشاعر
هو راشد بن عبدالله بن ناصر بن دباس الدوسري عــاش في النصف الاخيــر من القرن الثاني عشر الهجــري وهو من بلــدة عودة سدير ويقال انه توفــي في عام 1308هـ رحمه الله سافر ابنه "دباس" الى بلاد مسكت لطلب الرزق لمدة ثمان سنوات فقال هذه القصيدة بعد ان طالت مدة غيابــه عليه ولم يذكر له غير هذه القصيدة و رد أبنه "دباس" عليها ولذلك تسمى اليتيمه
يا ونّةٍ ونيتهـا من خوا الـــــراس
من لاهـبٍ بالكبـد مثـل السعيـــره
قصيدة دعد
القصيدة اليتيمة
رائعة الشاعر دوقلة المنبجي
:
يحكي لنا الرواة أنه لم يذكر المؤرخون تاريخاً لمولد هذا الشاعر ولا نسباً له, وظلت قصيدته هذه و التي عرفت بـ " اليتيمة " مجهولة زمنا طويلا، ويحكي بعض الرواة أنه كانت هناك فتاة من الأعراب كانت تسمى " دعــــد "، وقيل أنها كانت ملكة بأرض من أطراف شبه الجزيرة العربية ، وكانت على قدر عال من الجمال و الفصاحة والبلاغة وقد طلبت مهرها قصيدة غزلية لم تشهد مثلها العرب من قبل ، وما أن سمع دوقلة المنبجي بنبأ هذه الملكة والمهر الذي طلبته , و خبر عن جمالها وفصاحتها حتى جادت قريحته بهذه القصيدة التي خلدته بعد أن قتلته..!
وفي هذه القصيدة رسم الشاعر صورة جميلة لمحبوبته التي تخيلها لينال الفوز بها بداية من شعرها ورأسها وحتى إخمص قدميها ، غير أن حظه لم يسعفه حتى لإلقاء قصيدته على " دعد " التي هام الشعراء والملوك بحبها وتمنوا الزواج منها..!
ومما يحكى في ذلك أنه في أثناء سفر " دوقلة " إلى "دعد" قابله أعرابي في الطريق .
فسأله الأعرابي : إلى أين وجهتك ..؟
فقال "دوقلة" : إني ذاهب لنيل دعد.
قال الأعرابي : مهر دعدٍ قصيدة لم تشهدها العرب !.
فقال "دوقلة : وها هي القصيدة معي
فطلب الأعرابي إلى الشاعر سماع القصيدة ،
فألقاها عليه دوقلة , فأعجبته
فما كان من هذا الأعرابي إلا أن قتل " دوقلة " و حفظ القصيدة متوجها بها إلى دعد.
وبعد أن دخل وعرفها بنفسه ، قرأ القصيدة ، وهنا أدركت "دعد" بذكائها وبلاغتها بعد سماعها القصيدة أن كاتبها ليس هذا الذي أمامها لأن " دوقلة " الأذكى من قاتله عندما أدرك أن صاحبه لابد قاتله أضاف لقصيدته هذا البيت الذي كشف قاتله وقال فيه :
إن تــتهمــي فـتهامة وطني : أو تــنجــدي إن الهوى نجدُ
و كان معنى البيت أن الشاعر من نجد بينما الأعرابي ( السارق ) لم يكن نجدياً لأنه في البداية عرف بنفسه و بمكانه الأصلي فصاحت" دعد" قائلة : اقتلوا قاتل بعلي
فقتله رجالها ..!
وسميت هذه القصيدة باليتيمة ، لكونها وحيدة لم يكتب صاحبها غيرها ، وقيل لأنها لا شبيه لها من الشعر العربي نظرا لقوة سبكها و روعة تشبيهاتها و معانيها وسلاسة صياغاتها ووضوح مقاصدها.
