أبحث عن سحابة ٍ تحملني إليك ْ
سواحل توصلني مرفأ مقلتيك ْ
علامة تكشف لي أسرار راحتيك ْ
عن شهقة ٍ ،هناءة ٍ ،إشراقة ٍ
تفضح وجنتيك ْ
عن مزنة ٍ لتغسل الهموم ْ
وتعتلي بحبنا أروقة النجوم ْ
فتزهر المنى على ضفاف شاطئيك ْ
وينتشي النوّار من يديك ْ
لترتوي العروق من حنان أصغريك ْ
ونكسر الوجـوم ْ
رحماك يا رؤوم ْ
حسب هواك أنه
مفتاح بوح قلبيَ الكـَتوم ْ
2-
قولوا لها المتيم الحزين ْ
ما عاد بالظلال يستعين ْ
ما عاد أنقاض دجى
فنجمه ُ لألاء كل حين ْ
منذ التقت عيوننا
واحتفلت مراتع الحنين ْ
فوق ثغور ٍ لـُجـِمت ْ بوحشة ِالسنين ْ
ولم يذق ْ ربيعها غير لظى الأنين ْ
قولوا لها
قد عربد َ الإعصار بالوتيـن ْ
وانتفض النـُضَارُ في خريفه الضنين ْ
وانبلجت شواطىء اليقين ْ
تلـوح للسفين ْ
قولوا لها بالرغم من بوصلة البعـاد ْ
صار لحقل مقلتيها الحارس الأمين ْ
والسجـن
والســـجـّان
والســــــجيــن
3-
بـُعدِك يا شهيـة الرضـاب ْ
زاد اتقـاد جمـرة العـذاب ْ
وأحكـَمـَت شعلتهـا سلسلة الغيـاب ْ
لا ومضـة ٌ تـُنذر بالإيـاب ْ
ولا بقـرب ٍ يهطـل السحـاب ْ
فللـزمان دورة ٌ
لا تعـرف الصحـاب ْ
لكنّ في جوانحي
نسور شوق ٍ أدمنت
شـواهـق الصعـاب ْ
فلتـركبـي سفينتـي
لنمخـر العبـاب ْ
حسبتُ بأنك ِ الشاطىء
وصوتي التائه البحار
بين الموج والسحب ِ
يكون بحبك البادِىء
حسبت بأنك الأحلام
أنك منتهى الأرب ِ
وأنك نهر أشواق ٍ ,
وغابات من المرجان ِ والذهب ِ
حسبتك زهرة الألهام والأدب ِ
حسـبتك ِ
إنما كضياع وجه الماء
فوق جحافل الرمل ِ!
بحبك ضاع حسـباني...
وضاعت كل ألحــاني...
جمعتُ خيوط رؤياك ِ
ومنها خِِطت ُللآمال منديلا
وصيّرت الهوى ليلا
رسمتك فيه قنديلا
ومن كلماتك البيضـاء
أنبتُّ البذور الخضر
في بستان أشجاني
ولكن صمتك الخنّاق بعد البذر
حاصرني
ومنهل ُمائك المنساب كالشلال
أعطشني
وأذبل زهـــرة الجـذل
حسبتك ِ في جحيم العمر
أغنية أغنيهـا
بألحان ٍ ترددهـا
شفاه طالما غنت لترويها
وأنـــــك ِ
رحلــة أحببت ما فيها
ولكن أغنيات العمـــر
مرّت دون ألحـــان ِ
وظلّ العاشـق ُ
البحّـــــــــار ُ
بين المــوج والشــطآنْ !
يندب ُ ظِلـــه حيــــرانْ
تبقين أمـطاريْ التي اخضرّتْ بها بصيرتي
تبـَقين لي ســـلافتــــي
تبـَقيـــن لي نورسـتـــــي
تبـَقين في الأشعــــــار ِلــــي
قـافيـتــــــي
الألـــق الروحــي في قلبــــــــي ْ
وفي صومعتــــي
أميــــــــرة ُالإلهــــــــام ِفــــي
ممـلكتـــــــــي
تبقيــــــن لـــــــي
حبيبتــــــــي
في ليلة جُن َّ بها السحاب
أشار لي ْ وقال في برود
هـلاّ تريد أن تموت جيدا ً؟؟
من دون أي قرحة ٍ
أو عاهة أكتئاب
ادفع لنا مقدما ً
ماحزت َ في سنينك الصعاب
ونغلق الحساب
حتما ً ستلقى ميتة ً مشرفه ْ!!
بكاتم ٍ أو عبوة مزخرفه ْ
وإن رفضت فانزو ِ
إذ مثلما شئت وعشْ
في صورة مزيفه ْ
خير ٌ لإمثالك أنْ
لا يرتقي ْ
يعيش في ضبابه ِ
ومهجة مضطربه ْ
يدركه الموت غدا ً
بحسرة ٍ
أو فقده أفاضل الصحاب
أو في أمان ٍ ضائعه ْ
أو حسرة ٍ مفرقعه ْ
في غمرة إغتراب
أو رؤية الورود في القمامة ِ
تنهش في لحومها الكلاب
مثقوبة الجماجم ِ
مخرومة العيون أو محروقة الثياب
مقطوعة الأنفاس والرغاب
أوغير مأساة الذين أُستلبوا
وصاحبوا الغياب
زنزانة خاصمها الضياء
لاشيء غير( صرصر ٍ) يدور في الفناء
يُحْسسكَ بالبقاء