ديوان الشاعر /د.عدي شتات

(39)

يا عطر القلب لماذا
صارت كل مواعيدي
ملل.. بمللْ؟
هل يبست أغصان حروفي؟
وغزا الشيب سوالفنا
واغتال جُمَلْ؟
بالله عليك أجيبي الآن..
أمات أملْ؟
قالت:
يا ملل الأرض أَجَلْ..!!

(40)

مشتاق لعيون
تختصر الشوق بنظره
وتثير هموم الكون إذا ذرفت
في ليل الغربة دره

(41)

للحرف مواعيد وطقوس
أرسى كل قواعدها
من بدء التاريخ
ملاك الشعرْ
شطبتها ليلة قدْرْ
حملت عينيك إليَّ
وخصلة شَعرْ

(42)

حَلُمتْ بصباح يأتي في الليلْ
وحلمتُ بليل سكنته الشمس
وفيه تعرِّش مقل الوصلْ
يا مهرة قلبي
حتى الأحلام تصلي
في ظهر الغيب
ليُجْمَعَ شَمْلْ

(43)

يحتار القلب لمن يُسلِمُ لهفته
العذراءْ..؟
لورودٍ
تنثرها في الأهداب
غمائم شوقٍ..؟!
أم لورودٍ
تسقيها في الخدين
جرار حياءْ..؟!

(44)

يا قلب
بماذا سوف تودعني نوارة قلبي؟
برحيق الكلمات الحبلى باللهفة؟
أم بدعاء يثلج صدري
ويشق بحار الظلمات
بضوء الفجرِ؟
يا قلب أتدري؟!

(45)

أفتح باباً
تغلق خمسة أبواب في وجهي..!!
يا مهرة شوقي:
ماذا لو أطفأت حرائق قلبي
وحرقت بعندي
جنة حبي..؟!

(46)

اليوم سأخنق خفقهْ
همست باسمك عند صلاة الفجر..
وأنوح بحرقهْ

(47)

لا..
لن أركب مهرة شوقي هذا الصبح لأنّي
في غرفة نومي
أوصدّتُ شبابيك الوصل على الحمى
ولجأتُ إلى أمي..!!

(48)

كل ربيعٍ صار شتاءْ
مذ أغلقتِ نوافذك الظمأى
وزرعت الأشواك على صدر الوصل وعزَّ لقاءْ
واختال جفاءْ..!!

(49)

هذي الليلة ستواعدني الأحزان..
سنجلس حول النار ونرقص كذئاب الغاب..
وعند طلوع الفجر
سنحرق سفن العودهْ

(50)

النار..
وليل الهجر..
ودمعهْ
رصدوا خطوَ الحزن فصلوا
ودعوا المولى
لأكون له شمعهْ
وأذوب بسرعهْ..!!

(51)

سطر آخر ينقشه ذئب الهجر على صدري
آهٍ يا مهرة قلبي
أين سينقش هذا الذئب السطر القادمْ..؟!

(52)

أَ تعودتِ على غلق الأبواب..؟ لماذا
هل جئتُكِ يوما
متَّشحاً بسحابة ذلْ..؟!
ماذا اقترفتْ ذاكرتي
لتظني أنّي نفثة سلْ..؟!
قولي يا نهر خزامى
ومصاطب فُلْ..!!

(53)

للساعة وجهان اتَّحدا فيك على مضضٍ:
ساعة صفوٍ قبَّلها الأنسْ
والأخرى
ساعة نحْسْ..!!

(54)

تُسْلمني عيناك إلى نخاس اليأس؟؟
فيصفعني بسؤالٍ..
ويمزق طبلة أذْني
بسياط جوابْ..!!

(55)

يا مهرة قلبي:
هل أفتح باب القلب على النسيانْ؟!
وأقضِّي العمر بلا نيسانْ؟
قولي..!!
بالله لَإني في معبد حبك يا أملي
أضعف إنسانْ..!!

(56)

آهِ تعبت من التحليق.. تعبتُ..
فمدي جفنيك لعلِّي
فوق الأهداب
أحطْ..!!

(57)

يا مهرة قلبي: هل حقا
لا يطوي العامُ العامَ بدون قُرَحْ؟
هل جاء الحزن ليخطف لون عيونك
أم تلك سحابة صيف
ستزخ الآن دموع فرحْ؟!