وهذه هي القصيدة :
هل بالطُّلول لِسائِلٍ رَدُّ ؟ : أَمْ هل لها بِتَكَلُّمٍ عَهْدُ؟
دَرَسَ الجَديدُ جَديدُ مَعْهَدِها : فَكَأنما هي رَيْطَةٌ جَرْدُ
مِن طولِ ما يَبْكي الغَمامُ على : عَرَصَاتِها ويُقَهْقِهُ الرعْدُ
وتَلُثُّ سارِيَةٌ وغادِيَةٌ : ويَكُرُّ نَحْسٌ بعدهُ سَعْدُ
تَلْقى شآمِيَةٌ يَمانِيَة : ولها بِمَوْرِدِ ثَرِّها سَرْدُ
فَكَسَتْ مَواطِرُها ظَواهِرَها : نَوْراً كأنَّ زَهاءَها بُرْدُ
تَنْدى فَيَسْري نَسْجُها زَرَدا : واهِِي العُرى ويَغُرُّه عَقْدُ
فَوَقَفْتُ أسألُها وليس بها : إلاّ المهَا ونَقانِقٌ رُبْدُ
فَتَناثَرَتْ دُرَرُ الشؤونِ على: خَدِّي كما يَتَناثَرُ العِقْدُ
لَهْفي على دَعْدٍ وما خُلِقَتْ : إلاّ لِطولِ تلَهُّفي دَعْدُ
بَيْضاءُ قد لبِسَ الأديمُ أديم: الحُسْنِ فَهْوَ لِجِلْدِهاجِلْدُ
وَيَزيِنُ فَوْدَيْها إذا حَسَرَت: ضافي الغَدائرِ فاحمٌ جَعْدُ
فالوَجْهُ مِثْلُ الصُّبْحِ مُبْيَضٌّ : والشَّعْرُ مِثْلُ الليلِ مُسْوَدُّ
ضِدَّانِ لمّا استَجْمَعا حَسُنا: والضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ
وجبينُها صَلْتٌ وحاجِبُها : خْتُ المَخَطِّ أزَجُّ مُمْتَدُ
وكَأنَّها وَسْنى إذا نَظَرَتْ : أوْ مُدْنَفٌ لَمَّا يُفِقْ بَعْدُ
بِفُتورِ عَيْنٍ ما بِها رَمَد : بِها تُداوى الأعيُنُ الرُّمْدُ
وتُجِيلُ مِسْواكَ الأراكِ على : رَتْلٍ كأنَّ رُضابَهُ شَهْدُ
والجِيدُ مِنْها جِيدُ جُؤْذُرَةٍ : تَعْطو إذا ما طالَها المَرْدُ
وكأنَّما سُقِيَتْ تَرائبُها : والنَّحْرُ ماءَ الوَرْدِ والخَدُّ
وامْتَدَّ من أعْضادِها قَصَب : فَعْمٌ تَلَتْهُ مَرافِقٌ مُلْدُ
والمِعْصَمان فما يُرى لهما : مِنْ نَعْمَةٍ وبَضاضَةٍ نِدُّ
ولها بَنانٌ لو أرَدْت َ له : عَقْداً بِكَفِّكَ أمْكَنَ العَقْدُ
قد قُلْتُ لَمّا أَنْ كَلِفْتُ بها : واقْتادَني في حُبِّها الوَجْدُ
إنْ لم يَكُنْ وَصْلٌ لَدَيْكِ لنا : يَشْفي الصَّبابَةَ فَلْيَكُنْ وعْدُ
قد كان أوْرَقَ وصْلُكُم زَمَناً : فَذَوى الوِصالُ وأوْرَقَ الصَّدُّ
للَّهِ أشْواقٌ إذا نَزَحَتْ : دارٌ بِنا، ونَبا بِكُمْ بُعْدُ
إنْ تُتْهِمي فتِهامَةٌ وطَني : أوْ تُنْجِدي إنَّ الهوى نَجْدُ
