كيف تغار من شعرك
حين تلامسه عيني
وصورتك شعري وبحري
يحيّرني غيث حروفك
حين له ينبت زهري
فأهرب من نور شمسك
و إذابه يسكن ظلي
كم مرة قلتها
بقلبي وروحي
يسكن الماضي
وكم بنى بداخلي قصورا
وزرع حدائقا
ولكن الطيور عنها مهاجرة
أتعرف شاعري؟
رأيت الربيع في عينيك
وعطر الياسمين في حرفك
ولكن الماضي فرّق بيني وبينك
فهل تعود الطيور إلى حدائقي؟
ولك الحنين ْ
ولك الحكاية كلها
أشتاق يا عطر الندى
يا منية المشتاق يا وجع الحروف
أشتاق ُ لك ْ
مهما زماني أبعدك
هل تسمعين حبيبتي
صوتي المسافر في فضاء الشوق في لحن الأنين ْ
هي رحلتي صوب العيون الناعسة
هي رحلتي
في كوكب الأشواق والزمن الغريب ْ
قد نلتقي
أو نفترق ْ
لا فرق ً بين الخيمتين
لكنني
سأظل أبحث عن ملامحك الجميلة في دروب الحرف أو صوت النشيد
فأنا بحبك عاشق ٌ
يجتاحني شوق ٌ فريد
يكفيك أنك حلوتي
قد صرت فاتنة الوليد
قد نفترق ْ
آن َ الأوان ْ
لم يبق َ في جيْب ِ المتيّم ِ وردة ٌ
ماذا يقول البحر ُ للموج المسافر ِ للموانيء
أيقول ُ له :
يا موج ُ عُد ْ لي من جديد ْ
الآن َ تسرقني وتسرق ُ ما تناثر من حطام ِ الماء ْ
قد نفترق ْ
ماذا يقول ُ الحقل ُ يوما ً للطيور ْ
لا تقترب يا طير ُ من عبق الزهور
هي َ حالة ٌ
للبحر ِ أو للحقل ْ
لا فرق َ بين الحالتين ْ
فالعاشق ُ المهزوم ُ يبدأ رحلة ً نحو العدم ْ
لا وجه من يهوى هناك ْ
لا شيء َ يوقظه على باب ِ الرجوع ْ
وكأن ّ فصل حكايتي
مكتوبة ٌ أحداثها
بالشوق ِ كانت والدموع ْ
حاولت ُ يوما ً أن أكون َ قصيدة ً لا تنتهي
وأنام ُ بين حروفها
لا الريح ُ تقلعني ولا وجع ُ الغياب ْ
حاولت ُ يوما ً أن أكون َ حكاية ً
أبطالها من أقحوان ْ
وأريجها يسري بقلب العاشقين ْ
لكنني
أدركت ُ أنّي غيمة ٌ
الريح ُ تحملها إلى درب السديم ْ
أشتاق ُ لي
وكأنني أبدو سواي
والآن َ ألمح ُ داخلي من خارجي
وأقول ُ لي :
من ْ أنت َ تعرفني وتحفظ ُ صورتي
أأنا أناي ؟
وحروف اسمك َ مثل اسمي
أأنا أنا ؟
لا الصوت ُ يُرجعه الصدى
لا شيء لي عبر المدى
هذا المكان ُ بما حوى
من أغنيات ْ
من ذكريات ْ
لا ليس َ لي
لا شي ء يجذبني هنا
فأنا المسافر ُ للفراغ ْ
وأنا الرحيل ْ
لن نفترق
لم أرسم النهاية
لم يبق في الجيب وردة
كلّ الورود هناك تنتشي عطر حروفك
لن نفترق
وحرفك باق يروي الحكاية
ويرسم قصة حب ما لها نهاية
هي في بسمة الربيع
هي في إشراقة الشمس
لن نفترق
والحرف هنا ينزف ألما
والروح تناجي الروح
وتسكت الالم ساعة أنين
لن نفترق
والليل ركع لشعرك
وغنّ مع الصباح
نشيد الياسمين
سيقول الحقل للطيور
غرّدي لمولد لحن جديد
لن نفترق
وكلّ الموانئ أجّلت الرحيل
والحكاية ما تزال في البداية
حدائق الشوق تسأل عنك
وترسم للقائك ألف طريق
فنبض الحرف برحيلك
فقد الاحساس
فلا العطر عطرك
ولا اللون لونك
والاغنية البيضاء ضاع منها اللحن
فتبعثرت كلّ الاوزان
ترى هل ستغرد الطيور
فوق حديقتي ؟
وهل يعود للورود ألوانها؟
أنظرمن حولك يا شاعري
لتعرف أنّه برحيلك
تذبل الورود
وتسودّ السماء
أنّه برحيلك
تنتحر الكلمات
فيموت الشعر
فهل يرضيك هذا؟
إرحل إن شئت
فبرحيلك يموت فيك الانسان
لا يا حبيبة ُ ما نسيت ْ
ذاك َ الحديث المشتهى
تلك الليالي الرائعة
كم كان حرفك ِ في الفضاء
كشعاع شمس ٍ ساطعة
يا رائعة
في كل شيء ْ
في رقّة الإحساس ِ في همس ِ الجنون ْ
في رقّة الحرف الأنيق ْ
وعذوبة اللفظ الرشيق ْ
كم كنت ُ أرجو أن تطول بنا الطريق ْ
