بني الأعْراب ما هذا الهوانُ
أما لكمُ بذي الدّنْيا مكانُ؟
خنعْنا فامْتطانا كلّ نذْل
فهلْ بالذّلّ قدْ عقِد القرانُ؟
أما في صفّنا أسَدٌ هصورٌ
به الأعْراض يا أهلي تُصانُ؟
أما في قوْمنا منْ نرْتجيه
ليوْم الخطْب إنْ طار الجنانُ ؟
بني الإسلام هذا يوْم كرٍّ
فلا يحْيا به أبَدا جبانُ
ألا هبّوا إلى العلْياء هبّوا
ليعْلوَ قدْركمْ ويُصانَ شانُ
فهذي القدْس في أغْلال ذئْب
فأيْن الأسْد هلْ خنعوا وهانوا
وهذي الأرض في كفّ الحيارى
لهمْ قدْ بشّ وابْتهج الزّمانُ
ونحْن بلا هالات عزٍّ
فكلٌّ في الأسى عانٍ مُدانُ
بني الإسلام قوموا واسْتفيقوا
وهبّوا هبّةً آن الأوانُ
ولا تُصْغوا لأيّ خطيبِ ذلٍّ
ولوْ غنّى بما طاب البيانُ
فلا نصْرٌ يُرَجّى دون سيْف
وإنّ العزّ يجْلبه الطّعانُ
لنا في عزْمكمْ أمَلٌ فسيحٌ
وفي أمْثالكمْ عقِد الرّهانُ
فلا تدَعُوا بني الآساد عرْضا
تُدنّسُهُ العبِدّى والْقيانُ
و إلّا فالزّمانُ لنا سيُفْني
ومنْ يبْقى فعقْباهُ الهوانُ
الوافر