وزَعَمْتِ أنَّكِ تُضْمِرينَ لنا : وُدَّاً فهلاّ يَنْفَعُ الوُدُّ
وإذا المُحِبُّ شكا الصُّدودَ ولم : يُعْطَفْ عَلَيْهِ فقَتْلُهُ عَمْدُ
ونَخُصُّها بالوُدِّ وهي على : ما لانُحِبُّ ، وهكذا الوَجْدُ
أوَ ما تَرى طِمْرَيَّ بينهما : رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزْلِهِ سُهْدُ
فالسَّيفُ يَقْطَعُ وهْوَ ذو صَدَأٍ : والنَّصْلُ يَفْري الهامَ لاالغِمْدُ
لا تَنْفَعَنَّ السيفَ حِلْيَتُهُ : يومَ الجِلادِ إذا نَبا الحَدُّ
ولقد عَلِمْتِ بأنَّني رَجُلٌ : في الصالحاتِ أروحُ أو أغْدوا
بَرْدٌ على الأدْنى ومَرحَمَةٌ : وعلى المكارِهِ باسِلٌ جَلْدُ
مُتَجَلْبِبٌ ثَوْبَ العفافِ وقد : وَصَلَ الحبيبُ وأسْعَدَ السَّعْدُ
ومُجانبٌ فعلَ القبيحِ وقد : غَفَلَ الرقيبُ وأمْكَنَ الوِرْدُ
مَنَعَ المطامعَ أن تُثَلِّمَني : أنِّي لِمِعْوَلِها صَفَاً صَلْدُ
فأظلُّ حُرّاً من مَذَلَّتِها : والحُرُّ حين يُطيعُها عَبْدُ
آلَيْتُ أمدحُ مُقْرِفأً أبداً : يَبْقى المديحُ ويَنْفَدُ الرِّفْدُ
هيهات يأبى ذاك لي سَلَفٌ : خَمَدوا ولم يَخْمَدْ لهم مَجْدُ
فالجَدُّ كِِنْدَةُ والبَنونَ همُ : فَزَكا البَنونَ وأنْجَبَ الجَدُّ
فلَئِنْ قَفَوْتُ جميلَ فِعْلِهِمُ : بِذَميمِ فِعْلي إنّني وَغْدُ
أجْمِلْ إذا حاولتَ في طَلَبٍ : فالجِدُّ يُغْني عنك لا الجَدُّ
وإذا صبَرْتَ لِجَهْدِ نازِلَةٍ : فكَأنَّما ما مَسَّكَ الجُهْد
لِيَكُنْ لديكَ لِسائلٍ فَرَجٌ : إن لم يَكُنْ فَلْيَحْسُنِ الرَّدُّ
وطَريدِ ليلٍ ساقَهُ سَغَبٌ : وَهْناً إلَيَّ وقادَهُ بَرْدُ
أوْسَعْتُ جَهْدَ بَشاشَةٍ وقِرىً : وعلى الكريمِ لضَيْفِهِ جَهْدُ
فَتَصَرَّمَ المشْتى ومَرْبَعُهُ : رحْبٌ لديَّ وعَيْشُهُ رَغْدُ
ثمّ اغتَدى ورداؤهُ نِعَمٌ : أسْأرْتُها وردائيَ الحَمْدُ
ياليتَ شِعْري، بعد ذلكمُ : ومَحالُ كلِّ مُعَمَّرٍ لَحْدُ
أصَريعَ كَلْمٍ أم صَريعَ ضَنىً : أرْدى فليسَ منَ الرّدى بُدُّ
بوركتم أيها الطيب وهذا الموضوع الجميل حقا والقصيد الرائع..
ربما كان القسم الأليق بهذا الموضوع الباذخ هو مجلس الاختيارات الأدبية-من قصص الشعراء..
لعل الإخوة القائمين هنا ينقلون هذا الموضوع مشكورين..