ثنائية (ما قبل الحروف ..وما بعد الكلام ) منوبية كامل الغضباني & الوليد دويكات

ماقبل الحروف.........وما بعد الكلام

(54)

وأنا أحبّك ِ يا امرأة
غير النساء ْ
وأنا أحبّك ِ في الفصول ِ جميعها
في الصيف ِ ألمحُها تسير على الرصيف
وتميس ُ في قد ٍّ يداعبه ُ الحياء ْ
وكذا أرها في الربيع
فجمالها حقا بديع
كالزهر ِ في حقل المنازل والفناء ْ
وإذا دنى فصل الخريف
أشتاقها حد ّ الجنون ْ
وأحبّها ..
وأحب ّ ضحكتها التي
تلقي بها فوق الشفاه ...
أهواك ِ يا قمرا َ يفوق ُ بحسنه ِ
قمر َ السماء ْ
أما الشتاء ..
إن جاء يحملها إلي ْ
أنثى تسافر ُ في الغمام
وأحبّها ...
وأحب ّ ضحكتها التي تجتاحني
هي َ وحدها كل ّ النساء


الوليد

ماقبل الحروف.........وما بعد الكلام
55
قبلك
كان الرّبيع قاسيا
ما أينعت له زهور
وما غرّد عصفور
وما نامت فراخ في أأعشاشها
ولا بنت قبّرة بيتا لأحلامها
ولا أبعاد لحرفي ولا ايقاع
ولا غير لحن حزين تمجّه الأسماع
قبلك
لم يصبني هوى
ولم أهف للقاء
كم كتبت
وكم أحرقت
في النيران أوراقي
وكم مات بوح في أحداقي
واليوم
كلّ الحروف التي كتبتها لي
شبّت في دمي كحرائق
يخرج الحرف من الحرف
فيبحث القلب
عن الوجد في الوجد
حرفك أسرار
حرفك خفق أوتار
فلماذا نفترق حين إلتقينا
ولماذاينقص الفراق من أعمارنا
والحبّ فينا يبحث عن ناياته
ولماذا ترصد النهاية.حكايانا
فتحترق حروفنا في قمامةالذّاكرة...
فالحبّ عبر الحاسوب
متى التحم
احترق
نذهب نحن
ويأتي غيرنا
فيلعبون لعبتنا
ليظلّ الحب في قواميس اللّغة يستغيث
من وهم الوصال
ولكنّك يا سيّدي
تركت شيئا منك
في ذاكرتي
فكم سيكون قاسيا الربيع المقبل
أما الشتاء ..
إن جاء يحملها إلي ْ
أنثى تسافر ُ في الغمام
وأحبّها ...
وأحب ّ ضحكتها التي تجتاحني
هي َ وحدها كل ّ النساء

فأنت وحدك كلّ الرّجال
دعد

ماقبل الحروف.........وما بعد الكلام

(56)

أحببتها ..
سأحبّها ..
وأحبّها ..
هذي الجميلة ُ / والوقورة ُ / والشقية ُ في الحضور ْ
هذي التي يها فيها التناقض ُ كلّه
هي َ كم ْ تخاف ُ من َ الكلام ْ
هي َ لا تخاف ُ من الكلام ْ
هذي الودودة ُ / والجميلة ُ / والحبيبة ُ في الغياب ْ
هي وحدها دنيا الغرام ْ
اليوم َ أكتب ُ لا أخاف ُ البوح َ من شوقي لها
الآن َ أكتب ُ كل ّ شيء
قد بات َ يعصف ُ خافقي
هل تمنحيني قبلتين ْ قبل الرّحيل ْ
هل تمنحيني يا امرأة
حبا ً يكون لي َ الدليل ْ
ما كنت ُ أرضى بالقليل ْ
هل تمنحيني وردتين ْ
حتّى أشم ّ أريجها
وأراك ِ في عبق ِ الحنين ْ



