كلما عطش القلب توزّعت أوردته تجمع الرّحيق من كؤوس نبضك..
هل تنحّت الأشواق جانبًا، حين راودها الغياب،
أم أنها اتكأت على ظلّ ليل بهيم يخطف ضوءها ونور القمر ويستبيح جماله..
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
هناك التقينا على شفة اللغة ، حين عزفتنا أوتار القصيدة،
وحيث الحروف محراب الشوق على لسان الأغنية،
وهي تردد الحنين للأمس كي يعود من رحلة الانتظار الطويل..
الكلمات تنطق الأمل على ضفاف ذاكرة تزهر أجنحة الربيع،
وتجمع رحيق الفصول من بين براثن الزمن..
لا طوفان بعد اليوم، ولا ريح عاتية على وجه الرؤيا..
ولا شيء يشبهنا في موسم الدفء..
أحلامنا نافذة تُطلّ من ضفة الأمس على شاطئ الفرح..
وحيث تقرع جدران الذاكرة الصماء من غيابها الطويل..
لتحمل الشمس من عيون الغروب قبل انكسارها،
وقبل أن تسقط في مرمى بلوغ الليل..
مثل أحلام البنفسج أرواحنا تزهو في الفصول المزهرة..
بلا عوائق ولا سياج ولا غبار رصيف..
بالربيع نحلم بلا رماد ولا رمال..
ونتراقص على رخام الذكريات كرقص النحلات على رحيق الزهر في أوج الربيع...
فهل ستخضرّ الرؤيا ويتحقق المصير فرحاً في سنابل العمر؟؟؟؟!!!
.
.
.
هناك تحت نخلة العراق، أقمت حروفي، وغرزت ساق قلمي بين أناملها علماً يرفرف بالقصيدة وطناً .. أكفكف دمعها بمنديل من لظى الصمت، كلما ناحت برُطبِها المرتعشة، وعذوقها الملتهبة من نيران بغداد، وهي تتسوّل الرجاء من ثغر السماء...
حين تبكي انشطار الحدود ، يهتز عرش القدس وجعاً ويوقظ في غزة حنيناً يقضّ الأحلام عزلة نيران تأكل بعضها، وصداها يفجّ أوردة الشام من انكسار حيلةٍ وهي تتكثّف رذاذ ضعف على رؤوس الأشهاد ، ويستنفر صهيل الخيول من شهداء الجزائر عصارات عهد جديد، لا صمت فيه ولا قيود ذلً وقهر..
كيف لها أن تهدأ وزوبعة الرمال تثور لخفوت الأقدام،
كيف أمسح عن خديها الغبار الذي علق بهما من حذوة
المعارك في ذي قار...
ونسجت من عيون القصيدة أوتار الجرح كي يعزفني ألحان الخلود
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
أراك بين أوراق قصيدتي الخضراء..
وأنت تمسح عنها كحل الليل المتراكم من ذاكرة التاريخ
ومن لسان الذكريات..
ترمّم أقدام الحلم الذي يتدلى من غصونها..
بعد أن غرز فيها البعد مسافات وجهه الأسود الشاحب..
وهو يتراقص على رخام الحروف اللاذعة..
أراك وأنت تمشي قطرات غيث مشبعة فوق زهوري المقدسة
كي تنسج من عناقيدها نوراً
يضيء لنا خزف الأيام المقبلة..ويقرّب أميال اللقاء..
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
تغرزنا الأيام في شفق المغيب..
والليل يعاتب البدر عند تمامه..
يرسم الأحلام في كبرياء..
يستلّ الجرح لونه بأكفّه الذابلة من بين أضلعي المقوسة..
يلطخ به وجه الضوء..وقد ملّ المشيب في غيمة الرحيل..
أيتها الريح لا تعبثي برمال الأنين..وبذور العمر ما زالت تحت الركام..
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
شمسي تتكوّر في بؤرة نبضك..
تقرأ على الضوء وِرْدَ طيفك...
لتفجّ الشوق أزاهير رحيق تذيب هذيان القمر ليلة العيد، وهو يقشّر طلاسم اللقاء على أطلال الرحيل..
كأنّ الوقت مخضّب بالبطء والغثيان، لم يُحسن مجاراة الدقائق وهي تلوك أفئدة الثواني، من وجع الأحلام المكدسة في تفاصيل الوحدة والعتمة..
لم تتقن العزف على نايات العشق، وهي تتعثر خجلاً في أكفّ القصائد المثقلة بالحنين..
مثل حبات المطر روحي، تنزلق من فوهة الكلام، كي تروي عطش القصائد، على حين غرة من وشوشة الدموع وهي تقارع نوافذ الغموض، في فقه لهيب الرحيل المعتق في ثغر الدجى..
يبتلّ ريق المساء من عبق السمر وهو يصافح الخيال بأيدي الذكريات التي تمسح عبرات الوقت قبل الضياع...
سأمشط جدائل الأسرار قبل أن تطفح بأجوبة النبض، وقبل أن تكشف دمع القلب ورسائله الضائعة..
سأحزم حقائبي عند الفجر بعد أن امتلأت بأكمام الزهور من بستانك الملوّن بالفرح والسرور، وأعيد ماء وجهي، من ضوئك العالق بين ثغور الروح..
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية