مُذَكّرَات رَجُلٍ ثَمِل

هِبيني فتاتاً من وقتكِ
أصنعُ منهُ فطائرَ عيدٍ ، يبتهجُ بها طفلٍ مثلي
ألتمسُ بهِ دفء الماضي المُلوّن
أحتاجكِ تأتينَ على هيئةٍ تحيةٍ فما فوقها
سأنتظركِ عند بوابةِ المساء
أتخذُ من شاهداتِ الطرقِ التفاتات الحنين
أقرأ العبارات الحزينة المُدوّنة على المركبات
أبكي شوقا داخليا ، كبركانٍ يثورُ على استحياء
أردد في كنائس مُخيّلتي ' أينكِ '
أهمس في مساجد قلبي ' ليتكِ '
أشهقُ قطران سجائري وابتلعُ نترات خمري
في محاولة خائبة لإخماد الذاكرة .. !
.
.
.
ليتكِ تأتين على هيئة تحيّة
فما فوقها

سأحتسي دونَ كأسٍ
قربةً لأجلِ النسيانِ
أزهقتُ ماضيكِ ، لتتساقطَ أوثانكِ من كعبةِ قلبي
.....
ولن أرتدَ عن نسيانكِ

كم هي جميلة تلك الأيام التي كانت قبلك
كم هو صافٍ ذلك الزمن الذي سبق حكايتنا
وكان عامرا بالسرور والبهجة
حتى مجيئ قلبك
كنت سعيدا
لم يعرف الحزن قلبي
لم يعرف الوجع
لم يدرك الجرح
حتى مجيئ عشقك
لم تعد الاشياء كما هي
اللعنة على قلبك الأسود
اللعنة على روحك اللعوب
اللعنة على عينيك الكاذبتين

يتطلب نسيانك
ان اتذكر الاشياء الموجعة
التي وضعتيها في خزنة قلبي
علي ان ادرك انك لست اكثر من امراة
بالف وجه ، بألف قلب
سأحطم حينها صورتك في راسي
والعنك مع أبالسة الذنوب

أدركت الآن
ان كبائر الآثام
وأعظك الجروح
واخس الخيانات
و أمقت الخيبات
هو الكذب في المشاعر .. !

شُكرا لأنّـك يا صـديقُ أتيتنـي
في بعضِ برهـانٍ من الإبهـامِ
الآن صرت كما الطيـورِ محلّقاً
لقدِ انتهى عصرٌ من الأوهـامِ

أشعر كأننـي طفلٌ
غيّر ملابسه بأخرى للعيد
رميت بجلابيب الأمس المُتّسخة بالتبغ
المبللة أطرافها ببقايا سُكر
رميتُ حتى بوسادتي
ودفاتري المليئة بـ ' شخابيط ' البارحة
واستأنفت استغفاري وصلاتي
توضأت بتوبة وبكيت على ذنب حملته مطايا مشاعري
وهبني الله انسانا جديدا بداخلي
شكرا لك ربي
أعدك لن اصافح ايادي كاذبة
وقلوب زائغة ونفوس مزدوجة
شكرا لك جعلت من ضيق صدري مُتّسعا كروضة ، فلن اسمح لدخول الآخرين فيها ليفسدوا فيها
شكرا لك ايها العفو .. لانك اهل للشكر

أنا آتٍ إليكَ يا أبي
أنا آتٍ إليكِ يا أمّي
إنتظروني عند صلاة الفجر
كي يكتمل بي أربعون حزناً
يا أيّها النجفُ الحبيب ، إنّني مشتاقٌ

سأكتبُ لكِ بمساميرِ لُغتي
قصيدة شاعرٍ سومري
نحتَ على طينِ قلبهِ هواكِ العظيم

صباحك نبيذ يسكبه حديثك الصباحي في كأس فمي
الجوري لروحك