أنت لكل الزمن الآتى
شوق يأسر وجه حياتى
يرفق قلبى رهن ضلوعى
يسبح فوق مراجل ذاتى
إن لاقيتك كنت وجودى
كنه المعنى فى كلماتى
فيك تجمّع وطن حرّ
عاد إلينا بعد فوات
حلم فرح ألم يسرى
فى جنبات الحزن العاتى
تعب لو أتمزّق عنك
عندك تبزغ منحنياتى
يا رائعة الحب الأشهى
شعرك بحر فى ليلاتى
و العينان إذا حلّقتا
شبّ بوجدى عصر شتاتى
أصعب ما فى الكون خيال
نهر يتوشّح مرآتى
فأنا رغم الهمّ سماء
حجبت من طول الانصات
و الأيام ظلال حيرى
تحفر فى عمق الابهات
يا خطواتك لو تتبعنى
ألفح تلك الصحراوات
أوقن أن العمر رحيل
مرّ يحتلّ مسرّاتى .
عامان و أكثر
لم أسمع همسك
عامان و أكثر
أو تهجر نفسك ؟ ...و طريقك فجرى
و تمرّ كأنى
مهزوم يجرح
و الموكب يوما
علّمنى أفرح ... يا أمل العمر
عامان و أكثر
تنكرنى عينى
عامان و أكثر
أتهرّب منّى ...بموسيقى شعرى
لى أنت رفيق
فى تيه الغربه
من غيرك يعطى
أشجانى قلبه ؟ ...كالشوق المغرى
عامان و أكثر
و خيالى يحلم
عامان و أكثر
و أناجيك فلم ! ... ينتابك فكرى
سأقيم الدنيا
منشدة حبى
فيسافر عزفى
نغما للرّب ... أحلاه بسرّى
عامان و أكثر
تتحيّر بعدى
عامان و أكثر
ذا فنى و يدى ... تتعجّل مطرى
جنّاتى نسجت
من أوهى خيط
غيبتها أبكى
و يغنى سخطى ... آيات اليسر
عامان و أكثر
و الأضلع سجن
عامان و أكثر
آفاقى حزن ... أرحبها وكرى
و تعود حبيبى
كى أحيا حولك
فتضاء دروب
مظلمة قبلك ... يتلألأ بدرى .
شعر / عمر غراب
و أذكرها و وجه الشمس بسّام
و فى الأسماع أغنية ؛ صداها ملء وجدانى
و أذكر يوم ألقاها ...
فكل الكون : ألوان و أنداء و أشذاء
و موسيقى و أزهار ...
و ترقص حلو أفراحى
و أذكر صوتها الآن :
كأصداء ربيعيه
و أذكر كيف نظرتها :
تسابق موج آمالى
و أذكرها و أذكرها :
هنا فى دفء أيامى
أخبئها و أنثرها
و هذا الصبح أعرفه بطلعتها
فما تنفكّ تصحبه بمشرقه
و إن غابت مضى يغتال مغربه
و أذكرها و أذكرها :
كأنسام مسائيه
و أحلام شراعيه
و أذكرها و أذكرها :
و حتى غمرة اليأس
و فى نشوات أسحارى
و لا أنسى سوى أنّى :
شتاء يعشق الغربه .
شعر / عمر غراب
بى شاهت كل الألوان
و انعدمت تحت الأسود
و انحسر توافق أنغامى
فى لحن أنين موتور
منبوذ عندى و يتيم
يشبعه جوع الآهات
يا أملا أوهنه صبرى
صدّقنى با ليلا يعشق
قد تكذب كل الأشياء
غير عيون حره ؛ رحلت من دون الرفقاء
أترانى بعد اليوم أهيم : صوب الأكمل؟
ها أنت بقلبى بعدهم ؛ تتناثر بين الأهواء : عضوا ... عضوا
جزئيات أو ذرات
ناضلت كثيرا كى أحوى هذى الأضداد
جابهت الإحباط هصورا و مريع اللفتات
تغريه دمائى : نزفا أو إرواء
فتراقص فيك رغاما
و سكون حضيض الأوحال !
و تظل عيونى محدقة...
تحرس فى لهف و حنوّ ...
تلك القمه ...
أن ينآها قدر...
أمضى العمر حريصا :
حتى يتركها عزلاء .شعر / عمر غراب
رأيتنى إذا يلوح المرتقى :
مسرّج الرياح ...
أسابق الندى ... بحضن شرفتى
و ها أنا أطارد الأسى :
بمخدعى المباح ...
مسافرا إلى سراب المشتهى ...
مغيّب الدروب ؛ هاجسى
يزورنى فى شهقة اللهاث ...
... ينحنى
يقطّع اللحون : أنتين ... أنتين !
و أحتسى كما مهرت المشتكى ...
ـ ملبّد الجراح ـ : نخب أوبتى
لكننى ... و عند صدر المنتهى ...
تعثّر الندا ...
و صادف الضياء : حنين ليلتى
فعدت لا أهاب :
شوارد المطر ...
و أسرع اللقاء ...
كأننى أحاول الفرار ...
فيسكن الصباح
و إنما إذا تعذّر القتال :
... جريت يا دمى ! .
شعر / عمر غراب
عيناك مجال مقتحم
و هواك طريق منسدّ
و حرير صباك على كفّى
ينسلّ كحلم ؛ يمتدّ
أتمنى قلبك يسحقنى
لا أحد قبلك أو بعد
و تمرّ جروحك تعرفنى
فأخاف غرامك أن يشدو
و طرحت تفاصيلا أخرى
حتى أتنفّس أو أعدو
ها أنت براح منفتح
يتسابق فى روحك وعد
أترواح بين بساتين
للهدب ؛ فيقتلنى الجهد
و لصمتك أشواق حيرى :
تتمنّع ؛ تصرخ ؛ لا تبدو
سأمان أقاوم أيامى
و الفجر الغاصب يشتدّ .
أفتديها مكلّله
و الفراديس مقصله
"مصر" أملت نداءها
فالتوابيت قنبله
أى حلم يعودها
نبض شوق و أنمله
إنه أجّ صبرها
و الجراحات مرحله
نهرها وردة الندى
غادر البوح عطّله
"مصر" عاشت و لم تزل
فتنة الحب و الوله
يشتهيها صعودها
فالأمانى مغلّله
خانها اليوم صبية
صوّبوا السهم مقتله
كيف راعوا جيادها
و اصطفوها لسنبله
ليت قلبى يردّها
لانتصار و منزله
آخر العشق مصرع
كيف تنسون أوله ؟ .
"كأنها …
كأننى …
وريقة لم تنثن
و نشوة من روحها
و كل شوق المؤمن
فإن صفحت عن دمى
أضمّها …
تضمّنى …
أكاد لا أروقنى
و أىّ درب مكمنى
غرست فى صباحها
حدائقا من فتن
حرائقى …
تعشقها
و قلبها يعقّنى
تكفّ عن قراءتى
لتشتهينى محنى
حروفها …
مملكتى …
فكيف يخبو وثنى
و قبل صمت المنتهى
تركت …
حتى شجنى
فتارة أسبقها …
و تارة تسبقنى
كتبتها …
لى وجعا
مؤرّقا وطنى
و قبضة من طينها
قصائد لا تنحنى .”