(58)

يا عبق الروح مضى عام أحسن مثوانا
واستجمع أنفاس هوانا
وأتى عام..
فيه تُغاث جنان الوصل..
وتصحو فيه عيون الفجر..
وفيه تعود ربانا

(59)

حين انتصف الليل ودق العام الباب
استوقفني حلم عبرته جرار العسل الحرِّ
فأوقفت الساعة بضع دقائقْ
ونثرت على أجنحة العام الآتي
أمنيةً
وفتحت الباب فكنتِ الطارقْ

(60)

يا مهرة قلبي:
هلَّ العام فماذا أهديك وكل الحب
وكل الشوق
وكل العمر
وكلّ الكون
عليك قليلْ..؟!

(61)

تسفح شريان الشوق على صدري
فأذوبْ
وتراقص أشرعتي
ومن الأنفاس تؤوبْ
وعلى همسات خواطرها
تُغتال خطوبْ
فملاكي تشرق من يدها
شمسي
وتغيبْ

(62)

هيهات يمل القلب من الخفقانْ
هيهات يطلّ اليأس من الأجفانْ
فأنا والقلب..
وصبر الكون جُمِعْنا الآنْ
وجَمَعْنا سرب أمانٍ..
رتل عنادٍ..
وكتيبة إيمانْ
وغزونا مملكة الأحزانْ..!!

(63)

بعد قليلٍ
يُطْفِئُ عقرب ساعتنا سيجارة موعِدْ
والقلب سينفخ في كير الشوق..
وصدري الموقِدْ..!!

(64)

آهِ أخاف معذبتي
من يومٍ لا يطلع من ضلع لقاءْ..!!
فتغيب ملامحك السمراءْ
وعلى جمر ثوانيه القلب سيُصْلى
وأصير لغول اليأس غذاءْ

(65)

ذاكرتي
لا تعرف إلا أن تمحو كل عناويني
وتُشَطِّبَ كلّ الناسْ
هي حوت يبلع تاريخي
جاسوس يرصد خفقاتي
ويَعُدُّ عَلَيَّ الأنفاسْ
فلماذا وظَّفْتِ على قلبي
آلاف الحراسْ
ما دام لعينيك الحالمتين مداسْ..؟!

(66)

ما بين فرات الجيد ونيل الأحداقْ
تسعى أوردتي
والمهجة تذرعها الأشواقْ
ويفر الحبر من الأوراقْ
ومشاتل شفتيك لعينيه بُراقْ..!!

(67)

مُذْ صار الليل لقلبينا شالا وإزارْ
وغزانا الوجد المجدول بشوق من نارْ
إرتفعت أسهم شركات النور..
فضاعفَتِ الأسعارْ
واغتيل نهارْ..!!

(68)

قبل مداعبة النسماتْ
قبل مصافحة الكلمات
قبل مصافحة الهمساتْ
قبل معانقة الضحكاتْ
سأقبِّلُ خدَّ الليلة بالدعواتْ

(69)

في العام الماضي
كنت على أبواب الموتْ
أتضرع..
أرجوه ليأذن لي..
لم يأذن يا عينيَّ وبُحَّ الصوتْ..!!
والآن صحوْتْ
وأخاف بأن تُفْتَح لي كل الأبواب.. ويأخذني..
ويقول: رَجَوْتْ..!!

(70)

خائنة كلمات لم تثمل من عنب الشفتينْ
يابسة إن لم يزرعها رمشك في الجفنينْ
ميتة إن لم تهرب من سجن الشوق إلى الخدينْ
عرجاءٌ..
وبدون يدينْ
إن لم تسرح بين القوسيْنْ..!!

(71)

أعددت مروج الأحلامْ
فآوى الليل إليها
ورفوف حمامْ
ومن الأغصان تهادت أحلى الأنغامْ
فلماذا يا ضوء القلب..
ننامْ..؟!
والوصل مدامْ..؟!

(72)

في حدق الليل تجلى
قمر أشرق دون معادْ
سكن القلب وحاصر ذاكرتي
وأزاح رقادْ
وعلى شفتيه الحرف زنادْ
وغدير ودادْ

(73)

تصدق كل قلوب الناس..
ويكذب قلبي
إن يوما قلت لمهرة شوقي:
"نامي..!!
وسأسهر وحدي..!!"

(74)

هل عندك شكٌ..؟؟
هل عندكِ شكْ..؟!
أنّي في بحر هواك غرقتُ..
وأسلمْتُ الروح إليْكْ..؟!
يا مهرة قلبي
أحرقت مراكب أيامي الآن فمدّي لي
بالله يديكْ
لأعيش طويلا في عينيكْ..!!

