تُنازِعُها الروحُ أنْ تضرِمَه
وتُرغِمُها أنْ تُريقَ دمَهْ
قضتْ حبّةَ العمرِ في رمسِهِ
رُخامُه خمرُ السما صمّمَه
يُرتِّلُها الحُبَّ في دمعِهِ
وفي قلبِها لم يَجدْ تمتمَة
وبين اللّظى من عذابِ الضميرِ
وبين اللّظى من هوىً أثّمه
وبين الصلاةِ أمامَ السماءِ
لتُنزِلَهُ القلبَ كي يَضرِمَه
ورفضِ السماءِ بحكمِ السماءِ
بأنَّ الحياةَ بهِ مشأمة
تموتُ وفي كل يومٍ لها
مع الموتِ في قلبها ملحمة
*********
بعشرينَ من مُورِقاتِ السنينَ
يرى الوردُ في عطرِها مَوسِمَه
يرى القطرُ أحلامها الدافئات
فيهمي كما الأدمُعِ المُغرمَة
توسَّدها الموتُ مهدَ الحياةِ
وأحرقَها المرأةَ المُفعمَة
تبثُّ بهِ ضحكةَ الأمنياتِ
ويسلُبُها الآهةَ المُلهمَة
أحبَّ بها طفلةً من غرامٍ
تُحِبُّ بأعصابِها المُضرمَة
وأنّهُ من أدمُعِ الذكرياتِ
يُكفكِفُ مأتمُها مأتمَه
قضى الجهلُ في شرعهِ أنّها
رفيقةُ مضجعِهِ المُرغمَة
وأنَّ يدَ اللهِ في عُنقِها
وكفرٌ عواطِفُها المُسجمَة
إذا الروحُ فيها ترى ماتراهُ
ضآلةُ أعينِهِ ، مُكرمَة
وإلّا فإنَّ لها لعنةٌ
مُقدّسةُ العُهرِ مضطرِمَة
********
بكتْ عُمرَها وهوَ طيَّ المماتِ
تفورُ لثورتِها المُلجمَة
نزاعٌ مُخيفٌ بهِ ابتدأتْ
وقد شنّتِ الآهةَ المُلهمَة
عواطفُها الطهرُ هولُ المماتِ
وأسلمُ للجهلِ أنْ يفهمَه
تقولُ فيسمعُ مَنْ في السماءِ
ويسمعُ في الأرضِ مَنْ حرَّمَه :
هوَ الحبُّ من شُعلةٍ للحياةِ
أضاءتْ بها روحيَ المُظلِمَة
وذا الموتُ قد أحرقَ الأمنياتِ
ويصبو إلى القلبِ كي يَقضِمَه
فتى الحُلْمِ قد عانقتْهُ الدِّماءُ
وحربٌ على الله أن أعدِمَه
كنتُ في إجازة أيام الحرب العراقية الإيرانية أو العكس فلا فرق فبكل الأحوال جهل وغباء ، وقبل يوم من انتهاء إجازتي حدثت معركة في قاطع العمليات الذي أخدم فيه ( العمارة ) وعندما علمتْ أمي بأنني غداً سأذهب إلى الجبهة تغيرت ألوانها حزناً وكمداًعليّ وأخذت تتصنع اليوم كله بالأمراض والعلل وغايتها أن لا أذهب إلى الجبهة فأموت وفي الفجر عندما استيقظت للإستعداد للرحيل حدثت لديها نوبة قلبية فتركتها في المشفى وذهبتُ لأداء الواجب وبعد أسبوع ماتت أمي والوطن لم يمنحني إجازة لكي أحضر مراسيم دفنها لأن الوطن في إنذار عام
كتمتْ مدىً حتى إذا ماطالَها
قلبُ الأمومةِ للسؤالِ ، أزالَها
لم أكنْ أعرِفُ معنى الياسمينْ
لا ولا أعرفُ حبّاتَ ألمطرْ
لم أكنْ أعرِفُ أنَّ البحرَ أكوامٌ من الوردِ وأوراقِ الشجرْ
قبلَ أن ألقاكِ إذ كنتُ صغيراً
جُلُّ ما يُبهِرُني ضوءُ القمرْ
********
لم أكنْ أعرِفُ أنَّ الحبَّ أشياءٌ من الليلِ ، من النارِ ،
من الماءِ ، وأشياءٌ أُخرْ ..
