صوتُ البلابلِ أم صوتُ الحَساسينِ=قد أفرحَ القلبَ من أحلى البساتينِ
صوتٌ تهادى إلى قلبي فأسعده=يا وردةَ الروحِ يا أحلى الرَّياحينِ
ينســــــــابُ فيَّ كلامٌ كلّه نغَمٌ=يسري يُجلجلُ في شوقٍ شراييني
بعض الحروف إذا قالت تُعذبني=ينسابُ سحرا وهذه الصوتٌ يغريني
قد عرّفَ الطرفََ هذا الصوتُ تسهيدا=بل هيّجَ الشوقَ بينَ الحينِ والحينِ
قد أشعلَ النَارَ في قلبي وأذكاها=نار الهوى بي لا نار البراكين
مَنْ علَّمَ الغيدَ سحراً ظلَّ يسلبنا=السحرُ أمضى من حدّ السكاكينِ
قلبي تَعلَّقَ في صوتِ التي عزفتْ=لحنَ المحبّة لحناً باتَ يُشجيني
إنّي أحبّك ، قالتْ بعدها رقّصتْ=كلُّ الجوانح في شوقٍ وفي لين
سبحانَ منْ وهبَ الحسناء منطقها=إنَّ العذوبةَ في الأصواتِ تُحييني
عّروبٌ تلهو في قلبِ المُعنّى=وتسكبُ في روابي الروح لحنا
فكم شغلتْ فؤادي في هواها=وكم رقصَ الفؤادُ لها وغنّى
تميسُ بقدّها لينا وعَطفا=ويُسحرني القوامُ متى تَثنّى
ويسألها المتيّم أن صِليني=فماذا لو أجابتْ ما تَمنّى !!
لها وجهٌ جميعُ الحسنِ فيه=وكان جماله في الحسن فنا
إذا بَسَمَتْ بدى دُرَرٌ بفيها=وكم أهوى لها طَرْفاً وجفنا
وجيدٍ مثل جيد الريم لَدنٌ=وكم يحلو متى قد كانَ لدنا
براها اللهُ فاتنةً سَبتني=وألقتْ في فؤادي ألفَ معنى
أتيتُ ديارها أصبو إليها=ديار أحبّتي للقلب مَغنى
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 09-13-2017 في 01:56 AM.
شُكراً لَكُمْ ...
شُكراً لَكُمْ ..
يا عابرينَِ على الجراحْ
يا راحلينَ مع الصدّى
اليومََ أرسمُ في المدى
لي نجمتينْ
حاولتُ أنْ أصطادَ منْ تلكَ السماءْ
بعضَ النجومْ
لأصوغَ عقْداً للفراغْ
أحببتُ فيكِ بساطتي
فَعَبثتِ بي
أحببتُ فيكِ قصائدي
فحرقتها ..
فلتأخذي
كلَّ الجهاتِ جميعها ..
ما عُدتُ أملكُ أيَّ شيء
غير التأملِ في البُحيرةِ والحقولْ
لا شيءَ بعدكِ سوفَ يبقى اليومَ لي
كلّ الرسائل والصورْ
وحديثُنا عند المساء ْ
أحلامنا ..
وحروفنا ..
لا شيء بعدكِ سوفَ يبقى الآنَ لي
كم عوسجة
كانتْ تُحيطُ بوردتي
كم نجمة كانت تسافرُ في المنامْ
أو كانَ يحفظها اليمامْ
كم ألف وعدٍ لي ولكْ
بينَ الكتابة والكلام ْ
هل أنتِ مثلي باتَ يوجعكِ الغياب ؟
فأنا سيوجعني الحنينُ إلى السنابلِ والرّذاذ
شكراً لكم ..