(75)

من قلبي أستأصل كبريت الألم الأزليِّ..
وأزرع وردَهْ
أسقيها أحلاماً
وحنيناً..
ومودَهْ
وألوذ بها في وقت الشِّدَّهْ..!!

(76)

درر الشوق ومرجان الكلمات الحبلى بالوطنِ
طلعوا من أضلاع الزمنِ
واجتاحوا مدني
وأطاحوا بملوك الشجنِ..!!

(77)

الأبهر صار لعينيكِ قطارْ
وشغاف القلب مطارْ
والروح منارْ
يا مهرة قلبي
فُتِحَتْ كلّ دروب الحبِّ إليَّ.. وصرتُ مدارْ
فتعالي
واختاري الدارْ..!!

(78)

أعلم أن الريح تعاند أشرعتي
أعلم ان مقص الأيام يقلم أغصان الأحلام
وينهش مملكتي
لكنّي يا عطر القلب ساجدع أنف الريح..
وأقطع رأس اليأسْ
فلأجل عيونك أقطع أوردتي
وتهون النفسْ..!!

(79)

طُرِق الباب صباحاً
قلتُ: رجاء عُدْ يا قلب مساء
لا حاجة لي بك ما دامت مهرة قلبي
لا تشرق إلا في الليل..!!

(80)

ماذا خبَّأتِ من الأسرار..
أجيبي..!!
صمتَتْ..
لكنْ فضحتها
حمرة خديها
وشعاع راقص رمش العينْ
وجرار الشوق على الشفتينْ..!!

(81)

يا ليتهما قلبان..!!
فلن يكفي حبك قلب
واحدْ

(82)

في شرفة حلم يعبق بالأشواق وقفنا..
لاحقت يديك ولكنّ يداي على أطراف أصابعك احترقتْ..
واحترقت عيناي على مفرقك المشبع بالنور..
احترقت عيناي؟؟
فهلاَّ أبعدت الشمس قليلا
عني..؟!

أرادَ الحياةَ
ويعلمُ أنَّ الحياةَ
على عتَبَاتِ الطغاةِ
فناءْ
وأنَّ النَّهاراتِ
تأنَفُ أنْ ترسِلَ الشَّمْسَ فجراً
إلى بلَدٍ
سادَ فيهِ البَغاءْ
فروَّى السهولَ
بأزكىَ الدِّماءْ
وماتَ كريماً
ومنْ دمْعَةٍ غَسَلَتْ خدَّ ثَكْلىَ
نَمَتْ نخلَةٌ
طَرَحَتْ كبرياءْ
وها قَدَرُ الشَّعْبِ
يا أمَّةَ الخيرِ
لمَّا اسْتَجابَ
أزاح الظلامَ
وناسلَ أمجادهُ في انْتِخاءْ
(أبا القاسِمِ) اليومَ
فجرُ العروبةِ لَبَّى النِّداءْ
(أبا القاسمِ) اليومَ كبَّرَ (عُقْبَةُ) في القيروانِ
وقامَتْ ربى تونس اليوم كيما تعانقَ شوقَ الحياةِ
ففاض السناءْ
ومسكُ الشَّهادَةِ
قبَّلَ خضرتَها.. والهواءْ
(أبا القاسمِ) اليومَ عادَتْ إلينا
أصابعنا
واستَقالَ الرياءْ
إلى حضننا عادَ (حنَّا بَعَلْ)
أخيراً تسَلَّمَ مفتاحَ روما
وقرطاجُ صارتْ عروس الفداءْ
تحنَّتْ ببارودها واستَعَدَّتْ
لهذا اللقاءْ
(أبا القاسمِ) اليوم
عادَ المُظَفَّرُ واكْتَحَلَتْ
أعيُنُ الشُّرفاءْ
وعادَتْ شموسُ العروبَةِ لمَّا
أطَلَّ الرسول من الأمنياتِ
ولمَّا تدفَّقَ جيشُ (الوليدِ) من القلبِ..
للقلبِ
عانق فجراً
عَنانَ السماءْ
أرادَ الحياةَ
فعادَتْ إليه
يداه
وباسَتْ يَدَيْهِ
شفاهُ النَّقاءْ
تعلَّمَ كيف يكون صعود الجبالِ
وعلَّمَ أمَّته كيف تمشي
إلى الحق والعدل والإنتصارِ
فمرحى (أبا القاسِمِ) اليوم تونس
ميلاد حلمٍ ونبع ضياءْ
على مقلتيه اسْتعدْنا الكرامة
والكبرياءْ
وحبَّ البقاءْ
الجزائر العاصمة في: 14-01-2011م

(83)

دليني
في غسق الليل
إلى قلبي المثخن بالحب..
أو اعطيني
قبسة نور من خديك..
لأبحث عنه..!!

