ثنائية (حرية في قفص المستحيل)حنان الدليمي & د. فلاح الزيدي

قبل أن أقاسمك باحة القفص
كنت اول الموقنين
بأن الطيور التي ادمنت اجنحتها ملامسة الماء
لايحق لها المطالبة بحصتها من الريح
وجئتِ أنت ،،لتعيدي تأثيث أشيائي
ياسيدة الارتباك الشهي
وجملة الوقت المحلى ب( ألِّي)
في فتحة شباك قصربهجتك تزدحم رموشك
الفاتنة
وفي كوخ وحشتي حبل مفجوع بقميصي
يا ترى أين ستحدث لغة القد؟؟

أقترب منك فتلسعني نظراتك
وأبتعد.. وشراييني مثقلة بنبيذك
معك أطلق سراح الوقت
معك تمغنطني نشوة عذراء لم تخطر على قلب بشر
معك يبدو الليل فسفوريا.. مشبّعا بنجوم عينيك
معك أضحك ملــء دموعي
معك تغدو الشمس مجرد مصباح
أعلّق عليه ثوب الظلام.. وأرتديك
كم أكره هذا الحب وأحبك
وكم أحب هداياك المغلفة بديباج المستحيل
تشدّني إليها كثيرا ساعة بكاء
أهديتني أجنحة جميلة
تختلف في أحجامها وألوانها الجذابة
وتتفق في كونها عقيمة.. لا تقوى على حملي إليك
هل أكف عن ممارسة الموت في سبيلك
ترى هل أجرؤ ..؟

أرمق حائط قفصي ،،حيث الساعة
التي اسرفت عقاربها في إيلامي
الوقت الان ( أنا إلا أنت )
أمد طرف جناحي
من فرصة تركتها لي الايام
فتلفحني ريح لاتمت لك بصلة
فاسحب جناحي وأعتذر
أتحسس شفتي لعلي أعثر على شيء
تركته لي منك أعقاب السجائر
أقابل حائط القفص
واتلو عليه ماتيسر لي من ملامحك
أيتها المسافرة بدمي الى حدود التيه
كم أحتاج من الوقت كي أختصرك
بضمة
كم أحتاج من الموسيقى كي أعادل مافعله برأسي
نبيذ صمتك
واخيرا أعود لاقرأ لنفسي
قليل مما قاله شاعر شعبي
( تسمع غير صوتك اذني ميصير
واعيد دوم لو صوتك اجاني
كون الصوت بالچف ينلزم كون
واجيب الصوت من حلگك لذاني

أيها المسافر في شريان محبرتي
تستهويني ملامحك فوق السطور وأنا أحاول رسم معانيها
أرسم وجهك كواحة غناء
أسقيها من ريق البلاغة معينا
ثم أنام فوق أرضها المعشوشبة بالفقد وأدثرني بعبق الذكريات
حتى مطلع الروح
عبثا أرمم اختناقي بمرهم الأمل
ولا بيت لي غير هذا القفص المذهّب الجميل
المعفّر بأمنيات اللقاء
أينك مني.. يا مطر الحرية وسرابها
يا ميسم حزني الكبير جدا علينا
ماذا أكتب والأوراق شغاف.. والمداد شوكة
تحفر القلب بعمق فتؤجج الألم العتيق
وكلّما استسلمت لوجعي تذكرت ارتعاشتك الأولى
وابتسمت

أتيتك وكلي أمل أن تذيقي مسامعي طعم إسمي

أحببت رعشتك الأولى التي ولدت من اللا شيء
ومنحتني كل شيء.. باستثنائك
يا رجل النخوة والدهشة والمستحيل
أعرني بعض برودك كي أطفئ نار الشوق بداخلي
أعرني من نعاسك غفوة أشبع بها جوع وسني المصاب بالسهد
أعرني أصابعك كي أدون بها رسائل حب للذكرى
أعجن حبرها بدموعي كي تبوح لي بأسرار كبريائك
أعرني من مدى عينيك بحرا
أصبه في جرار عطشي امتلاء
أعرني منك شيئا
أي شيء يجعلني أنسى أنني محكومة بالموت
مدى الحياة

سيدتي هل تعلمين بأن قصائدي تخلت عني عندما كنت بحاجتها ..اقتربي وعلميني كيف أنسل الشوق على وجهها وعلميني كيف أعلمها الطاعة في حضرتك

سأمنحك عمري شرط أن تمنحني الحرية
أحتاج لشهقة بحجم عاصفة.. أرمي بوجهها كل قوارير الاختناق
إقترب مني لأجتاز بقربك مخاض الأرق
لأضع على طاولة مجيئك كل صناديق انتظاري المحشوة بالغربة
لأطوّق عنقك بعقد القُبل الذي جمعته لك من حديقة شفتي ذات جنون
كفاك هجرا..و اقترب
ونجني من حكم الموت الذي صوّت له الذعر بالإجماع
أنا الطفلة الخرساء التي تلوّح لك بطهرها من منافذ القفص
تعال وعلمني كيف أثبت براءتي وأنا المتورطة جدا
بعشقك

في زحمة الاضواء المتدافعة
على حافة النافذة
أرمي آخر ما ادخرته
من قصائدي المترنحة بلهجة العتمة
افرش فتات ،،الوحدة
واجلس كبوذي
ارتل بسيماء طيفك
اخر ماحفظت من عطرك
الراكض نحوي
قبيلة من الورد لاتسد رمق هذا الصباح
المبتل ،،بزهو اشراقتك
ياعاجية القوام
وياسليلة اولى الجمرات
عانقيني ،،ولنجذب كل ذلك الضوء
ولترحل الشمس

فراقك حزن يمشي في شوارع قلبي
شرارة كروية.. تتدحرج فوق ملامحي
تحرق تعابير الفرح فيها
تذوّب البسمة واللهفة والدمعة في آنية الشحوب
حبّي لك كبير كبير.. أكبر من أن يحتويه عمر
فكيف أحشره في قفص..؟
كل شيء بلا عينيك لا يستهويني
كل شيء يحاول سجني
من أين لي بصبر السماء على الأرض
من أين لي بحلوى النعاس.. لأعبئ بها جيوب أرقي الخاوية
من أين لي بأنفاسك ليصير الفضاء لحظة تجلّي
أحاول أن أتعايش مع المستحيل وأفشل
أحاول اختراع الصبر الجميل خارج أسوار التقاعس
فأعود خاوية إلا من قنوط مقنع بدمعة
كيف أتقن حرفة النسيان.. وأطلق طيور الحب لتطير بسلام
في سماء اللا مبالاة
كيف..؟