نزار وزلفى سرطاوي كان لهما من الفرح ومن الشرف النصيب الاوفى
نالهما الشرف وغمرتهما السعادة بلقاء هذه النخبة من أهل النبع. كثيرة هي الملتقات والمنتديات الأدبية، ولكن من اين لنا بواحد منها - واحد فقط - تحس فيه بأنك بين أهلك وأحبائك بمجرد أن تلتقي عيناك بعيونهم للمرة الأولى وتضع يديك ايديهم. كان دفئاً عائلياً حقيقياً ذلك الذي انبعث في قلب زوجتي وقلبي حين التقينا بأهلنا أهل النبع في بيت صديقي محمد ذيب سليمان الذي لا أفيه حقه من الشكر أن ساقني إلى هذا النبع الصافي.
وحظيا بمزيد من الشرف وأقدامكم تطأ بيتهما الصغير الذي تحول إلى قصر من البهجة حين به حللتم
واحسا بالزهو وهما يحظيان بمرافقة روح النبع، السيدة الجليلة عواطف التي تركت في القلوب أثراً لا يمحى بقلبها الكبير ونفسها الكريمة وخلقها النبيل وتواضعها الجم ورقتها ولطفها وكياستها، وأيضاً بأحاسيسها المرهفة وذكائها اللماح
لن ينتهي الحديث عن أهل النبع وأرواحهم الجميلة، ولا عن قمة النبع التي ازدهت عمان باحتضانها والتي كل ما قيل فيها ليس سوى غيض من فيض.
انتهت القمة ولم تنقض ذكراها ولا أظنها تنقضي. فقد تركت في الروح والقلب والوجدان آثاراً جميلة لا تمحى
لك البهاء سيدتي
(5)
في 9\1\2012
كان موعد الأمسية في بيت الشعر الأردني فوق المدرج الروماني الذي اقيم سنة 161 للميلاد ومقابل قلعة عمان موقع جميل يطل ر على مساحات كبيرة من منطقة رغدان.
مر عليَّ الاستاذ محمد سمير والوليد للذهاب الى الأمسية وقد نال المغص الكلوي من الوليد أستبد بي القلق فتوقفنا بالطريق عند صيدلية ليشتري الدواء المسكن للألم من أجل أن يكون معنا ويشارك في الأمسية.
رفعت الباج الخاص بالنبع للقاء عمان لألبسه ,,فوجئت بأنني لم أحمل عند خروجي من البيت الباج الخاص بي بل حملت الباج الخاص بالاستاذ شاكر سلمان لأن الأستاذ عبداللطيف استيتي تركه عندي,,ولم يصدق الوليد أن يحصل أمامه شيء,,المهم النبع واحد وقلوبنا واحدة تنبض بحبه ولا فرق أن يكون الأسم عواطف أو شاكر والأستاذ شاكر معنا رغم سفره ,,وضع الغالي محمد ورقة صغيرة داخل الباج كتب عليها اسمي بشكل موقت .
حضر جميع الشعراء المشاركين تباعاً أدار الأمسية بنجاح كبير الشاعر نزار سرطاوي,,كان يجلس بجانبي الغالي فريد مسالمة تارة والوليد تارة وكريم سمعون تارة أخرى ,,دارت بيننا أحاديث جميله لا زالت برونقها تمر كلما لاحت الذكرى ,,حضر الأمسية وشارك بها الشاعر الراقي مكي نزال والشاعر الجميل محمد نصيف ,,ألقى الوليد قصيدة للعمدة قبل أن يلقي قصيدته ,,تألق الجميع وصدح الحرف ,,وفي نهاية اللقاء قمت بتقديم درع النبع الى ادارة بيت الشعر الأردني مع كلمة شكر وتقدير ,,حضرت عائلة الشاعر عبداللطيف استيتي الأمسية ,,وأصرت زوجته الفاضلة على دعوتنا والقيام بواجب الضيافة أعتذرت منها على أمل تحقيق ذلك في المرات القادمة ,,هذه العائلة تستحق أن أتوقف عندها بكل الأحترام والتقدير.
أنتهت الأمسية وحان موعد وداع الوليد,,حاول أن يودع الجميع قبلي ,,توقف أمامي ,,ألتقت الدموع ,,وساد الصمت ,,أدرت وجهي وأنا أردد خذ بالك من نفسك وطمني عليك.
وتجمعنا لننتقل الى دار الشاعر نزار سرطاوي
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 04-09-2012 في 04:56 AM.
وين كريم يشوف !!
طبعا العمدة ما بيعرف يتحركمن غيري
واتفق معي اكون رفيقه في حله وترحاله
شايف يا كريم ...
