بلوت بني الدنيا فلـم أر فيهـم = سوى من غدا والبخل ملء إهابه
فجردت من غمد القناعة صارماً = قطعت رجائـي منهـم بذبابـه
فلا ذا يراني واقفاً فـي طريقـه = ولا ذا يراني قاعداً عنـد بابـه
غنى بلا مالً عن النـاس كلهـم = وليس الغنى إلا عن الشيء لآ به
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً = ولج عتواً فـي قبيـح اكتسابـه
فكله إلى صرف الليالـي فإنهـا = ستدعو له ما لم يكن في حسابـه
فكم قد رأينـا ظالمـاً متمـرداً = يرى النجم رتيهاً تحت ظل ركابه
فعما قليلٍ وهـو فـي غفلاتـه = أناخت صروف الحادثات ببابـه
وجوزى بالأمر الذي كان فاعلاً = وصب عليه الله سـوط عذابـه
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم = إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف = وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامته ؟ = والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح
أجود بموجودٍ ولو بت طاويـاً = على الجوع كشحاً والحشا يتألم
وأظهر أسباب الغنى بين رفقتي = لمخافهم حالي وإنـي لمعـدم
وبيني وبين الله اشكـو فاقتـي = حقيقاً فـإن الله بالحـال أعلـم