الوليد

ماقبل الحروف .....وما بعد الكلام
57
هات ما تبقّى في ثرثرة كأسنا
فقد توهمنا الحبّ فأرجحنا
هات خياناتنا الصّغيرة
فمزن الكلام بيننا هطل
وهاج وماج القلب وحفل
واحذر أن يسمعنا واش
فنحرق
هل تمنحيني قبلتين ْ قبل الرّحيل ْ
فأنت في الحبّ جسور
وأنا يا مولايا خجولة
لو فعلت
سأنسى شفتيّ من حيائي منك
هل تمنحيني يا امرأة
حبا ً يكون لي َ الدليل ْ
ما كنت ُ أرضى بالقليل ْ
هل تمنحيني وردتين ْ
حتّى أشم ّ أريجها
وأراك ِ في عبق ِ الحنين ْ
أنا ظلّك منذ أن نبتت أقدامي في الثّرى
وبعد أن تنام الظّلال على عتبات المساء
ساجيئك بملاءة أمي
أردّد براءتي
فأنا لقَبلك لم أفتح أغلالي
وكي أعشقَك لابدّّ
من فجر غيرغائم
وليل بلا عينين
ولا بدّ
من وطن آمن
وزغرودة نصر
تحرسنا ......

حتّى أشم ّ أريجك
وأراك ِ في عبق ِ الحنين ْ



دعد

ما قبل َ الحروف ...وما بعد الكلام

( 58)

وحدي بحبّك ِ كم أبيت ُ أقاسي
أوجاع ُ قلبي ما لهن ّ أواس ِ

تهمي دموعي فوقَ خدّي حرقة ً
قلبي يحن ّ وقلبها ذا قاسي

كم ْ كان َ يوحشني المكان ُ ببعدها
وإذا أتتْ أكثرت ْ إيناسي

ألم ٌ بقلبي كم تزيد شجونه
كادت ْ تضيق ُ بشوقه أنفاسي

وظللت ُ أسأل ُ من يُجير ُ مُتيّما
يشفيه ِ من وجع ِ الهوى ويواسي

الوليد

[SIZE="4"]ماقبل الحروف .......وما بعد الكلام
59
يا رجلا طوّقني حرفه
لقد تمطّى اللّهب يُبس الحطب
وما عُدتُ أقوى على الكتمان
فشعرك قرنفلة تفتحت في دمي
وأصبح يهيم في الشّريان
يبذر الحبّ بما يكفيني
وعلى أجنحة الحلم يطويني
وحدي بحبّك ِ كم أبيت ُ أقاسي
أوجاع ُ قلبي ما لهن ّ أواس ِ
والذي بنفسي
أن حبّا على افتراض بنيناه
تناهى بنا
الى غبطة معقود بالروح صداه
فهل أذا سألتك
أن تحوّل قلبك إليّ
أسبغت هواك
وخيّمت عليّ
أم أنّ الحبّ ذاكرة نبشها حبرنا
ثمّ شرّعها الى غياهب النّسيان
فهل مابعد الكلام بيننا
أتحرّرمنّي
وأنسلخ يوما من (الأنا)
ويحرّكني طيني فأحطّ عند سلالتي
وأصرخ
يا (أنا )تعالي في الحبّ أفاوضك ...
تعالي أهادنك....
[/SIZ
دعد

ما قبل َ الحروف ...وما بعد الكلام

(60 )

نَزَل َ الستار ْ
ما عاد َ بعد َ اليوم ِ يجمعنا الحوار
كنّا هنا
كان َ الغرام ُ دليلنا
كنّا نبوح ُ كما نشاء
والآن َ معذرة ً فقد
نزل َ الستار
سيعود حرفي هامسا ً
لك يا جميلة في هدوء
سأبوح ُ في صمت ٍ وأدرك ُ جيدا
بيني وبينك يا امرأة
هذا الجدار
كنّا معا ً قبل الحروف
كنّا نحاول ُ أن نعانق َ ظلنا
بعد الكلام
لا تجزعي
يوما ً أتيتك ِ ناصحا ً
لا تعشقي يوما ً مسافر َ لا يعود
لا تبحثي في الدرب ِ عن أطيافه
أو تسألي عبق الورود
ليت َ الحروف َ تعيد لي
ما ضاع َ من نسق القصيدة والكلام
هذا النهار
نزل الستار


