سقطنا في إختبارنا الأول
واتفقنا قبل أن نبدأ
على الرحيل ...
وكأنَّ ما بيني وبينك كانَ حُلما عابرا
لستُ أشعرُ بالنّعاس
حتى أنامَ ونلتقي
ذاتَ الجديلةِ نائمة
بينَ الدموع
أشياؤها بقيتْ هنا
فستانها الأزرق
مفتاح منزلها القديم
كلُّ النوافذ مغلقة ، وطريق عودتنا طويل
لنْ أعتذر يوما لسرب الحمام
لن أكتبَ رسالةً جديدة
لن أذهب كما كنتُ كل يوم نحو صندوق البريد
كل شيء تركته في حجرة منسية
وغادرتني
ذاتَ الجديلة ..
كيفَ أنتِ الآن ؟؟ ماذا أقول لمقعدين كانا لنا وقت المساء
ماذا أقول لصورتك ...فستانك الأزرق ..
أأقولُ أنك قد رحلتِ إلى ما لستُ أدري ..
هل أعتذر يا أنتِ لي
كلُّ شيء قد تغيّر ...لا طعمَ للأشياء ..لا رائحة ..لا لون
والليل يوجعني ويوجعني النهار
وحدي ...
أخافُ من اللاشيء
أخاف أن أمضي إلى ما لستُ أعرف
وحدي ...
وتحنقني المسافة
وتعبثُ بي بقايا ذكريات
ماذا لو تركنا الأشياء كما كانت
واقتربنا من شجرة الصفصاف
وكنّا كطائر الدوريّ نجمع حبةَ القمح من بيدر القرية
..
آخر تعديل الوليد دويكات يوم 10-06-2014 في 07:54 PM.
كانت مجرد فكرة عابرة
أن تكتبَ قصيدة ، أن تنشرها في صحيفة يومية ، أن تقف أمام جمهور
وتلقيها ، أن تصبح وردة تقدمها لحبيبتك مساء الأربعاء ....
كانت مجرد فكرة ...
أن تصبح القصيدة قصائدا...أن تخرج في ديوان شعر ، وتقتنيه طالبات
الجامعة ومراهقات المدرسة الثانوية ...
كانت مجرد فكرة ...أن تزيّنَ مكتبتك ، شهادات تقدير ودروع وأوسمة
تقديراً لحروف تنفثها ليلا مع لفافة تبغك وليلك الطويل ...
هو الشعر ..كان مجرد فكرة عابرة ، فأصبح هواء تتنفسه ، ويرصده الحالمون
لكن ...كيفَ حولتكَ تلك الفكرة العابرة ، لإنسانٍ مجبول بالإحساس ، رقيقا كنسمة ،
تجرحك كلمة وتخدش كبرياءك ، كما تنشر كلمة داخلك رائحة البهجة والسرور ...
ألم يكن كل ذلك مجرد فكرة عابرة !!
ألم تكن الكتابة كلها محض صدفة غريبة
تنامتْ وكبرتْ مع أول قصيدة حالمة لمحتها بين سطور صحيفة يومية
وأخذتَ تقرأها مرات ومرات ..وتُعيد التأمل في اسمك المطبوع
وحرفك المكتوب ...وتعتريك الدهشة حين يلتقيك العابرون ...ويخبرونك ..
أنهم لمحوها ،وكيفَ أصبحتَ ملاذَ الباحثين عن كلماتٍ لمناسبةٍ وشيكة ...
في البدء كانت مجرد فكرة ..وأصبحت الفكرةُ رحلة ...
رحلة مليئة بالسهر والتعب ، تلوكُ ليلَكَ بين الحروف ، وكثيرا ما باغتك الفجرُ
وأنتَ تحت ظلال قصيدة أو قصة أو كلمات ...
وبقايا سجائرك تملأ الوعاء ...وهواء حجرتك ملوث من دخانها المتطاير ...
وحين تقف على شرفة منزلك والفجر يغزل خيوطه الأولى ...يدهشكَ منظرُ عامل النظافة
في الحي الذي تسكنه ، ها هو يبدأ يومه بنشاط ، نام ليل كله ، وركل زوجته ، وشرب قهوته
وها هو يستنشقُ هواءً نقياً ...وأنتَ الأديبُ والشاعر ...احدودبَ ظهرُكْ ، وستنام النهار ..