يا حاملينَ مع الرياحْ
نبضي وصوتَ حبيبتي
بينَ المسافة والبحارْ
ضاعتْ خُطايْ
قالَ المدى :
قد كنتُ أحرصُ أن أعيدَكَ للفضاء
وتنامُ حولَكَ نجمتان ْ
وتُعيد ترتيب الهواء كما تريد
قال المدى :
لم يبقَ لك
إلا البُكاء على ظلال الأغنياتْ
لم يبقَ لك
إلا بقايا الذكرياتْ
ماذا تبقّى كي تكونَ قصيدةً أخرى وتتبعُك القبيلةُ في السفرْ
وتكون عنوانَ الحكاية كلّها
لم يبقَ لك
إلا القصيدة كي ترى فيها سواك
غادرتََها ؟
أم غادرتَك؟
قال المدى :
لا فرقَ بينَ الدمعتين
لا فرقَ بينَ مُسافرٍ بينَ الحروف ْ
أو بينَ آخرَ لا يعودْ
فأنا تَعبتُ من البقاء على رصيف الإنتظارْ
ومنَ النوافذِ والكلام
ومنَ الغناء على الضفاف
واليومَ أسألني وقد
حارت جميعُ الأسئلة ْ
هل هذه لُغتي ؟وهل هذا أنا ؟
هل حينَ أنظرُ في المرايا قد أرى
فيها أنا / سواي
أم ذاتَ يومٍ سوفَ يُخرجني الفراغُ إلى العدمْ
هل حينَ أبدأ في القصيدةِ سوفَ تُسعفني الحروف
ويشدّني وجعُ النّغمْ
قالَ الغمامْ :
كُنّي قليلا كي أعودَ إلى الطفولةِ من جديد ْ
مالي إذا فَتّشْتُ عن وجهي أرى
دوماً سوايْ
ما زلتُ أسكنُ خارجي
وأنا المحاصرُ في الفراغْ
قالَ الغمامْ :
كُنّي قليلا كي أعيدكَ للقصيدة والنّشيدْ
وأنا الرحيلُ أنا البعيدْ
خُذني وحيداُ تحتَ نافذتي وَهبني وردَتينْ
لي وردةٌ ولكَ الأريج
لا لستُ محتاجاً ليقتلني الشذى
كُنْ مرّةً كالحبِّ في الأرضِ اليبابْ
كُنْ واضحاً مثل الغيابْ
أو مثل بوحِ العاشقينَ على الرصيفْ
أو مثل شحّاذٍ يُفتّشُ عن رَغيفْ
خُذْ ما تَشاء
واخلعْ قناعَكَ كي أراكْ
مِنْ لي سواكْ
كُنْ موجَةً قُربَ الضفاف
حتى تُعانقَ ما تشاءُ من الشواطيء والرمال
حتى تُلاحقَ موجةً أخرى هنالكَ شاردة
كنْ زهرةً حتى تجيئكَ في الصباح فراشةُ
بينَ الظلالْ
كنْ ما تشاءْ
كنّي أنا
كنْ أنتَ كنْ
ذاكَ المسافرُ في الخيالْ
كُنْ غَيمةً بينَ السّحابْ
وارسلْ ضياءكَ للربى
رغمَ الضبابْ
أينَ الطريقُ إلى دمكْ
حتى أراكَ بلا قناعْ
دعْ كلَّ شيءٍ خلفَ ظلّكَ واستعدْ
لونَ الشعاع
هل في الفضاء سوى الفضاء
لأحومَ حولكَ في المساء
راياتُنا لا تنتمي
إلا لسارية الضياعْ
عنوانُكَ السريُّ تعرفهُ الزوارقُ والشّراعْ
مفتاحُ بيتكَ ليسَ لكْ
والبرتقالةُ في الحديقةِ للأسفْ
لا تعرفكْ
مِنْ لا هنا
من حيثُ كنتَ وكنتَ وحدكَ في المدائنِ والقرى
هي رحلةٌ حتى تُعيدكَ عاشقاً أو ميّتا
هي فكرةٌ لا تُشْتَرى
الحالمونَ يُفتّشونَ عن الخريفْ
ويُطالعونَ الطالعَ اليومي في الصُحُفِ الرّئيسةِ في الصباحْ
في صفحة الأبراجِ تختلفُ الملامحُ كالنساءْ
تتأرجحُ الأحلامُ مثل جديلةٍ فوق الجدارْ
الوَجدُ لا ينمو هنا
الزهرُ مُرٌّ في الحقول
والليلُ خاصمهُ النّهار
للبحرِ لؤلؤةٌ يُغازلها المَحارْ
أبوابُ صيدا مُغلقة
والعاشقُ العربيُ يبحثُ عن دليلْ
قرب النوافذ والجدار
خُذني هناك
كي أستعيدَ توازني
رغمَ الحصارْ
إن شئتَ كنْ
شَبحاُ يلاحقٌ خطونا
أو شئتَ كنْ
طيفاٌ يُتابعُ حلمنا
إنْ شئتَ كُنْ ..
أو لا تَكُنْ
ماذا يؤثّرُ في انتصار اللوزِ أو موت الحمامْ
كُنْ ما تَشاءْ
أزَليّةٌ أحلامنا
أبديةٌ أوجاعُنا
ما بينَ منفىً أو حصارْ
كانتْ تعيشُ قبيلتي
كانتْ تُفتّشُ عن نهارْ
مُتْ واقفاُ أو نائما
أو جالساُ أو راكبا
أو عاشقاُ أو جائعا
سيُصفقونَ ويرقصونَ على دمائكَ إخوتكْ
سيصافحونَ القاتلينْ
وسيشربونَ زُجاجتينِ منَ النبيذْ
نَخْبَ انصهاركَ في دمكْ
مُتْ ...لا تَمُتْ
كي لا يبيعوا صورتَكْ
في المهرجانْ
ستّونَ عاماُ والقناعُ هوَ القناعْ
ستّونَ عاماُ والطُّغاةُ لهم مكانْ
ستّونَ عاماُ لستُ أعرفُ جيّدا
لونَ الهواء ..
ستّونَ عاماً والقتيل هو القتيلْ
أمّا الجُناةُ فلهم وُجوهٌ واحدة
وهناكَ خلفَ النافذة
كانتْ تُراودُني الحياة
كانتْ تُسرّحُ شعرها
كانتْ تُثيرُ غرائزي
لكنّني ..
ما زلتُ مُختفياً هنا
خلفَ الستارة لا ترى
وجهي ولا ظلّي الممدّد في الطريقْ
دعني أبيعكَ غيمتينْ
أو خيْمتينْ
لا فرقَ بينَ سَحابَةٍ أو خيْمَةٍ
دعني أدسُّ لكَ الحنينَ إلى الوطنْ
في وجبة الوردِ التي
أعددتُها لكَ في المساءْ
دعني أشاطركَ العَشاءْ
فنجان شايْ
أو صوت نايْ
أو ما تبقّى من رغيفْ
مَنْ باعَ قاتلكَ الرصاصةَ كلّها
هل جارُكَ الغربيّ أمْ
أبناءُ عَمّكَ أمْ أخوكْ ؟
للجرحِ وجهٌ مُخْتَلفْ
عن قاتلكْ
لا تَعترفْ
حتى تُآخيكَ البلادْ
وتنالَ حُبَّ العازفينَ على الجراحْ
دَمُنا مُباحْ
زنزانتي / زنزانتُكْ
لا ماءَ فيها لا ضياءْ
لا نَشرةَ الأخبار لا صوت المذيع
لا شيءَ فيها غيرَ أنتْ
الوقتُ فيها نائمٌ
لا فرقَ فيها بينَ ليلٍ أو نهارْ
أينَ الطريقُ إلى سواكْ
هل تحتَ نافذتي أراكْ
حتّى أعلّقَ صورتينْ
للحُلْمِ واحدةٌ وأخرى لي ولَكْ
أم خلفَ ذاكرتي تنامْ
يوماً كما فعلَ الحمامْ
نَمْ تَحتَ رمشي أو هناكْ
خلفَ الجفونْ
كيْ لا يراكَ المُخبرونْ
يا حُزْنُ غادرني وسافر من دمي
ودَعِ الفُصولَ تزورني
دعني أغيّر ُحبلَ مشنقتي هنا
ودعِ البلادَ تحبّني وأحبها
من غير خوفٍ أو قلقْ
للغيمِ شكلٌ مُختلفْ
هذا المساءْ
هوَ غامقٌ
أو داكنٌ
للغيمِ إيقاعٌ غريبٌ في السماءْ
لا شيءَ أفهمهُ هُناكْ
ويُخيفني
هذا الظلامْ
الليلُ يسكنُ كلَّ شيءْ
لا وجهَ يظهرُ للقمرْ
لا شيءَ يظهرُ في المدى
غيرُ الظلام ْ
هل يا تُرى
قمرُ السماء قد احترقْ
أم قد رحلْ ؟
أم أطفأوا فيه الضياءْ ؟
كيْ لا يراهُ العاشقونْ
والراحلونْ
جُنديّةٌ ..
