كلُّ النوافذِ مُغلقة
لا أستطيعُ لكِ الوصولْ
لا تستطيعُ لي الوصول
ما بيننا
يا حُلوةَ الخطوِ المُسافر في دَمي
عشرونَ حاجزَ أو جدارْ
وأنا هنا
وهناكَ أنتِ وحيدةٌ
خلفَ النهارْ
تأشيرتي ممنوعةٌ
لا ذَنْبَ عندي غيرَ أنّي أنتمي
لمدينةٍ عاشتْ طويلاً تحتَ أجنحة الحصارْ
منْ كلّ جنسٍ قد أتاك العابرونْ
من كلّ عاصمةٍ أتوا
وهناكَ تمشي في الشوارع والزقاق
شقراءُ في زيٍّ قصير
كهلٌ دميمْ
رجلٌ يُتمتمُ خلفَ معطفه الطويل
وفتىً يتيهُ بسالفينْ
مستوطنونَ يُحدّقونَ ويقرأونْ
توراتهم عند البراقْ
للقدسِ يأتي عاشقانْ
يتبادلانْ
صُوراً لهم
في السوقِ في الخانِ القديمْ
في القدسِ شرطيٌ على ظهر الفرسْ
بارودةٌ تعلو على
كتفِ الفتاة
روسيّةٌ شقراءُ لم تبلغ سوى
عشرين عام
في القدسِ رائحةُ الصمودْ
في القدسِ كان الغاصبونَ يعربدونْ
في القدسِ حافلةٌ تسيرُ إلى الكنيسْ
في القدسِ تلمحُ في الطريق
آثارَ خَيْل المسلمينْ
وأنا هنا
يا قُدْسُ تحجبُني المسافةُ والجدارْ
وبنادقُ المحتلِ صوبي مُشرعة
في المهرجان
لكِ كلّ يومٍ أغنية
لكِ رقصةٌ أو دبكةٌ شعبيّةٌ
أو خصر راقصة يميلُ مع الكمانْ
ومسيرةُ عربيةٌ في كلّ عامْ
والمسجدُ الأقصى يئنُّ به الأذانْ
ستونَ عامْ
الزهرُ يبكي والحمامْ
يا بَيْتَ لحمْ
يا مهدَ سيّدنا المسيحْ
لو تمسحي
دمعَ الصبيّة في الصباحْ
لو تمنحيها قُبْلتينْ
منّي ومن جاري العجوزْ
كم مرّةً في القدس صليْنا العشاءْ
فوق الرصيفْ
كم مرّةً نأتي وتُرجعنا البنادقُ والرّصاص
في القدسِ لي
قصصٌ ..حكاياتٌ بها
شوقٌ حنينْ
شمسٌ لنا ..
ولنا نجومْ
وصلاةُ فجر
أو يومَ جمعةَ رائعة
واليومَ لي
كلُّ النوافذ مغلقة
كم كنت وحدي في شوارعك الجميلة هائما
وهناك كانت في طريقي اليافطات
لا لستُ أعرفها ولكن
كانت تُراودني كثيرا
والراحلون إلى المسافة والزمان
من كل أجناس الحياة
وشوارع ٌ فيها اكتظاظُ الحالمين الباحثين
في شارع السلط المدجج بالمشاة
في مطعم القدس
كان المسافر لا يفكر في الرجوع
أشتاقٌ وجبتنا التي
بقيت هناك
عمان يا وجداً قد تناثر في خبايا الخاصرة
عمانُ زنبقةٌ تفوح بخاطري
عمان أغنية المتيم والمسافر
رئةُ التنفس حين يخنقنا الحصار
وجهي أراه
فوق الجدار
عمان نافذتي الوحيدة كي أرى وجهي بها
وقصيدةٌ تجتاحني
من غير خوف أو قلق
عمان جامعها الكبير
ساحاتها
وجبالها
وهواؤها
لغةٌ تنادي العاشقين
همسُ الأقاحي في حقول الواهمين
عمان يا عشق النوارس والحجل
الذكرياتُ تُحيط بي
ماذا سأفعل كي أعود بلا خجل
من أين أبدأ عودتي
حتى أراك على عجل
أشتاقُ يا عمان مشوار المساء
وخطى الظهيرة والصباح
فنجانُ قهوتها إذا
هدأ الغياب
كم كنتُ وحدي أشتهيك وأشتهي
هذا اللقاء
إن عُدتُ يا عمانُ يوماً عانقيني جيدا حتى أمارسَ رحلةَ الشوق الدفينْ
في راحتيكْ
الزهرُ ينبتُ والسنابلُ والورودْ
فتفوحُ رائحةُ الحنينْ
في مُقْلتيكْ
لي يا صديقي رحلتانْ
أولاهما ..
