قال الحمام ْ
كل الرسائل ِ لم تصل ْ
فهناك َ يحرس ُ قصرها
قوم ٌ لها
كل النوافذ ِ مغلقة
قال َ الحمام
ماذا سأصنع ُ بالرسائل ْ
بيني وبين حبيبتي
عشرون حائل ْ
وجلست ُ أنظر ُ للرسائل ْ
لحروفها
لمشاعري كانت تنام على السطور
لو تشعرين حبيبتي
بما يجول بخافقي
فأنا أحبّك ِ في الدقيقة ألف عام ْ
أنا هنا
خلف الأوهام يطاردني الحنين
والمشاعر بركان خامد
من ألاف السنين
يلفني ثوب أمي
أهدتني إيّاه ذات مساء
لا زال عطر أبي عالق به
ليتك شاعري تفك الرموز
وتخلصني من قيد الماضي
وتعرف كم مرة غرست بقلبي قرنفلة
وسقيتها بدمي ودمعي
اسأل وسادتي عنّي
تخبرك كم كان الليل حاضرا بأحلامنا
كم رقصنا على أنغام الخفافيش
وكم كان المنظر رهيبا
يفتش عن صبح نسي موعده
كيف لك أن تهجر حرفي
وكلّ حروفك عقدت العزم
على استطاني
حملت حقائبك و أعلنت الرحيل
ونسيت جواز سفرك معي
لا تخف هو يقطن ها هنا
بقلبي وصدري
لو تعرف يا شاعري
اعتقدت لحظة
أنّك بالحرف قدري
فهيأت المكان
و أعددت العدّة للسفر
عبر أشواقك
عبر أحلامك
عبر دموعك
فكان لهذا أكبر الاثر
ليس من حقّك توديع أحلامنا
ولو بالورد والزهر
سأنتظر عودتك بفارع الصبر
سأفك ّ غاليتي
كل ّ الرموز
وأحطّم يا حلوتي
كل القيود
سأعيد ترتيب أشواقي لوجهك
للحضور المشتهى
يا أيقونتي وحبيبتي
كان الغياب ُ على عَجَل
وأنا أفتش ُ في دروب الحائرين
عن أبجدية ِ عشقنا الممنوع
عن زورق ٍ قد كان َ يجري في بحار ٍ من دموع
سأفك ّ غاليتي الرموز
وأكون شمسك في زمان ٍ لا يجوز
مَنْ قال َ أنّي قد نسيتك ِ ساعة ً
أنت ِ يا امرأة ً من لازورد
يا ال مشتهاة
أنت ِ أغنيتي ولحن صبابتي
أنت يا وجه الحضارة
أنت ِ مقياس الرقي
سأعيد ترتيب ألحاني لنرقص َ من جديد ْ
وأعيد ترتيل النشيد
في حضرة ِ الزيتون
لم أكترث ْ
يوما لما قال َ الغراب ْ
لم أنتبه / لا أنتبه
لرحيله نحو اليباب ْ
فيمامتي فوق غصن حديقتي
تشدو فيجذبني الحنين إلى أناي ْ
الآن َ يمكنني الجلوس على الضفاف
لأتابع َ الموج َ الجميل
لي خيمة ٌُ قرب النجوم
فيها سأبدأ رحلتي نحو الشمال ْ
والرّيح نائمة ٌ على
باب ِ الحقول
حتى تُقدم َ وردتين ْ
للعاشقين ْ
سأكون ُ أنت ِ إذا التقينا
أو لن أكون َ هنا سواي ْ
ما قاله الدوريّ لإمرأة عجوز ْ
في مقلتيك ِ قصيدة للثائرين
للعابرين على دروب ِ النصر ِ في فجر ِ البلد ْ
أه يا بلد ْ
صار الغبي ّ ُ له القرار ْ
هذا أوان ُ الإنتحار ْ
مذ صرت شاعري
ماتت الكلمات بصدري
واختفى مارد شعري
وأعلن الهزيمة
حروفي لم تعد كافية
ونبضي وقّع واستسلم
لنختصر المسافات
لنحطّم كلّ القيود
لنعلنها حربا على أشرعة الزمن
فبوصلة أحلامي عانقت الربيع
وودّعت آخر ورقة خريفية
نسيتها على الطريق
أتعرف شاعري؟
أنت همسة ربيعية بحقولي
وضعتك عقدا بجيد طفولتي
لأقل أحبك
وأكسّرقيود الماضي
لأقل أحبك
و أخترق كلّ القرارات
ألست روحا و أنا الخيال
سأحزم أمتعتي
و أرحل نحو الشمال
ألم تقل انّك هناك بالشمال؟
هيّأت ُ قلبي جيّدا
وفرشته ُ بالنور ِ يا عطر َ البيْلسان ْ
فأنا أحبّك ِ قلتها
لك ِ من زمان ْ
فتجولي في كل نبض ٍ داخلي
وتَـنَـقلي
ما بين َ أوردتي وهمس خواطري
وسأنتظر / وسأنتصر
أعلنت ُ للريح ِ القرار ْ
يا فاتنة
في أي ّ عاصمة ٍ سيجمعنا الفرح ْ
قد نلتقي
يوما هنالك في دمشق ْ
أو في حلب ْ
سقطت ْ جيوش ُ أبي لهب ْ
قد نلتقي
في القاهرة
وهناك أشواق ُ المتيّم ساهرة ْ
أو في الجزائر ِ أه ما أحلى الجزائر َ في حديث ِ العاشقين ْ
يا حرّة ً يا أنت ِ يا شمس الحرائر ْ
فلتسألي وهران عن شغفي بها
عن عشق الدروب الغافيات على ضفاف الورد ْ
ماذا وبعد ْ
وهران ُ أغنية ُ الغريب ْ
وهران ُ شمس ٌ لا تغيب ْ
يا عاشقة
لا تجزعي إن باح َ قلبك ِ بالمشاعر ْ
أو هام َ نبضك ِ في هوى
وجدان ثائر
نامي قليلا ً بين حرفي والسطور
وتوسديني حين يجذبك ِ الحنين ٌ إلى أناي ْ
ثم ّ اتبعي دوما خطاي ْ
هل تسمعي في هدأة الليل ِ احتراق قصيدتي
هل تلمحي ظلّي المسافر في السديم ْ
هيأت ُ قلبي جيدا فتهيأي
حتى أحبّك يا امرأة
من أقحوان ْ
سرت و الطريق المعبّد بالياسمين
تجرني أيقونة الاشواق
وهي تنثرالبسمات
على حقول القرنفل المندّى
والعربة في سباق مع الزمن
تداعب احصنتها الرياح
وتقودها نحو المجهول
وشاعري هناك
ينحر القصيدة
ويسكبها وابل الكلمات
فتنتشي الروح
وتغني أغنية الصباح
والعربة لا تزال تعانق الطريق
وترسم على وجنتيها
حروفا خجلى
كأغاني الصبا أيّام العيد
والحلم يداعب أوردتي
ويراقصها رقصة الخلود
والحكاية لا تزال في البداية