ألأستاذة سفانة الرائعة .. طابت أوقاتك
عندما تطأ أقدامُ المهجنين أسدَ بابل .. وتموز الراقد في سرير عشتار يراقب السماء الملبدة بالأباتشي .. والنائحات يستصرخن المعتصم , حتى ترتعش الملوية خجلا ممن تراهم الآن .. أولئك الذين استبدلو عيد الفطر بعيد الفقر , وعيون يتامى المهجرين والمغدورين والعاطلين تنزف دماً .. تنتفض كل الأقلام الشريفة وتعتصر مداد القلب لترسم الأسى , لتستنهض كلكامش , ونبوخذ نصر , وتزرع الأمل في الطرقات.
إذاً صار القهر حافزاً للأبداع .. ولكن بشكل مختلف عن الحوافز التي كانت تعج بها مدينة السلام التي أنجبت المبدعين الذين علموا العالم فنون الجمال .. أما ما يحدث من تغييرات في الوطن العربي , فأقول بأن بعضها , أو أغلبها هو من سيجعل المبدع أكثر حضوراً , وتألقاً .. بعد أن استلموا مفاتيح الشرطي.
وأعتقد جازماً بأن القادم أجمل.
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 10-11-2011 في 01:54 PM.
سؤالك الثاني سيدتي الفاضلة .. يتناص مع السؤال الذي توجهت به مضيفتي الرائعة في إحدى القنوات الفضائية , وهنا سأعيد ما رددته آنذاك : للكاتب والفنان نفس الهواجس , والمرتكزات .. حين يشرع بعمل ما .. وهي أما أن تكون صورة منتزعة من الذاكرة أو من الحيثيات اليومية أو من القضايا التي تستحق التأمل والأشتغال .. فصور العنوسة التي استشرت في أرض الشعر والجمال , ولحشرجة الموت التي تتخندق خلف الحنجرة , ولتراثنا العربي الذي صار قاب موتين أو أدنى , ولانكسار الضوء وتسرب العتمة إلى الطرقات التي صارت ملاذاً للأطفال المتسربين من المدارس , ووووو . لها الجدارة باستفزاز القلم والفرشاة لوضع بصمة المبدع .. وهنا أستعير ما قاله الشاعر رامبو ( ألشاعر الحقيقي هو من يوظف مفردة الشارع شعراً ) .. وحينما أعجز عن رسم لوحة أو كتابة قصيدة .. سأرسم صورتي الشخصية موشحة بالسواد , وأكتب تحتها .. مات لعدم الأهمية.
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 10-11-2011 في 02:31 PM.
سيدتي الفاضلة .. تحية وتقدير
من دواعي سروري أن تكوني متابعة لحواراتي , وأعمالي , وهذا طبعاً يزيدني حرصاً على تقديم الأفضل دائماً.
فرسم البورتريه مشروع قائم منذ سنين , ورسمت أكثر من أربعين شخصية أدبية , وفنية , وهنالك أسماء في النية القيام برسمها .. لكني أرسم البورتريه على خلفية منجزاتهم .. أو أبتكر حركة تشي بما كان يبغي البوح عنه في عمل ما.. ليصير بورتريه في لوحة أو لوحة في برورتريه.
أما الأسماء التي أشرتِ أليها فهي لأعلام , ورموز في المشهد الفني العراقي , والعالمي أيضا .. فمن أكون أزاء هذه القمم كي أعطي رأياً في أعمالهم ؟!. أجد بأن مجرد ذكري لهذه الأسماء هي جرأة.
أما الفنان الكبير محمد غني حكمت ( رحمة الله عليه ) فهو كان أول من أدهشني , وجعلني أتسرب من بيت جدي كل ظهيرة , كي أستمتع بمشاهد الكتل الصماء التي حولّها إلى روح , ولولا , مخافة الله , لقلت لـ مايكل آنجلو .. بأن محمد غني حكمت يمتلك القدرة على إنطاق الصخر.
ملاحظة : هنالك خطأ طباعي حين أوردتِ إسم الفنان الكبير حافظ الدروبي , وددت تنبيه حضرتك إليه.
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 10-11-2011 في 08:45 PM.
أُخَيَتي الغالية كوكب البدري
نحن جيل رقطته الحروب , وصقلته المرارة بمرجل الأزمات .. وكانت هذه إحدى محفزاتنا على الأشتغال , رغم أن الأعمال التي قُدِّمَت قليلة إزاء تلك الكوارث.
وكان الأستاذ الشاعر اسماعيل حقي أحد أولئك المبدعين الذين أطفؤوا ضمأنا بأجمل النصوص , بالوقت الذي كانت فيه ( زمزميته ) تشكو العطش.
تحياتي لهذا الشاعر الفذ
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 10-11-2011 في 08:55 PM.
سيدتي الغالية
في صبيحة اليوم الثاني لوفاة العملاق محمد غني حكمت , كتبت على صفحات النبع نعياً , وشيئاً عن علاقتي بالفقيد .. حيث كان مشغله قريباً من بيت جدي , وكنت أتسلل أثناء الظهيرة , والكل نيام .. لأرتقي الصخرة الهائلة التي كانت تتوسد رصيف مشغله .. منتظراً قدوم هذا الكائن الخرافي الذي يحيل الصخر هياكلاً بالغة الروعة .. فكان يومئ لي برأسه بالأنصراف , لكن نظراتي المتوسلة جعلته يستجيب , والأبتسامة ترتسم على وجهه .. وبعدما أتسكع بين أعماله مثل صعلوك يراقب موائد المترفين العامرة .. يربت على كتفي , ويقول .. حان الآن موعد مغادرتك يا صبي .. فأودعه بابتسامة تستدرج عطفه كي لا يزجرني إن تعددت الزيارات.
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 10-11-2011 في 08:59 PM.