العنوان
إنّي أضعْتُ اليوم َعنواني
فما أدري متى ؟ أوأين كان مكاني ؟
بسماتُ أحبابي و منْ أهوى تتوهُ
بها الدروبُ العابساتْ
وبحثتُ عنها في الزوايا الحالكاتْ
بينَ الدّهورِ وخلفَ قهرٍ من طغاةْ
وسياط ُمن جلدوا زهورَ حديقتي
قتلوا الندى حتى تموتْ
والقهر يقذفني إلى عمقٍ سحيق ٍ في متاهات ِ الضياعْ
أتقيأ السمَّ الذي حقنتْهُ في جلدي الضباعْ
في قبوِ من أخذوا عناويني وقطعانَ الرعاةْ
تركوا السنابلَ في أنين ِ القحط ِتغتالُ الجياعْ
أين الذي سرقوهُ من شمَعات ِ عمري في الدروبْ؟
فذهبْتُ أبحث ُعندَ جيراني وأهلي
في الخيال ِ وخلفَ آفاق ِ الحدودْ
هذي التي صنعَتْ لهمْ
تلك الكراسي الزاهياتْ
الآن أشعرُأنني صدئٌ
ومغتالٌ وصامدْ
أقدامُهم تتناوبُ الرفسَ اللعينْ
والليلُ في عينيّ مصلوبٌ وباردْ
قلبي مصابٌ بالعمى
يتأوه الجرحُ الذي رسمتْه أعقاب ُ
البنادق ِ وهي مثلي ضيّعتْ عنوانَها
وغدتْ تصوّب طلقَها من كعبها .... ولأهلها
لكنني ما زلتُ أسأل : أين أسناني التي كانتْ معي ؟
وما أدري بظلمة ِليلتي
ماذا فقدتْ ؟
بالله قولوا كيفَ أحلُم لحظة ًبالهمسِ همس ِحبيبتي
أخذوا اللسانْ
وأناملي .. وأصابعي ...أظفارُها سرقتْ
وغدتْ هي الأخرى تضيّع في الدجى عنوانَها
ولسوف أبحثُ عنهما
بمكامن ِ السُّراق ِ من بغدادَ او كلِّ السّراديبِ التي حُفرتْ لنا
وذهبتُ أمشي مثلَ ضبٍّ خائف ٍ
أن يستمرًّ الرفسُ رفس ُ كعوبهمْ
تلك التي قد اشعرتني أنني
لا ارتقي
حتى أصير هناك إنسانا حقيرْ
ودخلتُ قرب َحدودهمْ
وعجبتُ من أمري رموْني جثة ً
كل الذي حولي دُجى ليل ٍ طويلْ
وظننت أني قد دفنتْ
هذا هو الموت ُاللعينْ؟
وتقوقعتْ عندي بقايا الروح ِ
في كفن ِ الفناءْ
لما شممْتُ تغازلَ الجرذانِ في
زمنٍ يمرُّ وما دريْتُ تواجُدي
ولهثتُ أبحثُ عن وجودٍ عن كيانْ
فلقد غدوتُ حثالة ً
من غيرِما اسم ٍ ولا زمن ٍ
ولا عنوانَ لي
فرسائلُ العشاق سوف تضيعُ في نسيانها
وتشاوروا
نعطيك إسما رائعا ؟
بصقوه من أسمائهم
من أبجديات القباحة في الوجوهْ
فأجبتهم : حلفتكمْ بجميعِ أنواع ِ الرذائل ْ
أو قبح ِ ألوان ِ الخبائث في العيون ِ
عيونِكم
وبكلِّ أسماء ِ الشياطين التي سكنتْ بكم
وبكلِّ نجم ٍ في المجرِّة في الهوانْ
هيا اتركوا جسدي بلا إسم ٍ
بلا صفة بلا رمز ٍ
ولا تدعونيَ الحيوانْ
رمزت عليا ....... دبي