تعويضا عن سهر الليل ....فتجدها ساعات حامضة ...لا تعوضُ عن ساعة نوم مبكرة في ليل
هاديء ....ماذا لو كانت الفكرة ، أن تكون عامل نظافة ...تعيشُ ليلكَ كما تشاء ، تنامُ مبكرا ،
تفيقُ نشيطاً ، تتنفسُ هواءً نقيا ...لا تخدش كبرياءك كلمة ...ولا تُتعبُك عبارة ...
حينَ تَعلّقتِ بي ، كانَ ذلكَ رغبةً منكِ لتتعرفي على ما تجهلينه
وحينَ تَعلّقتُ بك ، كانَ ذلك رغبةً منّي في نسيان ما عرفته ..
وكانَ هناك سؤالٌ دائم الحضور : هل كان من الممكن لحبنا أن يستمر ؟
لو تعلمين .. كم هي الذاكرة ثقيلة بالأحداث التي جمعتنا
وما أصعبَ الحنينَ الذي يواجهه أكثر من مستحيل وأكثر من قرار
ولا نجدُ في النهاية سوى أمنيات ثكلى ...
حين أسترجع من الذاكرة ما بقي عالقاً على جدرانها
أشعر بالرغبة داخلي أن أغفر لك كلَّ خطاياك
كنتِ تملأين الفراغات الصغيرة بذاكرتي من خلال كلماتك فقط
وتقفزين عن وجعي بالكذب فقط ، قد يكون هذا أحد أسباب تعلقكِ بي
فوحدي الذي يعرف كيف تفكرين ، ويعرف ما يدور بخاطرك وأنتِ تقفين
أمام مرآتك ، كنتُ حينها عاشقا لك فوقَ العادة
وكنتُ استثنائيا في نهاراتك وليلك ..
كنتُ رجلا يتأملُ الوجوه كثيرا
يقرأ ملامحها جيدا ...ربما لأنها وحدها التي تشبهنا ..
ووحدها التي تفضح ما تخفيه ضمائرنا ...
كنتُ ألمحُ فيك أشياء كثيرة أعرفها ..وهناكَ ما كان يجذبني إلى ملامحك
التي تستوقفني كثيرا ...ربما كنت تسكنين ذاكرتي قبل أن ألتقيك
وربما كنتُ منذ البدء على موعد لأعشق امرأة تحمل ملامحك ..
تأملتك كثيرا ، وكنتُ أرفضُ أن أفكر مرة واحدة بكذبك ، وخداعك ...
وبراعتك على جذبي ...وتعلقي بك ..
نعم ، لم يكن سهلا عليَّ أن أخرجك من داخلي ...
لم أصدّق أنّك في سرعة قياسية قد تغيّرت إلى هذه الدرجة ...
وأنّكِ كبرتِ إلى هذا الحد ..ولم تعودي تلك الطفلة البريئة ..
التي تفتّش في الليل عن صدري كي تغفو عليه ..
والتي لا تعرف أن تبدأ نهارها قبل أن تسمع صوتي أو تقرأ حروفي في رسالة قصيرة ..
كلُّ شيء قد تغيّر فجأة ...مواعيدُ المساء ، اهتمامك بفساتينك ، نوع تسريحة الشعر ،
موسيقى تستهويك لترقصي لي ...أغنية تختارينها لنسمعها معا ...
في لحظة لم نُعدّ لها أنفسنا ...أصبحت طريقك غير طريقي ...
كانَ حبُّكِ يتسللُ لي في كلّ الفصول
مع أشجار البرتقال الثقيلة ، مع خرير ماء الينابيع
مع أشعة الشمس التي تخترق نوافذ منزلي ...
كانَ حبّكِ في مفردات أغنيات العشق ، وترانيم العاشقين
مع فساتين الصيف التي تجذب انتباهنا أكثر ، مع أوتار كمنجات
منسابة كجسدك ...كنت أراك في نقاء قريتي ، ربما أنت القرية
وأنت مواسم الحصاد ...وذاكرة القصيدة ..
مرَّ الوقتُ وأنت ما زلتِ كمياه الجداول ، تتدفقين في مجرى الحنين
تحملين مذاقاً متفردا لا يشبه المياه المنبعثة من الأنابيب ...
