وكأن القمر ينتفض سكرا،
يحتسي الانتظار نخبا لهذا المساء
وكأن النجوم ساقيات حائرات في الحانات
يتمايلن دلعا بين موائد الحنين هذه الليلة .
ويح هذا المساء المخضب بالشوق
المشتعل بجذوة اللهفة ما أجمل نداءاته
وما أرق وتنهيداته المرتدة هذيانا على صدري
أعلم أنك متعلق بي كطفل لا يهدأ الا لثما واحتضانا على صدر أمه
وأعلم أنك مزاجي كصغير حاد الطباع
ساخط على كل نظرة مراوغة تحاول استقطاب انتباهي..!!
وأعلم أنك ترسمني حلما جديدا في خطوط يدك المتشابكة بأناملي..!!
وأعلم بأني ملاذك الدافئ
كلما انتابتك قشعريرة الغربة،
هاجرت كنورس أبيض مذعور تبحث عن حبوب وطن
ورمق هوية محلقا فوق ضفافي..!!
؛
وماذ عنك ...!!
أتراك تعلم يا من أرهقت عصافير نبضي بالبحث عن أعشاشها داخل صدرك
عن تنهيداتي الحائرة بين همسك المراوغ
وحديثك المرشوق برسائل مشفرة في مجالس النساء ...!!
ماذا عن ضفائري غجرية العناق
لوسائد تبكي وجعا على صدر أحلام عذرية التفاصيل
ماذا عن كبربائي المعربد كثمل شره في حانات السكر
انكارا لشوق يداهم يقظتي كل صباح ..!!
.
.
أنا وأنت نعلم بأنه ثمة نبض عظيم يلمس حرارة قلبك ورجفة أضلعي
يجري في خلايا الوجدان
ويمنح أرواحنا الضالة شيء من فتات السلام
في هفوات النشوة وانتصاف الكأس وهذيان الرشفة
كل الحروف لاذعة
وطعم الدخان في احتراق لغة مبهرة مالح جدا
ترى ماذا تبقى من بوح لم تطأه معي روح ..!!
هل تبقى من العطر ما تعتق في رحم غيمة لا تمطر غدقاً ...!!
أيظن بأنه قادر على استفزازي بنصل قلمه ...!!
حسنا ... لكل قلم نصل مدبب يا عزيزي ،
وأعلم أنك القادر على أن تشطرني نصفين بجرة حرف في معركة القلم
ولكني على الأقل لن أكون في معركة القلب الحلقة الأضعف ...!!
هل أخبرتك من قبل
بأنني قد تركت أثر شفاهي على أطراف قصيدة
نظمها النبض ذات شرود في عمق أحداقك ،
وأن كل الحروف التي ترشق ودقها في خاصرة الكلمات
مبللة بنياط قلبي ،
وهناك حيث تزدحم السطور كغابات لهفة كثيفة ،
يقيم همسي مراسم التناهيد اعتكافا
بين أشجار حلم تعذر أن يكتمل الا بأنفاس الفقد وشهيق الغياب.
فلا تنسى أن تصب دفء حرفك
على شقوق الكلمات المتصدعة
والمتصوفة في مسامات لقاء عابر سبيل
كلما داعب عطري أرنبة ذكرياتك
.
.
واذكرني
أأخبرك بسر ...!!
منذ زمن أمارس الكتابة ،
لكن الكتابة لك أمر مختلف
كأني أستجلب من بتلات الحبر فراشات ملونة
تحلق فوق رحيق يضوع من رسغي
وعلى أديم السطور
تضم الزهور أوراقها مياسة تحتضن عبوس وجهك
أنا كلما مسست بأناملي أرنبة أنفك
يعرج الحرف للالتحام عناقا يسكنني طيفك
ينصهر وتيني
تلتئم رموشي
ويمتثل القلم لجموح نبضي النافر
يتحسس أنفاسك في أوج الحنين
وكعادتي ..أخفق.. أخفق
وأنسى أن أكتب