يا جميلُ
كل ما أسلفتُ في هذا الهوى نزْرٌ قليلُ
ففؤادي من ينابيع الهوى ثرٌّ يسيلُ
لا تخافي
فأنا حرٌّ أصيلُ
ولديّ الغدْ رُ شيء مستحيلُ
وسأبقى طول عمري
عادلا لست أميلُ
وبصدري واحةٌ فيها نخيلُ
تُشتهى في يوم ذعْرٍ
ماؤها والله عذْبٌ سلْسبيلُ
فأنيخي شوقك الظمآن هيا واستريحي
وأزيحي
كل ما في القلب من ماضي الجروحِ
هذه الأحلام تبدو تتلالا
وجمارُ الودّ تزْدادُ اشتعالا
إنما الحب امتدادٌ للضلالِ
فدعيني أزددِ اليوم ضلالا
لأنال الود صفوا
بعدما كان قصيا
نائي الوصل محالا
أيا شعْرُ أنت الذي قُدْتني=إلى الهمِّ يسْري ونحو الضجرْ
وحمّلتني من أسى أمّتي=هموما تفوق احتمال البشرْ
وما نفْعُ هذا الكلام الذي=يكاد له القلب أن ينفجرْ
أمامي عبيدٌ وخلفي جناةٌ=لمنْ ذا القريض بمنْ أفتخرْ
تجلى البيان بأنّ الذي =شدوناه كان نهيق الحمُرْ
فلا شيء هز قساة القلوب=ولا شيء أجلى ظلام الكدرْ
أيا أمة العُرْب أين الذي=ورثت من العز مثل الدررْ
اولى هباءً مع الريح في=هراءٍ ولهوٍ ونجوى القمرْ
إذا ما بقيت كما قدْ مضى=ستفنين حتما ويفنى الأثرْ
فهزي الوجود بصوْتٍ علا=فلا صوت إلا لمن قدْ زأرْ
ولا مجد إلا لمن قدْ عتا=لبطش الأسود يخر البقرْ
تأكدوا بأننا
رغم الردى
لمن بغى
لا ننثني أوْ نسجد
فطائر انعتاقنا
مهما استبد بطشكمْ
يظل في أعماقنا
بكل صوْتٍ ينشد
فهدّدوا وأرعدوا
ظلامكمْ وليلكمْ
بشمسنا يبدد
والفجر من أعماقنا
بعد الدجى سيولد
تهديدكمْ هزيمةٌ
يائسةٌ تستنجدُ
فهددوا
وشردوا
وهودوا
طوفاننا آتٍ فما
ينفعكمْ توعدُ
لكمْ نهارٌ واحد
مشوه وبائد
لنا الزمان كله
من حقنا هذا الغدُ
ماذا تريد اليوم مني أكتب
لا الشرق يعلو نجمه لا المغربُ
فيراعنا من حالنا يتعذبُ
شاه الصباح بأعيني وتغضنا
ما عدتُ اُبصر في الجنائن سوسنا
ما عدت أعرف ما الحياة وما الهنا
أفكلما ذُكر الونى
صاح الجميع بضحكةٍ نحوي أنا
أتظل ضادي مثل عبدٍ تُجْلدُ
وخيولنا وقت الوغى تتمردُ
وسيوفنا من يأسنا تتنهدُ
أعرابنا بعد الرشاد تهودوا
وشفاهنا عن كفنا
مليار عامٍ تبعدُ
ياإخوتي
هل صبحنا من ليلنا
بعد الأنين سيولدُ
أمْ أن هذ الليل ويلي سرمدُ
قلتها أيام تمرد حذاء الزيدي على الصمت العربي
هاك مني أيها الطاغي حذائي
أيها الناهب مائي ودمائي
فكفانا أيها اللص هوانا
ما رأينا منك سلما أو أمانا
فلماذا أقطع العمر جبانا
انت رمز الشر يا شر الأنامِ
أنت كلب السوء لا تبق أمامي
لست فينا مثلما قال اللئامُ
سيدا للكون بلْ أنت حرامي