الوليد

الأستاذة الفاضلة / دعد

سعدت ُ بصحبتك في هذه الثنائية
وقد كان لي شرف الصحبة ، وأرجو أن لا أكون قد تجاوزت
حدودي في هذه الرحلة الماتعة الجميلة ..
كان حرفك في الموعد
وكان تفاعلك من الرقي والرفعة بمكان
شكرا لأنك قبلت هذه الصحبة ..وكنت الطرف الأجمل في ( ما قبل َ الحروف ...وما بعد الكلام )
وإحتراما لقرار سيدة النبع ، وإلتزاما بقوانين هذا المتصفح ، ها أنا أعلن إسدال الستار ...
لك ِ كل الخير أرجو
وحياة مليئة بالإبداع والإنتاج الثر ...

أطفيء القنديل بصمت ٍ وهدوء وأنسحب

الوليد

الأرض المحتلة

ماقبل الحروف.......وما بعد الكلام
61
نزل السّتار
والحرف ماقبل الحرف بيننا أكفان صقيع
فلا الصّبح صبح
ولا الطّيور تشدو على أفنانها
بلوعة تجافيها
وجاءت القصيدة بعد الكلام
تَشرُق في تجلّيها
وتَزرع ُإبتسامة
على غيوم الأمسيات
كان َ الغرام ُ دليلنا
كنّا نبوح ُ كما نشاء
والآن َ معذرة ً فقد
نزل َ الستار

لما الإعتذار
فالطّيور وأن شدت
لم تَغادر الأوكار
ولم تُغرها الدّيار
هي القصيدة بيننا ياصديقي
مُثيرة للأنواء
غدت بيننا ترقص
على أشرعة مراكبها

لا تجزعي
يوما ً أتيتك ِ ناصحا ً
لا تعشقي يوما ً مسافر َ لا يعود
لا تبحثي في الدرب ِ عن أطيافه
أو تسألي عبق الورود


أُفرغ الكلام من معانيه
وتساقطت مدن ُالعشق في القصيدة
والتحفت مآسيها
هل كان من بُدّ في ذي قول
لتترك بلقيس عرشها
وهي لم تأتك غازية
ولا أنت جئتها غازيا
فإن كنّا رسمنا معا ذات يوم
تباشير صُبح بيننا
وركبنا وهما سفائن عشقنا
فأنت وأنا
كتبنا أحرف من نُور
أنغامها
مقاطعها
شَهدُها
قلوب المحبين جميعا لا وجه لإثم فيها ولا لخطيئة
فكيف تأسف على قصيدتك
ليت َ الحروف َ تعيد لي
ما ضاع َ من نسق القصيدة والكلام
هذا النهار
نزل الستار

كيف ستنزع حروفها وقد قيلت
وها قد سَملت َعينيّ في القصيدة
وطلع البدرُ علينا باكيا
فهل تُرانا
تَركنا عروشنا
وجئنا هنا نختال لنُولد من جديد
فلا تتحسّر
فأنا إمرأة لا تتذكّر

الوليد الرّقيق
سعادتي أكبر بمرافقتك في هذه الثّنائيّة وقد كان الحرف بيننا حرّا طليقا ينزع نحو العلّو ...
كم وعيت برقّة حسّك وشاعريّتك المتدفّقة وكم رجّجتني بحرفك الموغل في بهائه
وكم كانت النّهاية قاسية وأنت تعلن إسدال السّتار ...
سأفتقد هذا الرّكن الذي أخرجني من فتور وركود خيّما عليّ بظلالهما وبالكاد تحرّرت
شكرا يا الوليد محبّتي وتقديري أيّها الرّقيق فأنت وطن شامخ وقلب وارف الظلال...
ومعا نعلن نزول السّتار وفقا لقرار سيّدة النّبع .آملة ألاّ أكون قد خرجت عمّا يستوجبه الإحترام لشخصك الكريم
دعد