متكئا على الظهيرة
يحمل أسفاره الأربعة
باتجاه النقاط التي
ولّدنها الفواصل
أعني
الفوارق بين اشتعال الهجير
وبين الظلال التي
لا ترى ظلها
واذ يصدأ الوقت من حوله
يقتفي نتن الروح آثاره
باتجاه المحاق
ومن جذر يقطينة ظلّه
والتماعاته
من بقايا ظلام
تكثّف في الرحم
حتى استحال جنينا
تهدهده الآن
سيدة
ظلّها من صديد
أيها البائعُ للحزنِ غناءَكْ
ساحباً
ناياً من الريحِ وراءكْ
لم يعد
في قبضةِ الريحِ ،
سوى
قبضةِ ريحْ !!
فلماذا
كلما أومأت الموجةُ ،
أشرعتَ بكاءكْ !؟
دع
قناديلكَ للريح
وعنوانك ،
والصوت الذي كان سماءكْ
لم يعد
في قبضةِ الريح
سوى
قبضةِ ريح
فلماذا
كلما راودك الموتُ
تمنيتَ بقاءكْ ؟!
لا بيتَ
لا شجرٌ يحنُّ ...ولا...رصيفْ
وحدي
أكابدُ وحشةَ الموال ،
أحلمُ بالإيابِ ،...
ولا قلوعْ
وحدي
أضاجعُ جمرةَ العاقول ،
متكئاً على لا شيء
يسلمني السرابُ الى السرابْ ...
لا شهرزادَ تُضيءُ ليليَ ،..لا ربابْ...
وحدي
أدافع عن قرى الزيتونِ في حدقي ،
وأحترف الصهيلْ ..
عامان يا (غودو) ...
ولا (بيجان) ...
لا أبوابَ أوصدها علىَّ
ولا جدارْ..
وحدي
أكابدُ وحشةَ الصحراء
أحصدُ
زُرقة الناياتْ ،
غربةَ عابرين بلا رجوعْ ..
متوسلاً بالريح
أحلمُ بالغمامِ...ولا غمامَ سوى الرمادْ
يتقاسم الغرباء أشلائي ،
وتنكرني البلادْ...
عُُدْ إلى جَمرتكَ الأولى لترتاحَ قليلا
أيها العشبُ الذي يتّخذُ الجمرَ سبيلا
آن للدمعةِ أن تشتعل الآن وأنْ...
تبعث الماءَ الذي أورثكَ الحزنَ رسولا ...
آن للحزن الذي فرّخَ في عينيكَ منذُ استوطنَ الجثةَ إذ ألقى بكَ
البعدُ قتيلا ...
آن للموت الذي يتّخذُ العاقولَ والنرجسَ في بؤبؤ عينيك مقيلا
أن يدلاكَ على بيجانْ
آآ..................بيجانْ
صرت أحتاج لألقاكِ عيوناً ودليلا !!..
وكأني ،
ما تخلّقتُ من الماء الذي يسكبهُ (الناعور ) أطفالاً..يصيرونَ
نخيلا !!
وكأني ،
لم أمارس عبثَ الأطفال بالرمل على شاطىء عينيكِ فصولا !!
وكأني
لم أصادف ألف (عصفور ) ولا أمطرني (الزاجل) في (البنيان)
حُباً وهديلا !!
وكأني ،
ما دعوت النخل(للدبكة) في لحظة ميلادي ، ولا هزّ أصولا !!
وكأني ،
لم يباركْ شفتي (الشيح)ولا جرَّحني (العوسج) حين أزددت
طولا !!
وكأني ،
لم أكنْ بين محبّيك بريداً ، أو رسولا !!
عُدْ إلى جمرتكَ الأولى لترتاحَ قليلا
صرتَ تحتاجُ لكي تبصرَ قرصَ الشمس ضوءاً ودليلا !!...
**********
يغارون منها.....
بعينيَّ أبصرتها في الأعالي
على كومةٍ من مرايا
عناقيدُها فضةً
والأغاني....صبايا
وأبصرتُ
نهرين من لؤلؤٍ يجريان
على قامةِ السنديان
يسيحان من ثقب ناي قديم
ومن خيط قيثارةٍ سومرية...يغارون منها
يريدونها نخلةً من خواء
إذن ،...
أين تمضي بأعشاشها ؟!
ومن يفتح البابَ للشمس والذكريات ؟!
ومن يفتح البابَ للأغنيات ؟!
