ثُرْ يـا شآم
عبدالناصر طاووس
14/1/2013 م
ثُرْ يا شـآُم وعـاود للدنى الألقـا
وانثرْ سـلامك إنَّ النور فيك شقى
وانهضْ مِنَ النوم ِ لا تنظر لداهمةٍ
ونافح الشرِّ حيث العــدل قد أرقــا
وارفعْ لواءَكَ في قلبِ الحياة ِ وكنْ
في عالم ِ المجد ِ معياراً ومنطلقا
و كنْ كمن حطَّ في أمِّ الربى علمـاً
يلامـسُ الـريـحَ والآبـاد والـفـلـقا
وانشد ْ خلاصَكَ في الآفاق منتضياً
سيفَ الخلاص وأبعد عنك ماوهقا
واحفـل بيوم عسى يأتيك طالعـه
بالمـاء ريا فلا يظـمـا بك الرَّمقا
ثُرْ يا شآُم ففي أفق الحياةِ قذى
فما أحيلاكَ إِنْ حاكيت لي الأفقا
قالوا شآم: فقلت: الفـلك منزلهـا
منها ابتدى العلم والتاريخ وانبثقا
أنتَ المنارُ لك الأحـرارعاشــقةً
ترنو اليك تريد الفجـر معـتنقا؟
كـمْ في بيادركَ الغنـاءِ ِ مِنْ حـلـم ٍ
يستنزفُ القلب يجتاحُ المدى حرقا
ورودُك البيض كم نامت على وجع ٍ
ومـا غـدت لعـبير تنشـر العـبقـا
ودورك الحالمات اليوم في حلك
رفـقاً تمهل فمنها الطيبُ قد نتقا
هذي سماتكَ في وجدي أعالجهـا
علاجَ مْن أشغـلتـْهُ النفسُ فانعتقا
حـييَتُ جـرحَـكَ في ذبٍّ يكــابـده
عن تِ العروبة فيها الحق قد هـرقا
كـنت الطـريق لآمـالي وبـارقتي
كنت السماء علينا تنشر الشفقا
لم تعرف الأرض مِنْ سهلٍ ومن وهدٍ
إلا افـتـدتـك بمـا فـيها مـن الغـدقـا
يا موطن المجدِ كم للمجدَ فيك علاً
علاْ وهـادك شـماً وافتدى ورقـا
هذي تلالـكَ في الآفـاق ِ شامـخـةٌ
صارتَ منار الهدى والعلم والخُلُقـا
ثُرْ يا شآُم وأبرقْ في مسامعِـنـا
لعلَّ هدرك في الأرجاء فيه رقى
أعد إلى من تشظوا في الدنى وسقا
أعدْ إليهـم زمـانَ الوصـلِ متفقـا ً
أعد إلى مشرق ِ الدنيا ومغربهـا
الآمال يشتاقها النُّساك مرتفقا
في رفع ِ رأسِـكَ كمْ تسمو مفاخرتي
ففي سـناك العلى والنبل والومقـا
حملتُ جرحكَ في صدري فشرفني
منه اعتليت وفيه الرأسُ قد سمقا
مهلاً شــآم تقاسـمنا مـواجعــنا
وفي غد نهجـر الآهات والأرقا
شآم صبراً على البلوى فكم عصفت
بك المـنايا فـمـا لانت لمُـرتَزِقـا
لك الأزاهيرُ من شعريَ فكلل بها
يا شام هاماَ فلا تأسى على الأرقا
لك الحـياة ومـا لي دونهـا أرب
لك العيون لك الأعناق والحدقا