كنتُ أرى الطبيعةَ كلّها فيك ..كنتُ أشعرُ أنّكِ جزء من تلك القرية الوادعة
أميرة أنت في الحكايات التي قرأتها صغيرا ...وكنتُ أراني ذلك الملك ..
الذي نسي كل الطرق التي تعطيه الفرصةَ كي يُحافظَ على عرشه ..
هل بحماقة الذين أضاعوا عروشهم أضعتُكِ ؟
هل سأبكيك كثيرا مثلهم ؟
كيف أصبحتُ مثلَ مجنونٍ ، يجلسُ كلَّ مساء ليكتبَ لك رسائل كانت
تشعلها رغبتي وغيرتي وشقوتي بك ..
كنتُ في رسائلي المسائية ، أكتبُ لك كل ما يحدثُ في يومي من تفاصيلٍ دقيقة
وانطباعاتٍ عن قريةٍ تشبهك أنت حدّ الوجع ...
ذات شوق كتبتُ لك : أريدُ أن أعشقكِ على طريقتي ... في كوخٍ كجسدك ...
سقفه من القرميد ..لا أريدك أنثى نمطية ، تنحصرُ كلَّ أحلامها في لون فستانها
وتسريحة شعرها وعلبة مكياجها ...أريدكِ أنْ تتجردي من المألوف ...وأن تتمردي
على ما تعرفه النساء ..لأنك غير كل النساء ...
أريد أن أعيشكِ وأبقى إلى جوارك ...كعاشق قرب جدولٍ تشدو حوله البلابل ..
وأتأملك في دهشة ..وأشمُّ رائحتك ، كرائحة شجر الليمون الأخضر قبل أن تنضج ثماره ...
كثيرة هي الرسائل التي كتبت لك ...هل يمكن لأنثى بحجمك أن تقاوم سحر حرفي وبريق كلماتي ؟
كنتُ أحلمُ أن أحيطكِ بالكلمات ، ربما ذات حنينٍ أستعيدك بها ..فكتبتُ لك رسائل
وجمعتُ فيها حروفا وكلماتٍ لم تُكتبْ ذات يوم لأنثى قبلك ...رسائل خرجت من ذاكرتي دون أن أخطط لها ...
ربما كتبتُ الكثير من القصائد لفتيات عبرنَ ذاكرتي أيام الشباب والمراهقة ...
أعترفُ لكِ أنني لم أكن أتعبُ نفسي وقتها بحثا عن أبجدية وكلمات ...كنتُ أكتبُ فقط من أجل الكتابة ...ومعك حبيبتي ، بدأتُ أفكُّ طلاسم اللغة وأفتّشُ الأبجدية من جديد
وأختارُ من المفردات التي تشبهك ...
هل أملكُ الجرأة أن أستحضرك هذا المساء
ربما أدركُ أنّني في هذه اللحظة خارج اهتمامك
هي رغبة أن أقتربَ من كلّ شيء فيك ، قبل أن
تغادريني إلى الأبد ..
موجعة جدا كانَتْ معرفتي بك ، فيها الكثير من الدموع
والأشواق ، اللقاء والجفاء ...
ماذا لو كنتِ الآنَ معي !!
في هذه الحجرة الواسعة المليئة بالأحلام ، المكتظة بالحكايات ..
باردةٌ وفارغةٌ هي بدونك ...
في منزلٍ مسكونٌ بأحلامي ، بطفولتي ، ورغباتي التي مرّتْ على عجلْ
ماذا لو كنتِ معي ...
في هذا المساء الماطر ..
حتى أبوحَ لك ببوحٍ لم أعرفه من قبل ، ولدنوتُ منكِ وبقيت إلى جوارك ..
لماذا تنتابني هذه الرغبة ، ويجتاحني شعور الفقد والغياب ، ويملأ المكان
رغبة لك ..
لماذا أريد أن أشاركك رقصة المساء ، وتأملكِ حدّ الألم ..
لماذا أنتِ التي أريد أن أنفرد بها وأختصر نساء الدنيا ..
وأنا الذي لم يشغل بالي نظرات النساء التي ترمقني ..
وتبالغ في البحث عن المفردات الأنيقة حين يدور بيننا حديث عابر ...
كنتُ بارعا في تجاهلهن ...
لستُ أدري إن كان تصرفي عن قناعة أم حماقة !!