أني أحبّكَ صاحبي
حبّاً تفيضُ به القلوبْ
والثانية ...
أنتَ القصيدةُ كلّها
يا نصفيَ الأحلى ويا
وجه المواسم والفصولْ
ماذا أقولْ ؟
وأنا المحاصرُ منْ جهاتي كلّها
والقاتلون
في كل يوم يرصدوني جيدا
دعني أقبّلُ وجنتيكْ
قبلَ السفَرْ
فحبيبتي رحلتْ وغابتْ في الفراغ
وأنا نسيتُ رسالتي
خلفَ الممرْ
لي ذكرياتٌ لم تزلْ
تجتاحني
وتعيد لي
ما كانَ مَرْ
ما زلتُ أذكرُ صاحبي
يوماً ذهبنا في المساءْ
وعشاؤنا
زيتٌ وزعترَ طعمه
أشهى من اللحم الشهيْ
جُبْنٌ وشايْ
ورغيفُ خبزٍ قد تَحمّرَ جيدا
ذاك المساء ..
في قريتي / أو قريتكْ
كنّا نسافرُ عاشقيْن
أو حالميْن
كنّا نُخططُ كيف نُهدي وردتينْ
لحبيبتي ...وحبيبتكْ
ما زالَ اسمكَ شاهدا
لما رسمتُ حروفه
يوما على جذعِ الصنوبر في بيادر حقلنا
الفاءُ : يا فرحي إذا حانَ النشيدْ
الراءُ : رسمٌ لا يفارقُ مقلتي
الياءُ : يومٌ كانَ أجملَ من سنة
والدالُ : دمعٌ قد تسربلَ فوقَ خدْ
ما زالَ اسمكَ شاهداً
ويعيدُ لي
ما كانَ لي يوماً ولكْ
هل أنتِ يا أنتِ يا وجع الحروف
مُشتاقةٌ يا أنتِ لي
أم إنَّ قلبك لم يذقْ
طعمَ الغرامْ
قالَ الحمامْ :
سأطيرُ نحو جزيرةٍ
لا تنتمي يوماً لحزني كي أنامَ بلا دموع
هدأ الكلامْ
والعاشقُ القرويُّ تعشقه الحقول
وهناكَ تعرفهُ البيادرُ والسهولْ
وأنا وأنتِ على رصيف الأمنيات
لا الحافلاتُ هنا تمُرْ
حتى نسافر وحدنا
الراحلونَ بلا حقائبْ
الأغنياتُ بلا كلامْ
وسماؤنا
قد غادرتْ منها النجومْ
وجهان لي
وجه ألفتُ وجوده
مذْ كنتُ طفلا يافعا
والآخرُ المجنونُ لك
وجهان لي
يا صاحبي ...
يا قطعة الحلوى التي
تجتاحُ روحي في الصباح / المساء
علمتني أن الصداقة أغنية
ألحانها عزفٌ جميل
وكلامها وجدٌ تناثر في العروق
من أي نافذة أراك
تبقى المسافةُ شاسعة
كم أكرهك!!
بل كم أحبك حينَ أكتبُ فوق رمشكَ جملةً من زعفران
قل لي ولا تخشى عيون المخبرين
عن بابكَ الموصود عن
منفاكَ في ليل العواصم والمطار
كم مرةً
ما زالَ يقتلكَ النهار
وجهان لي
وجهٌ ألفتُ وجوده
في كل أنواع المرايا
والآخر المجبول بي
قد كانَ وجهك صاحبي
مَنْ قالَ أنكَ قد رحلتْ
فأنا أراكْ
في كل شيء
مَنْ قالَ أنكَ قد رحلتْ
وهل المناضلُ حينَ يهدأ أو ينامْ
هل يا ترى حقا يموت
لا لم تمُتْ
فأراك تمشي في عنبتا في شوارع طولكرم
لا لم تمتْ
ذكراكَ تسكنُ في النفوس
يا ناصر المظلوم
يا ضحكةً
كانت تسافر فوق وجه يتيمةٍ
كم عائلة
كانت تبيتُ سعيدةً
من فيض عطفكَ سيدي
يا حاملا
همَّ الثكالى والجياعْ
أبواب بيتك مُشرعة
للسائلينْ
أبوابُ قلبك مُشرعة
للحالمينْ
هذا وحيد
في نُبله ..
هذا وحيد ..
في عشقه ..