قلت لك مليون مرة ...ردْ ، وخليك معي
بزبط لك امورك ...راحت عليك
مما يلفت الانتباة خلال الجلسة هو إنشغال الفنان نياز المشني رغم تعبه بتوثيقها بكل هدوء.
وبعد صلاة المغرب وصل الأستاذ شاكر دخلت قبله بدلته الرسمية الا انه لم يحن الوقت لأرتدائها.
رجل هاديء رزين وصل ومعه رائحة الوطن وعبير وشموخ النخيل قطع هذه المسافة من أجل هذا اللقاء من أجل هذه الوجوه الطيبة والقلوب النقية بالرغم من مرضه ,,هذا اللقاء الذي كنت أتمنى أن يحضره كل أعضاء هذا البيت ممن يسكنون داخل العراق ولكن!!! لكل واحد سببه.
التقت الهموم وألتقى الوجع على أرض الواقع فأشتعل الحنين للوطن ,,لأمي,, لبيتي ,,لدجلة والفرات ,,للأعظمية ,,لكل شيء يرسخ في عمق روحي ,,الحقيقة لم أستطع النظر إليه فقد غلبتني دموعي فحاولت أخفائها عن الجميع ولكن كان الوليد يرصد ويسجل...
جلس في الجهة المقابلة لنا كان يحمل الوطن على كتفه بهمومه ومعاناته ويراقب الجميع بصمت ويداري تعبه ,,مهما كتبت عنه لن أفيه حقه لأنه إنسان يستحق كل خير,,والمفاجأة كانت بانه مرتبط بعمل ولم يستطع الحصول على أجازة لذلك سيغادر في فجر اليوم التالي فخيم الألم على الوجوه.
ناقشنا موضوع منتدى سحاب والأمسية الشعرية ليوم الغد فأقترحت عمل باجات خاصة بأعضاء النبع نرتديها عند الدخول فبادر الشاعر عبداللطيف استيتي بالأتصال بابنه يحفظه الله ليطرح عليه الفكرة وبعدها أخبرنا ان كل شيء سيتم ان شاء الله قبل الأمسية وكما نريد.
وتكفل الأستاذ محمد سمير بتهيئة درع بأسم النبع لنقدمه الى إدارة منتدى سحاب.
الكل كان يعمل بيد واحدة وقلب واحد فرحة اللقاء هي المسيطرة على الوجوه وكلام كثير كان يدور في عيون الجميع عندما تلتقي .
تم طرح فكرة ديوان الوفاء للراحل عبدالرسول معله فكان الصوت واحد لتنفيذ ذلك وتم مناقشة التمويل وأتفق على أن يت فتح المجال لمن يريد بالمشاركة بذلك بالرغم من تأكيد البعض عن استعدادهم للقيام بذلك.
على أن يكون ديوان الوفاء الخطوة الأولى في طريق إصدارات النبع لتليها خطوات اخرى في مختلف الفنون الأدبية ووفق سياقات خاصة يتم الأتفاق عليها لاحقاً وكذلك العمل على إصدار مجلة ورقية وعن الأسس الكفيلة بدفع عجلة النبع الى الأمام فكانت الأفكار جميلة والنقاش رائع .
بدأت ملامح الجوع على الوجوه والوقت يمضي مسرعاَ,, ليقوم الشاعر محمد ذيب سليمان بدعوتنا على العشاء في مطعمه وكان أجمل عشاء من أكرم إنسان لأرقى وأجمل أهل وأحبة صورة الجلسة نزلها الفنان نياز في هذا الموضوع ,,كانت تجلس بجانبي زوجة الاستاذ نزار السرطاوي والأستاذ نزار أمامنا هذه العائلة الرائعة التي تركت لها مكانه في النفوس بفترة قصيرة.
بعد العشاء توزعنا على طاولات صغيرة فجلست على طاولة فيها كل من الاستاذ شاكر (الذي لم أتحدث معه حتى تلك اللحظة ) والمسالمة والوليد والمشني وحلايقة والكيلاني ,,وبدأ الشعر.. بين الوليد والمسالمة (يالله ما أجملكم وما أنقاكم ) كانوا يرصدون رد فعل الأستاذ شاكر واسامة الكيلاني يردد الله الله,,والمسالمة كانت تلوح في عيونه دمعة بين الحين والآخر ,,لم نشعر بالوقت ,,قاربت الساعة الحادية عشر وحان وقت عودتي وبدأ الوداع وبدأ الوجع .....فغادرت المطعم وفي عيني دمعة وفي داخلي غصة.
عودتي كانت برفقة عائلة الاستاذ نزار السرطاوي وتم الاتفاق بعد أن شكرتهم على أن يمروا علي في الغد للذهاب الى الأمسية الشعرية في منتدى سحاب الثقافي.