هل كان من الصواب أن أمنح قلبي للعابرات ...وأذهب معهن إلى ما هو أبعد
من اهتمامهن بي ، أم كانَ عليَّ أن أبقى في الليل مع شمعة ، أشعلتها ، وسهرتُ
معها كي أكتبَ لك ..كي أحبك على طريقتي ..دعيني أحبك على طريقتي ..
ماذا لو كنت معي الآن ...
أقرأ لك قصيدتي الجديدة ، وأتأملُ ملامحكِ ، وأشاطركِ أحلامي وحديثك المشتهى ..
أزيل عنك خوفك وقلقك وتوترك ..وضيقك من كل شيء ..
كم جميل هو المساء حين تكونين فيه
وكم هو رائع الصباح حين يبدأ بك ...
ربما ستخونني الجرأة في استحضارك هذا المساء
وستفشلُ كلُّ محاولاتي في البقاء جوارك ...
سلاما لروحك ..
لقلبٍ ينام في صدرك ...
لموسيقى كانت تستهويك وتدعوك للرقص ...
لمقعدٍ لا زال يذكر حين جلستِ ووضعتِ ساقاً فوقَ ساق ..
لقميصكِ الأزرق ..
لوجهكِ المليء بالملامح التي لا تشبه غيرك
ليدكِ التي لها لمسةٌ تشعلُ الحروف ..وتغري القصيدة بالغناء ...
سلاماُ لكِ ..
حين اختصرتِ النساء
وملأتِ قلبي شوقا لك ...
كنتِ صامتة ..وكان كل شيء صامتا
كنت أتأملُ ملامحك ، أحاول أن أفك رموز الكلمات قبل أن
تترجمها شفتاك ، أبحث في معجم الأسماء عن أسماء أناديك بها
اسم أنا منحتك إياه ، لم يناديك به رجل من قبلي ...
هو ليس اسمك المألوف ، لكنه يبقى خاصا بك ..أنفردُ أنا عن سواي
في مناداتك به ...لم تتداوله الألسنة ، ولا يشبه الموجود في السجلات
والأوراق الرسمية ...
نعم ..تعلقتُ بك ، وحاولت كل يوم أن أمارس طقوس حبي وأدنو منك
لكنك كنت تبتعدين وتزيدين المسافة بيننا ، أنا الذي تعلقتُ بك دون أن أفكر
يوما في سر هذا التعلق ...فكنتِ البداية لكل شيء ...ونسيتُ بكِ كلَّ شيء
قبلك ...فأصبحت ذاكرتي مكتظة بك ، وأصبحتِ أنثى استثنائية .
غريبٌ هو العشقُ حينَ يتملكنا ، حين يباغتنا من جهة لم نكن نتوقعها ، ننسى
في لحظة كلّ شيء ...يصل إلينا متأخرا ، فيقلب حياتنا رأسا على عقب ... ولا
نعود ننتظر أي شيء سواه ...
كنتُ رجلا لطالما لاحقته وجوه كثيرة ، ربما لأن وجهي الملتصقُ بي هو وحده الذي
يشبهني تماما ، وملامحي هي التي تميزني عن غيري ، لذلك كنت قبلكِ أعرف العشق
وأسافر في براري الحب ..بسبب وجه ..
أما أنتِ ...لم يكن حبي لك بسبب اللقاء الأول ، حين رأيتك أول مرة ...ربما لأني تعلقتُ بك
ما قبل اللقاء الأول ...وقبل أن يجمعنا لقاؤنا الأول .. كان في ملامحك أشياء أعرفها منذ زمن
بعيد ، شيء ما كان يجذبني إلى ملامحك المتفردة ، تلك التي كنت أحبها قديما ...
وكأنّ روحي كانت قد تعلقت بأنثى تشبهك ..أو ربما لأنني كنت رجلا مستعدا منذ بدء التكوين ليحب أنثى تشبهك تماما .. فوجهك كان يلاحقني ، ويحاصرني من بين كل الوجوه التي التقيت
ولم ألتقيها ...
كنتِ صامتة ، وكان كلُّ شيء صامتا ... وحديثٌ كان يدور داخلي أعرفه ...وحديثٌ كان يدور داخلك ، لكنَّ الكلمات لم تترجمها بعد شفتاك ...