(84)

يتعبه الجري إذا ما عطر طيفُك ذاكرتي..
ويكاد يحطم أضلاعي..
ليفر..
فهل يرضيك بأن أحيا
يا عبق القلبِ..
بلا قلبْ..؟!

(85)

يحصد أنفاسي الحرى من دون مناجلْ..
ويبوح بسري
وعلى شطيه الحب مشاعلْ..
ويغني..
ومروج الشوق حدائق بابلْ..
هل هذا قلب غاليتي..
أم محض دمار شاملْ..؟

(86)

قيل تعبتَ من الحب ومن تنهيدة شوق حمقاء
تحررها
أنفاس الحيرة ليل نهارْ
قيل بأنك تحت سياط الحزن ستنهارْ
فاسكن أجفان النسيان وأحرق سفن التذكارْ
آن لقلبك أن يرتاحْ
وتعانق كل الأفراحْ
صفيتُ الصمت..
ومازلت على أبواب الحب
أصلي
وأعتِّق في شفتيه الراحْ

(87)

أحملها بين ضلوعي حيث ذهبت
أخاف بأن يقتلني الشوق إليها
وأخاف بأن تهرب مني
إن يوما غبت
فما أجمل أن تحمل ضوء الشمس
وعطر الأرض
وحلم العمر
ونبع اللهفة
بين ضلوعك حيث ذهبت..!!
الجزائر العاصمة في: 15-01-2011م

(88)

آه تعبت من التحليق
فمدي جفنيك لعلي
فوق الأهداب
أحط..!!

(89)

فتحَتْ عينيّ على الجنة
أهدتني أوكسيجين الروح
حمتني من نفسي
من حزني المتكلس في الأعماق
وأبعدتِ النار المجنونة عن صدري
هل حقا تسألني يا ليل
لماذا أهواها..؟!
وهي ربيع العمر
وسر حياتي..؟!
وعلى دفء يديها
تحلو صلاتي..؟!

(90)

قلت لغاليتي:
أشعر أن النار خبت
في جنة قلبك,
وانتقلت جذوتها
لضلوعي المحروقة بالشوق..؟
تملكها الغضب المعجون بملح الحب
وفورا
غمرتني بالحب لعلي
أصحو من وهمي..!!

(91)

حين توارت قسرا
مت من الخوف عليها
وقطعا مت من الفرحة
حين تجلت كالجوزاء
وحين أشاحت عني
أدركت بأني في مهجتها مت

(92)

حتى الليل تواطأ لما
قلت سأقطع حبل الود
وأشنق حلمك فوق جذوع الصمت
فأحرق عمري
واغتال بيادر صبري

(93)

تضفر بالحب ضفائرها
وتروي الأنفاس بدفء مشاعرها
وأنا بين عبير الشعر
ودفء الأنفاس أهيم
وأسرح كضمير مستتر
بين دفاترها

(94)

بالأمس رأيتك بين جموع الناس
ترشين النور عليهم
ورأيتك كيف زرعت الوعي
وكيف نمت
من جنة صدرك
أشجار الثورة
وحين رأيت العزة تزحف نحو القصر
عرفت بأن شموس العرب
ستبعث من بين يديك

(95)

أنسل من عيني اليمنى
ضوء الشمس
لأسكبه
في عيني اليسرى
فالضوء الحالم في اليمنى
قد قبل خدك فازداد ضياء
وبهاء
وأنا يا عطر القلب
رسول العدلْ..!!

(96)

أكسر عداد الوقت على أعتاب الخامسة صباحا
وأخبئ كل دقائقنا
في بئر الحكي
وأبرع في جرك للنسيان
فتنسي أني
قلت مسافرْ..!!

(97)

من منا المجنون أجيبي؟
من بعث الشمس الجذلى
في جوف الليل من الأهداب
وسار إليها مفتونا
وبطرفة عين صار رمادا..؟!
أم من جاهد كي يطفئ بالنار
جنون النار..؟!

