ثنائية (حرية في قفص المستحيل)حنان الدليمي & د. فلاح الزيدي

في أول سطر من رواية العتمة
تمثل لي ضوءك البهي
قضيت نصف عمري وانا ابحث عن زاوية
في قفص دائري
لم أكن أعلم ان الشمس
البعيدة ماهي الا خلاصة
انثى استوت فوق اديم السطر
ياحواء لاذنب لتفاحة الندم
كل ما اقتنيته منك
بهجة تساوي عندي
نصف عمري الباقي
أحتاجك لكي تعلميني
كيف ارتب أثاث
اخر سطر ادخرته الايام لنا

كلّما ارتقيت بالون أحلامي إليك
ثقبه الواقع بمنقاره الطويل
وتهاويت من جديد على أرض خيبتي
عبثا أزرع في حقولي أشجارا عقيمة
لا تسمن ولا تغني من شوق
مريضة أنا
مصابة بعمى الأفراح.. محاطة بلعنة الأشباح
ضائعة مني
أبحث عن وجهي داخل مرايا أحداقك الإفتراضية
أبحث عن صوتي في سجل الهاتف
فأعثر على تنهدات لم يرد عليها
أبحث عن محادثاتنا السرية بين فواتير الأرصدة
وعن نبضي داخل صندوق الوارد وقصاصات الورق
وعن اشتعالي داخل أكوام الرماد
فراقك انسجام جاد بين النحر والمقصلة
وبين النار والمازوت
وبين رصاصة تائهة
ساقتها الصدفة لجناح مشؤوم
فأردته صريعا في قفص

من ثقب الحلم المشحون باحتراقاتي
تندلق سيدة البهجة
لتحفر لها بخيلائي ،،كهفا
مجملا بالسكون
رفيقة اليقظة
ماذا لو قفزتي من الخيلاء
الى الواقع
ماذا لو مسكتي لي
ظلي هذا الذي اسميته
جاسوسك المؤدب
ماذا لو كنت الان حبيسة اصابعي ؟
لا أحبذ تلك المساءات غير المأهولة بحنانيك
أحببتك رغم كل هذا الفارق الممقوت
أحببتك رغم كل خطوط الطول والعرض
أحببتك رغم كل هذا الحد المصطنع
أزيحي عن وجهي هذا الركام
الذي خلفته لي كل تلك الاسئلة النيئة
آه ،،نسيت أن أقول لك
أني قد قطعت الطريق على عربة بابا نوئيل
وأخبرته أن عيدنا مختلف
فاطفالنا رهينة محبسك ومحبسي
ولا شتات يجمعنا غير تلك اللحظة
التي زاغت من بين مسام القفص

أتأمل حبنا الحزين
وقد عرّته الغربة من لقاءاتنا المؤجلة
وخلعت عن جسده كل شيء إلا الحنين
ففرد كبرياءه بوجه الذل
كانت زخات الفزع كبيرة جدا
وكنت جبانة بما يكفي.. أتوكأ على يأسي
ممسكة بمظلتي المهترئة
أفتش عن مأوى لا يطالبني بفيزا الدخول
غبت طويلا عن مكان وعيي واستفقت
لأجدني داخل حفرة صغيرة.. مجردة من كل ألوان الحياة
ملتفّة بخرقة صفراء فاقع لونها
تسرّ الشامتين
أتحسس كل ما حولي
أسمع زقزقات المطر حين تحط بقطراتها على تضاريس عطشي
أشعر بهرولة القطارات حين تمر مسرعة من فوقي
أشعر بأفواه الشمس حين تلتهم بنهم بياض جسدي
أستشعر طائرة ورقية تهرب من بكاء طفلة
لتستقر بكل دهاء في أسري
ليتني استطعت أن أقطع لها تذكرة وأحملني بها إلى عينيك لحظة
ثم أعود مطمئنة حيث قبري

ساعد الله قلبي المتخم بمزاياك ،،
أقول وكأني ألوك بغيمة تاهت في سماء ليست بسماءها
هل أن في الاحتراق لذة تقبع خلف وهج الالم
هل ثمة طفولة تلعب وراء شيخوخة العزلة
أراقب وقع الاقدام بسمعي المتيمم بك
أشغل أصابعي باشتعال افتقده
أسير مع ظلي في مساحة لاتتعداك
أناغي شبح الذبول بشيء من اخضرارك
الاطف وهج الاسئلة بشيء من برودة القلق
أضيّف سكوني ببعض من أعاصيرك
أهاتف وحدتي بآخر ما ادخرته من جزيئات صوتك
الصباحات المغسولة بوجهك جلّ ما اتمنى
كوني كما أحب
فكيف لا أكون وأنت كوني ؟

كل عام وانت روح وعطر هذا المكان ماما عواطف دام وجودك بيننا

كل عام وأنتِ بخير ماما عواطف الغالية
شكرا لحضوركِ الذي أنعش الأنفاس بزخات عطره
سنة سعيدة أتمناها لكِ

[منية الحسين]

قراءة سريعة ولي عودة يارائعين لتأمل هذا الإبداع الموشوم بالنور
ماأروعكما

[منية الحسين]

تقاسما عطرها لحين عودة ........