في ركن القصيد
خـمـسونَ طـيفًا ظـلَّ حـلمُكَ نَـيِرَا
وفـضـاءُ صـمـتكَ قـطـرةً مــا أمـطرا
*
تـتـغـيـرُ الأشــيــاءُ حــولــكَ كــلُـهـا
لا شــــئَ فــيـكَ يــريـدُ أن يـتـغـيّرا
*
مــا الـصـمتُ إلّا أن تـقـولَ حـكـايةً
يُـصـغي لـهـا نـبـضُ الـقـلوبِ تـوتّرا
*
كـم مـن سـؤالٍ ظـلَّ قـلبُكَ سائلا
وعــلــى بــريــقِ إجـابـتـينِ تـحـيّـرا
*
لـم يـمشِ قلبُ مهاجرٍ في دربِهِ .
وخــطـاهُ يـركـلها الـرجـوعُ تـقـهقرا
*
مـا نـامَ سـرٌّ فـي الـعيونِ بـبسمةٍ
إلا وســالـت دمـعـةٌ كــي يـسـهرا
*
إنـي انـتظرتُ عـلى رصيفِ تأمُّلي
لــيـمـرَّ طــيـفًـا إنْ يــشــأْ مـتـأخّـرا
*
وحـملتُ أحـزاني وسـرتُ بـقاربي
حـاولـت, كـيـف لـتـائهٍ أن يـبـحرا ؟
*
غــادرتُ ذاكـرتـي وكــلَّ طـفـولتي
وجـلستُ في قلبي خيالًا لا يُرَى
*
غـادرتُ كـلَّ مـوانئي , لا شَطَّ لي
قـدّمـتُ عـمـرًا كـامـلًا كــي أعـبـرا
*
وهويتُ في أرقي وجبِّ مواجعي
حـتى اتّـخذتُ بـروجَ صـمتيَ منبرا
*
كــــلُّ الــهـزائـمِ بـسـمـةً كَـحّـلـتُها
بـالـيأسِ , جــاءتْ أعـينًا لـتسيطرا
*
أفـكـلّما حَـضِـنَتْ خـطـايَ مـسافةً
حــزنٌ تَـمَـطّى فـي مـدايَ لـيَكْبُرا
*
قَـصّـوا جـنـاحَ الـشعرِ كـلَّ صَـبيحَةٍ
وأنــا سـجينُ الـحرفِ كـي يـتحرّرا
*
فـإذا الـتقيتكِ ذاتَ شـعرٍ فاعلمي
أنّــي أُنَـمّـقُ مــن هـواكِ الأسـطرا
*
أنـا سـاكنٌ في بيت شعريَ لوعةً
فقصيدهم بـيـتٌ يُـبَـاعُ ويُـشْتَرى
*
لا تُغلقي الأبوابَ , شوقيَ ساهرٌ
وأمــامَ بـابـكِ دمـعتانِ مـن الـكرى
*
قـاومـتُ صـحراءَ الـمسيرِ بـغربتي
ورفـضـتُ زيـفًا قـد بـدا لـي أخـضرا
*
عـيناكِ حـارستانِ بـستانَ الـمنى
لا تُـغـمضي عـيـنيكِ حـتـى يُـزهِرا