لماذا غبتَ أنتَ بلا وداعٍ
و بيجانُ التي تهوى تُعاني
فكم كانتْ على ألحان نايٍ
تعدُّ لعودةِ الغالي الثواني
و كمْ سَهرَتْ تُسائلُ نجمَ ليلٍ
عن النائي أ يشتاقُ التداني
تئنُّ سميرَها وقد اصطفاها
أميرةَ عَرشِ شعرِهِ و الأغاني
يحقُّ لها إذا تبكيكَ عُمرًا
فقد غابتْ ينابيعُ الحنان
رحلتَ إلى الحُدَيدةِ يا بنَ عمِّ
فكنتَ لها كزهرِ البيلسانِ
طواكَ الليلُ بعد الليلِ عقدًا
تركتَ الأصدقاءَ بلا عَوان
وحيدًا ؛ و الجوى يضنيكَ ليلاً
على الأبوابِ تسمعُ طرقَ دان
سكبتَ الدمعَ جمرًا بالتياعٍ
ينابيعٌ تبيتُ و موجتان
علاء الدين يا قمرَ الليالي
رحلتَ تعانقُ القمرَ اليماني ؟
و عُدْتَ بلا حقائبَ أو مَتاعٍ
تركتَ بدار بلقيسَ الأماني
علاء الشعر أين الشعرُ يمضي ؟
لمن قل لي سنشهدُ بالبنان ؟
مُعنَّىً كان شعرُكَ في المنافي
فباتَ الشعرُ معقودَ اللسان
و أرثي اِبنَ عمِّي بَيدَ أنِّي
ضميري كم تمنَّى لو رثاني
وداعًا أيها الغادي وداعًا
جوارَ اللهِ فارحل للجنان
وطن
في 5-6-2010
و كان الراحل قد رثى صديقه بهذه القصيدة
مرثية القمر اليماني / د. علاء المعاضيدي
إلى روح الشاعر الكبير / حسين غالب العلي
لـــماذا غبتــما , و تركـتمـاني
غريبَ الرّوح ، منكسر الجَنَان
شَدَدْتُ حقائـبي, و حزمتُ أمـري
و حين رحلتما لم تخبراني
أليسَ من المحبَّةِ أنْ تَمُرَّا
و أن تتريَّثا لتودِّعاني !؟
أليسَ من المحبَّةِ أنْ تقولا
وداعاً أيّها الركنُ اليماني !؟
طواني ليلُ فَقْدِكُما ، طواني
و ذات الكأس كأسكما سقاني
زمانٌ لا يُقيم على أمان ٍ
فعودا صاحبيَّ وشيّعاني
خُذا بزمام راحلتي فإِنّي
أحبكما ، و أكره أَنْ أُعاني
خُذاني صوبَ ركنكما بعيداً
فداعي الموت مثلكما دعاني
أقيلا عثرتي ، و تحمَّلاني
رثاؤكما يشقُّ على لساني
رُزئْتُ بنيِّرين ، فكيف تصفو
سماءٌ فرَّ منها النيِّران ؟!
و ليس لديَّ أكثر من حروفٍ
بلا سيفٍ تصولُ ، و لا حصانِ
يطاردُ فجرُها تتراً و روماً
و يبعثُ ليـــلُها أرقَ الجبـانِ
و ليس وراء ظهري غير ظلٍّ
إذا ما ( استدََّ ساعدُه رماني )
( أُعلِّمه الرمايةَ كلَّ يومٍ )
و حين طلبتُ نُصرَتَهُ جفاني
خُذاني و اسكبا مطراً شفيفاً
على جفنيـن دمعُهـما كــواني
لعلَّ مسرَّةً في الروح تنمو
لأحصدَ ما زرعتُ من الأماني
إلى مَ تظلُّ تحصدنا المنايا
و تهزأ بالمُنى و بما نعاني
تركتُ عراقَ أهلي محضَ جُرح ٍ
يسيلُ دماً عليه الرافدان
تركتُ الدمعَ يبحثُ عن ضفافٍ
و ليلَ النخلِ يبحثُ عن أمانِ
تركتُ رثاءَ دجلة خلف ظهري
و جئت أُشيِّعُ القمر اليماني
أُشيِّع عاشقاً ستظلُّ تحيا
على ذكراه زقزقةُ الأغاني
تهامياً يفيضُ تُقىً و علماً
كريمَ الوجهِ و اليدِ و اللسانِ
عزيزاً لا يُقيم بدار ذُلٍّ
و لا يغفو على سُرُرِ الهوانِ
أُشيِّع جمرةً للشعرِ أذكتْ
لهيبَ الشِّعر في زمن الدُّخان
أُشيِّعُ دوحةً خضراء كانت
ملاذَ الناس من قاصٍ و دانِ
أشيِّع بيدراً لو عاشَ بعدي
لكان بكل سُنبُلهِ رثاني
إذا نَسيَتْ ( تهامةُ ) ذَكِّراها
و إنْ نَسيَ الفُؤادُ فذكِّراني
أحبِّكما ، و أشهدُ أنَّ حزناً
طوى أحداقَ أنجمكم طواني
رأيتُكَ يا ( حُسين ) و كنت حرفاً
يضيء سناهُ ذاكرةَ الزَّمانِ
قرأتُك في شفاه الناس بيتاً
شريفَ اللفظ ، مُكتَنِزَ المعاني
رأيتـكَ فـي مــدامعهم بـلاداً
نجـومُ ســمائها دُرر البيانِ
تهيمُ متيَّماً برُبا ( زبيد )
إذا ما هام غَيرُك بالحسانِ
تُعوِّذُها ، و تقرأُ كلَّ فجرٍ
على أبوابها السَّبعَ المثاني
تخافُ مقام ربِّك ، مستقيماً
فحَسْبُكَ عند ربِّك جنّتانِ
لسانَ الصدقِ كنتَ ربيبَ روحي
فهــــل للصدقِ بعــــــدكَ مـــــن لسان ؟!
اليمن ـ الحديدة ـ زبيد 2003م