لا تبالِ
ليستِ الأعمار في كفّ البغالِ
لا تُكسّرْ خشية الأغلالِ أعناق المقالِ
لا تبالِ
هلْ يخاف اللّيثُ ربّاتِ الحجالِ
لا تبالِ
منْ رؤوس الذّلّ أربابِ الضّلالِ
لا تبالِ
منْ دجاجِ الخُمِّ في ساح القتالِ
وسمانٍ في زمانِ الذّلّ ،في عصْرِ الهُزالِ
لا تُبالِ
منْ عبيدٍ أتْقنوا لعْق النّعالِ
قتلوا الأمْجاد فينا
وأزاحوا
كلّ ما في الكون منْ آي الجمالِ
منْ يعيد الشمس منْ يلْغي الكرى=من صباح العُرْب في هذا الورى
منْ يعيد العزّ في أهلي ومنْ=يبْعثُ الأمجاد في ليث الشرى
يا بني الأعراب شعري تافه=وبمرٍّ ذا يراعي قدْ جرى
هل يروق الشعر والأمجاد في=غيبة الأسفار ما عادتْ تُرى
غيرنا نحو الثريا قدْ سروا=ولبسنا الذل سرنا القهقرى
وبكينا مجد أيام مضتْ=حينما كنا صقورا في الذرى
لن يعيد الدمع أياما مضتْ=دون سعْي من مجِدٍّ شمّرا
مات أهلي يا صلاح الدين قمْ=وأعِدْ للعُرْب مسْلوب الثرى
لمْ يعُدْ فينا أبِي باسلٌ =فزماني منْ فحولٍ أقْفرا
كلنا صرْنا لعلْجٍ سلعةً=بخْسة الأثمان لمّا تشترى
هل ترى يأتي زمانٌ نعتلي=صهوة الدنيا ونبني ما اهترى
ليعود الدهر بساما كما=كان منْ قبل جميلا مسفرا
ليس بالأحلام يعْلو سيدٌ=أو بغير العزْم يغدو قسورا
ضاع الحمى والعِرْضُ يا عربُ=فلِمَ الشكاةُ وأنْتمُ السّببُ
آزرْتمُ أهل المكائد منْ=بسلاحهمْ لرقابكمْ ضربوا
ولم البكا مثل النساء على=ما كان يُفدى بالذي يجبُ
أعرابنا مثل البغاث فما=يغنون شيئا إنْ همُ غضبوا
يسقون أهلهمُ كؤوس أسى=وإذا بدا أعداؤنا هربوا
لا خير في قوْمٍ سلاحهمُ=سرّ العدوّ وساءمنْ قربوا
حتى إذا جاء القتال فهمْ=مثل الدمى أوْ قلْ همُ الخشبُ
القدس صارخة بكتْ بدمٍ=قدْ داسها بالخسْف مُغْتصبُ
والكل في هرْجٍ وفي مرجٍ=يبْكي على الأمجاد ينتحبُ
لا ينفع المكروب يوم ردى=شعرٌ رصينُ اللفظ أوْ خطبُ
لاينْفع المسكين يوم وغى=دمْعٌ على الخدّيْن ينسكبُ
في باطني شجنْ
لأنّني أعيش في وطنْ
ترتاع مِنْ جراحه جوارحُ الزمنْ
قلْ لي أيا وطنْ
ماذا تريد من فدى
ماذا تريد من ثمنْ
حتى أراك مشرقا
بوجهك الحسنْ
حتى أراك شامخا
تسمو على الإحنْ
فإنني سئمت أنْ
أراك من أسى تئنْ
كل الذي تريده أعطيكه
الروح والبدنْ
دون سيوفٍ من أذى
دون تأففٍ ومنْ
أجبْ سؤالي ويلتي
أجبْ سؤالي لاتكنْ
منتصبا في حيرةٍ
وجامدا مثل الوثنْ
تشكو أساك في المسا
