أخي أرجوك لا تبْكِ
ولا تحْزنْ ولا تحْكِ
عنِ الأعراب في عُسْر وفي ضنْكِ
فقدْ صاروا عبيدا في يد الإفْك
ولمْ يبْسمْ لهمْ بدْرٌ
ولمْ يبزغْ لهمْ فجْرٌ
فتاهوا في دجى الشك
وفي قلبي من الأعراب مافيه
فقدْ صاروا بُعيْد الرشد في التيه
سئمنا منْ وبال اليأس والفر
ونلنا منْ يد الأعداء ما نلْنا
منَ الترهيب والزجْر
فخيل المجد ما عادتْ بنا تجْري
وعشنا في بني الإنسان أقْزاما
نناجي تائه الأحلام في خوفٍ وفي ذعْر
أنقذوا الأوطان يا أهل اليراع
منْ جحيم الكرْب،منْ حضن الضياع
أطفئوا النيران إن النار هبتْ
والردى في فرْط مدّ واتساع
لاتطيعوا إخوتي أقوال بوم
أو لذيذ النصح في سم الأفاعي
أيقظوا النوام إن النوم موْت
هلْ يطيب النوم في حضن الضباع
هذه الأوطان صارت مقفرات
واعتلاها اليأس في ذل امتقاع
اِجمعوا الرايات هيا واستفيقوا
لن تنالوا العز منْ غير اجتماع
هذه الأيام لا تبقى بحال
ومآل الحزم يعدو لارتفاع
فسبيل العز عزم واجتهاد
ومصير الأمر يغدو للشجاع
فاستعدوا كي تكونوا بعد ضعف
سادة الأقوام في كل البقاع
وأعيدوا مجدنا الماضي سريعا
إننا اشتقنا إلى بعض الشعاع
رمل
يا عالمُ
حتى متى
هذا الرّدى
وهذه الجرائمُ؟
حتى متى
هذا البكا
وهذه المآتمُ؟
يا أمتي
لا تبحثي عنْ مأْمن
في أرضنا
فالعدْل فيها نائمُ
يا أمتي
متى الخنوع ينتهي
وتنتهي الهزائمُ؟
يا قدسنا
لا ترتجي حقا لك
تأتي به الحمائمُ
يأتي به زيتوننا
ونخلنا المسالمُ
فالحق في هذا الورى
تأتي به الضّراغمُ
تأتي به صقورنا
وشعبنا المقاومُ
الرجز
]مالي أراكِ حليفة الأحزان
يا أمتي يا درّة الأكوان
مالي أراك وقفت وقفة خاشع
متذلل للروم والعبدان
مالي أراك ذبحت كل حمية
ولعقت نعل الكاذب الخوان
مالي أراك رفعت كل مخنث
وشحذت سيف الغدر للفرسان
هذا ترمبٌ قد أتانا بالخنا
وأعاد أمر العُرْب للغلمان
هل مات كل الطامحين لعزة
فرزحت تحت أوامر الخصيان
لا السيف سيفٌ في يديك ولا العدى
تخشى الردى من أمة الشجعان
أين البنود الخافقات لمعشر
فكوا الحمى من ربقةالطغيان
هذا أوان العز قومي وارفعي
رأس المهابة في ربى الأوطان
هبي بلادي واخلعي ثوب الكرى
إن الهوان نهايةالكسلان
الكامل
على غزّتي كمْ شدا منْ هزارِ= على غزّتي كمْ بكى منْ حمارِ
وفي آخر الأمر قدْ سلّموها= لنسل القرود وجيش التتارِ
وقالوا تعبنا كثيرا وخفنا= وما عندنا طاقةٌ للشجارِ
إذا ما جبنْتمْ وهنتمْ لماذا= حرصتمْ على قتلها بالحصارِ
فلسطين لا ترتجي عون نذل= ولا نصرةً منْ دعاة الشنارِ
فقدْ ماتتِ الأسْد لمْ يبق فينا= سوى ثعلبٍ بارعٍ في الفرارِ
وما في الربوع رجالٌ وما في= بلاد العروبة أسْدٌ ضوارِ(ي)
أعيدي علينا صلاحًا فإنا= كرهنا دعاةالخنا والهذارِ
المتقارب
أحبّ الجزائر كيف أنامُ
وقلبي بها هائمٌ مستهامُ
أحبّ الجزائر كيف أنامُ
وفي كبدي لوعةٌ و اضطرامُ
أحبّ بلاديَ حبّا براني
فلا فرحٌ دونها وابتسامُ
بلادي أحبك حبّا تسامى
فأنت المنى والهوى والغرام
بلادي أحبك حبا سيبقى
إلى أنْ يحلّ الفَنا والختامُ
وأبقى أردّد في الكون شدوي
إلى أنْ يموت الأسى والظلام
بنوك رجالٌ و أيّ رجال
فحولٌ كرامٌ و أسْدٌ عظامُ
إذا ما أرادوا بلوغ الثريا
أناخ العلا صاغرا والأنام
ومهما سقتني صنوف الرزايا
سيُرْعى لها حقها و الذّمام
فقدْر الجزائر كالشمس يعلو
تسامى سنًا قدرُها والمقام
و حبّ الجزائر فرضٌ علينا
وهجْرانها مستحيلٌ حرامُ
المتقارب
إنّ الهوان على البلاد أغارا
أين الأسود الرّافضون العارا
أين الّذين بعزمهمْ و إباىهمْ
كانوا على بغي العتاة النّارا
أين الّذين بنورهمْ وسنائهمْ
قتلوا الظلام وأشعلوا الأنوارا
أين الرّشيد الباسل الفحل الّذي
قاد الجيوش و حرّر الأمصارا
هلْ منٍ أبيٍّ يجمع الشمل الذي
صار الغداة مقسّما منهارا
هلْ منْ أبيٍّ يمسح العار الذي
أخزى الكرام و أسعد الكفّارا
يا أمّتي إنّ اليهود تجبروا
وأميرنا في ركبهمْ قدْ سارا
يا أمتي إنّ الشهامة قدْ خبتْ
وأخي وجاري ساندا الفجّارا
يا قدسنا إنّا نرجّي وقفةً
تحيي الإباء و تُرعب الأشرارا
لنعيد نجما للكرامة تائها
ونعيد للأسَد الشّريد الدّارا