ما بين الحبِّ وما بيني
صحراءٌ كبرى قاحلةٌ
لا ظلٌ فيها
لا ماء
لو أعبرها
سأموتُ بجوف الصحراء
لكن الحبَّ يراودني
وتعيش بقلبي الأهواء
...
هبْ أن عواصفَ هوجاء
هبت في وسط الصحراء
قد أفقدُ راحلتي فيها
حاملة كلَّ الاشياء
من يحملني ؟
من يرعاني ؟
ويخففُ عني الأعباء
لن أعبر تلك الصحراء
لكن الحب يراودني
وتعيش بقلبي الأهواء
...
هب أني ضيعتُ طريقي
ما بين رمالٍ وسماء
هب أني قابلت وحوشاً
تتربصُ تلك الأنحاء
من يدفع عني الأرزاء
لن أعبر تلك الصحراء
لكن الحب يراودني
وتعيش بقلبي الأهواء
ستونَ مرّتْ من هنا
بين العواصف والرعودْ
تلك العجافُ وقد بلتْ
وتحجرتْ أشجارنا فوق الربى
أو هاجرتْ
والسيل قد بلغ الزبى
والمرةُّ الستونَ أشباحاً غدتْ
...
صوتٌ غريبٌ لا يرى بين الصفوفْ
متلونٌ
حرباء في كلّ الظروفْ
آذاننا..
تتلذّذُ الصوتَ الغريبْ
لا صوتَ يعلو فوقه
لا من بعيدٍ أو قريبْ
لو صاح فينا صيحةً
نحني الرؤوسَ ونستجيبْ
...
ضاع الزمانْ
والليلُ يفتقدُ القمرْ
ألأرضُ أصبح لونها كالأرجوانْ
والمرةُ الستونَ .. عفواً سادتي
المرّةُ التسعونَ مرت من هنا
بين الجماجم والحفرْ..
تأريحنا ..
من أين يبدأُ ؟ من هنا ؟
إن كان يبدأُ من هنا
من أرضنا
لا بدَّ أن نعرفه
لا بدَّ أن يعرفنا
لكنه يبدو غريباً بيننا
تأريخنا ..
أمسى عدواً عندنا
ما دام يكشفُ زيفنا
ما دامَ يفضحُ عرينا
ما دامَ أسلافٌ لنا
لم ينحنوا للجبتِ قطٌّ مثلنا
يا ويلنا ..
صرنا ننام على الخنا
صرنا نضاجعُ أمنّا
يا ويلنا..
ما كان أن نحيا هنا
ألأرضُ قد ضاقت بنا
حتى الطيورُ تطيّرتْ من شرّنا
...
في المرةِ الخمسين كان مخاضنا
واليومَ إما أن نعودَ لجذرنا
أو نستحيلَ لأمةٍ ..
كانت هنا
إلى مَ الحزنٌ يا بغدادَ يشقيك ..... ودمع العـــــين لا ينـــــــسى مآقيكِ
فقد أصبحتِ بالظلماءِ نائــمةً ..... كأنَ الشمـــــــسَ ما زارت نواحيكِ
وأرضكِ بالدما أمست مضرجةً ..... ثلاثة أنهــــــــرٍ صارت بواديكِ
فأين مجالس الشعراءِ في زمنٍ ..... تجلـــــــــى فيه بالإبداع ماضيكِ
أبا النواس قد جاشت قريحتهٌ ..... فكان الشـــــــــعرٌ والأنغامٌ تشجيكِ
تدورٌ بفلككِ البلدانٌ آمنةً ..... وترضى بالذي ما كان يرضـــــــــــيكِ
وإن من ديمةٍ مرت بلا مطرٍ ..... فإن خراجها يومــــــــــــاً سيأتيكِ
وأنتِ الآن لا شعرُ ولا غزلُ ..... وما عادت حكايا الحــــب تغريكِ
فهلا تعبرين القهرَ سيدتي ..... وتنســــــــــــينَ الذي قد كان يضنيكِ
وغني للهوى والحب أغنيةً ..... لها الأطيـــــــــــار تغفو في أياديكِ
فأن الحب يا بغدادَ معجزةٌ ..... له سحرٌ من الأشجـــــــــــان يشفيكِ
وكفّي الدمع عن عينيكِ كفّيهِ ..... ويكفي الهــــــــمَّ والأحزان يكفيكِ
فأنتِ عروسة التاريخ قاطبةً ..... وفخري أنني بالروح أفديــــــــــكِ
يا فتى يا من زرعت الحلمَ ما بين الورى
عشتَ في دنيا الصعاب وركبتَ الخطرا
ولبســـــــتَ العــــــزَّ ثوباً ونبذتَ المنكرا
فغزا أرضكَ ذئبٌ والنواطيــــــر تـــــرى
أيقظ الفتنةَ من مرقدهـــــــا بعد الكرى
وبغى ظلمـــــــاً علينا وطغى ثمَّ افترى
دخــــــــل الحابل بالنابل والموتُ سرى
سرق التأريخ من رأسي وشقَّ الدفترا
ونسينا كيف كان العزُّ خطـــــــا أحمـــرا
ودمانا أصبحت ماءً رخيصــــــــاً وجـــرى
إنني أسأل نفسي كم بريئــــــاً نُحِــــرا
كم يتيماً صار في الشارع يومـــا سنرى
والنســــاءُ قد ترمّلنَ وصرنَ الأكثــــــــرا
يا ترى من يوقف الحب الذي قد هاجرا
كيف يبقى وطني حيّا ومن غير عـــرى
كيف ننسى مجرماً باع ضميراً واشترى
هل سننسى ما رأيناه وما زلنــــــا نرى
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 11-06-2014 في 03:23 AM.