والصبح في شجنْ
فإنني أكاد أنْ أُجنْ
أكاد أنْ أُجنْ
مجْد الفتى العرفان والأدبُ=وسواهما فخرافةٌ كذبُ
فسلِ الزمان عنِ الذين مضوا= ماسرّهمْ ولمنْ علتْ رتبُ
هلء للذين بعلْمهم سطعوا= أمْ للذين تراثهمْ ذهبُ
يُنْبئْك أنّ المجد أجمعه=للعارفين وغيرهم خشبُ
كمْ منْ فتى يشكو جحيم طوى=لامال يرفعه ولا حسبُ
ضحكت له الأيام وابتسمتْ=وتزيّنتْ ببيانه الكتبُ
هلْ يسْتوي أهل العلوم ومنْ=للجاه والأموال قدْ نهبوا
أهل العلوم بناة كل علا=وهم لكل فضيلةٍ سببُ
عقْل الفتى في الناس يرفعه=إنْ خانه السلطان والنسبُ
وجماله في الناس معْرفةٌ=إنْ صدّ عنه لجاه والنشبُ
ما لليوث رأيتهمْ خابوا=لا مخْلبٌ يبدو ولا نابُ
يمشون مشي الذل في ضعةٍ=وشرابهم بعد القذى الصابُ
ما عاد في أسفارهمْ ألقٌ=عن مسرح الأحداث قدْ غابوا
يا هل ترى أرحامهم عقمتْ=ما عندهم للفحل منجابُ
إن السبيل بوجهنا انغلقتْ=وانسدّ عن أحلامنا البابُ
هذي بلاد العُرْب قد رخصتْ=يلهو بها يا قومُ أذنابُ
هذي الحقيقة قلتها صدقتْ=مافي المقال لديّ إطْنابُ
كيف العلو بأمةٍ سفلتْ=والكل للأمجاد حطابُ
والقوم من شعبٍ ومن ملكٍ=عند الهنود الحمْر أسْلابُ
الغاز والبترول ينهبه=من أرضنا يا أهل نهابُ
قومي الذين لأهلهم خذلوا=لكنهم للقرد أحبابُ
هل يا ترى يأتي صباح سنى=أمْ ما لنا في الكوْن إعْرابُ
لا عنترهْ
لا محبرهْ
غير الرداءة أينعتْ
وعصيرها
بلغ المنال وأسكرا
والغصن للطير الأصيل تنكرا
لا عنترهْ لا محبرهْ
غير الدجى
سحب الذيول على القرى
ومضى يعرقل من جرى
لا صبحَ يبدو هاهنا
هلك السنا
أين المنى؟
والليل في قتل الضياء تفننا
وبنو أبينا كالإما
باعوا المحارم والحمى
يا سائلي
هلْ أنت لي
منذ اللقاء الأولِ
فأجبته
والشوق ناح كمرجلِ
أغْرقْت كل سواحلي
وغزوتني
مثل التتار،هدمْتَ كل منازلي
وقتلتني
قدْ كنت لي
في الحب أعنف قاتلِ
وغدوت لي
في العشق أعقد طلسمِ
وكسرْت لي
أعلى مدارج سُلّمي
فلم السؤال؟ وقدْ زرعت بأعظمي
شوك الشكوك المؤلمِ
وسقيتني
من كل مرٍّ علقمِ
وبطشت بي
بطش اليهود بمسلمِ
عاملتني
مثل القضاة لمجرمِ
مِنْ بعدما حلقت بي
من فوق عالي الأنجمِ
وبنيت لي
في الحلم أجمل منزلِ
فلِم الغداة رميتني
مزّقْت وصفة بلسمي
أرجوك لا تتبسّمِ
مثل الخبيث الأرقمِ
وتألّمِ
إنْ كنت لمْ تتألّمِ
إني قذفتك من دمي
هذي عواصف ثورتي
هذا جحيم جهنمي