ومَنْ يبعث الأمنيات ؟!
ومن أين تاتي الأزاهيرُ بالعطرِ،
والنهرُ بالكركراتْ ؟! إذا لم تكن بغدزاد؟!
يغارون منها
ومن لون حنّائها في الحكايا
ومن عطرها حين تمضي إلى النوم ممشوقةً كالصبايا
....
يغارون منها
ومن ظلها في المرايا...
لا بأسَ عليكْ...
لا بأس عليك...
ماذا يعني: أن تُسرقَ ( بيجانُكَ ) من بين يديكْ !؟...
وطيورٌ بيضْ ،
وجنائنُ...لا يعلمها...إلا الله !...
لتظلَّ وحيدا
ترسمُ فوقَ مرايا الماءِ ،
شبابيكَ هواءْ
تحلمُ بالزيتونِ ،، ولا زيتونْ
تحلم بالأثداء ...ولا أثداءْ
تتقاسمك الدفّلي
ويفر النخل بعيداً عن شفتيكْ
لا بأس عليكْ
ماذا يعني : أن تتساقطَ أحلامُكَ من بين يديكْ !؟
ألوانكَ من بين يديكْ !؟
لتظل وحيدا
مثل بعير أجرب
يتحاشاك المحسوبون عليك،..
لا بأس عليك
ألف غريب متروكٍ ،..يتأمَّلُ وجهَ البحر ويبكي
ألفُ غريبٍ متروكٍ ،..يتأمله البحرُ ويبكي
ستعودُ إليكْ
ستعود إليكْ...
لم يزلْ عطركِ ،...
ينساب إلى مرمرةِ الروح ، فضاءً وحديقة
يوقظ الطفل الذي ،
أسلمه الحزنُ الى النوم ،
إلى آخر ثقبٍ من ثقوب الناي
والحلمُ
إلى لؤلؤة الحظ التي ،
خبأها الرملُ السرابيُّ الذي أغتالَ
صباح الكركراتْ !!
لم يزلْ
يحمل من (بيجان)
أسرابَ عصافيرٍ
وأضواءَ نجومٍ
وكراتْ
وبقايا ذكرياتْ...
لم يزل
يوقظ في الليل ،
قناديلَ (تمارا) .
باعثاً
في الشجر الذابل ،
روح النشوة الاولى
وفي الموتِ ، حياة
كثيرون جداً
أحبوا مساءاتهم مثلنا
وفي ليلة غابَ فيها القمرْ
تلقّفهم ساحلُ
وأستعارتْ حبيباتهُمْ
مركباً للغيابْ...
كثيرون غابوا
وما زلتِ مزروعةً في المرايا
وفي لهفة البرتقالْ..
تنامين كُحلاً
وأصحو ،
على حفنة من رمادْ
بقايا رمادْ..
تنامين محروسةً بالأغاني
وبالعطرِ
والسمك المستجيرِ
يدثّرك الماء والماء
تذوبينَ أغنيةً إثر أخرى
ولا شيء غير الظما في العروقْ...
عروسٌ من الزنج في الليل
زهرية في الصباحْ...
قليلون جداً
أصاخوا لناعورةٍ مثلنا
وامضوا طفولاتهم في السواقي
عناقيد كرمٍ وتين...
وناموا طويلاً
على حِجر زيتونةٍ ذابلة !!
قليلون جداً
قليلون جداً
كبرنا
فلا...تسرفي في الغيابْ...
لا عذر لابن زُرَيْق .....قصيدة للدكتور الشاعر علاء المعاضيدي
من أين تُقتحمينْ !...
لا مفتاح لأبن العلقميِّ ،...
ولا مدارْ...
الأولياءُ ،
يوزعون الخبزَ والحلوى
وأنتِ
تمشطينَ بهاءكِ الأبديِّ ،
تختبرينَ أعمدة المعلقْ...
وتعلقينَ نجوم من رحلوا ،
على سعف النخيلْ...
لا عذر لي
لا عذر لابن زريق ..
بغداد ،
لي قمران يقتسمان كرخكِ والرصافة .
ما زلت أسكرُ
حين أقراُ وجهك الصوفيَّ
أنعسُ
حين ينعسُ شهريارْ
وأذوب
حين تذوبُ شمسُ الاعظمية
وإذا صحوتُ
تقاسم الشعراء ذاكرتي
وأبحرَ
سندباد...
لا عذر لي
لا عذر لي
لا عذر...لابن زُريقْ.....