لم أكنْ أعرِفُ أن الحبَّ دمعٌ يسكبُ القلبَ قُطافاتٍ
من الوردِ ، عُصاراتٍ من الهمسِ ، بُكاءاتٍ من الشعرِ
كأمواجِ البحر ..
لم أكنْ أعرفُ أنَّ الحبَّ شالٌ
داعبَ الموعدَ في أرجوحةِ الريحِ على ضفّةِ لُقيا
بالتفاتاتِ الغروبْ ..
يعزفُ القُبلةَ موسيقى بقيثارةِ شوقٍ لامسَ الدفءَ
بأحضانِ السَّهَرْ
لم أكن أعرفُ أنَّ الليلَ آياتٌ من الحُبِّ وإيمانٌ من الدَّمعِ
وقد أعلنَ أنَّ الآهةَ الحرّى تراتيلاً تذوبْ
لم أكن أعرفُ أنَّ الحُبَّ ماءٌ يُشعِلُ الأشواقَ نيراناً
وقد شبَّ السَّحَرْ
********
لم أكن أعرفُ أشياءً كثيرةْ ..
أنَّ ماءَ البحرِ أنفاسُ العبيرْ
أنَّ ضوءَ الشمسِ أحلامُ الحريرْ
أنَّ تغريدَ الشحاريرِ أحاسيسُ الغديرْ
أنَّ شوقَ الوردِ تنهيدةُ نايٍ واحتراقاتُ بَخورْ
أنَّ عِشقَ الحُسنِ للوردِ وللشمسِ وللماءِ بحورْ
أنَّ عِشقَ الحُبِّ للطفلِ ملايينٌ من الطير تطيرْ
لم أكنْ أعرفُ أثوابي الجديدةْ
وأفاعيلَ عطوري وابتساماتي البليدةْ
لا ولا ألوانَ طيفي في سماواتي السعيدة
وبأنَّ العيدَ يأتي كلَّ يومْ
********
قبلَ أنْ ألقاكِ يامالكِتي
لم أكنْ أعلمُ أنَّ الحبَّ أشياءٌ وأشياءٌ كبيرةْ
فلقد كنتُ صغيراً
لم أكنْ أعلمُ معنى الياسمينْ
ليتني علمتُني من قبلُ معنى الياسمين
ليتني قدَّمتُهُ لي بانتظاراتِ السنينْ
ليتني لملمتُ أشلاءَ شجاعاتيَ شوقاً
واقترافاتٍ من البوحِ وأنّاتِ الحنينْ
ولقد كنتُ فتاكِ الفارسَ القادِمَ من عمقِ الجنونْ
********
إنَّهُ أوَّلُ أيامِ الحياةْ ..
يومُ لقيانا وقد ضجَّ بهِ الحُلمُ الجميل
منذُ أنْ كنتِ على قلبي حصاراً تفرضينْ
ليسَ للعُشّاقِ قاموسٌ بهِ ثرثرةٌ غاشمةٌ أوعبَثٌ من نوعهِ
أيُّ عِشقٍ خائفٌ فيهِ من البوحِ الكلامْ
ولقد مزّقتِ لي كلَّ كياني
مافهِمتِ ، العُمرَ ، شيئاً من عذابي
ماعلِمتِ ، العُمرَ ، أنّي كنتُ أقطِنُ في الجحيمْ
وفؤادي مِزَقٌ جمَّعْتُهُ بين يديكْ
وانتظاري ضلَّ مجروحَ الجبينْ
********
ياحياتي واحتضاري
إنّني ألقاكِ دُنيايَ الحبيبةْ
ولقد فِقْتُ إلى غيبوبتي طفلاً كبيراً
وشَّحَ الدُّنيا بأوراقٍ من الوردِ وماءِ الياسمينْ
إنّكِ العمرُ الجديدْ