جاءتْ تُفتشُ معطفي
وتقولُ لي :
من أينَ أنتْ
ولماذا جئتَ إلى هنا ؟
وكأنَّ أرضي لم تَعدْ
هذا الصّباحُ اليومَ لي !
وتقولُ لي :
قفْ ها هنا
والهاتفُ الخلويُّ في يدها تُحدّثُ عاشقاً
أو صاحباً ..
أو أيَّ شيءْ
وأنا هنالكَ أنتظرْ
رجلٌ عجوزْ
طفلٌ رضيع
وصبيّتان ..
والحاجزُ الملعونُ مزدحمٌ بنا
كلُّ الحواجزِ مغلقة
ما الفرقُ قل لي صاحبي
ما بينها
أو بين عود المشنقة
قُرب الحواجز دائما
أشباهُ ظلْ
لا قيمةً للوقت في هذا النهارْ / المساء ْ
الكلُّ ينتظرُ الإشارةَ كيْ يمرْ
رجلُ يحدّثُ صاحبه
وفتاةُ يُتعبها الوقوفُ من الصباحْ
وصراخُ طفلْ
الشمسُ تحرقُ كلَّ شيءْ
الوقتَ والإنسانَ والأشياءَ واللاشيء في هذا الممرْ
لي موعدٌ
قربَ الحواجزِ كلَّ يومْ
ويُفتّشُ الجنديُّ في كشفِ الصباحْ
هل يا تُرى إسمي هناكْ
هل بتُّ مطلوباً أنا
مثلي ومثلُ الآخرينْ
وجريمتي حبُّ الوطنْ
لونُ العَلَمْ
حُريّتي حُلمٌ تناثرَ في العدَمْ
فإلى متى
يبقى الفلسطينيُّ يبحثُ عنْ غَدٍ
يبقى غريباُ في المكان وفي الزمانْ
يبقى يُحاصرهُ الحصار
يبقى المشرّدُ في المنافي والبلادْ
قرب الحواجز دائما
سطرٌ جديدْ
لرواية الحزنِ الطويلْ
خُذني سلاحاً يا أخي
واضربْ عدوَّكَ إن فقدتَ هنا السلاحْ
بيني وبينكَ لم يزلْ
دربٌ يطولُ منَ الجراحْ
واتركْ دمائي ها هنا
فالأرضُ تُنبتُ ثائرا
ومُقاوماً يهوى الكفاحْ
قُربَ الحواجز نَنْتصرْ
وسننتَصرْ
كلُّ الحواجز زائلة
فالشمسُ تعرفُ أرضنا
والوردُ يعشقُ حقلنا
لا ضابطُ التحقيقِ يرهبُنا ولا
صوت البنادق والرصاص
لا السجنُ لا السجّانُ لا بَطْشُ الجنودْ
وطَني الحقيقةُ كلّها
وطني الحكايةُ والروايةُ والصّمودْ
لا الحاجزُ الملعونُ يقتلُ حلمَنا
البحرُ هذا البحرُ لي
الأرضُ لي
والقدسُ لي
لي الشواطيء والرمالْ
كلُّ المدائنِ والقُرى
لي كلُّ شيء
مفتاحُ قلعتنا
والسّورُ لي
لي كلُّ شيء
لا شيءَ لهْ
ولهُ الرحيلْ