ديوان الشاعر / حسين محسن الياس

أهلُ الكهف


كم لبثنـــا في المنامْ

نحنُ لا نعرفُ إنا

قد لبثنا ألفَ عامْ

ربما كنا نظنُّ

إننا نِمنا ليومٍ واحدٍ أو بعض يومْ

نحنُ قومٌ قد أحبوا النومَ في عز النهارْ

وليالينا تعجُّ

بالنساءِ والشرابِ والقمارْ

فلماذا تحسدونا ؟

ألإنا أمةٌ تملكُ نِفطًا

فخذوا النفطَ لكي نبقى نيامْ

ربما نحلمُ أحلاماً جميلهْ

ولنا في النوم أجرٌ وفضيلهْ

وننامْ

مرةً أخرى ونغفو ألفَ عام
...
أيقظونا ذات يومٍ في الصباحْ

فاشترينا كلَّ أنواعِ السلاحْ

خافتْ الأعداءُ منا

هاجَ أنصار السلامْ

بدأتْ تكتبُ عنا

كلُّ أقلام الظلامْ

كلَّ أنواع الكلامْ

غيرَ إنا

قد عزمنا أمرنا سراً وجهرا

فقتلنا بعضنا بعضاً وصرنا لا ننامْ




نحن أمةٌ نامت طويلاً .. وعندما استيقظت ، صارت تقتل بعضها البعض .. ليتها بقيتْ نائمه

حسين محسن الياس

عيون ليلى

أُسافرُ في مدى عينيكِ مرتحلا

كبحارٍ

رَمتهُ الريحُ في بحرٍ بلا آفاقْ

ولي قلبٌ

يحارُ بوصفهِ العشاقْ

إذا ما الحبُّ يغمرهُ

تفجّرُ روحهُ الأشواقْ

فأينَ ألوذُ يا ليلى

وذاكَ الموجُ في عينيكِ يجذبني

إلى الأعماقْ

وأشلائي ممزقةٌ

كأشجارٍ

مجردةً من الأوراقْ

...

أُسافرُ لا أرى بداً من السفرِ

ولو متُّ ..

فأحلى الموتِ أن يأتي

بلا حذرِ

أحبكِ غابةً خضراءْ

أغامرُ في مجاهلها

ولو تِهتُ ..

سيطرقُ همسكِ المسحورُ آذاني



وينجيني من الخطرِ

صحوة كيشوت

أعيش ...

وما في العيش من رغد

أموتُ...

وما في الموت من رشدِ

فأبقى أجرع الأحزان في صمتٍ

لعلي في غدٍ أحيا بلا كمدِ

...

أنا وهمٌ ...

تحركهُ ندى الأحلام

يكابر في المدى المجهول

أراني أحرث البحرَ

وأزرع فيه أزهاري

فلم أجنِ سوى الحسره

فأبكيني

دموعاً لستُ أملكها

وأحمل في يدي سيفاً من الخشبِ

أحاربُ في طواحيني

فأرثي سيفَ أحلامي

ويرثيتي

...

أرى في هذه الدنيا

فقاعاتٍ ... فقاعاتْ

وواحدة أنا فيها

تحلق في الفضا زمناً وتنفجرُ

بما فيها

سلاماً هذه الدنيا

سلاماً يا أهاليها

عندما تحترق الدمى


سري الوحيدُ بأنني أحببتكِ

الكلُّ يعرفُ أنني أحببتكِ

لكنهم لا يعرفونَ بأنكِ

حطمتِ أسواري المنيعة كلّها

واستسلمت كل القلاع أمامك

وتساقطت مدني التي شيدتها

بقلوب آلاف النساء

هم لا يعرفون بأن حبكِ لم يكن محض افتراءْ
...
خمسون عاما والنسا هنَّ النساءْ

بيضاءُهنَّ تنافس السمراءْ

وأنا أدور كنحلةٍ

بين الزهور بروضةٍ

حتى اقتحمتِ مدائتي

فرأيتُ بأنك كلهنَّ بلا رياء

ووقفتُ أرفعُ رايتي البيضاءْ

...