أهلاً بِمَنْ
سَكَنَتْ فؤادي
واسْتَعَدْتُ بِفَضْلِها
طَعْمَ الحَيَاةِ..
بِمَنْ تَمَدَّدَ حُبُها
في كُلِّ زَاوِيَةٍ
وأَنْبَتَ في ضلوعي
ألفَ حُلْمٍ
فارْتَوَيْتُ وكُنْتُ ظَمْآنًا
وكِدْتُ على شَفيرِ اليَأْسِ أنَقُضُ كُلَّ عَهْدٍ
مِنْ عُهودي
بحبيبتي
زيتونةِ (الغُورِ) المكحَّلِ بالبطولةِ..
برتقالِ الشَّوق في يافا
يفجِّر في الربى
نَبْعَ الأماني
تمرِ أرضِ الرافدينِ..
بيادرِ القمح المذهَّبِ بالنَّدى
في مصرَ..
في الأحوازِ..
في سيرتا
بريح المسك ترسله
دمشق فينتشي
صدر الرباط
وكل صدر
بات يكفر بالحدودِ
أهلاً بكبريتي وملحي
بالشهادة
بالغد المجبول بالدفلى
بأنثاي الولودِ
لا تعرف الكلمات دربا
غير درب القلب..
فاحتضنيه غاليتي
ففي خفقاته
عبق الجدودِ
يا مقلتيَّ
ويا يديَّ
ويا مصابيح الوجودِ
سبابتي
سبقَتْ مُنايَ..
ولا تخافي..!!
لن يطول الليلُ..
فالفجر ارتدى كوفيتي
وغدًا يعود إلى النجودِ
ومآذني نَفَضَتْ يَدَيْها
مِنْ "شُيوخِ"
زوَّروا الدِّينَ الحَنيفَ..
وصارَ للباري سُجودي
وتبرَّأ النيل العظيم من البهائِمِ..
والقرودِ
النيل أطلق راحتيه..
وضخَّ ناراً
في شرايين العروبةِ..
فانتَخَتْ
يا قُدْسُ قَدْ صَدَقَتْ وعودي
جادَتْ سَماؤُكِ بالرُّعودِ
وتفجَّرَ البُرْكانُ في (الدِّلْتا)
ليَنْفُضَ عن جبينكِ ما اقْتَرَفْناَ
مِنْ عُقودِ
بالأمسِ (إبْنُ الشَّاطِئِ) المَعْجُونِ مِنْ نَخْلِ العُروبَةِ..
قالَ من دَوْحِ (الرَّشِيدِ):

(أَناَ لَمْ أَزَلْ في كَلِّ ثَا=نِيَةٍ أُعَبِّرُ عَنْ وُجُودي
كَسَّرْتُ حَدَّ الصمتِ في=كفَيَّ واشْتَعَلَتْ نُجودي
لا أَسْتَكينُ.. ولا أَلِي=نُ.. ولاَ أخافُ مِنَ اليَّهودِ
... لَكِنَّني أَخَشىَ ثُقو=بَ الظَّهْرِ في ثَوْبٍ جَديدِ
قَدْ عِيلَ صَبْري فَافْتَحي النْ=نِيرانَ مِنْ كُلِّ الحُدودِ)*

ففتَحْتِ أَنْتِ النَّارَ في وَلَهٍ
ومِنْ عَيْنَيْكِ يا سَمْراءُ أشْرَقَ وَجْهُهُ
ونَمَتْ ورودي
عَرَّبْتِ كُثْباناً "تَأَمْرَكَ" رَمْلُهاَ..
وأَدَرْتِ "دولابَ" الحَياةِ..
فَأَوْرَقَتْ حَتىَ الصُّخورُ..
ومن أظافرها
بعثتِ النُّورَ..
يا بِنْتَ العروبَةِ..
لَنْ يُرَّمِدَ ثورتي الكبرىَ
جُنُودُ الخانعينَ..
وأَلفُ جبَّارٍ عنيدِ
فَلَقَدْ مَضىَ زَمَنُ العَبيدِ
لا..!!
لنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ قَلْبَيْنا
شَهيقٌ
أوْ
زَفِيرٌ..
قَدْ وُلِدَناَ مِنْ جَديدِ..!!

جيجل في: 09-02-2011م

*الأبيات من قصيدة: "الخطف خلفا" للشاعر العربي الكبير إبن الشاطئ رحمه الله والقصيدة كتبت في بغداد العروبة في 14-06-2001م وهي من ديوان: "متى تهتز شواربهم".