من رأى وجهَكِ المنوّرَ حُسْنا~~في التقاســيــم لا محالةَ تاها
لو دنا منــكِ ملحدٌ تــاب حـالا~~و تخلى عن قـــوله "لا إلهَ"
**
الماء يحب معاكستي
لكن
آلى شعري
ألا يأخذ من صفة الماء سوى
طهر سريرته
و مساعدة الأرض على الخصب
و شهوته للإرواء.
**
اكتُبْ عسى ما أنت كاتبه غداً~~تلقاه للأجيال أصبـح ينفــعُ
كم كاتب عاش الحياة مهمشا~~لما قضى أمسى إليه يُرْجَعُ
**
في البر كما في البحر
هنالك أسماك صغرى
في ردْهة قانون الأقوى
تنتظر الحتف
على يدي الأسماك الكبرى.
قد كدت أنطق لو ما العمْــر علّمـني
أن الـسـكوتَ يـبـــزّ الـنـطـقَ أحـيانا
ألـم تر الفــرْنَ يأوي الفحمَ من فمه
و الـفـحـمُ يُـوسِـعــه حَرّاً و نــرانا
ـــ
لـيت الـفتـــــى إن قـال كـان مـسدَّدا
و يــــداه قــدّهـمـا بــقــــــدِّ لـسـانـهِ
أجــمـلْ بـــه مـــن قـــــائـلٍ أفـعـالُه
تــجــري أعِـنّــتـهـا بــكــفّ بـيـانـهِ !
ـــ
ماذا سيبقى للـــهـزبر سوى الأسى
مـن بـعد مـا سـقطت لـه الأنـيابُ
لا غـــرْوَ إن وجــد الـحياة تـبـدَّلتْ
و رأى بأن الـشـامـتيـــن كـــلابُ
ـــ
أنــــا لــن أهـــادن يــومـــا و لـــن
يــرى عـالــمَ الـقـبــح مـنـي حـيـادا
فـــمــا الــشــعـر أدى وظــيـفـــتـه
إذا الـقبح فـي واقـع الـنـاس سـادا
ـــ
آخر الكلام:
لا يعرف أحدٌ تسديد اللكمات
بقفازاتٍ ناعمةٍ
إلا صندوق النقد الدَّوْلي.
بالمجاز تقول القصيدة
ما لا يباحُ
لذا فالمنافي تحب التربص بالشعراء
و ترمي الشباك لهم في الطريق،
فلله ما أطرف الزمن العربيَّ
تصير القصيدة صك اتهام لشاعرها فيه!!
^^
مــــــــــا أنــــــــــتَ إلا ريـــــشــــة
تــــلــــهـــو بـــــهـــــا الأقــــــــــدارُ
و الــــحــــظ يــــأتــــي بـــاســـمــا
أو يـــــعــــتــــريــــه عِــــــــثــــــــارُ
عــــــش مــــــا تـــشـــاء فــإنــــمــا
هـــــــــذي الـــحـــيـــاة قـــــطــــارُ
مـــــنــــه ســـتـــنــزل لا يُــــــــرى
لـــــــك فــــــي الـــنـــزول خـــيـــارُ
^^
وأكـتـب مــا تـمـلي عـلـيَّ قـريحــتي
و لـست أبالي ـ إن يـرقْ لي ـ بساخطِ
كــفـانـي إذا لــبَّـيـت دعـــوة فــكــرةٍ
وهبْتُ لها الوجدانَ والصدقُ ضابطي
^^
ومضة:
الجياد الكريمةْ
ليس يعرفها
في المعارك نقع الهزيمةْ.
كوابيسي
شعر مصطفى معروفي
ـــ
و تـبدي كـوابيسي إلـيَّ احـتــرامَها
فقد أصبحت ضيفا مقيما بمضجعي
فـمن رفقها بي أحرقتْ كلَّ شوْكها
و باتت بـعذب النوم تـنعَمُ أضلعي
.
أخـفي هـمومي لكيلا الخِلّ يعرفها
و كـي تـكون عن الأعداء في منأى
يـزيدني مَـن تـشفَّى أو رثَى كمدا
لـو مـقلتي مـنهما قد آنستْ مرْأى
.
أعــجــبُ مــــن وطــــن مـغـصـوب
حـــريـــتــه تــشــتــعــل دمــــــــا
كــــــم يــتــمـنـى أن يـسـتـيـقـظَ
يــومــا و يـرى الـغـاصـبَ عــدَمـا
.
همستان
و أسـوأ شخص من ترى في فراقه
فوائـد غـابت عـنـدما كــان واصـلا
ـــ
تـقـضم الأيــام مــن عـمـر الـفـتى
قـضـمك الـتفاح قضْـما إثرَ قـضمِ
حين رأى المنصب يغمزه
خلع المعطف
و التفت إلى المبدإ
لوَّح له و هْو يقول:
و داعا...
ألقاك لدى الاستحقاقات القادمة.
+
إنْ أعاتبْ دهري فــلستُ أبـالي
لم يزلْ بالأوباشِ يسمو الأعالي
حرَمَ العاقــــلـين من دون جُرْمٍ
و حـــبا الجاهــــليـنَ بالأَمــوالِ
+
المرأة
تلك الواقفة في باب الفندق
ضالعة في الإغراء،
فماذا لو ينسحب الأحمر من شفتيها
و ينط الأزرق من جفنيها
و الورديّ يؤجل موعده مع خديها ؟
+
كأسُ مائي نصفُ مــلأى
لا أرى مملــــوءها قطّْ
عــدمــــيٌّ أنــا ؟ لا ، بل
نظري ما اعتـاد ينحطّْ
+
للتأمل:
خنق الحبرُالدفترَ
لما هذا صار يداهِنُ ثرثرة الكاتب.
خلّاطة بيض
شعر مصطفى معروفي
ــــــــــــــ
يقِظا كالعادة
أنشر في أعمدة الزمن الآتي تأويلاتي
أقرأ أشجان الخيل
يقض مضاجعها خوض سباق مسافات
يوجد عند نهايتها الأرق الفادح
و الجلاد...
و أرغفة الخبز اليابس...
ليس لقولي تأويلٌ
وكما عندي للمستقبل خلّاطة بيض
فأنا أرفض خسران رهاناتي
حتى لو كانت موغلة في جسم حداثتنا.
ــــ
آخر الكلام:
لا تخسِـــرْ ثقةً من أحدٍ
فهْيَ إذا ذهبتْ لا ترجعُ
كالــنـــار إذا أكلت ثوبا
لا يبقى لك فيه مطمـعُ
الدار البيضاء
شعر مصطفى معروفي
ـــ
لي عزة لو قســـــــتها وسعتْ مدى
مهما جرى ما اسطاع يلحقه البصرْ
ما سيـــرتي إلا الحـــــياة بسيطةً
و قناعةٌ هـــــيَ مبـــتدايَ مع الخبرْ
~
كل صباح
تصحو الدار البيضاء
فتفتح أفواه معاملها كي تلتهم العمال
و نحو الميناء تميل
فتطلق من قيد الماء بواخرها،
في الدار البيضاء
ترابط في الطرقات الأفراح مساء
كي لا تعبرها الأحزان .
~
حين جز التملق
صوت الخطيب المفوَّه
أصبح منبره في حداد
و قول الحقيقة رهن اعتقال.
~
للتأمل:
أنــــا لا أحب الصــــمــــتَ إلا إن أكن
في الصمتِ لا في النطقِ أفصحَ أبْلغا