قبل احتلالك قلعتي

الحبُّ عندي دميةٌ

ألهو بها

حتى إذا ملت يدي

أرمي بها

بعد احتلالك قلعتي

أبعدتِ عني دميتي

أحرقتِها

وبقيتِ أنت حبيبتي

العراب

عـنـد*الغـيـاب*ألـومـهُ*ويلـومـنـي واضـمـهُ*عـنـد*ا للـقـا*ويضـمـنـي
ويسوؤنـي*لــو*مــرّ*يــومٌ*واحــدٌ لا*الـتـقــيــه* ولا*أراه*بـأعــيــنــي
مـا*دام*عـرّاب*الهـوى*مــا*بينـنـا لـو*صـدّ*عنـا*دهرنـا*لـن*ننحـنـي
فالحـب*يـمـلأ*مهجـتـي*ياسـادتـي وهديـرهُ*مـن*كـل*صــوبٍ*هـزّنـي
حـوراءُ*تذبـحُ*لـو*رمتـك*بنـظـرةٍ مثـل*السهـام*ونصلـهـا*لا*ينثـنـي
سحرٌ*من*الاعمـاق*يسـري*دافئـا ليـذوبَ*فــي*همساتـهـا*ويذيبـنـي
فتعيـدنـي*طـفـلاً*يـلـوذُ*بحضنـهـا شوقاً*الى*دفء*الهوى*والمسكنِ
ياليتنـي*أمضـي*الزمـان*بقربـهـا وأضـيـعُ*فــي*جنباتـهـا*ياليـتـنـي

إمرأة ساذجه

كلماتي ..

علّقيها فوق صدركْ

إحفظيها كقلادات الهنود الذهبيهْ

أنقشيها كنجومٍ قي السماءِ

كلماتي ..

لم يقلها شاعرٌ قبلي ولا تألفها أذن البريهْ

لا تكوني هامشيهْ

إسأليني عن حياتي

إسألي عما مضى من ذكرياتي

إسأليني

هل تغزلتَ بأخرى

إسأليني مرةً أخرى وأخرى

لا تكوني دميةً تبسمُ في الوجه بعينٍ حجريهْ

أغرقي عينيكِ في بحر عيوني

سافري في كل شريانٍ يلوح في يديَّ

لا تنامي في فراشٍ مخمليْ

إن صدري فيه جمرٌ

فيه نارٌ تصطلي

أسلكي في الحب درباً غير مطروق المسارِ

تجدي العشقَ جميلا

مثلما كان بقيسٍ

فاعشقيني مثل ليلى العامريه

ذات يوم

إرحلي ما شئتِ أو لا ترحلي
شرّقي أو غرّبي
ربما قد تأسفينْ
فاستخيري قلبكِ الأبيض عني
إن في الحب حماقات لنا
قإذا شاغبتُ يوماً
فاغفري لي شغبي
فأنا لستُ ملاكاً أو نبي
إرحلي ما شئتِ لكن ْ
ستعودين ولو من بعد حينْ
بعد أن تخمد نار الغضبِ
...
ذات يومٍ
ستعودينَ إلى دفء حناني
وتحطين الرحالْ
لا تقولي لن أعود
أنتِ مثل الشمس لابدَّ تعود
بعد أن غاب الوصالْ
ثوبكِ الأحلى لأجلي تلبسينْ
وبقربي تجلسينْ
نظرة الشوق أراها
في محياكِ تضيء الوجنتينْ
وبإذني تهمسينْ
كلمات لستُ أنساهاوأمسى كل شيءمثل أصداء السنينْ
إرحلي ما شئتِ لكن
ستعودين ولو من بعد حينْ
بعد أن تخمد نار الغضبِ
...
إنني كنتُ ولا زلتُ قتيلاً بهواكِ
لا أرى إمرأة تسكنُ في القلبِ سواكِ
فلماذا ترحلينْ
إرحلي ما شئتِ لكن
ستعودين ولو من بعد حينْ
بعد أن تخمد نار الغضب ِ

العربي



أنا من دوحة المختـــــــــار والهادي
وأهل الضـــــــــــاد آبائي وأجدادي
وذي الأقـــــــــوامُ تعرفُ كلّ تاريخي
ويحفظُ صدرها قدري وأمجــــــادي
ملأتُ الأرضَ إيمانا وأخلاقــــــــــًـــا
ولن أرضى لمن يحيى بإلحـــــــــــادِ
رسول اللهِ أرشدني وأوصــــــــــاني
بأن العلـــــــــمَ والإيمــــــــان كالزادِ
فكان حديثـــــــه نهجــــــــاً ونبراسًا
لأهلي قد غدا فرضـــــــــاً وأحفادي
بنينـــــــا بالرسالةِ أمـــــــــــةً كبرى
تضمًُ السهل والصحــــراء والوادي
لماذا يا بنــــي قومي نهـــــدًم مـــــا
بنينــــــــــــاهُ بإصرارٍ وأحقــــــــــادِ
وفينــــــــــا أنبيــــــــاء الله قد نزلوا
وذا شرفٌ لنـــــــــا يا أمة الضـــــادِ
لنبقى خيـــــرَ من خرجوا وقد كنًــــا
ونحفظَ رايــــــة الإســــلامِ والهادي
وهذي الأرضُ قد صرخت لنحميــها
من الأشرار والكفــــــار والعــــــــادِ
بنى أجدادنـــــا صرحـــــاً نلوذ بـــه
عســـــى أن نكملَ البنيــــانَ أولادي

نورٌ وظلام


أقلّبُ كلَّ أفكــــاري بلا ستـــــــرِ ......................................
..................................... وأعلمُ أنني أمشي على الجمـــــرِ
وأقرأُ ما يراهُ البعضُ من علـــلٍ ......................................
..................................... وأسمعُ للــــذي يهذي بلا خمـــــرِ
وكم قلّبتُ أبصــــاري بما حولي ......................................
..................................... فلا خللٌ وجــــــدتُ به ولــــــم أدرِ
فلا الأفكــــــارُ أغنتني ولا عللٌ .......................................
..................................... ولا الأخبـــــار أغرتني على الكفرِ
لأن الله موجــــــودٌ بلا جـــــــدلٍ .......................................
..................................... ولا يخفى على عيــــــــــنٍ ولا فكرِ
لأني لا أرى ناراً بلا حطــــــــبٍ .......................................
..................................... وأني لا أرى ليـــــــــــــلاً بلا فجرِ
ومن ذا في الفضـــــا ألقى مجراتٍ .......................................
..................................... ومن ذا يأمرُ الأفـــــلاك أن تجري
ولو كانوا يرونَ الكونَ إعجــازاً .......................................
..................................... فكيف يرون أمواجـــــــــاً بلا بحرِ
كمال الخلقِ في الإنـــانِ معجزةٌ ......................................
..................................... وتبقــى الروح للباري وفي ذخرِ
فهم في غمرةِ الصحراء قد تاهوا......................................
..................................... بليلٍ أسودٍ يشتـــــــــــــــاقُ للبدرِ
فكيف يقـــــــــول إنسانٌ له عقلٌ ......................................
..................................... بأن حياتَهم تمضي بلا حشـــــــــرِ
فإن أولاهُمُ رحلتْ فلا أخـــــــرى ......................................
...................................... ستجمعهم ليومِ اليســــــرِ والعسرِ
إلاهي نوركَ الوضّاء في قلـــبي ......................................
...................................... فأتمم نعمــــــــــةَ الأنوارِ بالطهرِ
ذنوبي لستُ أنكــــــــــرها ولكني .......................................
...................................... لعفوكَ سائلاً في الســــرِّ والجهرِ
فإني بتُّ في دنيا بها بشـــــــــــرٌ ......................................
...................................... أولـــــــي أمرٍ ولا ينهونَ عن شرِّ

نعم.. نعم أحبك


همسُكِ يا حبيبتي

وأنتِ تسألينَ ( هل أحبكِ)

يسحرني

يفجّر النيران في دواخلي

نعم.. نعم أحبكِ

أحبُّ عينيكِ اللتينِ صارتا مملكتي

حدودها لا تنتهي

وفيهما أمارس الشعرَ على طريقتي

وشعركِ الأسودُ كم أحبّهُ

أحبُّ أن ألمسهُ في الليلِ والنهارْ

وبعد أن أنامْ

أحبُّ أن يوقظني

وأن أراهُ نائمًا على الرخامْ
...
نعم.. نعم أحبكِ

أحبُّ كلّ وردةٍ تطرز الخدودْ

وكلما أشمها

أصيرُ في غيابة الوجودْ

وحينما أعودْ

أحبُّ أن أراكِ يا حبيبتي

وأنتِ في سلامْ
...
نعم.. نعم أحبكِ

أحبُّ كل همسةٍ

وأنتِ تقرئين لي قصيدتي

وتلثغين في حروفها

كلثغة الصغار

وحينَ تنتهين يا حبيبتي

أحبُّ أن أضمكِ ولو لألف عامْ