ولدتُ وحيدا داخل كهف مظلم أئن من غربة طويلة ،ووحدة قاتلة .. أيام وليال وسنين وأنا على فراش وثير ناصع البياض يشع ضوءً هزيلا يداعب ظلمة الكون من حولي
تتقاذفني سِياط الريح مرة إلى أعلى ومرة إلى عمق سحيق
فيصرخ قلبي من هول الدوامات ..من ضجيج لا أرى مداه ولا أعرف مصدره ..
من عالم مجهول نشأت بين حناياه
يدور بيّ العمر وأنا وحيدا .. لصيقا بفراشي الأبيض
فإذا بيد تغتصبني من بياضي .. تقتلعني من مهدي وتبعثر أثاث غرفتي .. تسوقني كالعبد في سوق النخاسة .. تبيعني وتقبض ثمني ومابين يوم وليلة أجدني على عنق حسناء رائعة الجمال ..أغازلها وتغازلني..
أتحسسها وتتحسسني.. أشتم أنفاسها فتدب الحياة في قلبي الصغير
أنظر إليها في المرآه ؛ فيغمر الروح هواها !!!
وحينما تغيب عني أستجمع ذرات عطرها المرتخية فوق جلدي وأملأ بها رئتي؛ فأشعر باقترابها اقتربي يا فتاتي... فقد عشت وحيدا حزينا لم ترى عينيّ قبلك النور..لم أذق في حياتي طعم السرور، اقتربي فأنا في هواكِ مسحور فترأف الجميلة بحالي وكأنها تسمعنى .. تحملني بأناملها الدافئة وتضعني في أذنيها ، فأتراقص نشوة .. ألهو يمينا ويسارا لألامس وجنتيها الناعمتين أهمس في أذنيها بأعذب كلمات الغزل ولكن هيهات أن تشعر بي فيرق قلبها لي ففتاتي الحسناء أدمنت الدلع والدلال ولم يكن حبي لها يوما على بال .. أرادت أن تبيعني بحفنة مال!! ومرة ثانية أجدني في سوق النخاسة .. من عُنق لعنق.. من يد ليد أرثي حالي وتغرقني دموعي على فراق محبوبتي!! وكيف بين البشر ازدادت حيرتي؟؟ أصرخ ويرد الصدى .. أتألم ويواسيني العدم ؛ فأجدني أحن إلى موطني , أتذكر فراشى الوثير الناصع البياض وأنا ممدد على مهدي أستمع لمعزوفة الحياة من حولي مستمتعا بخيوط ضوء تداعب ظلمة غرفتي فأين أنتِ يا غرفتي المظلمة
تعالي وأطبقي علىّ يديكِ الحانية ؟؟ / منية الحسين ~~ "هل عرفتم من هو ذاك العاشق المتيم ؟
انه العقد الدري
التوقيع
دِيمَة سمحةُ القيادِ سكوبُ
مستغيثٌ بها الثرى المكروبُ