يومٌ هاديء ...حملَ لنا تواطئا روحياً ما
كنتُ ألمحُ في عينيك شوقا هادئا ..
كنتُ أرقبُ ملامحك ، وأنت تُصغينَ لي جيدا
كانت البهجة تسري في عروقي ، هذا الفرح
الذي كنا نمارسه بسرية تامّة ...دون قيود
دون خوف من أشباح تعكرُ صفو جنوني بك ..
لكن ...ثمّة شعور كان وأنت على مقعدك تجلسين أمامي
كنت أشعر أنني أجلسُ مع أنثى توشك في لحظة أن تكون حبيبتي
أنثى تؤجج العاطفة في روحي ...أنثى تستطيع في لحظة
أن تمنحَ رجلا ما يلزمه من حنان ..وحب
ربما كنتُ أرغبُ في التمرد على الهدوء الذي يسكنُ في المكان
كنتُ أرغبُ أن أدنو منك أكثر ..أن أترك أصابعي تُعانقُ أصابعك
أن أتجرأ أكثر ، وأطلبُ منك أن تمنحيني رقصة معك ...
حاولتُ أن أهربَ من تفاصيل تستفزُّ رغبتي الجامحة ..
وحين وقفت أمامي ...قبل أن تغادري المكان ...كان قوامك الرشيق
يناسبُ قامتي الفارعة ...كان كلُّ شيء جاهزا لنرسم سعادة نفتشُ عنها ..
مرَّ الوقتُ سريعا على غير عادته ..كانَ لا بدَّ أن تغادري
وكلُّ شيء يرجوكِ أن تبقي قليلا ...ماذا لو بقيتِ قليلا !!
كانَ اللقاءُ يحملُ شوقاً نادر الحدوث ...
ها أنتِ حبيبتي معي ، وها أنا وحدي معك ...ولفافة التبغ تحترقُ مثلي
كنتُ أشعرُ أنني ملكتُ الكون ...وأنك مليكة القلب ..
وكانَ عليَّ أن أبقى معك بعدما غادرت ...وأن أنسى أنكِ أتيت لتذهبي ..
صعبٌ جدا أن أكتشف أنك قد رحلت ...وأن أجدني وحدي مع ساعتي الجدارية
الصامتة ...وأقول في نفسي ربما ستعود ...ستعود
الوليد
لسفر السفرجل ...محطات
آخر تعديل الوليد دويكات يوم 10-06-2014 في 08:53 PM.
أنا هو أنا ...وأنتِ لستِ أنت
كنتُ أرغبُ في الجلوس إليك ، والإقتراب أكثر
من حديثك ، والتأمل أكثر في عينيك ..
لكن ...ظروف كثيرة حالت دون الوصول لهذه الغاية .
ربما باتت لغتي غريبة ، وباتت لغة لا أعرف تفاصيلها
وكأنَّ ذاكرتي أصبحت ليست لي ..
فجأة ..وفي غفلة مني ، كبرت ، وأصبحت ناضجة تماما ..
وأصبحت أنثى تتجول في ذاكرتي ، وتستفزُّ كلَّ شيء بي
وتبعث بي الرغبة لأضم كل ما أحبه فيك ..أقرأك جيدا ..
أسافر بين رموشك ، أتنقل في لون عينيك ، وأغرق في ملامحك ..
كم هو جميل لو بقيت أنت هو أنت ...
لو أستطيع أن أوضحَ لك ، كم كنتُ أشتاقك من حيث لا أعلم ..
وأنني كنت دائما في موعد معك ، ودائم الإنتظار لك ...
هي رغبة تتجدد للحديث معك مجددا ...
عن ريف مدينتك الجميلة ..عن عاداتك في الصباح ...
عن عشقك للشعر والقصيدة ، عن حديثنا الأول ..عن تلك الصدفة ..
عن كلمات لم نقلها بعد ...عن تمازج روحي بروحك ...
ربما أستطيع أن أستعيد لغتي ، وأفك طلاسم غرابتها ، لتصلك أكثر
وضوحا ونقاء ...كان لا بدَّ أن نلتقي ، ونعيد ترتيب الحكاية من جديد ..
قد تكون رغبتي حتى أنعش رغبتك في معرفتي أكثر ، كي أضمن أنك باقية معي
أنا هو أنا ...وأريدك أنتِ كما هو أنت ..