سُترة كلاسيكية ..عطر باريسي ،دفتر وفنجان قهوة فوق طاولة منسية ،هاتفٌ مخذول يتحرى الصمت ويلعن الوقت
أنا... وصوت "Mireill Mathieu" ... ورائحة كفك ،كلنا في تجمدٍ خلف النافذة ،نرسم فوق الزجاج اسمك بيدٍ باردة
يمر طيفك ويبتعد ، ترتجف الشوارع ويشتعل الجسد ..حتى موسيقى المطر ترتعد .
تناولتُ قطعةً من السُّكر ،رأيتها تتفانى في جعل صباحاتي أجمل ،ذابت في فنجاني بسرعة ذهابك ،أقلِّبها بلذة الشرود وبطء اللحظات .
وتُقلِّبني الذكريات ..!
هذا الصباح تائب ،عن ذنوب الليل المقترفة فيك ،طيب كابتسامة أمي ، يجمع الأوراق المبعثرة أمامي ، ليفسح مكاناً لفنجان قهوتك ،وفي عينيه سؤالٌ بكيف هو حال قلبك ؟ويخبرك أني تعلمتُ طرقاً عدة في إعداد القهوة ،وأني أصبحتُ فاخرةً في معاقرة الوحدة ،وأني أعيذك كل صباحٍ من شر بعدك ،وأنك وحدك من باركت الغياب.
خلف النافذة موسيقى مختبئة ،وأغانٍ لم تُهندم الحزن كثيراً هذا الصباح ,تُدفئني النغمات كمعطفٍ يكسوني من زمنٍ قديم .. أطيل الصمت والسكون كي لا أفسد على قلبي تلك اللحظة المغموسة فيك ،أعود لدفتري المريض ،ألقي نظرة باردة على عقارب ساعةٍ تشيرللسابعة ألماً ..أغلق الدفتر والنافذة ورئتي ، علّي أترنم على أنغام صوتك حُلماً،وتجيء الأغنيات ..وتجيء الصباحات .. وتذهب الأحلام .. وصوتك لا يأتي .
ليت لصوتي مزماراً من مزاميرِ آل داود !لأخبرك عن سرٍ يُخبئني وأسألك !! ألم تشتَقْ لنبرة صوتي تُرهقك .. تصفعك تتوغل فيك فتأتي مُهرولاً في غفلةٍ من الزمن ؟ألم تشتَقْ لحكاياتي .. أحاديثي ..ضحكاتي .. جنوني ..أنوثتي وطفولتي ؟
يا رائحة المفقودين بين انقاض الغياب،ماذا عساي أن أقول و في وجهي نافذة مفتوحة على الأيام ،لا يمرها سوى دخان الذكريات ، تملأ رئتي فأسعلُ بك .ماذا عساي أن أقول وكل ما بيننا الآن جداران ونسيان .أيها الهارب للظل الآخر .. للصوتِ الآخر .. للحكاية الآخرى ،غب متى شئت وكيف شئت فكلما ابتعدت أكثر ، التصقت بمكاني أكثر ، واعلم أني كالشمس .. كالقمر .. كأيام العمر ،تزداد وهجاً وبهجاً ودفئاً كلما رددت اسمي ونمت مطمئناً بين كلماتي ،وحدي من أجعلك في بريقٍ وأدفق في عرقك أشياءَ وضحكات ،وحدي من أهبك عرش مملكة الرجال ومنك أنزعه ،ووحدي ..من أزورك كل ليلةٍ أهبك قبلة الحياة وأتركك حيٌّ تتنفس.
غداً ..سأترك قطعة السكر جانباً ،وأرتشف القهوة مُرّةً ،تماماً كما أرتشف حبك
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"""""""""""""""""""""""""
Mireill Mathieu
تفتحين فمكِ
ليطير قلبي وحمامات بيضاء .
أخبروه
من دونه تتمزق أحلامي
يوم جديد
يبدأ بصمت طويل
و في ذاكرتي محفور
قصة امرأة ورجل سعيد
دائماً أغير عناويني
لكن تولد من جديد نفس المخاوف
فارغة أنا وعنيدة
أحاول أن أبدو خلاف ذلك
لكن ما العمل؟
احتاج أن أخدع نفسي قليلاً
أخبروه
أني أتعافى منه
سـ تكذبون يا أصدقائي لا بأس
أنا سيئة للغاية وتائهة
أخبروه
ألا ينظر إلى أسفل
وأنه حسناً فعل أن قال لي وداعاً
أخبروه
أن حياتي جميلة
وأن معاناتي به قد انتهت .