أنت رمز البغي عنوان الظلام
هاك مني أبلغ التعبير في عصر الطغامِ
هاك مني أيها اللص حذائي
في زمان اللؤم عصر الجبناء
ليس لي غير حذائي من سلاحِ
في زمان العهر والعرض المباحِ
هل صرت مثل الناس يابحرُ=من طبعك التنكيل والغدرُ
لو كنت ذا قلبٍ وذا كبدٍ=ماكنت تؤذي الناس أو تجرو
فر الصغير من الردى فزعا=مثل الألى من هاهنا مروا
لما دنا ألفاك مبتسما=إذ لاح في أحداقك البشرُ
لما أتاك رفضت مقدمه=إذ دب في أعماقك الشر
مزقت بالتكشير بسمته=ورميته فاصطاده البر
ودفعته مثل الطغاة بلا=رفق لماذا أيها البحر؟
هل صرت ياذا البحر ذا سفه=قد شانك التدليس والمكر
أسفي على أقدارنا صغرت=ماعندنا في ذا الورى قدْر
لم يبق في أوطاننا رجل=ذو عزة أوباسل حر
واليأس كل اليأس في وطن=قد نالنا من أهله ضر
لم يرحموا في الناس ضعف فتى= أو شائب قد هدّه العمْرُ
يا راعي الأغنام رفْقا بالقطيعِ
بالنعجة العرجاء والحمل الوديعِ
بالكبش ذي المقدار والشأن الرفيعِ
خذها إلى الماء النمير
خذها إلى الحقل المريعِ
وقِها من الحرّ الفظيع
ومن العواصف والصقيعِ
أمّا وقدْ ضيعتها
وتركتها للذئب واللص الوضيعِ
فلمَ التشدق بالبيان
ولم التحذلق بالبديعِ؟
هذي خيانة أمةٍ
يا صاحب الشأن الرفيعِ
يا عيد جئت تهنئ العربا=وتعيد للأعراب ما ذهب
أمْ جئت في خوفٍ وفي جزعٍ=تسري وئيد الخطو مكتئبا
تبكي على الأعراب في أسفٍ=لمّا غدوا في الناس مثل هبا
لا نجمةٌ في الأفْق قد سطعتْ=أوْ أشرقتْ بالعز شمس إبا
هانتْ بلاد العُرْب وانتهكتْ=والأهل لا منْ ثار أوْ غضب
يا عيد هذا الهم يمنعني=كأس السرور ويسكب اللهبَ
يا عيد هذا الشعر أرقني=وسقانيَ الأوجاع والكرب
لا هامة تعلو ولا عرب=صانوا البلاد وأخرجوا الغربا
مات الفحول الغر في وطني=وتخنث الكتاب والأدبا
تُحْمى البلاد بنخوةٍوإبا=لا بالقريض وأدمع الخطبا
الفحْل يفعل والذليل يقولُ=والصعب في كف العظيم ذلولُ
فإذا ركبت إلى المكارم مركبا=فاصبرْ فإن العُسر فيه يطولُ
فاركبْ إلى العلياء كل ركوبةٍ=فلكل معركةٍ تُعدّ خيولُ
لا تبتئس ْ إنّ السآمة موتةٌ=ولكل صعبٍ في الحياة حلولُ
وإذا دعيت إلى المكارم كن لها=إن العظيم له الأمور تؤولُ
وإذا رأيت مصاعبا في أمةٍ=فاعلمْ بأن الكرب سوف يزولُ
يهوي الجميع فلا بقاء لشامخٍ=ولكل طيرٍ في الفضاء نزولُ
لا تبق رهن تحذلقٍ وتشدقٍ=إن الكريم لما يقول فعولُ
ودع التكبر ملبسا لأراذلٍ =حتى تنالك رفعة وقبولُ
مانال حسن الذكر غير محببٍ=في كل مكرمةٍ تراه يصو