حتى أحبك ِ في الحروف وفي الكلام ْ
حتى أبثك ِ كل يوم
شوقي وكل مشاعري
كم قلت ِ لي
يا شاعري
اجعل حروفك َ لي رداء ْ
واجعل كلامك َ لي خمار ْ
كم قلت ِ لي
ليت َ المسافة َ بيننا
مثل المسافة بين رمشي والجفون ْ
لا يا حبيبة ما نسيت
وجها تغمس َ في الندى
وردا ً تفتح َ في المدى
قلبا ً يحبك ِ كم يحبك يا امرأة
من لازورد ْ
نزل َ الستار ْ
وغدا سيرحل ُ شهريار ْ
لا الرحلة ُ ابتدأت ْ ولا
طلع َ النهار ْ
حاولت ُ أن ألقاك ِ في كل الحروف
لكن ّ رحلتنا انتهت ْ
والآن أطفيء شمعتي
وأعود أركض في البراري والجبال
وحدي أجوب ُ ولا هناك سوى أنا
وملامح الوجه الجميل
لحبيبة كانت معي
في عالمي
كانت ْ تعيش على ظلال الحلم
لكن ّ صيدا لم تعد
تهوى خطاي
صيدا الجميلة لم تعد لي مملكة
صيدا تُباع ُ وتُشترى
للحالمين برقصة بعد المساء
صيدا الصبية ُ لم تعد ْ
تشتاق ُ لي
ما قبل عام
كانت ْ تُسرّح ُ شعرها في الليل ِ لي
كانت ْ تُعد ثيابها
مكياجها
في الليل ِ لي
كانت ْ تغني
أو تُعيد قصائدي
لحنا جميلا مُشتهى
يا منتهى
قولي لصيدا أن تُعيد البحر َ لي
فزوارقي تشتاقها
بالأمس ِ ضاعت ْ قرطبة
عاث َ الفرنجة ُ في النوافذ والقباب ْ
بيني وبينك ألف باب ْ
هكذا إذن تنتهي الحكاية
ويسدل الستارعلى أجمل قصة حب
في عالم الخيال
سيرحل شهريار
وقد غرس حدائقا من الاشواق
ورسم على كلّ زهرة حروف اسمه
لنشمّ عطر وجوده مع كل هبة ريح
سيرحل شهريار
وتبقى النجوم في السماء
تروي حكاية ثائرمكانه العلياء
سيرحل حتما
ولكنّه باق في قلوبنا
في أرواحنا
في أغاني الصباح
في اناشيد الطفولة
مع كلّ همسة ليلية
سيرحل
وهل بعد رحيله
من إشراقة شمس؟!
وها هي الدموع تسبقني
معلنة الحداد
هل ياشاعري
يا توأم حرفي
تسمع حرفي البائس؟
سأخفي عنه رحيلك
وسألمّ أشلاء حروفك
أخبّئها بقلبي
ليكون النبض أسرع
والاحساس أقوى
علّك تفكّر في الرجوع
سأقول ُ للشمس التي
كانت ْ تعانق ُ همسنا
كانت هنا
في الشوق ترسم ُ ظلّنا
عن كل شيء
سأقول ُ للقمر الذي
قد كان يرقص مثلنا
في كل ليل ْ
عن كل شيء ْ
سأقول ُ لي
وأقول ُ لك ْ
كم أعشقك ْ
لا تحسبي أن ّ الفراق حبيبتي
سيقول ُ أنا عابران ِ على السطور ْ
فغرامنا
يبقى حكاية ُ عاشقين
كانا هنا
في كل حرف ْ
في البدء ِ كنت ُ قرنفلة
تشتاق ُ وجه الياسمين ْ
تشتاق ُ وجهك ِ في المساء وفي الصباح ْ
في البدء كنّا عاشقين ِ
وفي الختام ْ
يبقى هواك ِ حبيبتي
أحلى الغرام ْ
جلس في خشوع والبحربين يديه
يساوم الامواج ساعة رحيل
والقرنفلة لا تزال تسيطر
على فكره الانيق
تطعم الحروف من رحيق الامل
علّه يمزّق الطريق
والليل في ارتعاش
أيقظه الانين
ليضرب موعدا مع الذكريات
هل نسيت شاعري؟
كيف زرعنا الحقول قرنفلا
إن نسيت
تذكّرك الشمس عند كلّ طلوع
وعند كلّ غروب
إن نسيت
يذكّرك الربيع
وكيف رسمنا على وجنته قبلة المساء
إن نسيت
يذكّرك الحرف ساعة ألم
حين فاق من غيبوبته
وصرخ عاليا
أعيدوا البسمة لقرنفلتي
حرام ان أن تذبل قبل الاوان
إن نسيت
فبعضي هنا يرفض الرحيل
ستون َ أغنية ً لنا
وبها تعانق َ حرفنا
وبها تلاصق َ همسنا
وبها اتفقنا أن نكون َ على طول المدى
مهما الزمان ُ نأى بنا
نبقى معا
فأنا أحبك ِ يا امرأة غير النساء
وأنا اصطفيتُك ِ عاشقة
لن نفترق ْ
لن نبتعد ْ
ليلى الحكاية ُ كلها
ليلى القصيدة ُ قلتها
وأقولها
للورد في كل الحقول
للموج ِ يرقص في البحار
للغيم يزهو في الفضاء ُ
ليلى الحكاية ُ كلها