وطناً بأحداق العيونْ
يا داعم التعليم في الوطن الجريحْ
آنَ الأوانُ لتستريحْ
ووجدتها ...
وشعرتُ أنَّ البدرَ أصبحَ في يدي
للقلبِ نبضٌ مختلفْ
للوردِ روضٌ يرتجفْ
وسأعترفْ
أني عشقتُكَ يا التي
في خافقي تتجولينْ
للعشقِ عاداتٌ تُساورُ مهجتي
والعابراتُ على الجراح
يعرفنَ وجه حبيبتي
من أين جاءت في الدجى لي نجمةٌ
حتى يغارَ الليلُ منها
في وجهها المكتظُّ بالحسنِ الجميل
في ضحكةٍ ..
رقصتْ على تلك الخدودْ
أيقنتُ أني عاشقٌ
قد كنتُ قبلكِ حلوتي
كم كنتُ أعشقُ وحدتي
وأعيشُ وحدي بين أزهار الحروفْ
لو تسألي ...
ورداً تفتّحَ في الحقول
أو تسألي
نجماً تلألأ في السماء
أو تسألي
صوت الجداول والبلابل والطيور
ستقولُ لكْ
كم كنتُ مشتاقا إليك حبيبتي
كنْ موجةً ...
دوماً تسيرُ إلى الشواطيء والرمالْ
كنْ غيمةً ...
تشتاقُ للوجه المسافر في الضبابْ
مَنْ يا تُرى
ستبيعُني يوماً ضفائرَ شعرها
كيْ أستعيدَ رجولتي
منْ يا تُرى
يوماً ستقبلُ دعوتي
للرقصِ في حفل العشاء
أخفقتُ كم أخفقتُ في حبّ البحار
والسندبادُ يعيشُ في أرض السفارْ
هات اعطني يا صاحبي
بعض النشيدْ
للريحِ ثوبٌ من صَدَفْ
كم عوسجة
لكَ في الطريق
وأنا الغريقْ
من أينَ أبدأ والنوافذُ مغلقة
وسفينتي ..
تمضي ببحر هائجٍ
وبلا شراعْ
سأسيرُ وحدي ربما
يوما ستغريني السحابةُ للبقاء
وأبوحُ للغيم المسافر ربما
سأعيدُني يوما إليك
قل ما لديكْ
حتى أراك على جناح يمامةٍ
يا موجُ خذْ
كلَّ المحارْ
خذْ ما تشاءُ من الجواهر والحليْ
واتركْ إليَّ حبيبتي وقصيدتي
وأنين نايْ
تعبتْ خطايْ
وأنا أفتشُ عن نهارْ
مصلوبةٌ أشواقُها
فوقَ الغمامْ
ممزوجةٌ أحزانها بالزعفرانْ
نامي قليلا تحتَ ظلّ قُرنفلة
ثمَّ استعدي للسفرْ
كيْ ألتقيكِ ببيت لحمْ
فأنا وأنتِ حبيبتي
لحمٌ ودَمْ
للمهدِ يبدأكِ الحنينْ
مشتاقةٌ ..مشتاقةٌ
تدري بشوقكِ في الحدائق وردتان
والطائرُ الدوريُّ يعرفُ كلَّ شيء
وأنا وأنتِ الجاهلان
أنَّ السحابةَ لن تغيبَ مجددا
فلقاؤنا ..
سيكون يوما ها هنا
أو بعد يوم
في بيت لحمْ
هيا امسحي دمعاً تسربلَ فوق خدْ
كيْ يستعيدَ البحرُ زرقته التي
ضاعتْ على أبواب حيفا في المساء
خذني معكْ
كي أستردَّ طفولتي
وأعيدَ ترتيبَ المشاعر من جديد
ما أجملكْ!!
قالتْ لظلي ثمَّ غابتْ في الغمامْ
خذني معكْ
واجعلْ ذراعكَ في ذراعي جيدا
كي لا تُباغتني السنابلُ في الطريقْ
كي لا أنام على رصيف الأمنياتْ
قلْ ما تريدْ
أو لا تقلْ
فالطائرُ الدوريُّ يعرفُ ما تريد
والريحُ تعرفُ ما يقول البحرُ يوما للمحارْ
هذا الفراغُ اليومَ لي / لكْ
مَنْ قالَ لكْ
أني أراكَ بدمعتي أو دمعتكْ
لا فرقَ بينَ الدمعتينْ
منْ قالَ لكْ
أني لوحدي في المساء / النهارْ
سأقولُ لك
خذني معكْ
خذني معكْ
الوليد
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 06-04-2012 في 12:13 PM.